مشاهدة تغذيات RSS

أطيـاف المُنى

رثـــاء الأندلــس

تقييم هذا المقال
attachment


السلام عليكم ورحمة الله


من أروع قصائد الرثاء في الأندلس

وكأنها تمس واقعنا الآن


لكل شيءٍ إذا مـا تـم نقصـانُ
•• فـلا يُـغرُّ بـطيب العيش إنسانُ
هي الأمـورُ كـما شاهدتها دُولٌ ••مَـن سَـرَّهُ زَمـنٌ ساءَتهُ أزمانُ
وهـذه الـدار لا تُـبقي على أحد ••ولا يـدوم عـلى حـالٍ لها شان
يُـمزق الـدهر حـتمًا كل سابغةٍ •• إذا نـبت مـشْرفيّاتٌ وخُـرصانُ


وينتضــي كــــلُّ سيف للفنــاء ولـــوْ •• كـان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان
أيـن الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ ••وأيـن مـنهم أكـاليلٌ وتيجانُ؟
وأيـــن مـا شــــــاده شـــدَّادُ فـي إرمٍ •• وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ؟
وأيـن مـا حازه قارون من ذهب ••وأيـن عـادٌ وشـدادٌ وقحطانُ؟

أتـى عـلى الـكُل أمــر لا مَرد له ••حـتى قَـضَوا فكأن القوم ما كانوا
وصـار ما كان من مُلك ومن مَلِك •• كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ

دارَ الـزّمانُ عـلى (دارا) وقاتِلِه •• وأمَّ كـسـرى فـما آواه إيـوانُ
كـأنما الصَّعب لم يسْهُل له سببُ •• يـومًا ولا مَـلكَ الـدُنيا سُـليمانُ


فـجائعُ الـدهر أنـواعٌ مُـنوَّعة •• وللـزمان مـسرّاتٌ وأحـزانُ
وللـحوادث سُـلـــوان يـسهلها •• ومـا لما حـلّ بالإسلام سُلوانُ
دهى الـجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له •• هـوى لـه أُحـدٌ وانـهدْ ثهلانُ
أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ •• حـتى خَـلت مـنه أقطارٌ وبُلدانُ


فـاسأل (بلنسيةً) ما شأنُ (مُرسيةً) •• وأيـنَ (شـاطبةٌ) أمْ أيـنَ (جَيَّانُ)
وأيـن (قُـرطبة)ٌ دارُ الـعلوم فكم •• مـن عـالمٍ قـد سما فيها له شانُ
وأين (حْمص)ُ وما تحويه من نزهٍ •• ونـهرهُا الـعَذبُ فـياضٌ وملآنُ
قـواعدٌ كـنَّ أركـانَ الـبلاد فما ••عـسى الـبقاءُ إذا لـم تبقَ أركانُ

تـبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ ••كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ
عـلى ديـار مـن الإسلام خالية ••قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما •• فـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ

حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ •• حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ


يـا غـافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ •• إن كـنت فـي سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ
ومـاشيًا مـرحًا يـلهيه مـوطنهُ •• أبـعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ؟
تـلك الـمصيبةُ أنـستْ ما تقدمها •• ومـا لـها مع طولَ الدهرِ نسيانُ


يـا راكـبين عتاق الخيلِ ضامرةً •• كـأنها فـي مـجال السبقِ عقبانُ
وحـاملين سـيُوفَ الـهندِ مرهفةُ •• كـأنها فـي ظـلام الـنقع نيرانُ
وراتـعين وراء الـبحر في دعةٍ •• لـهم بـأوطانهم عـزٌّ وسـلطانُ
أعـندكم نـبأ مـن أهـل أندلسٍ •• فـقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ؟


كم يستغيث بنا المستضعفون وهم •• قـتلى وأسـرى فما يهتز إنسان؟
مـاذا الـتقاُطع في الإسلام بينكمُ •• وأنـتمْ يـا عـبادَ الله إخـوانُ؟
ألا نـفـوسٌ أبَّـاتٌ لـها هـممٌ •• أمـا عـلى الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ


يـا مـن لـذلةِ قـومٍ بعدَ عزِّهمُ •• أحـال حـالهمْ جـورُ وطُـغيانُ
بـالأمس كـانوا ملوكًا في منازلهم •• والـيومَ هـم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ
فـلو تـراهم حيارى لا دليل لهمْ •• عـليهمُ مـن ثـيابِ الـذلِ ألوانُ
ولـو رأيـتَ بـكاهُم عـندَ بيعهمُ •• لـهالكَ الأمـرُ واستهوتكَ أحزانُ


يـا ربَّ أمّ وطـفلٍ حـيلَ بينهما •• كـمـا تـفـرقَ أرواحٌ وأبـدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت •• كـأنـما يـاقـوتٌ ومـرجـانُ
يـقودُها الـعلجُ لـلمكروه مكرهةً •• والـعينُ بـاكيةُ والـقلبُ حيرانُ
لـمثل هـذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ •• إن كـان فـي القلبِ إسلامٌ وإيمانُ




للشاعر/ أبو البقاء الرندي

أرسل "رثـــاء الأندلــس" إلى Facebook أرسل "رثـــاء الأندلــس" إلى del.icio.us أرسل "رثـــاء الأندلــس" إلى StumbleUpon أرسل "رثـــاء الأندلــس" إلى Google

تم تحديثة 30-12-2012 في 19:36 بواسطة AL EMPRATOOR

الكلمات الدلالية (Tags): ابيات شعرية, شعر, قصيدة تعديل الدالاّت
التصنيفات
الشعــر

التعليقات

  1. الصورة الرمزية الخاصة بـ Đя. G r α y
    والله ماأذلنا إلا بعدنا عن "الإسلآم" و إتبآع الهوى

    لكن هذا لايعني إنقطآع الأمل ,, فالأمل برب العباد كبير ثم بـ من بقي من صالحين ^^
  2. الصورة الرمزية الخاصة بـ s ά ι ч
    فعلاً والله ..
    هذه الابيات من أفضل ماقرأت
  3. الصورة الرمزية الخاصة بـ RŬKîĂ ღHěάяT
    الله ما احلى هل القصيدة sleeping
    تستحق القراءة ^0^
كتابة تعليق كتابة تعليق

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter