|] خيالٌ متجسد [| فِي أَحْضَانِ غَيْم ..! (2)
بواسطة
في 12-07-2011 عند 20:18 (1514 الزيارات)
\\
خيالٌ مُتَجَسَّد ,..
’, ..
\\
الرؤيَةُ الثانية ..!
السَّمَاء !!.. أَجَنَّةٌ بَيْضَاء فِي بَعْضِ ازْرِقَاق ؟! ,أَم جَنَّةٌ زَرْقَاء
فِي بَعْضِ بَيَاض ؟!.. لَيْتَ شِعْرِي لُو كُنْتَ يَا أَمِينُ فِي مَوْضِعِي
هَذَا الذِي لَا أُرِيدُ عَنْهُ انْفِكَاكًا أَكُنَّا سَنَرَى مِنْكَ مُفَكِّرَةً سَمَاوِيَّة
عَلَى غِرَار رَائِعَتِكَ المُفَكِّرَة الرِّيفِيَّة ؟.. أَمْ أَنَّكَ كُنْتَ سَتَنْطَلِقُ
مُقَاوِمًا هَذَا السَّدِيمُ بَرَاحَتَيْك عَلَّك تَصْنع لِعَيْنَيْكَ فُرْجَةً فَتَرَى مِنْهَا
جِبَالَك التِي يَنْدَفِقُ النَّهَارُ عَلى مَبَاسِطِهَا , أَو لِتُحَيِّي مِن عُلُوِّكَ
عِلِّيَّتَكَ التِي تَنْهَضُ بَيْنَ الرِّيَاحِ الأرْبَع !! , أَو لَعَلَّكَ تَلْوِي عَلَى أَن
تُحِيطَ بِنَاظِريك الجَدْولَ الذِي يَلْتَفُّ عَلَى جَنَبَاتِ قَرْيَتِكَ كَأَنَّهُ
العُقْدَةُ الزَّرْقَاءُ عَلَى طَاقَةِ اليَاسَمِينِ! , أَو لَرُبَّمَا أَنْتَ مُتوقٌ
لِأَزَاهِيرِكَ التِي هِيَ أَشْبَهُ بِالجَمَالِ المَضْنُونِ بِهِ عَلَى غَيْرِ أَهْلِه
!! .. إلَّا أَننِي لَن أُطِيلَ التَّسَاؤلَ يَا أَمِينُ مَخَافَة أَن أَغْدُو مِنَ الأنُوفِ
التِي تَخْشَى دُخُولِهَا عَليكَ وانْغِرَازِهَا فِي كُلِّ طَارِئَةٍ وَمَسْأَلَة , بَل
وَمَخَافَة أَن يَلَحْق هَذَا المَنْظَرُ المُهِيبُ بِأَخِيهِ فِي تَنَاثُرِهِ وَانْقِضَاءِه
..! فَاحْتَفِظْ أَنْتَ يَا أُسْتَاذُ بفُؤَاد أَفَنْدِي وَقَرْيَتِهِ , وَأَمَّا أَنا فَالظَّنُ
يَغْلب عَلَى أَنَّ مَا أَرَاهُ سَيَحْبِسُ فُضُولِي عَنْهُ وَعَنْ أَيٍّ مِنْ
أَسْرَارِه .. !! أَمَّا أَنْتِ أَيَّتُهَا السَّمَاء ..!! فَوَاعَجَبِي لِطَيْرٍ يَشُقُّ عُبَاب
غَيْمك بِجَنَاحَيهِ , وَيَطْوِي مَسَاحَاتك الزُّرْق بِجَسَدِهِ الصَّغير ثُم يَسْتَمْرِءُ
العَوْدَة لِعُشِّه الضَّيقِ الخَشِن تَارِكًا هَذَا المَيْدان الفَسِيح الرَّحْب
للزَّعَازِعِ تُبَعْثِرُ أَرْكَانَهُ وَتُشَتِّتُ أَلْوَانَهُ ! , أَفتُترك رَمْزُ الحُرِّية
لِأَرْضٍ غَصَّت بِالظلم والظلاَم ؟!, أَوَ يُسْتَعَاضُ عَن هَذا النَّسِيج
البَدِيع الذِي لَم يُمسُّ بِيَدِ بَشَرٍ بَأرْضٍ خَرَب أَفْسَدَهَا الإِنْسَانُ بِطَمَعِهِ
وَأَحْرَق مَوَاطِنَ جَمَالِهَا بيديهِ لَيَبْنِي بِضْعَ عُشَشٍ ظَنَّا مِنْهُ أَنَّهُ يُحْسِنُ
صُنْعًا ؟!.. فَيَالعَجز الأول وفَسَادِ ذَوقِ الثاني !! وَلَكِن مَالِي أَنَا
ومَال الطّير والأرْض والإِنْسَان ..؟! أَوَلْستُ الآن فِي نَعيمٍ لَا يُضَاهَى
؟ ,أَتَوَسَّدُ البَيَاضَ النَّاصِع ,وَأَلْتَحِفُ الزُّرْقَةَ الرَّقِيقَة ,وأُلَاعِبٌ خُيُوطَ
الذَّهَبِ المُنْبَثِقَةِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ !!!,فَلَيِتَ لِيَ البَقَاء هُنَا أَبَدَ الدَّهْرِ .. أَو
لِمَاذَا أَبَد الدهر ؟!.. بَل لَيْتَ لِي البَقَاء فَقَط حَتَّى يَجن الليلَ بِظَلَامِهِ
فَأُحَيِّي رَفِيقَ مَن تَجَافَت جُنُوبَهَم عَنِ المَضَاجِع , صَدِيقِي المُقَرَّبِ
وَأَمِينُ آمَالِي وَأَسْرَارِي .. وَلِكِن هَيْهَات فَهَا هُوَ المَشْهَدُ المَرِيرُ يَتَكَرَّر
لِيَنْتَزِعَ مِنِّي هَذِهِ اللحَظَات الحَالِمَةِ التِي أُنَاجِي فِيهَا نَفْسِي الغَارِقَةُ
.. بَيْنَ أَحْضَانِ الغُيُوم ..!!
\\
............!!
"كَادِي"
.
.
التعليقات
