القانون الإسلامى والحكم الالهى فى الإسلام
بواسطة
في 09-07-2011 عند 04:03 (2310 الزيارات)
تعليقًا على جزئيّات من كتاب " الاسلام السياسى ، والمعركة القادمة " للدكتور مصطفى محمود رحمه الله ~
وهذا وصفى للكتاب كما وضعته فى موضوع " صيد الخواطر "
((الكتاب للدكتور مصطفى محمود , يتميّز بالجرأة العقلانية دون اى تسويف وانحرافات ، ويثبت الكاتب صحة رأيه دون اى تعصّب او تطرف ، ويبحث فى امور يتخوّف البعض من الخوض فيها ,, كما يتحدث طويلًا عن الاصولية الاسلامية , والفرق بينها وبين الاصولية الصهيونية والنازية والشيوعية والاشتراكيّة , وعوامل ظهور الاصولية الاسلامية الجهادية التى تتسم بالشدة والعنف ,,
ويُلاحظ القارئ الاملَ الذى فى قلب الكاتِب وامكانية نهوض الامة الاسلامية من جديد , ))
لا ارى فى الكلام ما يُرد على الكاتِب , فمهما كان القانون فى البلاد هى الشريعة الإسلامية , فالحاكِم يصيبُ ويخطئ ويحتاج لتقويم إذا اخطأ وتأييد إذا اصابَ , حتى ولو كان عالِمًا ربانيًّا ولا اريد ان اقول , حتى لو كان نبيًّا حتى لا يفهمنى احدُ بطريقة خاطئة .و الكلام الأخر السخيف الذي يرفض الدولة الإسلامية لأنها دولة دينية .. لم يفهم كلمة عمر بن الخطاب وأبي بكر وهم السادة والمثل .. حينما يقول الواحد منهم صبيحة بيعته : “إن أصبت فاعينوني وإن أخطأت فقوموني”. لا عصمة لحاكم إذن .. ولا حكم إلهي في الإسلام .. وإنما هو حكم مدني ديموقراطي يخطىء صاحبه ويراجع.
النبى صلى الله عليه وآله كان حاكِما معصومًا , يوحى اليه من الله , ولكن فى احيان , كان يشاور اصحابه فى اشياء لم يوحى اليه فيها , كما فى امور الحرب , وبما انه شاورهم بدون اى وحى فربما يصيبُ او يخطئ , وقلّة اخطاء النبى الحربية , انما من تأييد الهى ومدد ربّانى وصنع النبى على اعين الله فصارَ قائدًا حربيًّا ومخططًا فذًّا , بل اعظم قائد عرفه التاريخ .
كل دولة فى العالم تظن ان دستورها هو الحق فى التشريع المناسب الصحيح , وكونها دولة برلمانية نيابيّة لا يعنى تقليلاً من قيمة الدستور , فمهما بلغَ التشريع قمّة الحكمة فتحتاج الدولة لشورة " لا أخطأ من استشار " ,,
فمثال : عندما ذهب الرجلان ودخلا على داؤود عليه السلام , وفزعَ منهما , ثم طرحا قضيّتهما عليه عليه الصلاة والسلام .. اخطأ داؤود فى الحُكم , فلم يتلقى وحيًا للحكم بينهما , ومن البديهى والمؤكد تاريخيًّا انه كان يحكم بشرع الله , ويحكم بالتوارة النور الذى انزله الله على مسى عليه السلام ,, بل ان الرجلين قالا له " ولا تشطط " اى لا تظلم فى حكمك , وهو نبىّ !!
وقد فهمَ سليمان الحُكم وغفلَ عنه داؤود , كيف ذلك وداؤود نبى مُرسل ؟
السؤال الذى يطرح نفسه : كيف اخطأ النببى فى حُكم ؟ هل هذا تقليلاً او تقصيرًا من نزاهة التوراة وحكمتها الالهية ؟
بالتأكيد لا , فهى كتاب نورانى من عند الله , يهدى الى صراطٍ مستقيم , صراط الله .
وهذا ايضًا عندما قالها ابو بكر رضى الله عنه " إن أصبت فاعينوني وإن أخطأت فقوموني"
فإذا كانت الشريعة هى الإسلام , فلا يمنع الحاكم ان يخطئ , ويظلم ويفترى على الرعيّة ,, حتى ولاية الفقيه ، يصيبُ ويخطئ الحاكم
كما هو الحال فى المملكة السعودية وايران والدولة العثمانية سابقًا !!
ان الحكم الا لله ,, هذا صحيح ولكن الله لن يحكم فى القضايا بنفسه , تعالى عن ذلك !! بل وضعَ القانون فقط ليحكم اصحاب الفطرة النقيّة ,, ونحن لسنا كما فعلت الكنيسة الغربية فى العصور المظلمة الاوروبية , عندما كان يحكم البابا بالحكم الالهى , وكان يظنه الناس معصومًا لا يخطئ ، ولن اتحدث عن حال الغرب آنذاك , فالعصر اسم على مُسمى , عصور مظلمة .
اختلف معه جزئيًّا ,ومع ذلك فقد إجتهد النبي عليه الصلاة والسلام في فهم النص فلم يطبقه في الحروب , وأجتهد فيه عمر بن الخطاب فلم يطبقه في عام المجاعة .. وهي استثناءات لم ترد في القرآن , فضربا بذلك المثل على جواز الإجتهاد وجواز عمل العقل حتى في نص من نصوص الشريعة .. فما بال النصوص الأخرى التي لا تمس حكم أو عبادة
فهذا أمور لا يخوض فيها الا العلماء , وفى حال إقامة دولة إسلامية , سوف يتم النقاش فى امور الحد , الرجم والجلد وبتر اليد ,
لن نستطيع ان نُلغى حدًّا من حدود الله او نشفع فيه لكونه صارمًا , فقد وضع الله هذا الحد الصارم كى لا تُسرف انتَ ولا تسرق غيرك , فقد حذّر 6 مليار انسان وخوّفهم بهذا الحد كى لا يسرقوك !!
المصيبة ان العالم ينظر الى القانون الإسلامى على اساس انه دين , واذا تم تطبيقه يجب ان يتم تطبيقه على المسلمين فقط
الاسلام منهج لحياة الفرد والمجتمع ,
فماذا عن الدول الشيوعية , هل يتم تطبيق الشيوعية على الشيوعيين فقط ؟ والعلمانية على العلمانيين , والنازية - فى فترة حُكم هتلر - على النازيين فقط ؟ والاشتراكية الناصرية - فى فترة جمال عبد الناصر - على الناصريين فقط ؟
هذا كلام لا اصل له من الصحة , فالقانون الإسلامى قانون مستقل , مثله مثل اى قانون آخر , بنظرة محايدة .