أَبُثَيْنُ إِنَّكِ قَدْ مَلَكْتِ فَأَسْجِحِيْ
بواسطة
في 23-05-2012 عند 15:31 (12105 الزيارات)
.:مقدمة:.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
كيفكم كلكم ... ما شاء الله ثالث تدوينة ...
عالمرة جايبلكم قصيدة جميلة ومعبرة, وتحمل معاني كثير بين طياتها ...
وبإذن الله تعجبكم , رغم إني أعتقد إن أغلبكم عارفها ...
ورغم إن القصيدة من أيام الجاهلية, لكنها معروفة جدًا إنها جات في مبارزة شعرية ...
ولها اسم وهي كانت سلسلة مبارزات شعرية, قريت عنها كتاب والحين نسيتها ...
طبعًا القصيدة من الشعر الإسلامي, غزل عفيف ولله الحمد , بالرغم من أن خصم الشاعر لجأ إلى الغزل الصريح ...
الشاعر أكيد الكل عارفه , الي هو: جميل بن عبد الله بن معمر العذري
شاعر ومن عشاق العرب, وكان فصيح مقدم جامع للشعر والرواية...
.:قصة القصيدة:.
افتتن ببثينة بنت حيان بن ثعلبة العذرية ، من فتيات قومه. خطبها من أبيها فرده وزوجها من رجل آخر . فازداد هيامًا بها ، فتناقل الناس أخبارهما . وقال فيها شعرا رقيقا . أكثر شعره في النسيب والغزل والفخر وأقله في المديح .
وكانت قبيـلـة "عُذرة" ومسكنها في وادي القرى بين الشام والمدينة .
عرفت هذه القبيـلـة بالجمال والعشق , حتى قيل لإعرابي من العذريين:
"ما بال قلوبكم كأنها قلوب طير تنماث - أي تذوب - كما ينماث الملح في الماء؟ ألا تجلدون؟ قال: إنا لننظر إلى محاجر أعين لا تنظرون إليها.
قيل لأخر فمن أنت ؟ فقال من قوم إذا أحبوا ماتوا ، فقالت جارية سمعته: عُذريٌّ ورب الكعبة :فضائي:.
عشق جميل قول الشعر وكان لسانه مفطورًا على قوله فيقال أنه كان راوية لهدبة بن خشرم، وهدبة كان شاعراً وراوية للحطيئة وهو أحد الشعراء المخضرمين .
قصد جميل مصر وافدًا على عبد العزيز بن مروان، بالفسطاط، فأكرمه عبد العزيز وأمر له بمنزل، فأقام قليلا ومات ودفن في مصر، ولما بلغ بثينة خبر موته حزنت عليه حزنًا شديدًا , وأنشدت:
وإن ســلوي عــن جـميل لسـاعة مـن الدهـر مـا حانت ولا حان حينها
سـواء علينـا يا جميل بـن معمر إذا مـت بأســاء الحيــاة ولينهــا
وبس ~.~, هذا الي أتذكره ...
يلا بسم الله نبدأ ...
~.~.~.~.~.~
أبثينَ، إنكِ ملكتِ فأسجحي،
وخُذي بحظّكِ من كريمٍ واصلِ
فلربّ عارضة ٍ علينا وصلَها
بالجدِ تخلطهُ بقولِ الهازلِ
فأجبتها بالرفقِ، بعدَ تستّرٍ:
حُبّي بُثينة َ عن وصالكِ شاغلي
لو أنّ في قلبي، كقَدْرِ قُلامَة ٍ،
فضلاً، وصلتكِ أو أتتكِ، رسائلي
ويقلنَ: إنكِ قد رضيتِ بباطلٍ
منها فهل لكَ في اعتزالِ الباطلِ؟
ولَبَاطِلٌ، ممن أُحِبّ حَديثَه،
أشهَى إليّ من البغِيضِ الباذِل
ليزلنَ عنكِ هوايّ، ثمَ يصلني،
وإذا هَوِيتُ، فما هوايَ بزائِل
صادت فؤادي -يا بثينَ- حِبالُكم،
يومَ الحَجونِ، وأخطأتكِ حبائلي
منّيتِني، فلوَيتِ ما منّيتِني،
وجعلتِ عاجلَ ما وعدتِ كآجلِ
وتثاقلتْ لماّ رأتْ كلفي بها،
أحببْ إليّ بذاكَ من متثاقلِ
وأطعتِ فيّ عواذلاً، فهجرتني،
وعصيتُ فيكِ، وقد جَهَدنَ، عواذلي
حاولنني لأبتَّ حبلَ وصالكم،
مني، ولستَ -وإن جهدنَ- بفاعلِ
فرددتهنّ، وقد سعينَ بهجركم،
لماّ سعينَ له، بأفوقَ ناصلِ
يَعْضَضْنَ، من غَيْظٍ عليّ، أنامِلاً،
ووددتُ لو يعضضنَ صمَّ جنادلِ
ويقلنَ إنكِ يا بثينَ، بخيلة ُ،
نفسي فداؤكِ من ضنينٍ باخلِ!
تم...