خريفٌ لاا ربيع بعده ~
بواسطة
في 01-12-2018 عند 18:56 (885 الزيارات)
عندما أموت ، أياً كنت من ستكتشف موتي و تقرأ هذه المفكرة فترى كم كنت وحيدة و تعيسةة،
ربما ستشعر بالحزن او الشفقةة بمعنى أصح ثم بمجرد خروجك من الباب سيتلاشى شعورك هذا فوراً
فمن أناا لتهتم لموتي !!
"أقطن في بيتٍ خشبي ،بمرور الوقت أصبح مشققاً و مهترئاً -مثلي- ،
ربما لاحظت المرآة المغطاة بقطعةة قماش في الممر، فأنا أمقتها و أتجنب النظر اليهاا ،فهي الشاهد على أن عمري مضى
دون أن أضيف أو أتعلم شيئاً ، بالاضافةة الى هذه التجاعيد المزعجةة !
فقد قضيت عمري خائفةة من المجازفةة و تجربةة أشياء جديدة،فيمزقني الشعور بالندم بالاضافةة لشعوري الدائم بالوحدة ! ..
أما عن أيامي فأقضيهاا جالسةة على كرسي هزاز أمام الباب-الحد الفاصل بين الحياة والموت!-
،مكان غريب بالنسبةة لك أليس كذلك فالباب ليس به شئ مميز بل هو صدئ يحتاج للتزييت تمااما مثل قدماي الهزيلتان !،
يصدر صريرا قد تراه مزعجاً لكني أراه نغمةة موسيقيةة جميلةة تشعرني بالحياة وسط هذا الصمت المطبق المميت.
أتركه مفتوحاً دائماً الا في فصل الشتاء فعظامي لم تعد تتحمل البرد.
في السابق كنت أخرج و أتمشى قليلاً لكن في كل مرة تخذلني قدماي-ألم أقل لك أن الصدئ أصابهما-
فيقوم بعض المارة بايصالي للمنزل و لايخفى علي انزعاجهم وتأففهم من رفقة عجوز خرفة مثلي;
فلم أعد أخرج و أكتفي بالمراقبةة من الداخل.
في هذا العمر يمر الوقت ببطء قاتل فتحاول أن تخترع أي شئ لترفه عن نفسك ,
فأصبحت عصافير الصباح أصدقائي المخلصين أحاورهم كل يوم ,
قد تقول عن هذا جنون لكن صدقني هذا هو الحل لكي لا أصاب به فعلاا !
أما باقي النهار فأعيش حياة أخرى في مخيلتي أكثر شباباً ،وهذا يشعرني بالسعادة
الى أن أصحو و أرتطم بصخرة الواقع فأدرك أنني لست شوى شجرةٍ خريفيةٍ تشاقطت أوراقهاا،
ومهما تعاقب عليها الربيع فلن تورق أبداً..
قبل أن أنام أمسك القلم بيدين ترتعشان و أفرغ ما أشعر به في هذا الدفتر لأخفف عن نفسي قليلاً
و ليكون دليلاً على أنني في فترةٍ ماا كنت موجودة في هذا العالم..!"