مشاهدة تغذيات RSS

~Minato Sama~

:: قصه شيخ الإسلام ابن تيميه ::

تقييم هذا المقال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهsmile

كبدايه::

اسمحوا لي أن أورد قصه قصيره
حدثت في طفولة العالم الجليل شيخ الإسلام ابن تيميه...

قال الحافظ عمر البزار : " كان شيخ الإسلام ابن تيميه في حال صغره إذا أراد المضي إلى المكتب يعترضه يهودي – وكان بيت هذا اليهودي في طريق الشيخ - ، فكان يعترضه بمسائل يسأله عنها ، وكان الشيخ يجيبه عنها سريعا ، حتى تعجب اليهودي منه ، ثم إنه صار كلما اجتاز به يخبره بأشياء مما يدل على بطلان ما يدينه من دين اليهودية ،فلم يلبث أن أسلم الرجل وحسن إسلامه ، وكان ذلك ببركة الشيخ على صغر السن."

سبحان الله!!
أسلم على يده يهودي وهو طفل..!

صدق من قال ابن تيميه فريد من نوعه!

فمن هو ابن تيميه؟ وماذا نعرف عنه؟
وكيف كان صاحب هذه الكلمات التي تشهد له على صبره في الجهاد والدفاع
عن دينه التي قالها قبل أن يسجن:

( ماذا يصنع اعدائي بي !انا جنتي وبستاني في صدري اينما رحت فهي
معي .. ان معي كتاب الله سنة نبيه، ان سجنوني فسجني خلوة وان قتلوني
فقتلي شهادة وان نفوني فنفيى سياحة وان المحبوس من حبس عن ربه وان
الاسير من اسر هواه )...

أرى أن من واجبنا كمسلمين أن نعرف كيف كانت حياة علمائنا
بل وأرى ان من واجبنا عليهم أن نعلم كيف حافظوا على ديننا وجاهدوا
بأنفسهم واهليهم وأموالهم للدفاع عنه ..


وبما أن حديثنا عن شيخ الإسلام ابن تيميه
فسأصحبكم في جوله قصيره على حياته ولن اطيل عليكم باذن اللهsmile

سقطت (بغداد) في يد التتار، فأخذوا يخربون البلاد، ويأسرون العباد، والناس يفرون من أمامهم، وقد ساد الناس ذعر شديد..
وفي هذا الوقت العصيب وُلِد (تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيمية) في (حران) بالغرب من دمشق في يوم الاثنين 10 ربيع الأول 661هـ الموافق 12 يناير 1263م، بعد سقوط بغداد في أيدي التتار بثلاث سنوات.

وخوفًا من بطش التتار انتقل به والده إلى (دمشق) وكانت مليئة بالعلماء والمدارس، فأخذ يتلقى العلم على علمائها وشيوخها حتى وصل عدد شيوخه إلى (200) شيخ..!!

وتفوق (ابن تيمية) في دراسة الحديث والفقه والخط والحساب والتفسير وسنَه لا تتجاوز عشر سنوات!!
فقد كان الطفل الصغير (ابن تيمية) سريع الحفظ، قوي الذاكرة، حتى أدهش أساتذته وشيوخه من شدة ذكائه.

ولم يكن الطفل الصغير (ابن تيمية) كغيره من الأطفال يلعب ويلهو، بل كان يسارع إلى مجالس العلماء يستمع إليهم، ويستفيد منهم، ولما بلغ السابعة عشرة من عمره بدأ في التأليف والإفتاء، فاتسعت شهرته وذاع صيته، ولما توفي والده الذي كان من كبار الفقهاء في الفقه الحنبلي؛ تولى التدريس بدلاً منه.

كان الإمام (ابن تيمية) جريئًا في إظهار رأيه، مدافعًا عن السُّنَّة حتى سمي بـ(محيي السنة)..

عاش ابن تيمية فترة صباه أيام حكم الملك الظاهر بيبرس لمصر والشام الذي عُني بالجهاد في سبيل الله، فوقف (ابن تيمية) معه ثم مع السلطان قلاوون، وجاهد بسيفه ضد التتار الذين هجموا على البلاد، وذهب على رأس وفد من العلماء وقابل (قازان) ملك التتار، وأخذ يخوفه مرة ويقنعه مرة أخرى حتى توقف زحف التتار على دمشق، وأطلق سراح الأسرى.

