من يربي؟
بواسطة
في 03-04-2011 عند 17:20 (3825 الزيارات)
قالو لي بان هناك من افتتح مدونة
كيف الحال مينا
اليوم عندما رجعت إلى البيت بعد يوم عمل شاق في المدرسة فوجئت ببنت الجيران تنتظرني في الشارع
الغريب في الأمر أنها كانت تحمل خيزرانة في يدها ! تظاهرت بعدم الإنتباه و مررت من امامها فبدأت (بلشطي) بالخيزرانة بدون أي سبب
طبعاً أنا انسان محترم و جنتل و لا أضرب الفتيات لذا حاولت التفاهم بالهدوء و محاولة فهم ماالذي فعلته و لكن بدون فائدة فالفتاة مصرة على ضربي بدون هوادة أو هوان و كأنما قد قتلت أخاها أو ما شابه حتى ان حماسها جعلني أعيد التفكير فيما فعلته لها من قبلهممت بأن أنتزع العصا من يدها فإذا بأخوها الكبير يخرج من البيت - يوجاتا إذن فانا لم أقتله p - المصيبة الكبرى أنه كان يحمل سكينة في يده , أنا أعرف أنه سيستعملها و متأكد من ذلك , حقيبتي المزينة بطعنتين من سكينه المصون تذكرني دوماً بانه لا يمزح و لن يتردد بتزييني أنا شخصياً بطعنة اخرى !!
دامت المعركة مع الأخوين عشر دقائق كاملة استطعت فيها في النهاية أن أنجو بجلدي بمعجزة بعد أن انتزعت الخيزرانة و فشلت في انتزاع السكين مما يعني معاناتي من جديد يوم الغد معها
ليس هنالك مشكلة فيما حدث بالنسبة لي فهذا مجرد جدول يومي من جيراننا الاعزاء المشكلة الكبرى أن الأخ و الأخت أعمارهما 7 و 5 سنين على الترتيب
أتعرفون ما يعني هذا؟؟ هناك مستقبل باهر بإنتظار هذين الطفلين عندما يكبران و بالطبع أبنائهما كذلك
لا أستغرب أبداً فعلتهما خصوصاً عندما ارى أخاهما الاكبر منهما مباشرة 17 سنة يحطم صندوق البريد بدون أي سبب إلا المرح فقط و عندما ارى أخاهما الاخر يبصق أو يتبول على الأرض مرة مل نصف دقيقة حتى بدأت أفكر بدهن أرض الحي بالصوديوم حتى ينفجر في وجهه عندما يفعلها مرة أخرى
والدهم العجوز لا يختلف عنهم كثيراً فهو يؤمن بأن الرجولة تكمن في الشنب و الددسن و أن تستقوي على الجميع
هذا ما يدفعني للتساؤل عن أثر التربية في تنشة هذي الطفلين و يدفعني للتساؤل أيضاً عما يفكر به هؤلاء الأشخاص و هل ينظرون إلى غيرهم على أنهم بشر أصلاً ؟؟
المشكلة هنا أن هذا الخطأ ليس ناتجا 100% من تربية الوالدين فقط بل و المجتمع كاملاً حتىفلو أعطيت الطفلين صفعة ترج كيانهما أو انتزعت منهما ما بيدهما لبدئآ بالبكاء و لعرضت نفسي لغضب أمهات الجيران و كل مترجل في الشارع لا يعلم ما يحدث فالطفل البريء لا يخطأ أبداً
و لو حاولت أن أوقف أخاهم الأكبر عند حده فأنا أخاطر بأن يتجمع ضدي كل أصدقائه و أقربائه و كل من لا يعرف وش السالفة من محبي الهوشات !! في الحقيقة حدث هذا لي من قبل
نفس الامر بالنسبة للغوغاء الذين يفترشون الشوارع و يفسدون كل شيء بلا هدف , نفس الشيء بالنسبة للمستأنثين في مدرستنا و بالنسبة للغشاشين و و و...
في الحقيقة بدأت أقلق من مستقبلي في تربية أبنائي خصوصاً عندما اسمع كلام جدتي عن العالم اليوتوبي الذي كانت تعيش فيه و أدرك ان العالم قد يتغير للأسوأ , ما الذي سأفعله لكي أجعل أبنائي ينشئون و يصبحون أفراداً صالحين منتجين في المجتمع كأطفال كتاب القراءة , إذا كنت سأربيهم في البيت و تفسدهم الشوارع و الأفلام فما الذي سأفعله
ثم لماذا أقلق على تربية أبنائي بينما أنا لا أزال في السابعة عشرة
انتهيت من الفضفضة