تنْاقُضَات; مْكّنون رُوحِّي!!
بواسطة
في 24-07-2018 عند 10:39 (1691 الزيارات)
أحيا بشخصيتين: إحداهما تتدثر بعباءة الكبار، و الأخرى تلهو و تقفز تحت مظلة الصغار.
شخصيتي الأولى تبكي أنهارًا من دموع؛ بسبب حبٍ لئيم، أو حلمٍ بعيد.
تَدَّعي السرور عندما يدعونها بالكبيرة، و هي حزنى على أعوام تتسرب من كفها الصغيرة.
شخصيتي الأخرى هي كعبق الأزهار و عذوبة الأنهار هي هذه الملحة على السعادة، و المتحايلة على الفرح.
هي تلك التي تبعث السرور حيثما تتواجد.
هي تلك التي تمحي حزنها و حزن غيرها.
هي تلك التي تقفز بسرور صادق و ليس مزعوم.
هي من تملأ حياتي بهجةً و ضياء.
أنا هي الحياتين, أنا هي الشخصيتين.
أنا تلك الحزنى, و هذه المسرورة.
أنا تلك الكبيرة, و هذه الصغيرة,
أنا تلك الدمعة, و هذه الابتسامة.
أنا تلك الأسيرة، و هذه الحرة.
أنا ذاك العقل، و هذا القلب.
أنا النقيضين معًا. أحيا بقلب طفلة في جسد شابة وربما إمرأة!
هل العقل كافٍ للحياة؟!
ربما القلب كافٍ؟!
أم هما معًا؟!
أدركت منذ أمد بعيد. أن العقل و القلب يمتزجان لتكوين هذا الكيان الماثل و ربما المسجى من الألم!
أدركت أن الحياة لم تكن سعادة فقط. كما لم تكن حزن دائم.
أدركتُ أن النبش في قبور الحزن واجب، كما هو واجب ري العمر بقطرات السعادة.
أيقنتُ أن الحياة ليست وتيرةً واحدة؛ فأنا لن أستنشق عبير الفرح قبل أن أتجّرع مرارة الحزن.
لن أتمتع بعذوبة الأمل، حتى أفني عمري أتعبد في محراب اليأس.
علمتُ أنه لن تشق ثغري ابتسامة، قبل أن أشهق باكيةً دهرًا كاملًا.
علمتُ أن الحياة مزيجٌ من دمعةٍ و ابتسامة.
علمتُ أن الحياة هي التناقض بعينه.
أدركتُ أنني أحيا في عين الوقت الذي فيه أموت.
أدركتُ أنني أضحك في ذات الوقت الذي أصرخ فيه متوجعة.
أدركتُ أنني أحب ذاتي في نفس الوقت الذي أبغضها فيه.
أيقنت أنني طفلة في عين الوقت الذي أنا فيه إمرأة.
أدركت أن التناقضات، هي أنا.
لن أحيا سوى تلك الحياة؛ لأنها حياتي أنا.
لن أتذمر من هذا القدر؛ لأنه قدري أنا.
لن أبغض ذاتي؛ لأنها ذاتي أنا.
لن يفهمني أحد؛ لأنها أنا.
طفلة كنت أم شابة, إمرأة كنت أو عجوز.
سأبقى أنا، فقط أنا!