مشاهدة تغذيات RSS

واسع الأفق

تشويش على الفطرة..!!

تقييم هذا المقال
الفطرة التي فطرنا الله عليها........الفطرة السليمة........فطرة الإنسان........يتسائل الكثير من الناس وأخص بالذكر ( العامة ) عن ماهية هذه الكلمة أو الجملة وما تعنيها في قولـه عليه الصلاة والسلام-: \"كل مولود يولد على الفطرة\" إنما أراد به الإخبار بالحقيقة التي خلقوا عليها، وعليها الثواب والعقاب في الآخرة إذا عملوا بموجبها وسلمت عن المعارض التي تقف في طريقها كل يوم بل كل ساعة ودقيقة بل كل ثانية إذا لم أكن مبالغاً ، الفطرة هي الإسلام وهي التي تقبل الطيب وتنفر من القبيح والخبيث وقيل الفطرة ملاك أمر الدين الذي ارتضاه الله لعباده وقد تشوب الفطرة بعض العوارض فتغير نقاءها وتفسد طبيعتها شأنها في ذلك شأن حواس الإنسان من سمع وبصر وتذوق إذا أصيب بمرض ، وبيان ذلك أن العقل صفحة بيضاء قابلة للنقش كالأرض تقبل كل غرس فيها من حنظل وفاكهة ، والنفس ترد عليها المعتقدات فتقبل ماتقبل وترفض ما ترفض فمن النفوس السليمة التي تقبل الخير وتحرص عليه لصفائها ونقاء فطرتها التي خلقها الله عليها ومن النفوس من أصابها الغيم بشهوات الحياة الدنيا فهي إلى الشر أقرب فتتلوث ، كما أن أغلب نبات الأرض يصلح للرعي والقليل منه سم لا ينتفع به ، وبعد هذا الشرح الشبه مطول وأنا متأكد بل على يقين بأن من يقرأ هذا المقال سيصاب بنوبة من الضجر مصحوبة مع كثرة التثاؤب هذا إذا لم يغلق الصفحة ويقول في نفسه ( اترك عنك الفلسفة ) أو ( ماناقصنا إلا إنت ) لكن هذا الموضوع لو تمعنا فيه بهدوء وحكمنا عقولنا كأناس مسؤولين أمام الله تعالى فيما نعمل وفيما نقول في هذه الحياة الفانية والتي بمقتضاها ننتقل جميعاً إلى الحياة الآخرة لكي نحاسب على كل كبيرة وصغيرة ، بدأنا نلاحظ كثيراً مسألة تخدش الحياء لدى أطفالنا ، وفي الماضي كنا نعاني من تخبطات المراهقين لأن حياتهم أو المرحلة التي يعيشونها كانت تنتهي إما بصلاحهم المرجو من ذويهم ومجتمعهم أو والعياذ بالله بانحلال في الخلق وفساد يعمي البصيرة ، لقد فتحت جبهة أخرى هي أشد وأقسى من موضوع المراهقة ، إنها الطفولة التي كانت تسمى بالطفولة البريئة وأعني بذلك من سن الـ( 5 إلى 10 ) سنوات ، قد يقول البعض منكم إن هذه مبالغة والبعض الآخر يقول رجاءاً لاتعمم ، لقد أثبتت دراسات متخصصة في شؤون الطفل تؤكد بأن أطفال هذا الزمن يختلفون إختلافاً ليس كلياً وإنما شبه كلي وتعد نسبة الإختلاف حوالي 86% عن أطفال ماقبل 20 أو 30 عاماً في السلوك والتفكير وحتى في المنطق ، فالطفل لم يعد طفلاً خاصة وقد أحاطت به كل سبل الوصول إلى مايريده من أفكار ومعارف جديدة حتى لو كانت تتعدى مرحلة إستيعابه وهذا يؤدي إلى مايسمى بالنضوج المبكر والمبكر جداً فيخسر بذلك طفولته وبراءته ولكي أوضح أكثر علينا ألا ننسى الطفرة التكنولوجية وسرعة عجلة التطور الرقمي وسهولة امتلاكنا لها وهذا لم يعد مقتصراً حتى على الأطفال ، أنت الآن في نزهة سواء كانت عائلية أو مع أصحابك تستنشق فيها الهواء النقي وتلاحظ من خلال تنزهك عدداً من الأطفال يحملون الهواتف الخلوية مصحوبة بكامل إكسسواراتها من سماعات وغيرها وتجدهم يتباهون بها بل ويتحدثون بطريقة لا تناسب أعمارهم الصغيرة في نظرنا وهم في نظرهم أنهم شبان راشدون أكثر من غيرهم ، وإياك وأن تنتقدهم أو تشكك في تصرفاتهم لأنها في نظرهم عادية وهي المتبعة حالياً في جيلهم ، فالطفل البريء أصبح غير مرغوب به في زمننا وأعني بأنه غير مرغوب بين أقرانه إذا لم يكن يتمتع بالحنكة والدهاء الذي يتمتع به الراشدون وإلا فسوف يجد صعوبة في تكوين الصداقات التي بدورها أصبحت أشبه بحل لغز صعب وهذا سيؤدي في النهاية إلى خلق فطرة غير سوية يشوبها الكثير من التشويش نسأل الله بها حسن الخاتمة .

أرسل "تشويش على الفطرة..!!" إلى Facebook أرسل "تشويش على الفطرة..!!" إلى del.icio.us أرسل "تشويش على الفطرة..!!" إلى StumbleUpon أرسل "تشويش على الفطرة..!!" إلى Google

الكلمات الدلالية (Tags): غير محدد تعديل الدالاّت
التصنيفات
غير مصنف

التعليقات


مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter