مشاهدة تغذيات RSS

هَمَسَاتُ خَاطِرْ

دُنيــــا العصـَــافير

تقييم هذا المقال
attachment


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حال أعضائنا الأحبة في مكسات الغالي؟

أتمنى من الله أن تكونوا بخير



موضوعي بعنوان

dd97d73b05204948cdd47e416782eed0

العصافير .. من أجمل المخلوقات على سطح المعمورة

تستمتع برؤيتها

تراها منذ الصباح الباكر تسرح وتمرح وتداعب بعضها البعض بينما تجمع الطعام

أسأل نفسي هل ياترى خلقت في هذه الدنيا مجرد كمالية من الكماليات فقط

أم هناك عبرة ومغزى من خلقها؟

أظن انني أسأل سؤالاً أعرف إجابته مسبقا

طبعا هناك عبرة من خلقها

لكن السؤال الذي يطرح نفسه

ماهي تلك العبرة وماهو ذلك المغزى؟

فعدت بذاكرتي يوم أن كنت صغيرا

كيف كنت أركض خلف تلك العصافير محاولا إمساكها من غير جدوى

ثم تذكرت ما أخبرني به أبي عن طائر كان يتواجد في الحقول في فصل الصيف تحديدا يقترب من البشر كثيرا ويغريهم حتى يقدموا على مطاردته

وهنا أخذت أنسج عبرتي بنفسي وبدأت بهذا العصفور


عندما يراه الانسان يركض خلفه محاولا الامساك به لكنه ما إن يقترب منه للإمساك به يطير منه ويحط على مسافة منه

يريد تركه وشأنه لكن نفسه لاتطاوعه ويظل ذلك الطائر يمنيه بالإمساك به

فهو دائما ما يحطّ على مقربة منه محاولا إغراءه

وفي كل مرة يفشل هذا الانسان في الإمساك بذلك الطائر

ومع ذلك يعاود اللحاق به و يقول في نفسه : لعلي أمسكه هذه المرة

وبينما هو على تلك الحال وقد جعل الطائرَ نصب عينيه ولم يعد يدرك ما يمكن أن تطأه قدماه

وإذ بهِ يقع في حفرةٍ عميقةٍ فلا يقوى على الخروج منها فيفر الطائر منه دون أن يتمكن من الإمساك به

فيجلس ذلك الانسان المسكين في حفرته متألماً

وتبدأ مشاعر الندم باكتساحِ قلبه

ليقول يا حسرتاه ... ضاع وقتي وجهدي سدىً

ليتني لم أركض خلف ذلك الطائر.. ليتني لم أفعل

وبينما هو كذلك

عاد ذلك الطائر الى الانسان ووقف على شفا تلك الحفرة بحذر وأخذ ينظر إلى ذلك الإنسان ويدير رأسه يمينا تارة ويسارا تارة أخرى..

وبعد لحظات أصدر صوتا يوحي بالتساؤل.. وكانه يسأل هذا الانسان : مابك توقفت عن مطاردتي؟

وكأنه يريد أن يعود ذلك الانسان الى مطاردته

وكأنه كان مستمتعا بتلك المطاردة

و كأنه يستهزء به لعلمه بأنه لن يستطيع ان يمسكه أبدا مهما حاول..

رفع ذلك الانسان رأسه وأخذ يحدّق في الطائر

وعندها أدرك أن الأوان قد فات على الندم وحينها أجهشَ بالبكاء

بعد أن وقف الطائر لبرهة على شفا تلك الحفرة وبعد أن أيقن بأنّ ذلك الانسان لن يعاود اللحاق به

عادَ إلى المكان الذي وجده فيه ذلك الانسان

وهنا دارَ في خلد هذا الانسان بأن الطائر قد عاد ليغوي غيره باللحاق به

وتمنى لو أنه يستطيع الخروج من تلك الحفرة ليخبر الجميع بأن يحذروا من هذا الطائر وأن لا يحاولوا اللحاق به أو الامساك به

فإنهم لن يستطيعوا ذلك ولن يجنوا إلا الندم

مسكين ذلك الانسان

خسر خسارة كبرى

فلاهو أمسك بالطائر، ولاهو قادر على الخروج من تلك الحفرة..


تلك الحفرة هي القبر ،وذلك الطائر هو الدنيا.


حقا مهما حاول الانسان إدراك هذه الدنيا فلن يستطيع فأيامها معدودة وختامها حفرة مسدودة

ورغم ذلك ترى الناس تركض خلفها ولاسيما في عصرنا هذا الذي أصبحت فيه الدنيا في ازدهار لا مثيل له

فنراهم يلهثون خلفها وياللأسف حتى المسلمون قد أصبح حالهم كذلك

ونسوا بأن من يصبر في هذا الزمان فله الأجر العظيم

كان الحسن البصري كثيرا ما يقول :
" يا معشر الشباب ، عليكم بالآخرة فاطلبوها ؛ فكثيرا رأينا من طلب الآخرة فأدركها مع الدنيا ، وما رأينا أحدا طلب الدنيا فأدرك الآخرة مع الدنيا "


****

كنت أتناقش منذ أيام مع أخي صهيب وذكرت له بأن هذه الآية استوقتني:

{إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا
أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
}



حقا أصبحنا في زمن أخذت فيه الأرض زخرفها وأصبح البشر يعتقدون بانهم قادرون على فعل أي شيء فيها

إن الله تعالى قص علينا القصص في القرآن الكريم وأورد لنا الأمثلة الكثيرة وكل ذلك لكي نعمل عقولنا ونتفكر فيها ونعتبر منها

قال تعالى

{فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}


إن الله تعالى وهبنا نعمة العقل من أجل الوصول إليه ولا يكون ذلك إلا بالتفكر في مخلوقاته

فكم من مثال قرآني يخاطب أصحاب العقول: "يعقلون... يتفكرون .. يا أولي الألباب... أفلا تعقلون"

ومع هذا نجد أكثر أهل الأرض لا يؤمنون بالله وحده


فسبحان الله.. عجبا لعقولٍ وصل أصحابُها إلى القمر ..ومازالوا يعبدون الحجر ، وآخرون يعبدون البقر

فلله الحمد على أن كرّمنا و جعلنا مسلمين له، موحدين لألوهيته، مؤمنين برسله وبملائكته

فوالله إنها لنعمة لا يعادلها نعمة

ونسأله سبحانه أن لا يجعل الدنيا اكبر همّنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا وأن يجعل الجنة هي دارنا وقرارنا .. إنه ولي ذلك والقادر عليه



-------

ماكان من توفيق فمن الله وماكان من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان والله ورسوله منهما براء

حفظكم الله ورعاكم أينما كنتم

أرسل "دُنيــــا العصـَــافير" إلى Facebook أرسل "دُنيــــا العصـَــافير" إلى del.icio.us أرسل "دُنيــــا العصـَــافير" إلى StumbleUpon أرسل "دُنيــــا العصـَــافير" إلى Google

تم تحديثة 03-03-2012 في 15:48 بواسطة القلوب الدآفئـہ

الكلمات الدلالية (Tags): غير محدد تعديل الدالاّت
التصنيفات
غير مصنف

التعليقات

  1. الصورة الرمزية الخاصة بـ الكابوس المدمي
    جزاك الله اخي الفردوس الاعلى
    دائما مواضيعك معبره ومفييده
    جعل الله كل من يقرأ هذا الموضوع يتوب
    دائما مواضيعك ملائمه لعصرن وزمننا

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter