خيال ماطر

بذرةُ شجرةُ زيتون توسطت حديقةً صغيرةً لفلاحٍ فقير ،اهتم بها بما سخر الله له من إمكانيات لزرعها وسقايتها والاهتمام بها، وعلى رغم من ضعف بينته ،وقلة زاده.

كما يقولون إنّ الله لا يضيع جهد الصادقين حتى لو حوتها حديقة صغيرة،قلّ فيها كل الموارد لاستمرارها.

وبعد فترة صارت فيها شجرة الزيتون شجرة كاملة النضج في ثمرها ،ففرح الفلاح البسيط بذلك كثيراً،وقرر حصادها في صباح اليوم التالي .

وفي الصباح وهو يعدُ نفسه لحصادها ،وقد علت على وجهه ابتسامة الفرح،جاء إلى بيته في ذلك الصباح ،مجموعة من الشباب العابثين ،دخلوا حديقته، اثنين أمسكا بالفلاح من ذراعيه ،والبقية قاموا بقطع الشجرة،ثم قاموا بحرقها أمام ناظري الفلاح ،الذي كان يقاوم ويصرخ بصوتٍ باكياً ،وعندما انتهوا من فعلهم الشنيع رموه على الأرض ،وهم يضحكون بسخرية قائلين له كلاماً أشد قسوة عليه من منظر حرق شجرته أمام ناظريه..وبصوت متبجحٍ قالوا له :

-نحن هنا أسياد القرية..ولأننا أسيادها نعمل فيها ما نشاء ..فلن يحاسبنا أحدٌ على أفعالنا ..ولن يهتم لأمرك أحد ..لأنك

(ف ل ا ح) فقير وبسيط ..والكلُّ في القرية سينظرون لك بلا اهتمام ،وسيقفون في الأخير في صفنا،و بقليلٍ من الإدعاء الذي سوف نبرره سيصدقوننا...

مضوا في طريقهم ،والفلاح يبكي بحرقة على الأرض..وهو يردد قوله بقهرٍ:

حسبي الله ونعم الوكيل عليكم ..حسبي الله ونعم الوكيل عليكم ..

الله ينتقم منكم .. ولا ينصركم بعد يومي هذا ..

آمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــين ...

أخواني وأخواتي مثل هذه القصص كثيرة في عالمنا العربي المسلم ...

وكم من البسطاء الذين يظلمون من دون وجه حق،ولا يقف معهم أحد بالرغم من علمهم أنهم مظلومون !!

لهذا قلت لكم ...

لن أتعجب بعد الآن .. ما دام هذا (..) بيننا !!

(الظلم) يا جماعة صار سيداً يمتلك القلوب الضعيفة لتظهر أمامنا بوجوهٍ قوية ومنصفة وعادلة ،يتربعون المناصب
ويقولون نحن منصفون ولسنا ظالمون !!

قلت لكم لن أتعجب بعد الآن ..ما دام هذا (..) بيننا!! يأكل أفكارهم الخيرة ،ويجعل من ألسنتهم تنطق ما هو
يريده، ليظهروا أمامنا عادلون ونحن الظالمون..

أنهم يشبهون بشاراً كثيراً يظلم شعبه ويقتل أفراده ويحرقهم حرقاً أليماً ..ثم يظلم لسانه حين يبرر فعله بقوله
أننا نحارب الإرهاب من أجل دولة إسلامية مستقرة ..

أم هم فيحاربون الأفراد...

فرد ضد فرد يظلموه يحرقوه ثم يبتسمون ويضحكون ومن ثم يبررون ويا ليتهم ينجحون ..

كم أقنعة زائفة لبسوا ؟؟..لن تحصوا عددها صدقوني!!

برأيكم لماذا نلوم بشاراً فقط ??..وفي وطننا العربي ألف بشار وبشار يكذبون ويقهرون ويظلمون ..

لن تحرر أوطاننا مطلقاً ،ما دام فيها من يشبهونه كثيراً بس الخلاف في القدرة والإمكانيات..

عندما أرى ما وصل إليه عالمنا العربي شيء مؤسف،ولكن هذه النهاية متوقعة ولها أسبابٌ تدعم ما ألت إليه سوء الأمور..

فلسطين محتلة إلى يومنا هذا..64 عاماً في ظلال المحتل الإسرائيلي ،يفعل فيهم ما يشاء ..قتل ..تدمير ..اغتصاب بيوت أراضي ..أسر رجال ونسوة في سجون الإحتلال..وقصص مرعبة مستورة في العتمة ..ربي
وحده عالم بكل ما فيها ..

سوريا تحترق بنار الظلم ..والعالم عم يتابع المسلسل الحزين حلقة حلقة ..وما أحد يعرف نهاية هذه المسلسل ماذا ؟

وأفراد في الوطن العربي المسلم تظلم بعضها البعض بحجة السلطة والقدرة على ذلك ...

تعيش يومك تشاهد بعينيك كل شيء إلي يأكد لك أن أمتنا ما صارت كذا من دون سبب..لأن :

1-ناس تكذب وتأكد أنها صادقة معك ..وكأن الكذب والصدق صاروا أخوة توأم ..ما تعرف تميز بينهما ..

2-ناس توعد سوف تعمل وتعمل ،وقت الجد تختفي مثل الطيف ،وما عاد تلحق على شيء ..

3- ناس ترسم لك ألف صورة وصورة حلوة ،وقت الشدة ما يبقى إلا الصور البشعة ..

4-ناس تقول أنها مسلمة وأخلاقها بعيدة كثير عن الإسلام ..

5-ناس تجرحك وتظلمك وتقول لك هذا من كثر حبنا لك ..

6- ناس تضحك وتتسلى ولا يهمها شيء ،ولو عرفت أنك مريض وكأنها ما عرفت بالموضوع ..

7-وناس تقترب منك من شأن المصلحة ولما تنتهي تغيب مثل الشمس وقت الغروب..

8-وناس تهمل وجودك ..وما تهتم برأيك ..ولا تقف بجانبك لما تكون صغير ،ولما تكبر يلتموا حولك مثل النحل
على العسل ...

9-وناس تبني بيوت وتهدها لما تنتهي صلاحيتها ،وما تهتم لحظة واحدة بساكنين هي البيوت ماذا سيكون مصيرهم ؟؟!!

وناس وناس وناس ...يحكوا كثير وكلامهم يتبخر في الهواء فور نطقهم لحروفها...

حالنا العربي ما تدهور إلا أن الصور البشعة كمسلمين صارت كثيرة.. وعاشت الأخلاق السيئة في بيوتنا...

قلة من يمثل المسلمين خير تمثيل ،ولأنهم قلة صعب يؤثروا ويحرروا الأوطان من الظلم ،وينوروا الأفراد عن الإسلام الحقيقي..

ربي يصلح حال المسلمين إلى ما فيه خيرهم ..

وحسبي الله ونعم الوكيل على كل ظالم ...

حسبي الله ونعم الوكيل على كل ظالم ..

حسبي الله ونعم الوكيل على كل ظالم ..

كما تدين تدان ..ولكل ظالم نهاية ..

بوح من قلمي