كيفين سبيسي , كما يليق بمبدع
بواسطة
في 04-10-2014 عند 19:50 (1219 الزيارات)
( مفتاح )
” الخدعة العظيمة التي ابتكرها الشيطان ,
أنه أوهم الناس باختفائه ,
وبهذا الشكل – اختفى – “
(1)
ربما يكون للحظ دور أساسي في حياة الكثير من الناجحين و الفنانين , وربما يكون للقدر طرقه الخاصة في اختيار البعض ,
ووضعهم على رأس السلم , ولكن .. من يصنع هذا الحظ ؟ .. ومن يرسم هذا القدر .. كيفين سبيسي المسافرُ في رحلة الإبداع ,
من صبيّ مشاغبٍ إلى أحد أثرياء هوليود .. و من مراهق أحرقَ بيتَ أختهِ و أودعَ يومها للتجنيد , إلى نجمٍ حصدَ جائزتي أوسكار ..
(2)
وُلدَ ” سبيسي ” في عام 1959 بولاية نيوجرسي , كان ينتمي إلى عائلة متوسطة شبهِ محافظة ,
ورغم ذلك كانَ متمرّدًا على التقاليد والحياة المرسومة بأفكارٍ مفخخة , منذ نعومةٍ أظافرة لم يكن مرتبًا بقدر الفوضى التي خلقها والشجارات التي أفتعلها ,
بيد أنه ضرب أحد الطلاب بعجلة الدراجة وتم طرده يومئذ .. اختبأ بعضًا منه في الظلّ و أغلقَ بابه للكآبة ,
لكن وما أن تسلل الضوء عبر منفذٍ صغير , قرر التغيير , وتحويل الدراما التي تقمّصها إلى التمثيل ,
سلكَ دربًا مغايِرًا و اختارَ غيمةَ الفنّ كي يهطلَ علينا رذاذًا نقيًا و أداءً مُدهشًا .. التقى بصديقه فال كيلمر الممثل المغمور ,
دفعهُ نحو برنامج ” Juilliard ” , رغم ذاك لم يمضِ وقتٌ طويل حتى تركَ سبيسي هذا البرنامج بعد أن ارتدى معطفًا آخر
و انطلقَ إلى المسرح الحرّ , ورغم أن ميوله ستتجهُ صوبَ السينما , إلا أنه مازالَ يحملُ حبُ المسرح ,
اشتركَ مع جاك نيكلسون في أول أفلامه , ثم تبعه بفيلم ثانٍ مع آل باتشينو , ولم يجد النجاح المأمول
إلا في منتصف التسعينات بعد أن تم رفض دور ” كايزر سوزيه ” من قبل كثير من نجومِ هوليود ,
إلا أن ” سبيسي ” تشبث به و اتكأ عليه , و تقمصَ ذلك الدور العبقري و حلّق بعيدًا وقطف جائزة الأوسكار
من يدي براد بيت عام 1995 , لحقها بأفلام أخرى .. L.A Confidential 1997 ..
فيلمه الأهم كانَ ” American Beauty – 1999 ” و بمجرد أن تمّ عرض هذا الفيلم تمت دعوته لطبعَ يديهِ وقدميه في ممرات هوليود ,
حصد أوسكاره الثانية عن هذا الفيلم , من نجاحٍ إلى نجاح , ومن جائزة إلى أخرى ,
كل هذه الحالة التي أحيطت به لم تستطع الصحف أو البرامج اجراء حديث مع عائلته ,
إذ يرى بأن الأمور الحياتية العائلية هي عالمه الخاص , و السينما ملك الجميع ..
(3)
كيفين سبيسي , هو أحد أهم الأسماء الهوليودية سطوعًا في الفضاءِ السينمائي , وعلامة مهمة من علامة الفن السابع ,
شخصيّة دونَ ملامحٍ خاصةٍ بها , ممثل ايمائي , كلما اختار دورًا تلوّن وجهه بالأبيض و ارتدى قناعًا يليق بهذا الدور ..
في كل شخصية يتلبسها تتردد في سؤالك إن كان هو سبيسي , في حين أنك تشعر بأنه صديقكَ أو جارك أو ربما أنت ,
إنها خدعة الممثل التي ابتكرها , هذا ما يريد أن يوصله لنا في رحلة السينمائية .. , امتلأت بهِ وبأفلامه وسكنتني عميقًا ..
وجوه العصابات , الرجل المختل , أصحاب المصائر , الخطايا , والنهايات المأسوية .. كما تلبستني وجوه أولئك المعذبين ,
وكما ترسخت في ذاكرتي صور بعضهم خصوصًا أولئك المليئين بالخطايا السبع ,وعلى نحو فريد أعجبني ذلك الشرطي الفذ في the negotiator ,
كيفين سبيسي , رفقة الأفلام العظيمة , والرغيف الليلي .. !
( قفل )
Kevin Spacey : Like that he’s gone
هنا مدونتي : http://mohannad91.wordpress.com/