أسد الأطلس ~ آخر ملوك شمال افريقيا
بواسطة
في 19-06-2014 عند 14:07 (2783 الزيارات)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم سأقدم لكم مقال عن حيوان مهدد بالانقراض انه اسد الأطلس
أسد الأطلس والذي يعرف أيضا بالأسد النوبي والأسد البربري هو من إحدى سلالات الأسود التي انقرضت
في البرية خلال أوائل القرن العشرين، والتي استوطنت شمال إفريقيا.
واعتقد لفترة طويلة بأنه انقرض تماما في أوائل 1940 ولم يبق منه أي أفراد حية كمنطقة سوق أهراس والتي تعني سوق الأسود، إلا أن بعض الأسود التي يحتفظ فيها في حدائق الحيوانات والسيركات أظهرت
خلال العقود الثلاثة الماضية بعضا من السمات التي جعلتها تعتبر من السلالة البربرية أو مرشحة لتكون كذلك على الأقل. هناك الكثير من الناس والمؤسسات المختلفة التي تزعم حاليا أنها تمتلك أسودا بربريّة
، ويظهر أن هناك حوالي أربعين أسدا منها في الأسر في أوروبة بكاملها، ويصل عدد الأفراد منها في جميع أنحاء العالم إلى أقل من مئة.
كانت الأسود البربرية من ضمن الوحوش التي إستقدمها الرومان لقتال المجالدين في الكولوسيوم إن لم تكن أكثرها شيوعا، وكان الرومان ينقلون الأسود من شمال إفريقيا إلى روما بأقفاص مغلقة تماما ويسجونها لأيام عديدة بلا طعام لتصبح أكثر شراسة ومن ثم يطلقونها على المجالدين والمجرمين المحكوم عليهم بالإعدام بما فيهم المسيحين في ذاك الوقت.
تعتبر الأسود البربرية من أكبر سلالات الأسود إجمالا، حيث تزن الذكور ما بين 400 و600 رطل (180 إلى 270 كيلوغراما) والإناث بين 220 و400 رطل (100 إلى 180 كيلوغراما) وهي بذلك تقارب الببور البنغالية في الحجم، إلا أن بعض الخبراء يعتقدون أن هذه الأحجام يُبالغ فيها بشكل كبير وإن الحجم الحقيقي لهذه السلالة يماثل حجم سلالات الأسود الإفريقية التي تقطن جنوب الصحراء الكبرى (التي تزن قرابة 400 رطل) بقليل، إلا أنه ليس هناك من مصدر موثوق يدعم هذا القول
الوصف والخواص الأحيائية
يفترض العلماء أن هناك سبعة سلالات من الأسود الإفريقية، إلا أن مصداقية هذه الفرضية لا تزال موضوع جدل إذ أن البعض يقول بأن جميع هذه السلالات يُمكن جمعها في سلالة إفريقية واحدة، وفي الواقع فإن الأسود الإفريقية غالبا ما تعتبر أحادية الطراز أي ذات طراز أو ممثل واحد. أما الأسود الآسيوية فهي مميزة ومختلفة جينيّا عن الأسود الإفريقية القاطنة
لجنوب الصحراء الكبرى، إلا أن هذا الاختلاف لا يزال بسيطا، فهو أصغر من الاختلاف
والبعد الجيني بين الأعراق البشرية المختلفة؛ وبالاستناد إلى هذا الفرق الجيني، يُقدّر العلماء أن الأسد الآسيوي انفصل عن الجمهرة الإفريقية منذ حوالي 100,000 سنة، وهي فترة لا تعتبر كافية كي تتطور لدى الحيوان تعارضات تناسليّة، أي لا تصبح قادرة على التناسل مع الجمهرة الإفريقية. يُعتقد بأن الأسد البربري مرتبط بالسلالة الآسيوية بشكل أكبر من ارتباطه بالسلالات الإفريقية الأخرى على الأرجح.
على الرغم من أن هناك القليل من العينات الخاصة بالأسود البربرية (الجماجم والجلود)، بالإضافة لصور ولوحات عن أسود بربريّة حيّة، فإن بعض العلماء استطاعوا عن طريق التدقيق بالبعض القليل منها
أن يعيدوا تصوير المظهر الخارجي للأسد البربري الحقيقي حيث يظهر أنه كان ذو أهاب ضارب إلى الرمادي، طويل الفراء مما أضفى عليه مظهرا أشعث، كما وكانت الإناث والذكور اليافعة تمتلك شعيرات طويلة حول حلقها ومؤخر قوائمها الأماميّة وعلى طول معدتها؛ وكانت الذكور البالغة تمتلك لبدة ضخمة تغطي رأسها وعنقها وأكتافها،
وتمتد لما بعد كتفيها وصولا إلى معدتها. اختلف لون لبدة هذه الأسود باختلاف المنطقة التي تغطيها على الجسد حيث كان باهتا على الأقسام الأماميّة ثم يشتد قتامة على الأقسام الخلفيّة، كما وكانت لها خصلة شعر طويلة على ذيلها وكان مؤخر رأسها أكثر ارتفاعا من باقي السلالات، حيث كانت قمّة الرأس أكثر بروزا مما كان يُظهر خطا أكثر استقامة يمتد من طرف الأنف حتى مؤخر الرأس. امتلكت الأسود البربرية أيضا ذقنا أكثر استدارة من باقي السلالات بالإضافة لخطم ضيّق نسبيّا وانقباض خلفيمحجري (واقع خلف محجر العين) لجمجمتها. يُعتقد أن للأسود البربرية نفس طيّة الجلد التي تتميز بها الأسود الآسيوية تحت لبدتها الممتدة على طول معدتها.
الموطن
~
استوطنت هذه الأسود شمال إفريقيا
بكامله، إلا أن القسم الشرقي من تلك المنطقة (مصر
وليبيا
) يُحتمل بأنه لم يحوي جمهرة كبيرة من الأسود حتى قبل أن يستوطنه البشر
، ولعلّ ذلك يعود إلى قحل وجفاف المنطقة. يُعتقد أنه بحلول أوائل القرن الثامن عشر
عند أقصى تقدير، كانت الأسود البربرية قد اختفت من القسم الشرقي المتوسطي لشمال إفريقيا وانحصرت في القسم الغربي منه (المغرب
، وتونس
). وعلى العكس من معظم سلالات الأسود الإفريقيّة، كان الأسد البربري صيّادا جبليّا
يفضّل المناطق الحرجيّة على السهول المفتوحة والسفانا
وهذه الصورة تبين المناطق التي كان يعيش فيها سابقا
النهاية