نبض احساس * وبعيونكـ رحمآات *
بواسطة
في 20-10-2012 عند 19:28 (1690 الزيارات)
بحر عطفك تسحر امواجه قاصدي له ..
يا فنار انوار وهاجه , ينور الليله
مرسى رحمه روحي تحتاجه و تلتجي له ..
قلبي ليك إسراءه و عراجه يا خليله
- يقول الاديب الفيلسوف برنارد شو
ان العالم احوج و في اشد الحاجة الي رجل في تفكير النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ،
( هذا النبي الذي لو تولي امر العالم اليوم لوفق في حل مشكلاتنا بما يؤمن السلام و السعادة التي يرنو البشر كلهم اليها )
’
عَطِّرْ مِدَادَك َ بسم الله يا قلمُ
واكتبْ فِداؤك ما خَطُّوا ومارسموا
وارْقُمْ على جبهةِ التاريخ قافيةً
أنا بها بين كلّ الشاعراتِ فَمُ
أَسْمِعْ صَرِيْرَكَ آفاقَ المدى جَذَلاً
وَتِهْ على الشِّعر أنت الصَّادِحُ الرَّنِمُ
عانِقْ بِحرفك هاماتِ العُلا شرفاً
بسيِّدٍ الخلق مَنْ يسمو به الكَلِمُ
اللهُ يا فرحةَ الأكوان ِ مُذْ بَزَغَتْ
أنوارُهُ بات ثغرُ الدَّهْرِ يَبْتَسِمُ
الحقُّ والعدلُ بعد الموت قد بُعِثا
بمبعثِ النور وانزاحت به الظُّلَمُ
مَنْ مِثْلُهُ طاهرٌ عَفٌّ وذو خُلُقٍ
مِنْ بَعْضِهِ تُسْتَقى الأخلاقُ والشِّيَمُ
الحلمُ والفضلُ من أنواره اقتُبِسا
وَمِنْ بقايا نَداهُ يَنْبُتُ الكرمُ
مَنْ حرَّر الناس من أغلالِ داهيةٍ
دهياءَ منها صروح العدل تنهدمُ
مَنْ شَجَّ بالعلم رأسَ الجهلِ فانحسـ
مَتْ أذيالُهُ فَهْوَ مبتورٌ ومُنْحَسِمُ
مَنْ أَصْدَقُ الناسِ قولاً غيرَ ذي هَزَلٍ
مَنْ أَفْصَحُ الناسِ لا عِيٌّ ولا فَدَمُ
أبو اليتامى ومَن ضاقت معيشتــهُ
غِنَى الفقيرِ به يُسْتَبْرَأُ السَّقَمُ
مشى على الأرض قرآنا ً مُصَوَّرةً
آياتُهُ منهجاً أسوارُهُ حَرَمُ
للهِ تلك الوصايا البيضُ ساطعةً
تكسو القواريرَ مجداً ليس ينثلمُ
مَن مِثْلُهُ أَنْصَفَ الأنثى وأَنْزَلهَا
منازلاً دونها الأعلامُ والقِمَمُ
جناتُ عدنٍ لدى أقدامهنّ فَلا
يُلَمْنَ إنْ نالهنّ العُجْبُ والشَّمَمُ
يا سيدي هاكَ حُبًّا لا حدود لهُ
لك المحبّة في الأجواف تضطرمُ
فداؤكَ المالُ والأهلون َ كلُّهمُ
فداؤك الناس إن جلُّوا وإن عظموا
واللهِ لو رامَ كلُّ الخلقِ مَمْدَحَةً
ما أنصفوك وإن قالوا وإن زعموا
أقولها وأنوف الكفر راغمةٌ
محمّدٌ خيرُ مَنْ تمشي به قدمُ
’,
النبوّة يمكن أنّ تثبت لشخصٍ بثلاثة طرق
أ- الاِتيان بالمعجزة مقروناً بادّعاء النبوّة.
ب- جمع القرائن والشواهد التي تشهد بصدق دعواه.
ج- تصديق النبي السابق.
إنّ نبوّة رسولِ الاِسلام صلى الله عليه واله وسلم يمكن أن تثبت بجميع الطُرُق الثلاثة المذكورة، وها نحن نذكرها بصورة مختصرة.
القرآنُ أو المعجزةُ الخالدةُإنّ التاريخَ القاطعَ الثابتَ يشهد بأنّ رسول الاِسلام صلى الله عليه واله وسلم قَرَنَ دعوَته بالاِتيان بمعاجز عديدة مختلفة، إلاّ أنّه صلى الله عليه واله وسلم كان يؤكّد من بين هذه المعاجز على واحدة منها، وهي في الحقيقة معجزته الخالدة، ألا وهي "القرآن الكريم".
