موت بطيء
بواسطة
في 28-02-2019 عند 01:09 (805 الزيارات)
موت بطيء
الجنازة قد انتهت،وها هو يقف محدقا بالقبر الحديث،ليتنهد بإكفهرار:
"لقد تجاوزنا الأمر!سئمت وتعبت من دفن أصدقائي!"
الحياة عبارة عن محطة قطار نحن الركاب والقطار هو العمر الذي يجري بنا ليستوقفنا في محطات كثيرة سواء شئنا ام أبينا
عند كل محطة يقف عندها ينزل إنسان و يركب آخر ليكون رفيق مؤقت لهذا الدرب الطويل لكن كل من صعد على متنه لم يكونوا كما أردتهم قط
عند تلك اللحظات لحظات الضعف و الوهن لحظات صراخ صامتة لحظات الشعور بالوحدة وثقل الجسد لحظات التعقيد والحاجة
لشخص تتكلم معه لروح تسمعك وتطبطب عليك او حتى تجادلك لكن هذا التكهن بنهاية العلاقات قبل بدايتها يجعلني انهي أحاديثي السطحية مع رفقائي بكل برود وكبرياء مقفر لأشيح نظري عنهم نحو نافذتي أحدق بتلك الشوارع البائسة لا أرى شيء سوى المطر , مطر غزير كأنه ينظف تلك الشوارع من ما تبقى من ذاكرة المارة
.
.
.
.
عند محطتي الأخيرة انزل من القطار وحدي مع متاعي الوحيد حقيبة صغيرة مليئة برفات لذكريات رفاقي ادفنها عند الشجرة العجوز النابتة عند مقبرة صغيرة على بعد بضع مترات من الجهة الخارجية الجانبية لبوابة الخروج
اطلب من الدفان ليكتب أبيات قرأتها سابقا لشاعرة تدعى "سوزان عليوان" على شاهدة القبر الحديث
لأنَ الصباح فقد لهفته
لأني تجاوزت رغبتي وأفرغت الكلام من كراكيبه الكثيرة
لأني بلا أصدقاء
قلبي وردة ظل
جسدي شجرة غياب
لأن الحبر ليس دماً
لأن صوري لا تشبهني
والقمر المعلق في الخزانة لا يصلح قميصا لروحي
انتهى