أبلِغ عَزيزاً في ثنايا القلبِ مَنزله *** أني وإن كُنتُ لا ألقاهُ ألقاهُ وإن طرفي موصولٌ برؤيتهِ *** وإن تباعد عَن سُكناي سُكناهُ ياليته يعلمُ أني لستُ أذكرهُ ***وكيف اذكرهُ إذ لستُ أنساهُ يامَن توهم أني لستُ أذكرهُ *** واللهُ يعلم أني لستُ أنساهُ إن غابَ عني فالروحُ مَسكنهُ *** مَن يسكنُ الروح كيف القلبُ ينساهُ؟
يا ليتَ قاسيةَ الفؤادِ ترفقَتْ *** بمُتيَّمٍ لَمَحَ الجمالَ فذابا ما ضَرَّها لو أنها ابتسمَتْ لهُ *** فلَرُبَّ مبتسِمٍ ينالُ ثوابا
ضحكت فقالـوا ألا تحتشـم *** بكـيـت فقـالـوا ألا تبـتـسـم بسمـت فقالـوا يرائـي بهـا *** عبست فقالـوا بـدا مـا كتـم صمت فقالوا كليـل اللسـان *** نطقـت فقالـوا كثيـر الكـلـم حلمت فقالوا صنيع الجبان *** ولـو كــان مقـتـدراً لانتـقـم بسلـت فقالـوا لطـيـشٍ بــه *** وما كان مجترئـاً لـو حكـم يقـولـون شــذ إذا قـلــت لا*** وإمـعــة حـيــن وافـقـتـهـم فأيـقـنـت أنـــي مـهـمـا أرد *** رضـى النـاس لابــد من أن أذم
فتمتّع بالصّبح ما دمت فيه *** لا تخف أن يزول حتى يزولا
وكنت وعدتني يا قلب أني *** إذا ما تبت عن ليلى تتوب و ها أنا تائب عن حب ليلى *** فما لك كلما ذكرت تذوب
يَا مَنْ يَعِزّ عَلَيْنَا أنْ نُفَارِقَهُمْ *** وِجدانُنا كُلَّ شيءٍ بَعدَكمْ عَدَمُ
ونشكو بالعيون اذا التقينا *** فأفهمه ويعلم ما أردتُ أقول بمقلتي اني متُ شوقاً *** فيوحى طرفهُ اني قد علمتُ
يعطيك من طرف اللسان حلاوة *** ويروغ منك كما يروغ الثعلب
اصبر على كيد الحسود *** فإن صبرك قاتلـــــــــه كالنار تأكل بعضها *** إن لم تجد ما تأكله
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدي *** وفارق ولكن بالتي هى أحسن
قلبي إلى ما ضرني داعي *** يكثر أسقامي وأوجاعي كيف احتراسي من عدوي اذا *** كان عدوي بين أضلاعي
تأبى العصى اذا تجمعن تكسرا *** وإذا افترقن تكسرت آحادا
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
و لا حزن يدوم ولا سرور *** ولا بؤس عليك ولا رخاء
المرء يُعرفُ فِي الأَنَامِ بِفِعْلِهِ *** وَخَصَائِلُ المَرْءِ الكَرِيم كَأَصْلِهِ إصْبِر عَلَى حُلْوِ الزَّمَانِ وَمُرّه *** وَاعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ
إنما المكارم أخلاقٌ مطهرةٌ *** الدين أولها والعقـــــــل ثانيـــها والعلم ثالثها والحلم رابعها *** والجود خامسها والفضل سادســــها والبر سابعها والشكر ثامنها *** والصبر تاسعها واللين باقيـــــها
لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنها *** إلا التي كانَ قبـل الموتِ بانيـها فإن بناها بخير طاب مسكنُه *** وإن بناها بشر خـــــــاب بانيـــها
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت *** أن السعادة فيها ترك ما فيها
أتُراك تغنم بالتبرم درهما *** أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟
بِالله رَبِّكُما عُوجَا عَلَى سَكَنِي *** وَعَاتِبَاهُ لَعَلَّ العَتْبَ يَعْطِفُهُ وَعَرِّضا بي وَقُولا في كَلاَمِكُما *** مَا بَالُ عَبْدِكَ بالهِجْرَانِ تُتْلِفُهُ فإنْ تَبَسَّمَ قُولاَ عَنْ مُلاَطَفَةٍ *** ما ضرَّ لوْ بوصالٍ منكَ تسعفهُ! وإنْ بدا لكما منْ سيدي غضبٌ ***فغالطاهُ وَقولاَ:" ليسَ نعرفهُ"!