فإنّ نبيّ الاِسلام أعلن عن نبوّته ورسالته بالاِتيان بهذا الكتاب السَّماويّ، وتحدّى الناسَ به، ودعاهم إلى الاِتيان بمثله إن استطاعوا، ولكن لم يستطع أحدٌ رغم هذا التحدِّي القرآنيّ القاطع أنْ يأتي بمثله في عَصر النبوّة.
واليوم وبعد مرور القرون العديدة لا يزال القرآنُ يتحدّى الجميع ويقول: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الاِنسُ والجِنُّ على أنْ يَأْتوا بِمثْلِ هذَا القرآنِ لا يَأتونَ بَمثلهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لبعضٍ ظهيراً﴾(الاِسراء:88).
وفي موضع آخر يقول وهو يقنع بأقلّ من ذلك: ﴿قُلْ فَأْتُوا بِعَشْر سُوَرٍ مِثلِهِ مُفْتَرَياتٍ﴾(هود:13)، ﴿فَأْتُوا بِسُورةٍ مِنْ مِثْلِهِ﴾(البقرة:23).
إنّنا نعلمُ أنّ أعداء الاِسلام لم يألوا جُهداً طيلة (15) قرناً من بدء ظهور الاِسلام من توجيه الضربات إليه، ولم يفتروا عن محاولة إلحاق الضرر بهذا الدين، والكيد له بمختلف ألوانِ الكيد، وحتى أنّهم استخدموا سلاح اتّهام رسولِ الاِسلام بالسّحرِ، والجنون، وما شابه ذلك، ولكنّهم لم يَستطيعوا قطّ مقابلةَ القرآن الكريم، ومعارضته فقد عجزوا عن الاِتيانِ حتى بآية قصيرة مثل آياته.
والعالمُ اليوم مجهَّزٌ كذلك بكل أنواع الاَفكار والآلات، ولكنّه عاجز عن مجابهة هذا التحدّي القرآنيّ القاطع، وهذا هو دليلٌ على أنّ القرآنَ الكريمَ فوق كلامِ البشر.
الاِعجاز الاَدبي للقرآن
كانت لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم معاجزُ مختلفة ومتعدّدة دُوّنَتْ في كُتُب التاريخ والحديث، ولكنّ المعجزة الخالدة التي تَتَلاَلاَُ من بين تلك المعاجز في جميع العُصُور والدهور هو القرآن الكريم، والسرُّ في اختصاص رسول الاِسلام صلى الله عليه واله وسلم ، بمثل هذه المعجزة من بين جميع الاَنبياء، هو أنَّ دينه دينٌ خاتِمٌ، وشريعَتهُ شريعةٌ خاتمةٌ وخالدةٌ، والدينُ الخالدُ والشريعة الخاتمة بحاجة إلى معجزةٍ خالدةٍ لتكون برهانَ الرسالة القاطع لكلِ عصرٍ وجيلٍ، ولتستطيع البشرية في جميع القرون والدُّهور أنْ ترجع إليه مباشرةً من دون حاجةٍ إلى شهاداتِ الآخرين وأقوالهم.
إنّ القرآنَ الكريم يتّسمُ بصفة الاِعجاز مِن عدة جهات، يحتاج البحث فيها بتفصيلٍ، إلى مجالٍ واسعٍ لا يناسب نطاق هذه الرسالة، ولكنّنا نشير إليها على نحو الاِيجاز:
في عصر نزول القرآن الكريم كان أوّلُ ما سَحَر عيونَ العرب، وحيّر أرباب البلاغة والفصاحة منهم جمالُ كلمات القرآن، وعجيبُ تركيبه، وتفوّقُ بيانه، الذي يُعبَّر عن ذلك كله بالفصاحةِ والبلاغة.
إنّ هذه الخصُوصية كانت بارزةً ومشهودةً للعرب يومذاك بصورةٍ كاملةٍ، ومن هنا كان رسولُ الله صلى الله عليه واله وسلم بتلاوة آيات الكتاب، مرةً بعد أُخرى، وبدعوته المكرّرة إلى مقابلته والاِتيان بمثله إن استطاعوا يدفع عمالقة اللغة والاَدب، وأبطال الشعر وروّاده، إلى الخضوع أمام القرآن، والرضوخ لعظمة الاِسلام، والاعتراف بكون الكلام القرآنيّ فوق كلامِ البشر.
يتبع : )