هل أنت واثق من ذكرياتك ؟!
بواسطة
في 28-02-2019 عند 22:06 (1173 الزيارات)
"لا يدهشني عدد الأشياء التي يمكنني أن أتذكرها بقدر ما يدهشني عدد الأشياء التي يخيل لي أنها حدثت "
كثيراً ما نسمع من صديقٍ لنا روايةة لموقف ما حدث معه ثم يأتي شخص آخر يقصّ نفس الموقف لكن بطريقةة أخرى و أحداثٍ مغايرة قليلاً , فنظن أن أحدهم يكذب و أضاف القليل من "البهارات" لقصته.
نعم لقد أضافها فعلاً لكن ليس متعمداً فهذا ما يظنه حدث حقاً , في الواقع من الممكن كلاهما لم يقولا الموقف كما حدث بحذافيره و كل منهما رواه لك يشكل مغاير عن حقيقته !.
من الأشياء التي يعتقدها الكثير من الأشخاص عن الذاكرة أنها تسجل كل شئ بحقيقته كما لو أنها كاميرا فيديو, ولو كان هذا صحيحاً لما واجهنا العديد من مشاكل النسيان و أيضا لما صعُب علينا تذكر الاجابات في الاختبارات !
فقد أثبتت الدراسات أن بعضاً مما نسترجعه في أذهاننا بعد فترة من حدوثها هو مزيج مشوش من الذكريات الدقيقةة مع ما يتوافق مع معنقداتنا و احتياجاتنا و مشاعرناا.
أيضا يصف علماء النفس الذاكرة بأنها "تخطيطية" بمعنى أننا نتذكر بعض الأشياء بناءً على المخطط المخزن في عقولنا و الذي كوناه من تجاربنا في الماضي و ما تعلمناه منهاا.
مثال على ذلك التجربةة التي قام بها الباحثان هنري روديجر و كاثلين ماكدرموت حيث قدما للمشاركين قوائم تحتوي على كلمات ترتبط جميعها بفخ يتمثل في بند واحد غير مدرج في هذه القوائم مثلاً : اطّلع بعض المشاركين على قوائم تضمنت هذه الكلمات :
خيط,دبوس,ثقب الابرة,حياكةة,حاد,طرف,وخز,قمع الخياط,كومةة قش,ألم,وجع,حقنةة
و الفخ الذي ترتبط به هذه الكلمات هو كلمة "ابرة" فوجد الباحثان أن 55% من المشاركين استرجعوا كلمةة ابرة على انها مدرجةة في القوائم وكانوا واثقين من ذلك بالرغم من عدم وجودها..
هذا يفسر أيضاً قدرتنا على قراءة فقرات بدون نقاط مثلاً أو بتغيير طفيف بترتيب حروفهاا.
تظهر خطورة هذه الذكريات المضللة في القضايا القانونية فربما يسجن برئ اعتماداً على شاهد عيان قد تشوهت ذكرياته,لذلك لم تعد المحاكم تعتمد اعتماداً كلياً على شهادة الأشخاص لحدوث القضيةة بل يكون الدليل الحاسم ملموساً كتسجيل كاميرا أو فيديو.
وأنت كذلك ربما لا يجب أن تثق بذاكرتك بنسبةة 100% ..
*تأثير مانديلاـ*
جاء الاسم من اصرار الآلاف من الناس على موت نيلسون مانديلا -رئيس جنوب أفريقيا سابقاً- في السجن في ثمانينات القرن الماضي ,اضافة الى التغطيةة الاعلاميةة لجنازته و تصريحات أرملته لكن في الحقيقة أنه كان في السجن وأطلق سراحه في 1990 و عاش الى نهايةة 2013.
فيونا بروومي الباحثة في الخوارق فسرت أن هذه الذكرى ناشئةة من الأكوان الموازيةة.حيث أن الوقائع تحدث في الكون الذي تعيش فيه ثم تنتقل الى كون مواز بتاريخ بديل ,لهذا ترفض ذاكرياتك القادمةة من الكون الأول الواقع الجديد.لكن علماء النفس يصفون هذا التأثير بأنه نتيجةة للذاكرة الخاطئةة أو تشوه الذكريات الموجودة.
أمثلةة أخرى:
1-ميكي ماوس : يتذكر الكثير من الناس أن لديه حمالات على سرواله لكن في الحقيقةة الحمالات لا وجود لهاا.
2-سنو وايت : يتذكر الناس الجملةة الشهيرة في فيلم سنو وايت "mirror mirror on the wall"
لكن في هي الحقيقة هي "magic mirror on the wall".
3-فلينستونز : الاسم الحقيقي هو فلينت ستونز..
4-بيكاتشو : كان يتذكر الناس أن لون ذيله يحتوي على لون أسود في نهايته لكن في الواقع أنه لم يحتوي على اللون الأسود.
ماذا عنكم,هل هناك أشياء كنتم تتذكرونها بشكل ماا ثم اكتشفتم أن ما تتذكرونه ليس صحيحاً ؟!