خلف ستائر رمضان ، نرى العجائب
بواسطة
في 25-06-2016 عند 15:09 (3062 الزيارات)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ....
نرى العجائب و غرائب في كل مكان و شهر رمضان لم يسلم من هذه الظاهرة
نرى مختلف الشعوب يعبَّرَون عن مَعَزّة رمضان في قلوبهم بمختلف السلوكيات و السُبل و أصبحت
لديهم عادة بل تقليد مشترك يمارسونه عن بلوغ شهر رمضان إكراماً للشهر و لتعزيز المودة بين الصائمين المسلمين .
تلك العادات و التقاليد قد تكون اعتيادية بالنسبة إلينا و لكنها قد تكون غريبة لمن يعيشون خارج البلاد .
لنبحر في أعماق العجائب بين مختلف الشعوب العَرِيقٌة .
في المملكة العربية السعودية يبدأ الاستعداد لرمضان من آخر أيام شعبان، وذلك بزيارة العائلات والأقارب والأهل،
و تحضير الحلويات الخاصة برمضان، و الذي ما يسمّى بـ الشعبانية . بالرغم من تطور علم الفلك، و سهولة رصد أيام
الشهور الهجرية، إلّا أن المجتمع السعودي مازال يفضل الطريقة التقليدية لمعرفة بدء شهر رمضان، وهي تلك
الطريقة التشويقية التي تعتمد على رصد الهلال، فيترقب الجميع في آخر أيام شهر شعبان خبر التأكد من ظهور
الهلال للتأكيد على حلول شهر رمضان،
ليبدأ الناس بالتهاني لبعضهم البعض بـ قول "رمضان مبارك" و"كل عام وأنتم بخير" و غيرها من عبارات الترحيب
بـ شهر رمضان، وهناك بعض مناطق المملكة تستقبل رمضان بطرق غريبة مثل منطقة عسير التي يستقبل
أهلها شهر رمضان بإشعال النيران الكثيفة في أسطح منازلهم وجبالهم تعبيراً عن هذه المناسبة الدينية .
القرقيعان هو تقليد سنوي ومناسبة تراثية يحتفل بها بلدان الخليج العربي في منتصف شهر رمضان
و بالتحديد في ليلة الرابع عشر من رمضان احتفالاً بمولد الحسن بن علي سبط النبي وتُعد من أهم المناسبات
عند الأطفال حيث يطوفون على االبيوت و يرددون الأهازيج ( الأناشيد الشعبية ) و تُوزع الحلوى عليهم و تختلف
الأهازيج بحسب المناطق إختلافاً بسيطاً وتتشابه في المضمون.
يعمد الأطفال إلى لبس الملابس الشعبية فـ يلبس الأولاد الدشداشة ( الثوب ) ، و أما الفتيات
تلبسن الدراعات والبخنق و هي عبارة عن قماش بألوان مختلفه و مُطرزة بزخارف تُوضع على الراس،
و يحمل كل منهم كيس في رقبته لجمع المكسرات والحلوى، وعادةً يبدأ أطفال الجيران والاصدقاء
بجمع القرقيعان بعد صلاة المغرب طارقين أبواب الجيران ويصاحبها الأغاني الشعبية.
و تختلف التسميات القرقاعون أو القرقيعان من دولة لأخرى، فـ في الإمارات يطلق عليها "حق الليلة" أو "حق الله"،
وفي عمان يطلق عليها " القرنقشوه"، وفي السعودية والكويت ( القرقيعان )، في قطر تعرف بـ (القرنقعوة ) ،
أما في البحرين فهي تسمى ( القرقاعون )، وهي من أهم العادات الرمضانية الشعبية في المجتمع الخليجي ..
******
في بلادنا أيضاً لا تخلو من العجائب و بالأخص في نهايات شهر رمضان تحديداً قبل العيد إستعداداً له ،
أغلب النساء يذهبن إلى الصالون لتنقش على أيديهن رسومات كـالزخارف و الزهور أو بعض الفروع بالحناء .
و لطالما كان الحناء رمزاً للفن شعبي في بلدنا و هو من أقدم أنواع الزينة التي لا زالت شائعة حتى يومنا هذا .
العجيب في الأمر عندما تُوضع الحناء على اليد لمدة لا تتجاوز الساعتين و من ثم يتم غسلها،
نرى النقش مصبوغ باللون البرتقالي و مع مرور الساعات بالتدريج يصبح داكناً ليتحول في اليوم الثاني إلى اللون البني .
