حديث مع الجدار ..
بواسطة
في 31-03-2011 عند 19:09 (6243 الزيارات)
جالسٌ بغرفته لا يراه أحدٌ غير اللُفافات التى يُشعلها تباعاً، و الكرسي ..
يتراءى للسقف أنه ينظر اليه، بينما كان هو يبحث عن أفقٍ ينفث ما سكن صدره من دخانٍ، ورطوبة الجو المُمطر ..
"أتدري كم هو مرير الشعور بأنك مُستهلَك ؟ هل جربت هذا كلَّ يوم ؟
إني أحمق ... الجدار لا يتكلم، كل الجدران لا يمكن لها أن تتكلم؛ باستثنائي أتكلم اليوم .
.. إني قوي ... مُذّ كنتُ صغيراً قالت لي الحياة " قف ! " .. الجدران تقف أيضاً، و إن اهترأت ..
كان عليّ اختيار أحد الأمرين جبراً:
أقف فأكون جداراً، أو أنام فأكون رصيفاً ... وجدت نفسي أصبحتُ جداراً لأموت " واقفاً "
لا يراني الذباب، ولا أتكلم ."
" الحياة تتكرر يا صديقيّ، .. ما حدث اليوم ، حدث قبل عام و أقلّ و أكثر ..
قد أراه بغيري، وقد يراه غيري بي ذات يوم
أنتَ أيضاً .. لابد لك أن تتحطم يوما ما كما شهدت تحطم غيرك ..
و أنتِ .. ستحترقين كما احترق غيرك من اللفافات .
يعتريني إحباطٌ ثقيل .. ودفء ... مهلاً أحرقتُ نفسي،
ستنطفيء .. الجدران لا تشتعل وإن كانت تحترق، ما من جدار اشتعل قبلاً .
إني جدار .. و أعلم تماماً أن عليّ السير دوماً ، لأني اذا توقفت، قد أصبح رصيفاً
لاشيء بي .. حينما تشرق الشمس سأبدوا لامعاً كأني لم أكن بالحياة قط
كأني جدار جديد أقيم الآن!
.
أرأيت .. إنك تهذي .. الجدران لا تتكلم، فلا تستمع .