غَوْصٌ فِي الأَعْمَاقْ !
بواسطة
في 12-05-2011 عند 01:47 (2752 الزيارات)
تَمَلكَنِي رُعبٌ شَدِيدٌ يُحَاوِلُ السَيطَرةَ عَليّ ..
وَمُحَاوَلاتٌ شَتّى لِلخُرُوجْ مِن تِلكَ الحَالَة
لَكِن .. لا فَائِدَةَ تُرجَى مِن كُلِّ ذَلِكْ !
فَاليَأسُ وَالخِذْلانُ قَد تَمَلكَانِي كُلِّيَاً أَيضَاً .
لِيَجعَلَانِي أشْعُرُ بِخَوَاءٍ جَسَدِيًّ وَفِكْرِيّ
فَلَمْ أجِد أَيَّ سَبِيلٍ لِلنَجَاةِ سِوَىْ الِإنْقِيَادْ
وَلا سَبِيلَ لِلخَلَاصْ سِوَىْ الطَاعةْ المُطْلَقة .
لَمْ أعْلَم مَا الذِي فَعَلتُهُ فِي تِلْكَ الأَثْنَاءْ ..
فَوَجدتُ نَفسِي ضَحِيَّةً مِن ضَحَايَا الحُزنَ وَالخَوفْ .
كُنتُ أُحَاوِلُ الغَوصَ فِي ذَاتِي
بِمُحَاوَلاتٍ بَائِسة لِلخُرُوجْ مِن ذَلِكَ المُستَنْقع القَذِرْ
الذِيْ غَرِقتُ فِيهِ بِدُونِ وَعيٍ مِنّيْ !
وَلا أَزَالُ أُحَاوِلُ وَأُحَاوِلْ قَدرَ المُسْتَطاعْ
لَعَلَّ النُّورْ يَغشَانِي .. وَتُمَدُّ إليَّ يَدٌ تُخَلِصُنِي مِن هَذا .
وَلَكِن .. وَبَعْدَ زَمَنٍ وَجِيز .. بَدَأتُ أفْقِدُ الأَمَلْ وَأُحِسُّ بِأَنَّهُ غَيرْ مَوجُودْ !
فَذَلِك المَكان المُظلِم لَن يَصِلْ النُّورُ إِلَيهِ إِطْلَاقَاً .
لِذلِك عَليَّ الاِسْتِسْلَامُ لِهَذا الوَاقِعْ المَرِيْر .
ومُنذُ ذَلِكَ الحِينْ بَقِيْتُ وَحِيدَاً
أَشْخُصُ بِنَظرْي لِلسَرَابْ .. وَأعِيْشُ فِي الأَوْهَامْ
فَجعَلنِي ذلك ذَلِيلاً أُحسُّ بِمَعنَى الألَمْ .
فَضَاقتْ بِيَّ الدُنيَا وَضَاقَ عَليَّ الحَالْ
وَظَنِّيْ الوَحِيدُ فِي أَن يَأتِي مَن يُخَلِّصُنِي .. ضَاعَ مَعَ السَرابْ
وَتشتَّتَ مَعهُ أمَلِي الوَهمِيُّ كَبَقايَا دُخَانْ .
وَمرَّةً أُخرى عَرفتُ أنَّهُ لا فَائِدَةَ تُرجَى مِن كُلِّ ذَلِكْ
فَلا أنَا بِمُتزَحزِحٍ مِن مَكانِي هَذا أَبدَاْ
وَلا أنَا بِمُعَاوِد النُهوض مِن جَدِيدْ ..!
لِذَا .. أسلَمْتُ نَفْسِيْ لِوَاقِعْي المَرِيرْ ..
فَلَا مَناصَ مِن ذَلِكَ أَبدَاً .