مشاهدة تغذيات RSS

kakashi-senen

مدارس الأنمي في اليابان3

تقييم هذا المقال
attachment


حشر الطلاب الذين فاق عددهم المائة في الطابق السفلي من المعهد بحي يويوغي بانتظار أستاذهم الأول. جلست على كرسي ٍ لا ظهر له قرب جدار ٍ مع آخرين غيري. عندما لاحظت أن أحداً لا يحدق بي باستغراب افترضت أنني بدوت يابانياً صميما ً بالنسبة لهم ما زاد من توتري. دخل الأستاذ الفصل مرتدياً قبعته, جعلتني صلعته مع تباهيه بشاربه أظنه واحداً من الياكوزا ( المافيا اليابانية ) و قد دخل فصلنا بالخطأ.

كانت له نظرة يهتز لها بدن المرء. لكن الأستاذ تسوروكا لم يعد يبدو بهذا السوء بعد أن قدم لنا نفسه. من المحاضرة الصغيرة التي ألقاها عن نفسه تبين لم بدا مخيفاً فقد كان بطلاً سابقاً و مدرباً للكاراتيه ما جعلني أتسائل لم أختار أن يدرس الفنون الجميلة. كان مدرس الرسم الحي الوحيد لذا لم يستطع أحد ٌ أن يحول من فصله دون مغادرة المعهد بأكمله. قضينا بقية ذلك اليوم في تقديم أنفسنا و حين حان دوري حاولت يائساً أن أقدم نفسي باليابانية.

انتهى بي الأمر معترفاً أنني من هاواي و أنني لا أحسن اليابانية. سمعت صيحات الدهشة من زملائي الذين لم يسبق لهم رؤية أجنبي شخصياً, دع عنك رؤية أجنبي ٍ من هاواي يبدو يابانياً و لا يحسن اليابانية. ابتسم الأستاذ و طلب من الجميع أن يقدمول لي يد العون متى احتجت إليها ثم نادى الاسم الذي يليني على قائمة الأسماء. تنفست الصعداء و كانت تلك فاتحة ً لأولى صداقاتي مع اليابانيين فقد كنت مثيراً لاهتمامهم بقدر ما أثاروا هم اهتمامي.

كانت الخطوة التالية هي التزود بالمواد المطلوبة. للمعهد متاجره الخاصة مثله في ذلك مثل أية جامعة, الفرق أن هذه المتاجر لا توفر المواد الأساسية بأسعار ٍ أرخص و حسب بل تحتوي أيضاً على مكتبة ٍ مرئية ٍ خاصة لمن قد يرغب باستعارة الأنيمي كمراجع!! و توفر دفعة ً أولى من تذاكر أفلام الأنيمي التي تعرض في صالات السينما.

ماتبقى من أيام الأسبوع تم تخصيصه لدراسة أي شيءٍ و كل شيءٍ يتعلق بالأنيمي. في الأسابيع القليلة الأولى في الطوابق التي تعلو فصول الرسم الحي علمنا أساتذتنا المتناوبين علينا الموشا, أو ببساطة فن النسخ! طبعاً ليس المقصود فن النظر لورقة إجابات زميلك, بل فن إعادة رسم الأساليب و الشخصيات الموجودة بحيث تطابق الأصل, خاصة ً و أن رسام الأنيمي سيتعامل مع شخصيات من رسم غيره و يحركها كأنها من رسمه. كل يوم, كان الأستاذ يحضر رسمة ً جديدة و يتوقع نسخة ً منتهية بنهاية الحصة الدراسية.

لم يكن رسم شخصيات الأنيمي سيئاً فمعظمنا كان قد تدرب كثيراً, لكن ما أتعب الجميع كان بداية فصول نسخ الميكا ( الآليات ). لم أنزعج عندما طلب الأستاذ منا أن ننسخ أشياء ميكانيكية كدبابة بونابرت لأنني اعتدت على رسم السيارات كثيراً أيام الثانوية. تذمرت فتيات الفصل و تساءل الفتيان لم لا يستطيعون أن يرسموا بنات الأنيمي الظريفات كما كانوا يفعلون في كراسيسهم الشخصية. مفاجأة! و لكن الأنيمي أكثر من مجرد رسم شخصيتك المفضلة!

بانتهاء الموشا انتقل الأساتذة إلى الناكاواري, أو التوسيط. كما يشير الاسم, التوسيط هو عملية ملء الفراغات بين الرسوم التي ينجزها الرسام الرئيس. الرؤساء من الرسامين مسؤولون عن وضع مسودات ٍ للحركات الأساسية أثناء المشهد يبيضها الرسامون المساعدون ثم يقوم العاملون على التوسيط بينها بإضافة الرسوم لجعل الحركة تبدو سلسة و طبيعية. يوفر التوسيط فرصة ً لتعلم أساليب مختلفة للرسم و كيفية التلاعب بالتوقيت.

لا شيء يثير الطامحين لأن يصبحوا رسامي أنيمي مثل دخول الأساتذة برسومات ٍ من استديوهات حقيقية حيث تتاح لهم فرصة رؤية شخصياتهم المفضلة و التوسيط بينها مثل الرسامين المحترفين.

جاء الخريف. في خريف اليابان تتحول أوراق الشجر للبني و يبرد الهواء و هو موسم البونكاساي: مهرجانٌ تنظمه المدارس أشبه بالكرنفال. يشارك المعهد أيضاً في البونكاساي لكن بطريقته الخاصة.

أرسل "مدارس الأنمي في اليابان3" إلى Facebook أرسل "مدارس الأنمي في اليابان3" إلى del.icio.us أرسل "مدارس الأنمي في اليابان3" إلى StumbleUpon أرسل "مدارس الأنمي في اليابان3" إلى Google

تم تحديثة 04-03-2012 في 16:26 بواسطة القلوب الدآفئـہ

الكلمات الدلالية (Tags): غير محدد تعديل الدالاّت
التصنيفات
غير مصنف

التعليقات


مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter