أوركيد

حين كان أربعة من أطفال عائلتي يلعبون أمامي أردت مشاركتهن وتعليمهن شيئاً في الوقت نفسه
نظرت إليهن وأنا أقول " لنلعب سوية , سأقوم بالرسم لكم وأنتم ستقومون بالتلوين ولكن من يبتدئ اسمها بحرف اللام لن تشاركنا اللعب!"
نظر أربعتهم إلي بتعجب ,ابتدءا ب لمى التي تكبرهم "سبعة سنوات" ومن ثم دينا "ست سنوات" إلى
لانا "خمسة سنوات" وحتى لمار الأصغر"ثلاث سنوات
التي لم تفهم إلا جزء الرسم وكانت سعيدة به

ابتدأت بسؤال دينا اخبريني باسمك وماهو أول حرف من اسمك؟
ابتسمت وهي تنظر الى صديقاتها وأجابت بثقة اسمي دينا وحرفي الدال
-حسناً سأضع أمام اسمك علامة صح

حولت ذات السؤال للانا وهي فتاة نبيهة جداً
ردت وهي تنظر بعيداً: اسمي لانا وحرفي الفاء
-متأكدة؟
-قالت "نعم" وهي تبتسم بدهاء
-اذاً لن يكون اسمك لانا سيصبح "فانا "هل اسمكِ فانا؟
أجابت: "ايوا" اسمي فانا
-إذا سأضع أمام اسمك علامة صح

سألت لمار :ما اسمك وماهو أول حرف من اسمك؟
- لمار وحرفي اممم اممم وظلت فترة تحاول تذكر أي حرف تسعفها به الذاكرة حتى صاحت فرحة
حرفي "بي"
-حسناا يالمار سأضع أمام اسمك علامة صح
فضحكت بصوت مرتفع سعيدة.

كانت لمى هي الأخيرة , سألتها السؤال المعتاد كالبقية
فردت بتخوف : اسمي لمى وحرفي اللام
-هل أنتِ متأكدة!
-نعم
-إذاً لن تشاركيننا اللعب!
-تجمعت الدموع في غينيها وهي تسأل :ليش والله حتى حرف اللام حلو
-حسناً سأعيد عليكِ السؤال مرة أخرى , مااسمك وماهو حرفك؟
صمتت حين كانت دينا ولانا يهمسون في أذنها "قولي حرف التاء-قولي حرف السين"
حتى أجابت بثقة هذه المرة أيضاً :
اسمي لمى وحرفي اللام

أكبرت هذه الطفلة الصادقة التي تعيش بمبادئ تخلى عنها الكبار
فلم تتزحزح عن قول الصدق ولم تخشى أن تطرد من اللعب
الحق أنني كنت أعدُ نفسي لإلقاء قصة عن تعليمية عن الكذب أمامهن في آخر اللقاء ولكنها كانت هي من بهرتني بدرس عن الصدق والأخلاق.
أشعر بالفخر أنها إحدى أفراد عائلتي.