مشاهدة تغذيات RSS

Imp.To.Talk

الواحد (قصه قصيره )

تقييم هذا المقال
يتوقف الميكروباص علي جانب الطريق. يطل السائق من نافذته ليسأل فتاه عما اذا كان السريع مزدحم. لا تجيبه و تشيح بنظرها عنه. فتعلو وجهه ابتسامه. ينطلق الميكروباص من جديد. انتبه جيدا عندما تمر الفتاه بالقرب من نافذتي. اقدر انها في الاعداديه لها ملامح هادئه لا تلفت النظر لكن مع ذلك جميله. تجلس هناك مع الكثير من زميلاتها في زي المدرسه الازرق و الابيض. المدرسه بعيده عن القريه. ينتظرن ميكروباص فارغ لكن واحد لن يكفي ربما اثنين او ثلاثه.يجلسن تحت ظل شجره بالقرب من جامع.الكثير من الجوامع هنا. يكاد يكون هناك واحد لكل كيلو.اشك ان هناك ما يملؤها من المصلين.السائق يريد ان يتجنب السريع بسلوك طريق جانبي. لا يعجبني مظهره غير معبد و قريب جدا من مجري الماء. قد نسقط و انا لا استطيع السباحه سأغرق.و كأن الفكره انتقلت لمن حولي فاسمعهم يحتجون و يطلبون من السائق استخدام طريق اخري. لا يعارض و لا حتي لفظيا علي غير العاده منهم. ما الذي فعلناه لنيل رضاه ؟ يسأله راكب اخر عن اقصر طريق الي مكان لا اتبين اسمه و لا اهتم. انزل في البر الثاني و يسرع السائق بعيدا و كأنه اصبح اخف بمغادرتي. لماذا كان عليه ان يسلك الطريق الاخر ؟ بل لماذا هناك ازدحام ؟ الرياح قويه و الطريق كالتله يرتفع الي اعلي و يدي في جيب ستري و علي كتفي حقيبتي. الي اليمن اري احمد زميلي في الكليه يقف عند اساس بيت سيبني و في يده ورقه يقلب فيها اهو من هنا ؟ اتجاهله و اسير ضد تيارات الهواء العنيفه. يظهر من مكان ما علي دراجه عمر فتلتقي اعيننا فارفع يدي له بالتحيه فيفعل المثل و يبدو كانه علي وشك قول شيء لكنه يتجاوزني و لا التفت انا ورائي. علي ناصيه الشارع عماره اتنقل بين طوابقها بحركه سريعه من عيني. انتهي بنائها و علي التشطيب. هناك علي البر الاخر اري اعلي منها و ارقي. يعجبني تصميمها. هل ستمتلئ هذه العمارات بالناس ؟ بالتاكيد فنحن قدها و قدود. صوت في الخلفيه و كأنه يصدر من ظلام العماره علي الناصيه. ينادي علي ربما ” يا استاذ .. يا استاذ” اتجاهله لكنه يتابع الحديث. الرياح شديده و لا استطيع تميز ما يقول. اريد ان اعبر الطريق. لادا حمراء و ثلاثه تاكسيات تمر من امامي. الرياح ستقتلعني من الارض. اعبر بحذر لكن بسرعه. انظر الي الشارع الذي اتيت منه فلا اري احمد و انظر الي العماره فتبدو اكثر ظلمه و كأبه. السماء رماديه بلا سحب. اريد ان اوقف تاكسي. رجلان و طفل يمران من امامي. يميل الاب اعتقد علي ابنه و يقول له عايز اخ كمان فيضحك الرجل الاخر و يقول له : و ليه لا. يبتعدان عني و انظر الي يميني فاري الجسر قريب. فاقرر السير.

أرسل "الواحد (قصه قصيره )" إلى Facebook أرسل "الواحد (قصه قصيره )" إلى del.icio.us أرسل "الواحد (قصه قصيره )" إلى StumbleUpon أرسل "الواحد (قصه قصيره )" إلى Google

الكلمات الدلالية (Tags): غير محدد تعديل الدالاّت
التصنيفات
غير مصنف

التعليقات


مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter