رفيقتنا ...فتاة درب التبانة !
بواسطة
في 12-01-2019 عند 09:19 (988 الزيارات)
وأخيرا حان وقت احتسائي لشرابي البنفسجي المفضّل
في الحقيقة لست لأنني دقيقة في مواعيد تناول الأشياء التي أحبها !
أبدا أبدا ..بل خوفا من نفاد محصولي من هذه الأشياء خصوصا وإنني لا زلت في الطريق عائدة إلى بيتي لقضاء عطلة نهاية الأسبوع و ...
أقطع كلامي معكم ملتفة إلى النيزك الذي مرّ مسرعا
" هي أنت ! ألف مرة أقول لك لا تسبب في نفض غبار المجرّة عليّ !! "
أقول ذلك وأنا أسعل وأنفض الغبار عن ثيابي
ليس لأن غبارها سيء ، ولكن الأمر كالماء سننزعج ممن يسرعون في طريقهم ناثرين علينا المياه يبللون ثيابنا ووجوهنا !
أوه ! كنت قد استغربت لوهلة ولكن هذا طبيعي
تحدّقون فيّ بريبة وكلمات مثل النيزك والمجرّة تدور حول رؤوسكم بعجب
في الحقيقة أنا لست من الأرض ولكن هذا لا يعني أننا غرباء انتبهوا !
فحتى لو لم أكن من الأرض فنحن من وطن واحد ، تجمعنا مجرّة واحدة
لا شكّ أنّكم تعرفون مجرّتكم جيدا ، أليس كذلك يا أصدقائي الأرضيين ؟
ماذا ليس كثيرا !
أوه لا بأس ، إذا فالقدر جمعنا لنتحدّث عنها قليلا
قليلا فقط ! لأنني مرهقة كما تعلمون لسبيين
1- أنني في آخر يوم عمل في الأسبوع لا تتخيلون كم أتمنى الوصول إلى بيتي والغوص في راحة مريحة
2- وثانيا إنني أجاهد وأتحامل على نفسي للعودة إلى بيتي قبل الاستلقاء على أي جسم سائر من حولي في مجرّتي العزيزة
وتعرفون جيدا كم أن هذا سيكون سيئا لأن ذاك الجسم سيأخذني حيث يذهب وقد لا يكون موطنه مناسبا لطبيعتي وقد أعاني كثيراً
ولكن بطبيعة الحال الحديث معكم سيسليني بعض الشيء ويشغلني عن تعبي
فأنا الآن كما تعلمون
في درب التبّانة
مجرّتي الأم ومجرّتكم أيضا
وااه هذه المجرة يعني موطننا ، شيء بديع حقا ، نظام حلزوني كبير
أولا في داخل درب التبانة هناك خمس وعشرون مجرّة
وثانيا إنها مليئة بمئات الملايين من النجوم
وبالغبار وغاز الهيدروجين
والمواد المظلمة التي تدور حول مركز واحد ملتزمة بالجاذبية
أقول ذلك رغم أنني أعلم أن هناك مليارات المجرّات غير مجرتنا الأم في هذا الكون
ولكنني أشعر بالانتماء بطبيعة الحال لدرب التبانة
كيف لا وهي مجرّتي حبيبتي
وبالمناسبة أخبرني رائد فضاء من أهل الأرض التقيت به ذات مرة بأنكم أيضا تشعرون بهذا الانتماء لدرب التبانة
وقد تتساءلون لماذا سمّيت بهذا الاسم ؟
تساؤل لطيف جدا فهذه التسمية ترجع للمجموعات المضيئة غير المنتظمة
والسحب الغازية التي تمتد عبر السماء وترى من الكواكب ,,أليس حميميا ؟
ولقد وجدت على الانترنت صورة لجزء من مجرّتنا من حيث تظهر في سماء الأرض
وبالتحديد من شمال افريقيا وبالتحديد أكثر من صحراء بديعة في الجزائر
انظروا إليها انظروا
نعم إنه هو ذلك القوس الجميل والساحر في السماء ، هو منظر بعيد للموطن الذي يجمعنا معاً
وبمناسبة الحديث عن موطننا ومجرتنا درب التبانة ، أحب أن أطلعكم على شيء من أجمل الأشياء في مجرتنا
وهو بالتحديد يقع في مركز المجرّة في قلبها ، وكما تعلمون دائما تكون هناك أمور مميزة ومثيرة جدا
في قلب العاصمة ومركزها أليس كذلك ؟ هذا شيء مماثل لما في كوكبكم الصغير اللطيف أيضا
وهذا الشيء هو
سحابة القوس بي 2
إنها سحابة شاسعة يا رفاق تتكون من الغبار والغاز وكما أخبرتكم تقع في مركز مجرّتنا العزيزة
واحزروا ما يوجد في هذه السحابة ؟ يوجد فورمات الإيثيل ، انتظروا ستفهمون الآن روعة الأمر
ففورمات الإيثيل هو الجزيء الذي يعطي
يعطي التوت طعماً لذيذاً
إنها بطعم التوت يا رفاق !
سحابة الفواكه المنعشة
هل تودون رؤيتها ؟
كنت قد التقطت لها صورا عند زيارتي لمركز المجرّة في إحدى الإجازات ولكن الصور ليست معي
لذا انتظروا أجلب لكم صورة من الانترنت
ها هـــي ، تأمّلوا ...إنها المنطقة البرتقالية المحمرّة
حسنا وعن ماذا أحدّثكم أيضا ..هممم دعوني أفكّر
آه ، لما نتكلّم عن توأم كوكبكم
كوكب الزهرة الفاتن !
ذات مرة ذهبنا إلى أطراف المجرّة في رحلة للتسلية والراحة ، ومن هناك مررنا من جانب كوكب الزهرة
بصراحة وبصدق يا رفاق
إن هذا الكوكب مثل قصة حب عميقة !
فهو يلمع من الخارج بجمال لا يضاهيه جمال ،، ومن الداخل
آه ماذا أقول عنه من الداخل ، يحترق ويحترق بآلاف الآهات كالمحبّ المشتاق !
لأنني متعبة سأخبركم عن شيء قليل جدا عن طبيعته فاستعدوا
لا يوجد أثر للماء عليه وسحبه وأمطاره من حمض الكبريتيك !!
والحرارة الحارقة على سطحه تصل إلى 482 درجة مؤية
واليوم الواحد على كوكب الزهرة يساوي 243 يوماً في كوكبكم الأرض
أنتم تشعرون بدهشة الآن ، لذلك جلبت لكم صورة لكوكب الزهرة الجميل الذي يحترق من أشواقه
وبمناسبة جمال لمعان الكوكب ، أتذكر كوكبا آخرا
ألا وهو عطارد ، في الحقيقة هناك الكثير الكثير لقوله عن عطارد الكوكب المليء بالأسرار
ولكنني أهتم بشيء واحد صغير فقط
وهو أن على سطحه لمعان وبريق بريق بريق
لماذا أتحدّث كثيرا لقد التقطت لكم مركبة أرضية صورة قريب له قبل أن تصطدم به وتتلاشى
فانظروا وتأمّلوا
حسنا وبما أنني قريبا سأتوقف عند محطة النيازك الصخرية
( حيث خطّ تلك المحطّة يتصل بطريق منزلي مختصرا الطريق )
فسأحدّثكم بشيء أخير وهو الكوكب " إتش دي ذ 89733 بي "
هذا الكوكب موجود خارج المجموعة الشمسية وربما تفكرون مالذي يدفعني للحديث
عن هذا الكوكب دون الكواكب الكثيرة الأخرى ولكنكم ستعلمون الآن
فذات مرة كانت لدينا أنشطة متعلقة بالمخاطرة والمجازفات فاقترح البعض التنسيق لرحلة لهذا الكوكب
ولكن هذا الكوكب ....من الصعب أن يصمد فيه مخلوق بقوى متوسطة أبدا !
فالرياح على سطح هذا الكوكب تبلغ سرعتها 8690 كيلومترا في الساعة ..
مما يعني سبعة أضعاف سرعة الصوت تقريباً
وهناك اعتقاد بأن الامطار التي تكتسح جوانب سطحه متكونة من الزجاج المسنن !
تخيلوا !!!
والآن ها هي صورة له تم التقاطها بالأشعة السينية ، وفي هذه الصورة تجدون كوكبنا باللون الأزرق وهو يدور حول نجمه !
فعلا لقد أشغلتني متعة الحديث عن تعبي !
خصوصا وأنا أتذكّر هذه الأمور المثيرة ، رغم أنه أمر اعتيادي جدا
فدرب التبانة مليء بالأعاجيب !
ألوّح لكم وأنا متجهة نحو محطّة النيازك ...
مع السلامة ، في أمان الله بديع كلّ شيء