فعَالية أنْوَار رَمَضانية (1)
بواسطة
في 29-06-2014 عند 14:11 (1130 الزيارات)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأطَل هِلال رمَضَان يَحمل بَين طَيَاته تبَاريك رُوحَانية
يملأ قُلُوبنا حُبًا مُشتَاقاً لـطمأنينَة نَفس ..
هآهو رمَضَان يلملم شِتَاتنَا ، يجمَع أحبتنَا بِكُل ودْ
تسَامح .. تَعَاون وصلَة رحم
ف يَارب لا ترحمنَا من لُقيَاهم كُل رمضَان
كُل عَام وانتم أقرب لله أهل مكسات
قال تعالى ((أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ )) الزمر 21
يُذكرنا الله في كتابه الكريم بعظمة ما خلقه ن بأنه أنزل من السماء مطرًا فأحيا به الارض و سلكه ينابيع في الارض ، يستخرج منه زرعًا من ذرة وشعير وغيره من نعم الله عز وجل
فسبحان الله الخالق الذي أحسن تدبير كل شيء ففي هذه الآية يحثنا على التأمل ، والتأمل في آيات الله الكونية عبادة تزيد الإيمان في قلب المؤمن فهي تذكره بعظمة خالقه ، ولنتذكر أن نبينا إبراهيم الخليل عليه السلام عرف ربه من تأمله وتفكره
من التأمل يمكننا إدراك عظمة الخالق وزيادة الخشوع ، قال ابن العربي: أمر الله تعالى بالنظر في آياته والاعتبار بمخلوقاته في أعداد كثيرة من آي القرآن، أراد بذلك زيادة في اليقين وقوة في الإيمان، وتثبيتا للقلوب على التوحيد، قيل لأبي الدرداء: أفترى الفكر عملا من الأعمال ؟ قال: نعم هو اليقين. فالتفكر طريق العبد إلى اليقين
وقال بعض السلف: مازال المؤمنون يتفكرون فيما خلق ربهم حتى أيقنت قلوبهم بربهم.
قال تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)) الحجرات 11
من حقوق المؤمنين ومن الاخلاق الفضيلة الاعراض عن السخرية والاستهزاء فلهما إثم وتسبب العداوة بين المسلمين فهو حرام ، فهنا يذكرنا الله بالنهي عن ذلك وحذرنا من "التنابز بالألقاب "
وكثيرًا ما يكون دافع السخرية هو أن يكون خيرًا منه كما قال تعالى (( عَسَى أن يَكُونُوا خيرًا مِنهُم ))
لا ننسى ان السخرية لها ضرر الكبير على المسلمين وهي من أسوأ الاخلاق التي نهى عنها الله ورسوله وحذروا منها كما إنها تعتبر من الكِبَر والغُرور
وما ثبت عن أبي ذر رضي الله عنه قال: (إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلًا فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمُ اللهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ)(رواه البخاري).
ومن أضرارها :-
1- مخالفة لأمر الله وجالبة لسخطه
2- تهون دعائم المجتمع وتضعف بناءه
3- يعتبر نوع من الظلم لأن المسلم يظلم اخيه المسلم حين يسخر منه
4- فيها انتهاك لحقوق المسلم
5- السخرية ممرضة للقلب مميتة للشعور والاحساس
6- السخرية تنسي الانسان ذكر ربه
7- تعتبر من صفات المنافقين والكفار ونهى الله عن التشبه بهم
قال تعالى ((فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ )) الأحقاف 35
الصبر ، هو من أعظم صفات المؤمنين بكل أنواعه ، سواء على اذى الخلق او ترك معصية او فعل واجب ، والله وعد الصابرين بالجزاء الحسن في الآخرة جعلنا الله وإياكم من الصابرين
وقد زاد موضع ذكر الصبر في القرآن الكريم في أكثر من مئة موضع وذلك من أدلة أهميته ومنه تنبثق الكثير من الأخلاق الفاضلة ففي الصبر عفة وشرف وكرم
ولا ننسى إن فيه اقتداء بالصالحين وكثيرون هم من ضربوا أمثلة عظيمة ف الصبر من اهمهم كما ذكر الله في آيته الكريم " أولو العزم من الرسل "
كـ صبر الرسول صلى الله عليه وسلم حق الصبر عندما آذاه اهل قريش وكذبوه وهاجر من من مكة ، فجازاه الله وأعاده إليها منتصرًا
و صبر نوح عليه السلام على سخرية قومه حينما أمر الله ببناء السفينة ومن وإعراضهم عن دعوته فجازاه الله ونصره وعاقبهم
وإبراهيم الخليل عليه السلام حيث نشأ في بيئة وثنية لكنه صبر وضرب مثالا للشجاعة والصبر و محاربة الوثنية فنجاه الله من النار وجعلها باردة عليه
وموسى عليه السلام حيث صبر على اذى فرعون لبني اسرائيل و نصره الله على السحرة
وعيسى ابن مريم عليه السلام حين تأمر عليه قومه وقرروا صلبه فرفعه الله إليه
وأسأل المولى أن يمنحنا الصبر والإعانة