jєwєl

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأساطير جزء أساسي من أي حضارة في العالم. في الماضي كانت الأساطير تعني الأكاذيب او القصص المختلقة من مخيلات البشر. ولكن في عصرنا الحالي فإن الأساطير هي علم بحد ذاتها او كما تسمى علمياً بالميثولوجيا Mythology فهناك العديد من علماء التاريخ الذين وجدوا ان هناك العديد من الأساطير التي تحمل تفسيرات واقعية.

واليابان تعتبر من الحضارات التي تعتبر الأساطير جزء لا يتجزأ من حضارتها و ماضيها. فهناك العديد من الأساطير والمخلوقات الأسطورية التي ذكرت كثيراً من ماضي الامبراطورية اليابانية القديمة.


أما الأسطورة التي اثارت اهتمامي واردت أن اشارككم بها هي اسطورة Jorōgumo او المرأة العنكبوت.

هذه المرأة ليست شخصية من أبطال الكتب المصورة لمارفل. بل انها احد المخلوقات الأسطورية التي ظهرت عنها قصص عديدة في الامبراطورية اليابانية القديمة وكانت تسبب الرعب في قلوب من يسمعها.

المرأة العنكبوت أو Jorōgumo تعتبر من اليوكاي Yokai وهي وحوش اسطورية من الحضارة اليابانية القديمة.

شكلها حسب الأساطير:

انها عنكبوت عملاق، الجزء العلوي من جسدها عبارة عن جسد امرأة شديدة الجمال، أما الجزء السفلي فهو يشبه جسد العنكبوت. وجسدها محاط بصغارها "عناكب صغيرة" معلقة بخيوط حولها.
ضحاياها من الرجال فهي تغويهم بجمالها حتى يقتربوا منها ثم تهجم عليهم فجأة وتنال منهم.



مقرها:

حسب الروايات فإن مقر المرأة العنكبوت "جوروغومو" هو شلالات جورين في مدينة ايزو.



الروايات المتواردة عنها:

"الرواية الأولى"

هناك روايات تقول بأنها تقوم باغواء الرجال بجمالها وحين يبدأوا بالاقتراب منها تبدأ بالعزف على آلة الـ بيوا Biwa "آلة موسيقية" فيتعمق الضحايا في سحرها بسبب تلك الألحان لتهم هي بلف خيوطها حولهم دون أن يشعروا.
وحين ينتبهون لما يحدث حولهم يكون قد فات الأوان فلا مهرب ولا مخرج لهم من فخها.



"الرواية الثانية"

هناك روايات أخرى تقول بأن الـ جوروغومو تمسك بطفل رضيع بين يديها وتترجى من يمر من الرجال أن يساعد صغيرها، وبعد أن يقوم الضحايا بالامساك بالرضيع بين ذراعيهم يلاحظون ان هذا الرضيع في الواقع عبارة عن آلاف البيوض العنكبوتية المتجمعة على شكل رضيع.
فتنفجر هذه البيوض فجأة في وجه الضحايا لتخرج لهم العديد من العناكب التي تغطيهم فتقوم هي بربط الضحايا بخيوطها وبعدها تأكلهم ولا يبقى منهم الا هياكلهم العظمية.

"الرواية الثالثة"

يقال أنه في أحد الأيام كان هناك رجل مستلقياً بجانب الشلالات ليرتاح، وشعر فجأة بخيوط عنكبوتية تلتف حول قدميه وتسحبه وليفك نفسه من هذه الخيوط قام بقطع الخيوط وربطها حول قاعدة احد الاشجار ليتفاجأ بتلك الشجرة وهي تقتلع من جذورها وتسحب الى أعماق الماء.
ومن بعدها ذهب ذاك الرجل وأعلم سكان قريته فتوقفوا جميعاً عن الذهاب الى تلك الشلالات بسبب خوفهم.
ولكن في أحد الأيام جاء رجل حطاب من خارج تلك القرية لم يسمع بتلك الرواية وقام بقطع الأشجار. ولكن في حين كان يستغرق في عمله سقط فأسه في الماء فقفز خلفه ليحضره ليتفاجأ بوجود امرأة شديدة الجمال تحت الماء تعطيه الفأس وقالت له "فلتحفظ سري ولا تخبر أحداً أنك رأيتني" فوعدها بذلك. ولكنه بدأ يتوتر بسبب تلك الحادثة ولا يشعر بالراحة. وفي يوم ما كان سكراناً وبالخطأ أخبر الناس عما رآه وشعر بالراحة. ولكنه بعدها نام نوماً عميقاً لم يصحو منه أبداً.

"الرواية الرابعة"

هناك روايات تقول بأن الحطاب المذكور في الرواية السابقة وقع في حب تلك المرأة التي رآها تحت الماء فأصبح يزور الشلالات يومياً على أمل أن يراها. ولكن مع مر الأيام بدأت حالته الصحية بالتدهور وأصبح يضعف شيئاً فشيئاً.
وفي أحد الأيام يلتقي هذا الحطاب براهب عجوز ويحكي له قصته. حينها بدأ الراهب في اعتقاد أن هذا الحطاب قد وقع ضحية في خيوط المرأة العنكبوت. فيأخذه الى الشلالات ويبدأ بقول تعويذات فتبدأ خيوط عنكبوتية تخرج من الماء محاولة الالتفاف حول الحطاب ولكن الراهب بدأ يقول التوعيذات بصوت عالي حتى توقفت هذه الخيوط ثم اختفت.
حينها قال الراهب للحطاب ان تلك المرأة الجميلة ليست الا وحش عنكبوتي وان عليه الابتعاد عن هذا المكان.
ولكن مع ذلك فإن الحطاب ما زال واقعاً في حبها. فذهب ليطلب المساعدة من تينغو "أحد الآلهة التي تحكم يوكاي الجبال حسب الأساطير اليابانية" ولكن تينغو حرّم حبه للـ جوروغومو . ولكن الحطاب لم يستسلم وذهب يجري نحو الشلالات ليرى حبه فتعثر بخيوطها الحريرية ليقع في أعماق الماء ولم يظهر بعدها أبداً.

"الرواية الخامسة"

هناك أيضا من كان يعبد جوروغومو ويقول أنها آلهة تحمي الناس من الغرق ولها بوابة مقدسة "توري" في نفس مقرها.

وهي عبارة عن بوابة مصغرة تشبه ما يظهر في الصورة التالية:





في النهاية الأساطير قد تكون من نسج مخيلة البشر أو مقتبسة من الواقع وتم تحريفها مع مر الزمن.
هل كانت المرأة العنكبوت جوروغومو من نسج الخيال ؟؟ هل كان وحش حقيقي ؟؟ أم كانت مخلوقة غريبة تساعد الغرقى ؟؟

قد لا نعرف الحقيقة ابداً ولكن هذا ما يميز كل الأساطير، فغرابتها وعدم منطقيتها هو ما يجعلها مثيرة حقاً للأهتمام.