مشاهدة تغذيات RSS

هَمَسَاتُ خَاطِرْ

حج [1432/2011] (2) : أحداث مزدلفة ..

تقييم هذا المقال
attachment

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

..

فكما قرأتم أحداث يوم عرفة :
حج [1432/2011] : أحداث يوم عرفة..
انتهت بغروب شمس ذلك اليوم
وفي مثل هذه الليلة تماما من العام الماضي
بدأت رحلة المسير الى المشعر الحرام .. الى مزدلفة..
وكما ذكرت سابقا حقيقة أني تركت الحملة التي خرجت معها
أصبح علي الآن التوجه الى مزدلفة مشيا على الأقدام كالحجاج الغير نظاميين
كانت الطرق المؤدية الى مزدلفة واسعة جدا
ولكن وعلى الرغم من اتساعها الا انها تضج بمئات الآلاف فلا ترى لهم نهاية ولا ترى لهم بداية
بدأ المسير .. الى مزدلفة والتي تبعد عن عرفات فقط .. 15 كيلومتر dead
سرنا على بركة الله ..سرنا وسرنا وسرنا .. اقتربنا .. واذا بلافتة المسافة المتبقية تقول 14كم
لامجال للركض أبداً فالازدحام شديد هناك من تركو الطرق المعبدة
وأخذو يمشون على الصخور والرمال على جوانب الطرق هربا من الزحام

لكن كانت تأتينا في بعض الأوقات طرقات .. اجبارية ..
احدها كان يتوجب علينا فيه العبور من تحت جسرٍ صغير ارضه مليئة بالرمال

فنزلت مع السيل البشري وعندما اصبحت تحت الجسر توقف السيل ..
واعتلت الرمال فلم نعد نستطيع التنفس لانستطيع التقدم ولانستطيع التراجع

كانت الأصوات تعلو .. بين من يتأوه ويتألم من الزحام..سعال وصراخ اطفال ..كان المشهد معتما جدا
شعرت بذلك المشهد وكأنه يوم الحشر ..
والله كان مؤثرا جداً .. اصبحت اشعر ان هذا هو يوم الزحام
حتى نسيت أمر الاختناق .. اللهم رحمتك بعبادك
بعد دقائق اتى الخلاص وبدأت الناس تتدفق الى الأمام وخرجنا
والناس منها من يكبر ومنها من يبكي كان مشهداً لا يصدق لم اتمالك نفسي معهم )":
في الطريق رأيت رايات لدول ما رايتها قط .. متنوعة كثيرة .. أمم من كل فج عميق..
كانت الحمامات واماكن شرب المياه منتشرة على طول الطريق.. وهذا ما ساعدني ولله الحمد
فكما ذكرت سابقا : فقد فقدت قارورة المياه الوحيدة التي احضرتها معي من الخيمة .. فقدتها على قمة جبل الرحمة
فكنت اتوقف لأشرب واكمل المسير
بعد مسافة ما يقارب السبعة كيلومترات بدأ بعض الحجيج بالجلوس جراء التعب وكنا كلما تقدمنا أكثر أزداد عدد الجالسين أكثر
اقتربنا من مزدلفة .. أصبحت الساعة قريبة من العاشرة ليلاً
كان الإنهاك باديا على الجميع فالمسافة لم تكن قصيرة
فجأة وقعت احدى النساء أرضاً .. فقد أغمي عليها من التعب
أخذ بعض الحجيج يشكلون دائرة حولها .. واحدهم يناديها والآخر يرش الماء على وجهها
ولكن من دون جدوى .. تذكرت احدى أرقام الطوارئ كان 998 اتصلت بهم فإذ هي الإطفائية nervous
قلت له انا حاج وقد وقعت سيدة هنا فيالطريق الى مزدلفة .. فتجاوب معي الأخ وأعطاني رقم النجدة
اتصلت بهم : اخبرتهم عن الأمر طلبو مني تحديد المكان بالضبط فنظرت حولي فوجدت لافتة كتب عليها مزدلفة 2 كم
واخبرتهم باحداثيات المكان
ثم تابعت المسير ..
وبعد جهد .. وصلنا الى مزدلفة وقد افترش الحجاج المداخل بالكامل
فلا طريق لدخول مزدلفة ابدا
واعني أبدا ><
فخرجت عن الطريق .. بصعوبة كبيرة
بداية مزدلفة عبارة عن جبال ومع انسداد الطرق المؤدية اليها
كان لابد من التسلق :|
تسلقت نصف الجبل الاول كان ممتلئا طبعا وصلت الى الجبل الثاني الأكبر نسبيا
نظرت الى مزدلفة فلم أجد مكانا لهرة حتى اجدا مكانا لي ):

على قمة هذا الجبل الكبير كان هناك بناء كبير نسبيا يتألف من طابقين وله سور وفسحة
لا علاقة له بالحجاج كان مغلقا ولكن كأنه كان للمراقبة فقط

.. فأردت التوجه اليه والجلوس بقربه فاستوقفني أحد الحجاج.. قال لي هل نحن الآن في مزدلفة ..
فنظرت فرأيت على الطرف الآخر من مزدلفة لافتة تذكرت أنني قرأتها عندما كنت في الأسفل كان مكتوب عليها بداية مزدلفة
كان الحاج يجلس بمحاذاتها بالضبط ..
فتبسمت له وقلت له أنت على الخط وعبرته الى ما بعد الخط المفترض وقلت له الان انا في مزدلفة (:

فضحكنا ثم ودعته واستمريت الى طرف الجبل الآخر
وصلت الى البناء على أعلى القمة : هناك بعض الحجاج وصلو البعض فقط .. لا رصيف للجلوس بقرب البناء ):
انا متعب ,جائع ,عطش ,لا امتلك شيئاً -_-
كنت ارى الحجاج وقد افترشوا الجبال وكل الأماكن ..
والمفاجأة أن الجميع معه اما فرش او حصر أو شيء يتمددون عليه بحكم انهم غير نظاميون
ولديهم شيء من الطعام وشيء من الماء
اما انا والذي انطلقت في البداية مع الحملة ..وتركتها فيما بعد .. فليس معي شيء )":
أصبحت الآن لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء .. لاطعام لاماء لابساط )":
فاستأذنت من أحدهم بأن يعيرني بساطه فقط لأصلي المغرب والعشاء.. فصليت ونهضت
وفجأة فتح باب من ذلك البناء وخرج منه رجلين (جزاهم الله خيراً (": ) خرج احدهم بكرتون فيه ماء واخر بكرتون فيه تفاح ..
وكما ذكرت لم يكن في القمة سوى حجاج قليلون فكانت هذه جائزة لمن وصل للقمة (:
أعطاني قارورة ماء وتفاحة .. وقتها شعرت بانني ملكت الدنيا .. ماء وطعام asian
بحثت عن صخرة لأجلس وجدت واحدة لابأس بها جلست ..
تناولت تفاحتي وانا اناظر الى الحجيج وشربت الماء .. وجلست لمدة طويلة..

آلمني ظهري فأردت التمدد
والمصيبة ان أرض الجبل وصخوره كانت ممتلئة بالأشواك ):
فلا صخرة ولا حجر الا بقربه نبتة ملئية بالأشواك المتطايرة
نهضت وبحث عن صخرة افضل فوجدت عدة صخور على طرف الجبل جمعتها الى بعضها وافترشت قطعة الإحرام العلوية
امتلأ احرامي بالأشواك التي يصعب نزعها
حاولت التأقلم وتمددت على الصخور وأنا أطل على الحجيج في مزدلفة وهم يتدفقون بلانهاية

استمر التدفق حتى ساعات الصباح الاولى
كان مشهدا لا يمكن نسيانه
كان الجو رائعا.. نسيم بارد جميل.. والقمر بدر ينير السماء .. وانت على قمة جبل (:
كانت الحوامات تحوم باستمرار من فوقنا حتى عندما غفوت اصبحت توقظني ><
لكنهم جزاهم الله خيرا كانوا يتابعون الحجاج باستمرار (:
في الساعة الثانية صباحا اتصل بي صديقي في الحملة واخبرني بانهم لتوهم وصلو الى مزدلفة .. فتفاجأت هم كانو في الحافلة ولم تصل الحافلات الا لهذا الوقت المتأخر
اقترب الفجر وحان وقت النزول
كان النزول صعبا جدا .. بصراحة
لا أعلم كيف صعدت الى هناك .. لأنني عندما أردت النزول لم استطع بحثت عن مكان سهل النزول فلم اجد
اكثر الطرق المؤدية زلقة ..
و بعد عدة انزلاقات واصطدامات نزلت ولله الحمد ..
في الأسفل كانت المعاناة أشد .. كون الزحام شديد ..
لكن بالنهاية صلينا الفجر وبدأنا الزحف الى منى والتوجه الى جمرة العقبة الكبرى في أول أيام عيد الأضحى المبارك
كل ذلك حدث في مثل هذه الليلة بالذات قبل عامٍ مضى
كنت في مثل هذا الوقت على سطح الجبل في بداية مزدلفة..


صور من الجبل الذي قضيت فيه ليلتي في مزدلفة
-----------------------
41a0cfcbd8a7f263b471e7f96b9c5d0b
-----------------------
1c9d3106e4489878a4d04701abf2150b
------------------------
8e4d6eec88766b3eb830e03a97dd16e8
-------------------------------

في أمان الله

أرسل "حج [1432/2011] (2) : أحداث مزدلفة .." إلى Facebook أرسل "حج [1432/2011] (2) : أحداث مزدلفة .." إلى del.icio.us أرسل "حج [1432/2011] (2) : أحداث مزدلفة .." إلى StumbleUpon أرسل "حج [1432/2011] (2) : أحداث مزدلفة .." إلى Google

تم تحديثة 04-09-2013 في 15:41 بواسطة ديم ‘ (شكراً لقلمك *)

الكلمات الدلالية (Tags): غير محدد تعديل الدالاّت
التصنيفات
اسلامية , عام

التعليقات


مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter