فكرة نحو السماء
بواسطة
في 22-05-2019 عند 09:32 (1102 الزيارات)
>
>
أيها الطفل الجميل
ما بال نومك سريع هكذا
كان دوّي إجابته مهيبا
حينما قال
" وكيف عساه يكون ! وما من حلمٍ يُطيله ! "
ليس الموت في حقيقته ، مغادرة الروح للجسد فحسب ..
إنّما هو موتٌ أيضاً ... حين تكون الروح سجينة في جسدها الغضّ !
الموت الذي يخلفه صمت تامّ .. وعدم ... ذلك الشيء المؤلم الذي تقشعرّ منه أبدان البشر
هذا الموت المخيف لا يتحقق حينما تسافر أرواحنا لعالم آخر ..
بل يتحقق حينما .. يتيه جيل من الأطفال ، في متاهة من العدم
♡
لقد كان ذلك ثقيلا ...وملحّا جدا ! فهرعتُ من فوري إلى غرفتي ..نحو أشيائي وأغراضي
و كنت أدرك أنه عليّ أن أفعل شيء ..يجب أن أفعل شيء !
فلا يجوز أبدا أن أقف هكذا مكتوفة اليدين !!
وحينها وقعت عيناي على فواصل الكتب التي أحبّها ، فقطّبت حاجبيّ وتذكرت
فقد كنت أبحث عن طريقة لتطوير مهاراتي في صناعة فواصل كتب مميزة ، هذه الفواصل التي يعشقها الكثير ويقتنونها من كل مكان !
لمعت الفكرة في عينيّ ...و عرفت حينها الشيء الذي كان يتوّجب عليّ فعله
ألا وهو صناعة أجمل الفواصل فهو أكثر شيء أجيده في الحياة ..صناعة الكثير الكثير منها !
ومن ثمّ سأعلن رغبتي في بيعها وسأعلن للجميع أن ثمن هذه الفواصل سيكون لمساعدة الأطفال الفقراء
وبالفعل ..صنعت الكثير ، واشترى الناس أعدادا هائلة منها ...وحينها لم أعد أصنع بمفردي
فقد أحب الكثير مشاركتي في هذا العمل لجمع أكبر عدد من المشترين بهذه الطريقة وبالتالي عدد أكبر من أموال الخير
صنعنا الكثير وبعنا الكثير ..وبتلك الأموال النظيفة
قمنا ببناء مدرسة للأطفال في إحدى أطراف العالم البعيدة
لن أنسى أبدا ..كيف انهمرت بالبكاء و أحد أولئك الأطفال يحتضنني بكلّ حبّ وسعادة
أخذتُ بيد ذلك الطفل الجميل
وقلت ناظرة في عينيه الفارغتين
" تعال معي يا حبيب القلب
إلى المكان الذي لطالما انتظرك وانتظرته !
إلى ذلك الحلم اليقظ ..الذي ستشعّ به عينيك النابضتين "
أولئك الأطفال ، كانوا مثل النعيم ..لأمّة حزينة أذنبت في حقّ نفسها بالجهل والضياع ...
أولئك الأطفال ..
كانوا ترياق الحياة لهذه الأمّة ، و قد شعّ من أرواحهم ما أعاد أمّتهم للحياة !
♡
قال الله العظيم في كتابه الكريم :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۩
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حكاية حقيقيّة ..
شاهدتها في برنامج وثائقي يحكي ملحمة هذه الفتاة الطيّبة
عمل خيري قامت به فتاة مسلمة لا تزال في صفوف الجامعة...
عندما أعلنت رغبتها في حلم بناء مدرسة للأطفال الفقراء
كانت قد أجيبت بأنها صغيرة وأن عليها أن تنتظر أكثر
ولكنها شرعت في فكرتها لإحساسها بضرورة الأمر وقالت بعد أن حققت حلمها
..ما حصل حتى لو تخرجت وعملت وكبرت لم يكن بإمكاني فعله أبداً
ولكن بالتعاون وحبّ الخير بين الناس والسعي إليه
تحققت بفضل الله أجمل الأحلام
لقد قالت الفتاة بأنها لن تتوقف أبدا
عن الاستمرار في هذا الطريق
>