مئة عامِ من العزلة ..,~
بواسطة
في 06-07-2012 عند 20:23 (2031 الزيارات)
.
.
.
هناك كتاب اسمه
‘مئة عام من العزلة’
يجذبني اسمهُ كثيراً وكلما ضاقت علي الأرض بما رحبت ، قلتُ في نفسي ’ مئة عام من العزلة’ ،
بالرغم من أن العزلة تبدو بعيدةً عني ، والآن أقول ملء فاه مئة عامٍ من العزلة ،
لأن من أريدُ أن أحتضنهُ وأبكي على صدرهِ يظن أنني أسعدُ سكانِ الأرض ، لأن أقربَ صديقاتي تدفعني بعيداً عندما تشعرُ بأنني سأنفجرُ باكية ، لأنني صنعتُ لنفسي صورة ذات وجهٍ أصفر مبتسم ، و لا يود أحد أن أتخلى عنها ولو لثوانِ ، لأنني حين أحزنُ أغضب و حين أغضبُ أدمر و الحطام لا أحدَ يستطيعُ جمعه ، لأنهم يظنون أنني أتقبلُ ما لا أريدُ أن أتقبله ، لأنهم يظنون أنني ضعيفة و أنني لن أقف لما أراهُ صواباً و أدافع عنه ، لأنني أظن أنني أستطيع أن أُسعد الجميع و لكنني أعلم أنني لا أسعدُ أقربَ الناسِ إلي ، لأن لا أحد يفهم ولا أحد يريد أن يفهم وأنا لا أريدُ إلا أن يتوقفوا عن التظاهر بالفهم ، لأنني أحببتُ يوماً بصدق وانكسرت و تركتُ الطرف الآخر مكسوراً أكثر ولم أهتم ، لأنني لا أحبُّ أحداً مثله و إن أردتُ ذلك ، لأن التضحية كانت هناك و الولع كان هناك ، لأن ذلك انتهى و هذا ليس إلا تحدياً و قهراً ، لأنني أعيش حكايةً مزيفة أنا أكبر كذباتها ، و سأبكي يوماً لأنها كانت لتكون أعظم حكاية -لولا قلبي الأعمى-، لأنني كما أنتَ لا أستطيعُ أن أنسى ، لأنني لم أكن أهتم عندما أعطي ولا تصل العطية ، كنت فقط أعطي لأنني لا أستطيع أن أتوقف ، أما الآن فأنا مجبرة ، إنسانيتي تجبرني ! ، لأنني لم أعد أتقبل النقد و لا النصيحة ، لأنني لا أستطيع إبعاد شخصٍ يحبني عني ولو كنتُ لا أطيقه ، لأنني بفقدي لذلك الحب فقدتُ بعض قوتي و فقدتُ اهتماماً أحببته ، فكل اهتمام بعد ذلك كان جميلاً ممطراً ، كل اهتمام بعد ذلك خدعني و خدعتُ صاحبه !
! وما الأمر إلا فاقدان يحتضنان بعضهما
ينتظران بعد هذا المطر بحراً !
لأنني أستطيعُ أن أشعر بالمئة في ثوانِ
لأنني برغم كل الحب الذي كان هنا يوماً و حدي الآن
لأنه ليس لنا إلا نحن
لأن العزلة كانت يوماً صديقتي
و الآن أعادتني لها
أقول
مئة عامٍ من العزلة
للأبد~
.
.
.