ذكرى الوأد.. (ذكرى وحيد)
بواسطة
في 13-04-2019 عند 23:57 (860 الزيارات)
الآن وبعد انقضاء ستّ سنواتٍ على مراسم الوأد التي شهدتُها وحدي
وصلّيت بها وحدي ودفنت بها الحقيقةَ المحرّمة وحدي
أعود لزيارة الضريح، وكلما زرته أظل أبكي وأبكي .... ثم أبكي لأنني بكيته
كنت قد حفرت قبره بيدين هزيلتين عانت الوحدةَ والسقمْ
ثم ناديته في أوجِ حزنه وهيجانه وأشدِّ خفقانه أنذرته
أن الوأد خيرٌ له ليحيى بعدها بكرامةٍ، وبصمتٍ وعدته
أن أرسم صورته بملامحه البهية وابتساماته السخية وأضع عليها إيطار الخلود الأبدي في ذاكرة النسيان
لكن يالهذا النسيان الذي خذلني..!
ثم أعاني بجسدي الهزيل الذي أثقلته الأحلام مخاض ولادته من جديد وأصطبر على بلوغه القمة مرة أخرى
ولكن أدركت أنه وإن عاد فإن الأحباءَ لن يعودوا والمكان لم يعد كما كان.
باردٌ موحش يزخر بتقاليد الذكرى المتدلية في تلك البقعة الضبابية..
نسيتُ التفاصيل وكل الطرقات وحطمت كل حجرات الودِّ
التي حفرتها في قلبي لكل من سمع همسَه أو رأى روحه الزاهية بصدقها
والآن أغذّي ذاكرتي التي انتحرت وجعًا بأقفيتهم دون أن يعلموا أن الذي رحل كان مجرد جسد أضاعه الطريق..
كيف لأكذوبةٍ أن تحمل الصدق في طيّاتها والنبل في غاياتها إلا أن تُغتال بغتةً
فلترقد بسلامٍ في ذاكرتهم ولتكن ذاكرتي عرشًا لك ونعشا...
عبورٌ مظلمْ وسكون مميت
13/5/2013