الفوضى .....هل هى ثمن الحرية
بواسطة
في 29-06-2011 عند 01:39 (2586 الزيارات)
بسم الله الرحمن الرحيم
اما بعد
ثورة مصر
ثورة سوريا
ثورة ليبيا
ثورة تونس
وثورة اليمن
والكثير فى بالطريق او ما توقفت فى منتصف الطريق
ففى هذه الثورات كانت برهنت او سوف تبرهن عكس جميع الحقائق حيث انهم حطموا حقيقة
اذا اراد دولة ان تتغير فى النظام فسواء ان يكون انقلاب عسكرى او احتلال عسكرى
ولكن الثورة المصرية والتونسية وما بالطريق
كسرت هذه التوقعات
فلم يكن الحقائق لتكف فى وجه المناضل
العربى سواء كانت فى وجه ديكتاتور
ارسخ فى عقلية الشاب والفتى انه الاب الكبير
البطل الكبير الرائع الذى من غيره ستكون هذه البلد فى اقسى عصورها .
ولنرجع الى عنوان النص فالموضوع
ليس اسقاط نظام او رئيس
او حتى وزير
ولكن الموضوع هو الفوبضى والحرية
كلمات مختلفتين فى المعنى ولكن مترابطين فى النتائج
فطبعا كل ثورة تهدف الى اسقاط نظام لن تكون عادية فلن يكون مثلا ثورة ثم تسقط نظام ثم بناء الدولة
هذا ليس "كرتون" ينتصر فيه الخير فى كل حلقة ويخسر الاشرار هذه الحياة الطبيعية
ولكل سقوط نظام يجب تليه اشياء كثيرة
مثل الانفلات الامنى
و سقوط الاقتصاد
واخيرا "الفوضى "
هذه الفوضى التى تأتى مع الحرية
فلا مما من شك أن القوانين وما سنه الإنسان من نظم عبر التاريخ، إنما كان محاولة لإيجاد الضمانات التي تحتقظ له بالحرية والحقوق، مع توزيع الواجبات ولتعرفه أيضا بدوره في المجتمع، والإنسان بطبيعته يحرص على تحصيل إكبر قدر من المصالح، مع أقل قدر من الخسائر.
وهذا نلاحظه في أبسط حركة الحياة فى دورة
"فالانسان" فى حياته
اليومية، وبما أنه ليس كائنا منعزلا، فحريته لا تتحقق بتصرف إرادي من جانبه وحده، وإنما هو كائن يعيش في مجتمع، ويخضع لدولة وما من أمة من الأمم عبر التاريخ، إلا وقيدت هذا المصطلح بما يتفق وفلسفة نظامها الاجتماعي، أي حرية في إطار القيم الأاساسية للدولة، فلا يوجد شيء إسمه الحرية المطلقة كما يروج لها أصحاب المنهج الشمبانزي، لذلك نجد كل تلك القيود والحدود التي يضعها الغرب نفسه في منظومته الثقافية على مفهوم الحرية، سياسية كانت أو ثقافية أو اجتماعية أو أيدولوجية، والتي تقف في مجموعها أمام كل ما لا يتفق واختيارات الغرب وتوجهاته، فالحرية إذا قيمة مسؤولة تتعامل مع الفرد على أنه عضو في مؤسسة اجتماعية منضبط بقيمها ومبادئها، ومن ثم لا مجال للحديث عن حرية مجردة باعتبارها أمر يخص الفرد وحده، فالإنسان ليس حرا، حتى في صميم خصوصياته، وهي الحق في الحياة. فليس حرا في أن يقدم على الإنتحار مثلا، أو أن يؤذي نفسه بأن يتعاطى المخدرات أو قيادة السيارة بتهور، أو حتى الإستماع إلى الموسيقى الصاخبة من مذياعه الخاص في جمع من الناس، وهو ليس حرا بالتأكيد في سلب أو إنقاص حرية الغير، فحرية الإنسان تبدأ من مدى مراعاته لحرية الآخرين لذلك، نجد الحديث عن أخلاقيات الحرية، والتي يجب التقيد والإلتزام
بها فليس اذا اسقطت نظام
فهناك تبعية لهذا
ولكن يجب علينا ان نسيطر على هذه التبعية
فيجب علينا وانا اتكلم على وطنى مصر
ان تقوم بالمظاهرات الفئوية
بلا اى سبب وعلى اتفه الاسباب
وقد تقول ما دعوة هذا بالموضوع
انا اقول انه له كل العلاقة به
لان كل انسان يرى مصلحته
فيقف عن العمل ويقطع الطرق
ويقول ان لم تفعل هذا فسوف افعل هذا
هذه ليست دولة مكونة من
انعدام الضمير فهذه دولة احتوت على حضارة امتدت الى خمس اللاف وما اغبانا اذا نفتخر بماضينا ولا نؤسس حضارتنا المستقبلية
أيها القارئ الكريم، عند عقلاء البشر أيضا لا تقاس الحرية كميا، بل تقاس بمدى نفعها وضررها، وإلا كان أحسن النظم هي التي تترك الناس سدى لا تأمر ولا تنهى، وهذا هو مجتمع الفوضى، والغابة الذي يسعى إلى تحقيقه كل من له علاقة بالشمبانزية، لذلك لا نستغرب حديث المفكرين على أن الحرية هي القيمة المستحيلة، وما كانت القوانين إلا لضبط الأمر، ووضع الحدود التي تقف عندها الحرية، حينما تتعدى حرية الآخرين، وتتجاوزها لذلك تسمى النواهي الإسلامية بالحدود التي إذا تجاوزها الإنسان وقع في ما يضره، وبإمكانك أن تتصورها، كالحدود التي توضع على جنبي الطريق فهي تحد من حرية السائق، ولكنها مفيدة له فهي تمنعه من الوقوع في الهاوية، أو في مكان سحيق، ومن هنا نجد الإسلام يعتبر الحقوق في الشريعة الإسلامية وظائف يستخدمها الفرد طوعا لخدمة المجتمع، وليست مجرد رخص يمارسها أو لا يمارسها، فقد آثر الإسلام أن يقيم المجتمع على مسؤوليات على أن يقيمه على حقوق، وفي المسؤولية إذكاء لإيجابية الفرد، ويقظة ضميره، وبعث حركة وئيدة نحو الصالح العام. فهكذا الحرية في المنظومة الإسلامية متوازنة، ففي الوقت الذي تؤكد قيمة الحرية للفرد، وتجعلها من خصائص كرامته، تضع له مبدأ التوازن بين متطلبات الفرد، ومتطلبات المجتمع حتى لا تطغى إحداها على الآخرى. فالمجتمع لا يمحو إرادة الفرد، ويلغي إعتباره، ولكنه يجعل إرادته للخير الجماعي.
وبوقفة أيها القارئ الكريم مع المقاصد الشرعية الخمسة، التي هي ضرورية في الإسلام نجد أنها لا تتحقق إلا بالحرية التي هي فطرة بشرية ومنة إلهية. فحفظ الدين أساسه عدم الإكراه في الإيمان به، إذ لا إكراه في الدين، ولا يتحقق إلا بحرية الإعتقاد، وهي الجزء الأساسي من حرية الإنسان.
وحفظ النفس لا يتحقق إلا بحريته في التصرف بجميع شؤون الحياة بعيداً عن الإكراه والاستعباد، فلا معنى لحياة إنسان مقيد في تصرفاته أو أسير رغبات سيده.
وحفظ العقل لا يتحقق إلا بحرية الاختيار فهو مناط التكليف وشرط صحة لجميع التصرفات ولا خلاف بين الفقهاء أن التكليف يسقط عن المكره وفاقد العقل.
وحفظ المال لا يتحقق إلا بحق الإنسان في التملك وحرية التصرف في أمواله وأملاكه بما يراه الشرع والقانون.
فى النهاية
ايها القارىء الكريم
انا لا اريد منك ان تقرأ الموضوع وتقفله
او حتى لا تكمله للمنتصف
وانا اعلم انه سوف يحصل هذا مع بعضكم
ولكن اريدك ان تفكر فى مقالى وتفكر مع نفسك
هل الفوضى ثمن الحرية
ام "نحن" نتحكم فى الفوضى
وهل نستحق فعلا ان تقول بنفسك نعم لقد حصلنا على حريتنا فلا بأس ببعض الفوضى
اقول لك ان اسف يا سيدى ولكن الحال ليس بهذه
الطريقة انما انت تحدد دولتك سواء على التقدم او التأخر .