ابنة السيّدة كاكاو متار
بواسطة
في 28-03-2019 عند 15:12 (2005 الزيارات)
قبل مئات السنين
حيث الهواء رطب ودافئ
والأمطار لا تكفّ عن الانهمار !
كانت " ماما " هناك وحيدة ..أو لا
لم تكن كذلك ..
فلتعذروا غروري يا سادة ، لقد افترضت أن تكون ماما وحيدة فقط لأنني لم أكن برفقتها !
( لا يمكنكم لومي فأنتم سبب مباشر لما تحمله ذاتي من غرور تلقائي ! )
حسنا لنعد لأمّي الحبيبة
كانت هناك
ومن حولها شعوب الآزتيك والمايا والألمك وغيرهم ..
على امتداد العصور والأمكنة ..
من سكان أرض مكسيكو الكبرى ...
تتأرجّح من أغصانها تلك الثمار ، البيضاوية الشكل ، بألوانها المتتالية
المخضرّ والمحمرّ والبنيّ
صورة لماما.. كاكاو متار ^^
كانت ماما صبورة و حنونة ، لم تكن ثمارها ثقيلة جدا ، ولكنّها كانت جدا جدا كثيرة !
ولم يكن هذا الحِمل الوحيد عليها ، فقط كان عليها أن تنظر بمحبّة أيضا وباستمرار
للناس الذين كانوا يحومون حولها بسعادة !
لقد كانوا يعتنون بها أيضا ، ولكنها كانت تردّ لهم الجميل ، ولكنّها لا تفعله كواجب !
بل برغبة المحبّة والعطاء
والإنسان ..حساس وذكي ( ربما كانت ماما تعرف ذلك )
ولذلك فقد ازداد تعلّقا بها ، وبأصابعه نقش رسوما لها في زوايا حضارته القديمة
..في تلك الأرض
الدافئة والممطرة
ماما عندما تُزهِر ^^
وقبل حتّى أن تدقّ طبول الأخطار ، كان الشعب لا يزال يحتسي شراب الكاكاو اللذيذ !
الذي يحصلون عليه من إحدى أخواتي الكبريات ، بذور ثمار ماما !
كان شرابا باردا ...بنكهة البهارات الحارّة
لطالما كررت ماما هذه العبارة بصوت متأمّل حائر ، كما لو كانت تقاوم النسيان
" كان شرابا باردا ...بنكهة البهارات الحارّة "
وتحرّك الريح الدافئة أغصانها بهدوء كما لو كانت تومئ حزينة ...و مجددا تكررها كعادتها
كان شرابا باردا ...بنكهة البهارات الحارّة
بذور ثمار ماما ^^
وعندما اشتدّ صوت الطبول الخائفة ، كان الإسبان قد جاؤوا
لم يكونوا ضيوفا هادئين كالذين جاؤوا من قبلهم ( هكذا أخبرتني ماما )
ولم يدخلوا إلى أرضنا بأعين متسعة وهم يهتفون لنا بدهشة
" نحن حقا لم نتصوّر أن نجد أحدا هنا !!
ما رأيكم ببعض التجارة ؟
هل نتبادل بعض الذهب ؟؟ في حوزتنا أشياء لا تعرفونها ..ها مارأيكم ؟؟ "
لا لا ، لم يحصل أيّ شيء من هذا
هذه كانت قصص قديمة ، أو بالأحرى صارت قصص قديمة
فالوافد الجديد ، كان يرمي النار ..
لقد جاء طامعا في أرضنا !!!
حينها في تلك الأوقات ، قالت ماما ، إن الريح الساخنة كانت تدفع دموعنا نحو الانحدار
ساخنة مثلها !
كانت النيران والحرب باردة ، وجليدية ، بشكل غير مفهوم
نحن الشعب الدافئ ، كنّا في حيرة ..وفوضى كبيرة
وهطلت الأمطار ، كعادتها ، تزيل كما كل مرة ، مأساة وأحزان
وبينما كانت قطرات الأمطار تتهاوى من بين أوراقي وأغصاني بتثاقل وصمت
جاء بعض الإسبان إليّ ، ضغطت النسمات الرطبة في قلب جذعي
ولكنني كاكاو متار ، ظللتُ صامدة ، فأنا آخر ما تبقّى من شعبي
عاش الإسبان في أرضنا ، وكما تعرّفوا ( بطريقتهم ) على شعبي
تعرّفوا عليّ أيضا ..
