مشاهدة تغذيات RSS

[ أشْبآحُنآ ] ..!

تنْاقُضَات; مْكّنون رُوحِّي!!

تقييم هذا المقال
attachment



attachment



أحيا بشخصيتين: إحداهما تتدثر بعباءة الكبار، و الأخرى تلهو و تقفز تحت مظلة الصغار.

شخصيتي الأولى تبكي أنهارًا من دموع؛ بسبب حبٍ لئيم، أو حلمٍ بعيد.
تَدَّعي السرور عندما يدعونها بالكبيرة، و هي حزنى على أعوام تتسرب من كفها الصغيرة.

شخصيتي الأخرى هي كعبق الأزهار و عذوبة الأنهار هي هذه الملحة على السعادة، و المتحايلة على الفرح.
هي تلك التي تبعث السرور حيثما تتواجد.
هي تلك التي تمحي حزنها و حزن غيرها.
هي تلك التي تقفز بسرور صادق و ليس مزعوم.
هي من تملأ حياتي بهجةً و ضياء.

أنا هي الحياتين, أنا هي الشخصيتين.
أنا تلك الحزنى, و هذه المسرورة.
أنا تلك الكبيرة, و هذه الصغيرة,
أنا تلك الدمعة, و هذه الابتسامة.
أنا تلك الأسيرة، و هذه الحرة.
أنا ذاك العقل، و هذا القلب.

أنا النقيضين معًا. أحيا بقلب طفلة في جسد شابة وربما إمرأة!

هل العقل كافٍ للحياة؟!
ربما القلب كافٍ؟!
أم هما معًا؟!


أدركت منذ أمد بعيد. أن العقل و القلب يمتزجان لتكوين هذا الكيان الماثل و ربما المسجى من الألم!
أدركت أن الحياة لم تكن سعادة فقط. كما لم تكن حزن دائم.
أدركتُ أن النبش في قبور الحزن واجب، كما هو واجب ري العمر بقطرات السعادة.
أيقنتُ أن الحياة ليست وتيرةً واحدة؛ فأنا لن أستنشق عبير الفرح قبل أن أتجّرع مرارة الحزن.
لن أتمتع بعذوبة الأمل، حتى أفني عمري أتعبد في محراب اليأس.
علمتُ أنه لن تشق ثغري ابتسامة، قبل أن أشهق باكيةً دهرًا كاملًا.
علمتُ أن الحياة مزيجٌ من دمعةٍ و ابتسامة.
علمتُ أن الحياة هي التناقض بعينه.

أدركتُ أنني أحيا في عين الوقت الذي فيه أموت.
أدركتُ أنني أضحك في ذات الوقت الذي أصرخ فيه متوجعة.
أدركتُ أنني أحب ذاتي في نفس الوقت الذي أبغضها فيه.
أيقنت أنني طفلة في عين الوقت الذي أنا فيه إمرأة.
أدركت أن
التناقضات، هي أنا.

لن أحيا سوى تلك الحياة؛ لأنها حياتي أنا.
لن أتذمر من هذا القدر؛ لأنه قدري أنا.
لن أبغض ذاتي؛ لأنها ذاتي أنا.
لن يفهمني أحد؛ لأنها أنا.

طفلة كنت أم شابة, إمرأة كنت أو عجوز.
سأبقى أنا، فقط أنا!








أرسل "تنْاقُضَات; مْكّنون رُوحِّي!!" إلى Facebook أرسل "تنْاقُضَات; مْكّنون رُوحِّي!!" إلى del.icio.us أرسل "تنْاقُضَات; مْكّنون رُوحِّي!!" إلى StumbleUpon أرسل "تنْاقُضَات; مْكّنون رُوحِّي!!" إلى Google

تم تحديثة 12-02-2019 في 20:02 بواسطة سنابل الأحلام (تثبيت الوسام)

الكلمات الدلالية (Tags): غير محدد تعديل الدالاّت
التصنيفات
المدونة الأدبية , My Writings

التعليقات

  1. الصورة الرمزية الخاصة بـ تاج الزعامة
    كلام جميل و فلسفة رائعهbiggrin

    شعرت لوهله انك شاعرة بسبب تصفيفك للكلمات المتجانسةe412

    تقبلي مروري^-^
  2. الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالعالي حميتو
    طفل أخر يتفاعل مع نصك الشاعري:
    *******
    الطفل شخص كُنَّاه بأول العمر
    ولم ينقرض فينا وإن أنكرنا ذلك

    نذاري بأقنعة الرزانة والوقار
    وخشية أن يقال
    الأحمق من يطلب من الطفل أن يكف عن اللعب ومن الشيخ أن يلعب

    ذاك الطفل ينبعث منا

    حين نرى البراءة في لعب وشغب الأطفال
    حين نصبح آباءا لهم
    وأروع من هذا, حين يكونوا لنا أحفادا
    فنتتطافل لهم
    نتصاغر لهم
    وفي الحقيقة
    لا نتصاغر
    بل يطل ذاك الصغير الذي كنا بأول العمر
  3. الصورة الرمزية الخاصة بـ سيّدة القَهوة #
    بيرفكت بيبي e420
  4. avatar793711_130
    السلام عليكم ورحمة الله وربكاته
    كيف الحاال؟؟

    يا لجمال وصفك وتعببيرك عن تناقضات الحياة فهي فعلا دائما ما تحيرني فلا اجد لها الوصف

    بورك قلمكembarrassed
  5. الصورة الرمزية الخاصة بـ وحي القلمِ
    جميل، لكنه ليس شرطًا أو تناقضًا
    فالليل يكمل النهار والعكس ولا يناقض أي منهما الآخر

    من منظور فلسفي آخر ارتباط المعتقدات عندنا بأشياء
    لا يعني بالضرورة صدقها أو أنها مسلمات
    فاللعب مثلًا ليس وحده للصغار والدموع لا تعني الحزن
    والكآبة بل أحيانًا تكون طريقًا للسعادة

    جميل حرفك مجددًا ^^
  6. unknown
    _
    تم تحديثة 13-08-2018 في 14:39 بواسطة White Musk (_)
  7. avatar149191_138
    إبداع مؤثر، تدمع لها العيون، أحسنت! !
كتابة تعليق كتابة تعليق

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter