حِكَايَةٌ ..،
بواسطة
في 29-03-2015 عند 13:24 (1181 الزيارات)
" إنه لمن بالغ الغباء أن تسكب الماء لأنك لا تجد اللبن "
حياة كل شخص زمرة من الإحتمالات ، عدد لا ينتهي بحيث لا تستطيع أن تحصره في رقم محددٍ...!
بقاء أو فناء ، سكون أو تحول ، لم نخلق بقدرة تمكننا من الحصر أو التقدير فكل ما سيحدث مستقبلاً يبقى تحت ستار غيبي غير مقدر لنا رفعه...!
البقاء و الخنوع متخبطاً بين همزات التخوف و التباكي مما قد ينغص الحياة فيما هو ، قادم جُل فقدان العقل و المنطق ..
نحن لم نترك هكذا ، فلدينا أيضاً عدد لا ينتهي من الإحتمالات لتصريف الحوادث و تجنب المنغصات ..
القبول و إحالة أي شيء لأي شيء بإمكانه إرضاؤنا مكمن الصواب ..
و على سبيل التناقض الرفض و الممانعة فيما لا نملك أو نستطيع خلاصة التخلف ..
فرق الصواب و الخطأ أوضح من أن يُبيّن لعاقل و هذا ما يقيم الجحة علينا نحن البشر...!
تماماً كما أن السير إلى النعيم و التطوح على حافة الجحيم دائماً ضمن الإختيار و التعلق بينهما أحد الإحتمالات المتكررة ..
و من هنا لا نستطيع إيقاع الظلم على ذواتٍ لم توجد بمبتغى الإهتمامات ، المحيطات ليست إلا مكملات لقصةٍ نصنعها نحن من تفكيرنا و بطريقتنا في التلقّي ..،
فإيجاد السعادة و سلامة الروح ، ليس نابعاً سوى من الداخل و هو انعكاس لما جُبلنا عليه منذ لحظة البداية ..
الإيمان بأن الصواب جوهر التشفي و الإستمرارية صميم سيرنا نحو المتمنَّى ، و إيحاطتنا بتماثل البداية و النهاية صادرٌ كذلك من نفس المنطلق ..،
سنةٌ خلقنا بها هي اختلاق الأعذار لإرضاء شُح النفوس و ديمومية الجحود ..
لسنا ندري بذواتنا المتمارضة أن أعذارنا طريق مزفلتٌ للجحيم...!
إرادة التجريب و كسر القيود ليست شجاعة بل هي في حد ذاتها جنون مبتذل ..
فمنذ كنا و ما زلنا مقيدين و ليس لنا قد أن نكون أحراراً غاية الفناء ..،
نحن عبيد لمعتقداتنا ، عبيد لعواطفنا ، لشهواتنا ، لسهواتنا ، لأي شيء يُحكم علينا قيوده فأنّى لنا الحرية...؟
و من باب محو الشكوك كيف لمن له أجل محدد مكتوب عليه قضاؤه أن يكون حراً...!
أو لمن لا يدري أيٌ يصيبه ، إدراك الإنعتاق...؟
تلك حقيقة لا بد و أن تستثار في سبيل خلق البقاء ، و رغم ذلك نحن أحرار طالما حدث التعلق بها و الوصول إلى المضمون من كوننا في الحياة ..
إلتصاقنا بمستلذاتنا الرخيصة نقيض حريتنا المقيدة بما يضمن لنا السعادة و الراحة المنشودة ، فإبقاء النفس تحت مسميات التحرر الكاذبة في حد ذاته مقصد الإبتلاء ..
و طالما كان المستقر تحت سقف أساسه صائبٌ بقيت الحرية سكينة الجوف و المقام ، فلا وجود لحرية مطلقة لمخلوق له خالق متصرف بأحواله ، بهذا تبقى حريتنا السليمة متأصلة من لب الطاعة و الإنصياع ..
و لذكر الضروريات فمبدأ التغيير متباين تماماً عن إرادة التجرييب و مضاهاة الإنفراد ..
استتابة الماضي مكمن متكامل لإختبال الفكر فما لراحلٍ أن يأتي أو يروح ، و السر في عزيمة التحويل قائم على تصديق الحقائق و ضعف الإمكانية و دون ريب العلم بضياع المدى و الأفق ..
و من هنا يا سادة ، تُروَى الحكاية .
- مُقَدِمَة لِكِتَابِ ، أَسأَلُ المَولّى أَن يَهدِينِي إِتمَامَه مُستَقبَلَاً †..،
Charming Smile