مشاهدة تغذيات RSS

Ernest

إرنست هِمنغواي .. الروائي الذي قتلَه حُب امرأة !

تقييم هذا المقال
..


78f1a904b7c19b651832b9d6697c97a4


"السعادة؟ هي صحة جيدة وذاكرة ضعيفة".
لذلك لم يكن إرنست همنغواي سعيداً بمقاييسه الخاصة، فقد بقيت ذاكرته قوية لعقود طويلة، تتذكر قصة حبه الأولى التي لم تكلّل بالنجاح، والتي رفضت فيها حبيبته الاقتران به لأنها كانت تكبره بتسع سنوات، لذلك لم يجد من حل لنسيان "أغنيس فون كورفيسكي" سوى إطلاق رصاصة على رأسه يوم 2 يوليو من سنة 1962 من خلال بندقية عاشت معه أغلب فترات حياته!
" لم أعد أحتمل !!.. إنها تلاحقني ليل نهار.. في عينيها الجميلتين نظرة عتابٍ مروعة.. لم تكن خائفةً مني !!.. كم كنت نذلاً.. لكنني لم أكن أقصد يا (آجي)!!.. أنتِ تعرفين أنني لم أكن أقصد." تلك كانت آخر كلمات الراحل لامرأة لم يفلح في إخراجها من ذاكرته رغم تزوجه بعدها بأربع نساء، هناك من قال إنه قتلها بعدما علم بخبر زواجها من غني إيطالي، وهناك من أشار إلى أنه التقى بها بعد زواجه، وبقي يراسلها كصديق.
لكن ليس شقاء إرنست هو السبب الوحيد للانتحار، فهو سليل عائلة اختارت كثيراً الانتحار نهاية للحياة، فقد انتحر والده، وأختاه غير الشقيقيتين، وحفيدته بعد ذلك. ومهما يكن من نهاية مؤلمة لهذا الرجل، فقد كان واحداً من أعظم المبدعين في القرن الماضي، فاز بجائزة نوبل للآداب سنة 1954، عن رواية "الشيخ والبحر"، وفاز كذلك بجائزة بوليتزر الأمريكية في الصحافة سنة 1953.
كان إرنست يعشق أجواء الحرب، لذلك أراد أن يشارك مع جيش بلده الأمريكي في الحرب العالمية الأولى، إلا أن الأقدار جعلته يشارك في الحرب كمتطوّع في الصليب الأحمر ينقذ حياة الآخرين عوض إنهائها، وهناك في إيطاليا، تعرّف على الممرضة آجي التي كانت تداويه، نشأت بينهما علاقة حب، لم تنتهِ كما اشتهى إرنست، غير أن مقامه في المستشفى الذي امتد لأزيد من شهر، كان له عظيم الأثر في مسيرته الأدبية، فقد سكب تجربته كمتطوّع في الصليب في عدد من أعماله، منها روايته "وداعاً للسلاح".
عمل إرنست في ميدان الصحافة، وحاور كبار الشخصيات السياسية بأوربا كما اشتغل مراسلاً في الحرب الأهلية الإسبانية، أثّر أسلوبه الصحفي في كتاباته، حيث تميّزت بالبساطة والجمل القصيرة، وفي ظرف قصير، تحوّل إرنست إلى واحد من أعمدة الكتابة الأمريكية، وطُبعت من أعماله آلاف النسخ، منها رواية "لمن تُقرع الأجراس" سنة 1940 التي تحوّلت إلى فيلم سينمائي.
يقترن اسم إرنست همنغواي عند الكثير منا بروايته الشهيرة "الشيخ والبحر"، تلك التي تحكي قصة صياد عجوز "سانتياغو" الذي يصمم يومياً على الصيد دون أن يتلقّف زورقه شيئاً، وهو ما كان يحزّ في نفس طفل يرافقه، أجبرته أسرته فيما بعد على قطع صلته بالصياد العجوز.
تمضي الأيام وتعلق بشباك سانتياغو سمكة كبيرة للغاية، هي أعظم ما اصطاده طوال حياته، وفي طريق عودته إلى الشاطئ، تهاجم أسماك القرش قاربه طمعاً في لحم السمكة الشهي، وبعد معارك ضارية ذاد فيها عن سمكته، يُهزم سانتياغو، ولا يتبقى ممّا اصطاده غير هيكل عظمي.
"من حسن الطالع أننا لا نحاولَ قتل الشمس والقمر والنجوم . حسبُنا أن نعيشَ على الماءِ وقتل إخوَتنا الصادقين في الود" هي واحدة من التعابير المميزة التي تحفل بها هذه الرواية المصوّرة لرغبة رجل في تحقيق المجد حتى وهو في أرذل العمر، رغم الهزيمة الساحقة التي مُني بها أمام أسماك القرش !
تُوفي إرنست بكوبا مخلفاً مذكرات عُثر على جزء منها خلال السنوات الأخيرة، اختزلت حبه الكبير لآجي ووفاءه لها رغم مرور عقود طويلة على فراقهما. يقال إن لكل جواد كبوة، وأن الطير كلما ارتفع سيأتي يوما ويقع، فكان سقوط إرنست هو حبه لامرأة، تركته تعيساً حتى وهو يحقق أكبر أمجاد الكتابة.


..

أرسل "إرنست هِمنغواي .. الروائي الذي قتلَه حُب امرأة !" إلى Facebook أرسل "إرنست هِمنغواي .. الروائي الذي قتلَه حُب امرأة !" إلى del.icio.us أرسل "إرنست هِمنغواي .. الروائي الذي قتلَه حُب امرأة !" إلى StumbleUpon أرسل "إرنست هِمنغواي .. الروائي الذي قتلَه حُب امرأة !" إلى Google

تم تحديثة 20-08-2016 في 00:31 بواسطة Ernest

الكلمات الدلالية (Tags): غير محدد تعديل الدالاّت
التصنيفات
غير مصنف

التعليقات


مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter