مشاهدة تغذيات RSS

رُغم الفِراق

الموهبة الإلهية

تقييم هذا المقال
attachment




هل فكرتم بالمعضل العظيم الذي يواجهنا إذا أردنا تكرار عمل لم نعتاده ؟

فكل مرة نريد فيها انجاز أحد الأعمال اليومية مثل المشي والكلام
تلزمنا نفس الدقة التي استعملناها عند اجرائه في المرة الأولى !

هل باستطاعتنا أن نحيا في مثل هذه الصورة ؟
كلا : الحياة في مثل هذه الصورة غير ممكنة , لماذا؟
لأننا نصبح مُلزمين لصرف كل اوقاتنا وفكرنا وحواسنا في بعض " الأعمال البسيطة " ,
(واذا نقول بسيطة فلكونها أصبحت عادة وإلا فإنها ليست بسيطة في البداية) .
فمثلاً : هل التحدث عمل بسيط ؟ ومن الطبيعي يكون الجواب , كلا .

لأن الإنسان يكونُ مجبورًا بأن يتفوه بـ عدد كبير من الاصوات (الحروف) بواسطة قطعة لحم صغيرة
تسمى اللسان , هذا من ناحية.

أما من ناحية أخرى فيجب عليه أن يرتّب هذه الحروف بدقة ويصنع منها كلمات موزونة ,
ومع ترتيب هذه الكلمات طبق طريقة منظمّة خاصة ( الاسم والفعل والحرف كل بمكانه) يصنع جملاً ,
وبوسيلة هذه الجمل مضافًا إليها حركات يده وعينه وامثالها يفهم السامع مقاصده و أغراضه .

من المسلم أن هذا العمل عمل معقد ومشكل, لذا من الملاحظ أن الطفل عند بداية نطقه أو
أن الشخص الذي يتعلم لغة أجنبية يجب أن يفكر ويدقق كثيرًا حتى يؤدي جملة بسيطة - عندما
يريد التحدث - وبأي صورة؟ بصورة ناقصة اذا كان لساننا - أو بعبارة أصح - فكرنا لا يعتاد على عمل
ما بتكراره , فعند التحدث مثلاً نحن دائمًا نملك حالة ذلك الطفل أو ذلك المتعلم , وانجاز عمل واحد فقط-
الكتابة مثلا مثل طلاب الصف الأول الابتدائي يسبب لنا همًا كبيرًا وعذابًا اليمًا حيث نضحي بأكثر
اوقاتنا في سبيله مضافًا إلى إنهاك حواسنا , فمتى إذن نستطيع أن نواصل بقية الأعمال.

نحن نتكلم وبغير مشقةٍ وتكلف , وربما نتكلم في النوم احيانًا ( حتى قيل أن بعض الخطباء الماهرين
استطاعوا أن يناموا لبضع دقائق أثناء خطبتهم , ومع ذلك استمروا على خطبتهم المثيرة !)
كل هذا ببركة خالق اجسامنا وأرواحنا , خلقنا بشكل , على خلاف عجلات الآلة بحيث نعتاد على
العمل بتكراره , يعني أننا ننجزه في كل مرة بصورة اسهل من الأولى وبمهارة أكثر ومطالعة وفكر أقل.

من الممكن أن يكون هذا الموضوع في نظر البعض بسيطًا ولكنه في الحقيقة من عجائب خلقة الإنسان وسائر الحيوانات

العادة موهبة إلهية عظيمة ولولاها لم يكن اليوم لهذا التقدم العلمي , ولهؤلاء الصناع المهرة , والجراحين
الحاذقين والفنانين والعباقرة والاساتذة الأساطين أثر يذكر , ولكانت حياتنا حياة أطفال أو عمّال جدد
ولانعدم مفهوم المهارة في كل المواضيع.



attachment

أرسل "الموهبة الإلهية" إلى Facebook أرسل "الموهبة الإلهية" إلى del.icio.us أرسل "الموهبة الإلهية" إلى StumbleUpon أرسل "الموهبة الإلهية" إلى Google

تم تحديثة 21-04-2014 في 14:26 بواسطة فَجْر

الكلمات الدلالية (Tags): غير محدد تعديل الدالاّت
التصنيفات
المدونة الأدبية

التعليقات

كتابة تعليق كتابة تعليق

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter