حلا الشام

*لاشك أن الغربة عن الوطن من أقسى أنواع الغربة لأنها تبعدك عن الوطن والأهل وكل ماتعلقت به ولكن غربة المشاعر أشدا وأقسى إيلاما لأنك تشعر بالغربة رغم أنك فى وطنك وبين أهلك وأصدقائك ومع ذلك تشعر بالغربة.
فهى غربة الأحاسيس بين أناس تعرفهم ويعرفونك تمام المعرفة..تختلط مع أشخاص لايفهمون ولا يقدرون مشاعرك…

*وماد فعنى الى لتطرق الى هذا الموضوع الذى يثير الشجون والألم هو أننى لاحظت أن أغلب من أعرفهم من أقارب أو أصدقاء أو زملاء يعانون من غربة المشاعر ..لان الغربة عن الوطن تنتهى بالرجوع الى الوطن أما غربة المشاعر فتظل حبيس جدرانها الى مالا نهاية ..وضحايا هذه الغربة هم على طول الحياة …
*صديقتى: متزوجة منذ ثلاث سنوات عن قصة حب قوية ولديها أبناء ولكنها الان تشعر بالغربة مع زوجها وفى بيتها .
*زميلى:لديه عمل وبيت ولكنه يشعر بالغربة فى بلده ويقول أنه يفكر فى السفر للخارج حتى يجد نفسه.
*صديقى: مدير فرع شركة ناجح فى بلده يفضل العمل 24 ساعة ..يقول أنه عندما لايعمل ويعود الى بيته يشعر بالغربة حتى أنه لايعرف من هو . ..
*أنا: أعمل فى مكتبى منذ أكثر من سنة وأقضى فيه من بداية اليوم وحتى نهايته ولى فيه ذكريات ولكن لظروف أنتقلت الى مكتب جديد ومنذ أنتقالى وأنا أشعر بغربة قاتلة نحو المكان والعمل وحتى المراجعين وكانى لم أكن أعرفهم … لانى أشعر بالحنين الى مكتبى القديم..
فتشعربغربة المشاعر..حيث يعتريك شيء لاتدري ماهو بالضبط شيء يغمرك من قمة راسك الى أخمص قدميك ..ويهمس في ذاتك انك غريب الى ابعد حدود الغربة بل قد يصل بك الحد الى انك غريب الى حد الجنون
يغرقك ذلك الخاطر يفقدك شعورك تتمنى لو كنت أنسانا أخر لتفر من ذاتك
ـ(انـــك غريــــب)ترافقك تلك الكلمه المزعجة اينما ذهبت واينما حللت.
تكتشف أن قلبك مثل الإسفنجة يمتص حزن الناس وألم الناس ووجع الناسلكن لا أحد في هذا العالم يراك من الداخل ..لا احد ينظر اليك بعين قلبه..ماذا بوسعك أن تفعل سوى أن تقف أمام المرآه ليطالعك صورة وجه غريب تراه للمره الأولى لكنك بالتأكيد تعرفه

وهذه تأشيرة دخول الى جزيرة الغربة..غربة المشاعر

عن الغربة ماذا أقول؟***ومنها تتهيج الأشجان

فيها الوحدة وليست واحده***وليست زاهية وهي ألوان

غربة عن الأهل والوطن***وغربة بين الخلان

فما أصعبهما من غربتين***نحياهما لايمحوهما نسيان

………………..

ولكن الحياة تستمر