وكان ابن تيمية قوي الإيمان، فصيح اللسان، شجاع القلب، غزير العلم، وكان وحده قوة عظمى يحسب لها الأعداء ألف حساب، فازداد الناس تعلقًا به، والتفافًا حوله، وظل ابن تيمية يقضي وقته بين التدريس في المساجد، وتبصير الناس بأمور دينهم، وبيان ما أحل الله وحرم، والدفاع عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم...
ولكن أعداءه ومنافسيه كانوا له بالمرصاد، فأوقعوا بينه وبين سلطان مصر والشام (ركن الدين بيبرس الجاشنكير) فنقل إلى مصر وتمت محاكمته بحضور القضاة وكبار رجال الدولة، فحكموا عليه بالحبس سنة ونصف في القلعة، ثم أخرجوه من السجن، وعقدوا جلسة مناظرة بينه وبين منافسيه وخصومه، فكسب (ابن تيمية) المناظرة، ورغم ذلك لم يتركه الخصوم فنُفِي إلى الشام، ثم عاد مرة أخرى إلى مصر وحبس، ثم نقل إلى الإسكندرية حيث حبس هناك ثمانية أشهر.

واستمرت محنة (ابن تيمية) واضطهاده إلى أن عاد إلى القاهرة حيث قرر السلطان الملك (الناصر محمد بن قلاوون) براءته من التهم الموجهة إليه، وأعطاه الحق في عقاب خصومه الذين كانوا السبب في عذابه واضطهاده، لكن الإمام (ابن تيمية) فضَّل أن يعفو عنهم !! وهكذا تكون شيم الكرام.

وظل (ابن تيمية) في القاهرة ينشر العلم، ويفسر القرآن الكريم، ويدعو المسلمين إلى التمسك بكتاب الله وسنة رسوله، ثم رحل إلى (دمشق) بعد أن غاب عنها سبع سنين..

وخلال وجوده هناك أفتى في مسألة، فأمره السلطان بأن يغير رأيه فيها، لكنه لم يهتم بأوامر السلطان وتمسك برأيه وقال: (لا يسعني كتمان العلم) فقبضوا عليه وحبسوه ستة أشهر، ثم خرج من سجنه، ورجع يفتي بما يراه مطابقًا لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
لكن خصومه انتهزوا فرصة إفتائه في مسألة شد الرحال إلى قبور الأنبياء والصالحين، فقد كان (ابن تيمية) يرى أن تلك الزيارة ليست واجبة على المسلمين، فشنَّعوا عليه حتى حبس هو وأخوه الذي كان يخدمه، ورغم ذلك لم ينقطع عن التأليف والكتابة، لكنهم منعوه من ذلك، فأرادوا كتمان صوت علمه أيضًا، فأخرجوا ما عنده من الحبر والورق، فلم تلن عزيمته ولم تضعف همته وتحداهم، فكان يكتب بالفحم على أوراق مبعثرة هنا وهناك، وكان من أقواله
(حبسي خلوة، وقتلي شهادة، ونفيي سياحة).

وقد توفي (ابن تيمية) عام 728هـ وهو على حاله صابرًا مجاهدًا، مشتغلاً بالعلم، وحضر جنازته أكثر من خمسمائة ألف مسلم،

وله مؤلفات كثيرة تجاوزت ثلاثمائة مجلد أغلبها في الفقه وأصوله والتفسير،
ومن أهم كتبه:
(منهاج السنة) ،(درء تعارض العقل والنقل) ،(اقتضاء الصراط المستقيم) ،
(الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان) ،(الصارم المسلول على شاتم الرسول) ،(الفتاوى الكبرى) ،(مجموع الفتاوى) ،(السياسة الشرعية في صلاح الراعي والرعية
).


هذا هو شيخنا شيخ الإسلام ابن تيميه...
رحمه الله وجزاه عنا وعن اللإسلام كل خير.



أرسل ":: قصه شيخ الإسلام ابن تيميه ::" إلى Facebook أرسل ":: قصه شيخ الإسلام ابن تيميه ::" إلى del.icio.us أرسل ":: قصه شيخ الإسلام ابن تيميه ::" إلى StumbleUpon أرسل ":: قصه شيخ الإسلام ابن تيميه ::" إلى Google

تم تحديثة 17-07-2011 في 19:23 بواسطة ~Minato Sama~

الكلمات الدلالية (Tags): غير محدد تعديل الدالاّت
التصنيفات
غير مصنف

التعليقات

  1. الصورة الرمزية الخاصة بـ ammeraal
    شكرا على المقال المفيد
  2. avatar623491_32
    العفو ياعزيزي
    وشكرا لمرورك^^
    تم تحديثة 28-05-2011 في 20:08 بواسطة ~Minato Sama~
  3. الصورة الرمزية الخاصة بـ sanbi kyobi
    حياة كلها جهاد .. باركَ الله فيك =)
    ، ورحمه الله شيخ الإسلام
  4. avatar623491_32
    جزاك الله خير
    وشكرا لمرورك الكريمsmile

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter