سكينة
بواسطة
في 12-01-2023 عند 22:20 (508 الزيارات)
كما اعتدت ان افعل كل صباح، كنت أقف عند المحطة انتظر الحافلة تأتي لتقلني إلى الجامعة. لكن ذلك الصباح كان مختلفا قليلاً عن باقي الصباحات.
كان في الجو برودهٌ تنعش القلب والروح، و رذاذ في الهواء بقى من مطر ليلةِ البارحة.
فتحت فمي قليلاً و نفختُ في الهواءِ لتتشكلَ غيمةٌ من بخارٍ سرعان ما اختفت.
نظرت يساري، لافكر آه أخيراً وصلت الحافله.
من بين جمعِ الناسِ الكبير الذي دخل دخلتُ معهم.
كالعاده كانت المقاعد كلها ممتلئة، و كالعادةِ أيضاً اضطُررتُ الوقوفَ محشوراً بين حشد الناس. قلبت ناظري بينهم و من بين اكتافهم لأرى فتاة تجلس بجانب النافذة تشاهد الطريق واضعةً يدها على خدها. في وجهها كان هناك هدؤٌ و سكينة كنت قد نسيت أنهما موجودان. بهدؤ و فضول أخذت أُراقبها و أستشعر السكينة التي هي بها. على ثغرها بسمةٌ طفيفةٌ عذبه و بعينها نظرة توحي بأنها تفكر بشيء غير الطريق التي تعلقت عيناها فيه.
راقبتها بإهتمامٍ وتسائلت بنفسي مالذي جعل قلبها ساكنا و رسم على شفتيها تلك البسمة العذبة؟ لا أدري، لكنني أتسائل
بقيت أنظرها طول الطريق، و عند المحطة توقفت الحافله و نزلت هي، ذهبت ولكنها تركت في نفسي شعور الرضا و السكينة.
منذ ذلك اليوم حرصت على أن اخذ الحافلة بنفس الوقت، كي أراها، لكنني لم أستطع. لم ارها مجددا و كأنها تلاشت من الوجود.
بت الان أنا اجلس مكانها عند النافذه و أحاول ان استشعر السكينة التي كانت بها.
كانت كنسمة عابرة مرت بي.، تركت أثرها واختفت.
التعليقات
