لقاء مع الموت!!
بواسطة
في 01-12-2018 عند 05:07 (711 الزيارات)
لقاء مع الموت!!
أسندت ظهري على الوسادة خلفي شبه ممدد و انا أتحسس بأناملي قناع الأوكسجين المثبت على وجهي و شعور الاسترخاء يحتلني بعدما قامت الممرضة الاربعينية بتثبيت قناع الأوكسجين!
نظرت إلى يميني و ببطئ متحاشيا النظر إلى المغذي المعلق و الموصول بيدي ناحية النافذة الكبيرة،قطبت حاجباي بضيق و انا اتنهد تنهيدة غير مسموعة فقد نسيت أخبار الممرضة بفتح الستائر لأشغل وقتي و تفكيري في تأمل أشجار الصنوبر العالية و التي ملأت حديقة المشفى!
نظرت إلى تلك الستائر البيضاء بكره و التي قد احتوت النافذة احتواء حتى بات من الصعب رؤية طيف الأشجار حتى!
الطنين المنتظم لجهاز مراقبة القلب إضافة إلى صوت أنفاسي الخافتة قد صنعا لحنا كئيبا،لعلها ما يطلق عليها بسمفونية الموت،و ما زاد الطين بلة هو اللون الابيضو الذي عانق كل محتويات الغرفة لحد المرض!
تحركت الستائر السوداء -والتي على يميني-حركة بطيئة و من ثم توقفت سريعا عن الحركة!
أزلت قناع الأوكسجين بهدوء و بطئ شديدين،أخذت نفسا عميقا قبل أن اقول بصوتي الرخم و العجوز:
-أدخل و لا تتردد.
أطل ذلك الشيء من خلف الستائر بعدما أصبحت سوداء
قاتمة لا يبان من خلفها شيئا !
-حان الوقت؟؟
أقول و قد ارتسمت على وجهي ابتسامة صغيرة تكاد لا ترى بينما تقدم هو خطوتين كإجابة على الموافقة.
أرجعت ظهري إلى الوسادة خلفي مرة أخرى و انا أتمتم براحة:و أخيرا!!
حركته البطيئة نحوي جاعلة كل ما خلفه ذو سواد
قاتم و ميت،لا لعلها كانت ميتة بالأبيض مسبقا!
استمرت حركة ذلك الشيء و استمر الاسوداد
حتى بلغ سريري و الذي تحول للأسود فور وصوله!بينما كنت انا استرجع ذكرياتي ببطơياللمهزلة،من كان سيظن انني سأموت في المشفى الذي أدرته لعقود؟
هل كنت احتضر؟ أن كان هذا احتضاري فأنا شاكر بالفعل،منذ أن شعور الاسترخاء يغمرني حتى بات من الصعب فتح عيناي!
توقف ذلك الشيء قرب سريري لعدة ثواني و من ثم استدار لليمين بهدوء كما أتى!بينما جاهدت انا للأدير عيناي حيث النافذة لعلي أرى أشجار الصنوبر الغالية .
تحركت الستائر السوداء ببطئ و خرج بهدوء بينما كنت انا على وشك تثبيت عيناي حيث النافذة لأتنهد بخيبة أمل منذ أن النوافذ قد تحولت
للاسود القاتم هي الاخرى!
استمر استرخائي بينما استمر الاسوداد بالتقدم بدءا من ذراعي حتى بات يغلف صدري ببطئ!
سامحيني أيتها الممرضة لن أستمر بازعاجك بفتح النافذة ليلا و نهارا!
سامحيني يا اشجار الصنوبر الجميلة لن أستطيع تأمل طولك و اوراقك بعد اليوم،و...سامحني أيها الابيض فقد افتقدتك للغاية بعدما كنت أتذمر من وجودك.
الآن و بعدما اكتسا عيني السواد كما كان باقي جسدي الكهل أيقنت بعدم قدرتي على العودة مرة أخرى!
و بدء احتضاري......
متزامنا مع الألم الذي يعصر جسدي المسكين!
تمت
[/CENTER]