الكمال المُحَال
بواسطة
في 02-09-2019 عند 23:17 (1188 الزيارات)
.
.
.
أطلقي عِنان الصُور
وجوبي أجمل المعالم
وحلّقي فوق ذلك القصر
كُوني ملكة بين حشدِ الملوك
واتبعي العدل فرضًا وأمر
انسجي أجنحة الخُيلاء
وقودي سربًا من أجيجِ الحق المُستعر
اهتفي لكل صمت ضليعٍ تجلّى
عند لحن الغيّ المُستشر
وقولي للواقع هذا الكَمال المُحال تبدّى
فمُحالٌ للحق أن يندثِر
دعي الحياة إن ضاقت حدودها
و انحصرت بين قيودِ البشر
أتلفي كل عناوينِ الواقع
وقولي للحلم تبًا
فلا حلم هاهنا مُنتظر
بين رُكام الوهنِ واللهو
وبين قولٍ حكيمٍ باتَ في السَطر
وانعمي بالوحدةِ في صفوِ الخيال
فلا أنس بين جُموع الكدَر
زيف الحياة بدا في أوج الزينة
وطوق النجاة سائرًا في عرَض البحر
كالتائه بين موج الضُلل
كالغاديّ فوق هاوياتِ الوِزر
اغرقي عند ساحل اليمّ
وكوني الثائر المُنتحر
والعني كل حُروف الرأفة
وكوني صخرًا بين موْج الفخَر
ألجمي كل ألحان المَساء السرمَديّ
وحطمي صهَاريج المجدِ المنكسر
مزقي أوراق العهدِ الغاشم
في حق كل إنسانٍ حرٍ مُنهدر
ثم اصمتي وتأملي
انزفي نبضا مُجلجلاً يأتيكي
سهمُ الصبرِ واعدًا بالنصر
إنني رغم فقد الكيانِ مُوجعٌ
مُكبَّل عن الصِياح في عُمقِ القهَر
فرّ البكاء وجف الدمع عن مقلةٍ
أجحظها غُثاء الفكرِ المُنصهِر
فتراكي طيفًا ساريًا بين الغرباء
يترنح فوق جسرِ الغدر !
فلا بُلوغ لأرض المجاباة المُعلّقة
بحبال الفقر المستَتَر
فتلك الأرض المَغزوّةُ
هجرها المَطر
وأعلن عليْها الوفاقُ الحظر
فالذنب لمن شاءَ مِنهم مُغتفر
أمَا الفَرضُ المُقتصِر
على رؤوسِ الضِعاف
لاينقضي مِنه الوَطر
.
.
.