لا يزال هذا الأمر يثير الحيرة و لم أشهد أحدأ كسر حاجز الغموض عند تغير لون الحناء
بعض البيوت أو صالونات ، يضيفون النفط أو المسمى بالبترول في بلادنا ، ظنناً منهم إنه يساعد على سرعة صبغ اللون
و جعله داكن على اليد المنقوشة بالحناء إلا إنه لم يتم إثبات مفعوله وبعض البيوت يستبدلونها بالأدوية للغرض نفسه .
أما في المغرب فـ هناك نوعاً آخراً من الحناء و تسمى الحناء البيضاء و هي عبارة عن بودرا لونها يميل الى اللون
الأبيض تقريباً، و تُستخدم لتفتيح و تبييض الوجه والجسم و كذلك تُساهم على إزالة السواد من المناطق التي يكون
لونها داكن و يُمكن رؤية النتيجة من أول مرة من إستخدامها، فيما يتعلق بمكونات الحناء البيضاء يُقال أنها تتكون
من الشبة المطحونة و لسان البحر المطحون .
******
لم تقتصر الغرائب على العادات و التقاليد أو الخلطات الغريبة و أيضاً فترات الفطور و السحور بين الدول العالم
ترن أجراسها في أوقات مختلفة و بـ عدد ساعات قد تكون قليلة أو كثيرة بطريقة مبالغة بين الشعوب ،
هناك دول لا تغيب فيها الشمس، وأخرى تعيش في ظلام دامس، فلا تشرق فيها الشمس،
و مثال على ذلك الدول الواقعة في القارة القطبية الجنوبية :
فـ في "جزيرة أيلا نافارينو " وما بعدها يكون الصيام فيها بين 3-4 ساعات ! وعلى العكس تماماً نجد أن المسلمين
يعانون مشكلة كبرى في كل من روسيا و فنلندا والسويد والنرويج و الدول الإسكندنافية وكندا، لأن الشمس
لا تغيب في تلك المناطق طيلة اليوم.
في وسط العالم بأوغندا التي يتساوى فيها الليل والنهار، يصومون المسلمون فيها حوالي 12 ساعة
فقط منذ أن وصل الإسلام إليها لوقوعها على خط الإستواء في طليعة القرن 16 الميلادي .
يتراوح عدد ساعات الصوم في قارة إفريقيا بين 10 ساعات ونصف إلى 16 ساعة ونصف، فيصوم مسلمو جنوب
إفريقيا 10 ساعات ونصف الساعة، و تزيد إلى 14 ساعة في الجزائر وليبيا والمغرب والسودان، وتزيد ساعة في
تونس لتصبح عدد ساعات الصيام 15 ساعة ثم ترتفع في مصر لتصبح 16 ساعة ونصف الساعة.
أما في الخليج فتكون أقصر فترة صيام في اليمن بواقع حوالي 14 ساعة، تليها جنوب السعودية و جنوب سلطنة عمان
ثم الإمارات وقطر والبحرين والكويت بواقع حوالي 15 ساعة.
و بالإتجاه شمالاً أكثر حيث تقع أوروبا ، نلاحظ أن فترة الصيام أصبحت طويلة، لتبلغ في تركيا حوالي 17 ساعة ،
و في شمال إيطاليا 18 ساعة ،وفي وسط فرنسا 19 ساعة، وفي جنوب ألمانيا 20 ساعة ، وفي الدانمارك21 ساعة،
وهو أعلى عدد ساعات يصومه المسلمون في العالم و يقل ساعة في السويد والنرويج و ايسلندا، فيصوم المسلمون
هناك 20 ساعة، وتنخفض عدد ساعات إل أن تصل لـ 18 ساعة ونصف في هولندا وبلجيكا و17 ساعة في اسبانيا.
يصوم مسلمو أستراليا 10 ساعات، بينما في آسيا ، يصوم مسلمو سنغافورة و الهند وباكستان و ماليزيا 12 ساعة.
وفي قارة أمريكا الشمالية، يصوم مسلمو الولايات المتحدة الأمريكية 15 ساعة، و يقل عدد الساعات
ليصل في المكسيك إلى 13 ساعة و20 دقيقة .