وعلى أخواتك الكبريات اللاتي كنّ معي وعلى الدوام ملتصقات بي
و حينما اُسْتُخْرِجت البذور من ثماري ذات يوم ( وكما يحصل دائما )
تفاجأت من تقسيم البذور !
فنصف البذور ذهبت في اتجاه ، والباقي في اتجاه آخر !!
لم أكن أعلم حينها ، أنهم خلطوا البذور مع الحليب
وبطريقة ما ...
تمّ إرسالك لكافّة أرجاء العالم
ابنتي الصغرى ...التي تحمل اسم ( شكولاتة )
صورة لي رفقة بذور ماما
في نبرة أمي دائما ...هناك صوت حزين
ولكنّها فخورة بي ، هي وأخواتي
لقد أتيت إلى العالم في وقت سيء ، من حياة أرض أمي وشعبها
ولكن هذا الوضع ، لم يجعلني أبدا مكروهة من قبل عائلتي
فأمّي حنونة دائما ، كما كانت ولا تزال
وهي ليست من الذين يجعلهم الشرّ أشرار !
ماما تعرف الغفران ، ويكفيها أنني كنت سببا منها
في نشر السعادة في أرجاء العالم وكلّ مكان
إذاً ، فقد رفعتُ رأسها عاليا
وكنت بريدا حرا وطليقا
و محبوبا جدا
يخرج من الأرض التي احتضنت أمي
كنت الشمس التي تذيب قساوة الجليد
ولم يكن الوقت الطويل ليهمّني ، طالما الشيء حيّ في قلبي
وكيف لا أكون كذلك ؟ وأنا قد ورثت أفضل الأشياء من أمي ؟؟
فأنا أساعد على راحة قلب الإنسان وسلامته
لأنني مثل أمي " كاكاو متار "
أحتوي على قوّة تزيد مستوى الكولسترول الجيّد !
ففي زبدة الكاكاو توجد الدهون الأحادية غير المشبّعة
وكذلك هناك مضادات الأكسدة القوية التي تحمي البروتينات الدهنية من الأضرار التأكسدية !
لأنها جمعت بين القوة واللطف ، كانت ماما محبوبة في شعبها
ولأنني ورثت هاتين الصفتين منها
وكانت لي فرصة فريدة في البروز لشعوب أكثر و أكثر
فقد صرت محبوبة في كلّ العالم
ماما تقول أنني أساعد في توحيد العالم بمشاعر المحبّة المشتركة
ماما تقول وكذلك أخواتي الكبريات يقلن
إنهن فخورات وسعيدات رغم كل شيء وكل شيء
بالفرد الأصغر في العائلة
شكولاتة كاكاو متار
كلمة استدراكية من شكولاتة :
لديّ فوائد أخرى أيضا وأضرار كذلك
وعليكم أن تدركوا أنني لا أخجل من أضراري
فهي درس مهم للبشرية في ضرورة حسن التصرّف والتدبير
فإذا تصرّفت مع الأمور بشكل جيّد ، لن يصلك الضرر منها
و رغم أنه من المثير أن أُحَدِّثُكم هنا عن جميع فوائدي بمباهاة وحبور !
ولكنني لن أفعل ذلك !
فقد علّمتني ماما بأن السعي بشكل شخصي لإفادة نفسي وتدبير شؤوني
أفضل بكثير من استقبال المعونات والتدبيرات الجاهزة من الآخرين
لأنني في الحالة الأولى سأكون أكثر حريّة وعنفواناً
ولأنني أحبّكم كثيرا كما تحبونني ، فأنا أخبركم بنصيحة أمّي الثمينة هذه وأدعوكم للعمل بها
لذا ستبحثون بأنفسكم عن فوائدي ، وستتدبّرون بأنفسكم وتتيقظّون جيدا وأنتم تنتقون أدقّ المعلومات ^^
ليحفظ الله الكريم محبّتكم وسعادتكم جميعا
شكولاتة كاكاو متار
المصادر
_______________________
شبكة الانترنت