مشاهدة تغذيات RSS

egypt man as

عزيزي البعيد جدا..

تقييم هذا المقال
عزيزي..

أرسل قلبي في طلبك، على عجالة من أمره، ولضرورة تحتمُ وجودك، حيثُ كتب في رسالته، على ورق من أوراقه الذابلة.. "عزيزي القريب، شاهدتُ ليلة أمس حلمًا بديعًا، رجل وامرأة، يمشيان معًا، كتفًا إلى كتف، وقلبًا إلى قلب، وظلا هكذا يمضيان في طريقهما، ثم قابلهما ريح عاصف، ولم تخطو خطوات أي منهما بعيدًا عن الآخر، وبعدها صادفا حُفرة كبيرة وعميقة، لكنهما استمرا وتجاوزاها، إيمانهما أن الحُب أكبر من أي عائق لم يخذلهما لحظة، وعلمهما بأن المُحب لا يرحل، لا يرحل أبدًا، هو شيء ثابت لا يتغير..

السماء شجرة أوراقها السُحب، والأرض شجرة أوراقها الإنسان، وأوراق القلب هي خطوات قلب من نحبه معنا، ليست تِلك التي نعيشها معه ذاتها، ولكنها تِلك التي تصبحُ وتمسي داخل قلوبنا، تبقى كأنها الأثر الوحيد الذي ناله القلب من سُحب الإنسان، والشخص الذي لم ير القلب سواه على الأرض، أليست السُحب من بُكاء الأرض في النهاية؟...

وإنك لتضرب القلب ضرب التلف، ومع ذلك، لا عليك، لنخرج من حدود البُعد الضيقة، لسماء الدُنيا أو لأرض القلب، فنجتمع كجناحي الطير فنحلق، أو لنسير في حلق الدنيا، لا أن تسير الدنيا في حلق القلب، ونبكي من الفرح، لا من الشوق!

تُبنى الذكريات من الأيام، والأيام تبني عمر الإنسان، وما الإنسان إلا ذكريات لا تُنسى، وأيام تمضي في سلام، لينتهي العمر ولا تنتهي الذكرى، فيمضي المرء إلى قبره، وتظل هي -الذكرى- باقية في خُلد المكان والزمان، عالقة بهم لحين يأتي البعيد، فيزول عطرها وترتمي في قلبه، لتبقى هناك إلى حين يموت، وإن لم يأت، ظلت هي عالقة، تسأل عن أحدٍ يقتلها، ولا تموت الذكريات إلا بخيانة الإنسان لها، أو بتذكرها على الدوام.. لأنها تُنسى، كما الإنسان في الأخير..

أرسل "عزيزي البعيد جدا.." إلى Facebook أرسل "عزيزي البعيد جدا.." إلى del.icio.us أرسل "عزيزي البعيد جدا.." إلى StumbleUpon أرسل "عزيزي البعيد جدا.." إلى Google

الكلمات الدلالية (Tags): غير محدد تعديل الدالاّت
التصنيفات
غير مصنف

التعليقات


مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter