كـفـانـا تـعقيـداً ..!!
بواسطة
في 20-04-2012 عند 22:15 (1246 الزيارات)
لم يتبقى سوى ليلة واحدة على تنفيذ حكم الإعدام بذلك المجرم العتيد
المسجون في إحدى القلاع العظيمة .
وفي تلك الليلة فوجئ السجين بالملك والذي أشتهر بأنه صاحب مزاج غريب
يدخل عليه مع حرسه ويقول له : سأمنحك فرصة إن نجحت في إستغلالها
فسوف تنجو من الإعدام ! تعجب السجين ورد متحفزاً ..كيف ؟
قال له الملك : هناك مخرج في سجنك إن استطعت الوصول إليه فأخرج منه
وسوف اسقط حكم الإعدام عنك وإن لم تتمكن فإن الحراس سيأتون غداً مع
شروق الشمس لتنفيذ حكم الإعدام ..
غادر الملك وحراسه الزنزانه بعد أن فكوا عنه القيود والسلاسل المكبل بها ..
هب السجين بعد خروجهم مباشرة محاولاً البحث عن هذا المخرج ، بدأ
التفتيش في زنزانته ولاح له الأمل عندما أكتشف غطاء وضع على فتحة كانت
مغطاة بسجادة بالية على الأرض ، وما ان فتحها حتى وجدها تؤدي إلى سلم
ينزل إلى سرداب سفلي ويليه درج آخر يصعد مره أخرى ، وظل يصعد
إلى أن بدأ يحس بتسلل نسيم الهواء الخارجي
مما بث في نفسه الأمل بالنجاة ، وبعد جهد جهيد وجد نفسه في النهاية
في برج القلعة الشاهق والأرض لا يكاد يراها .. عاد أدراجه حزيناً منهكاً
ولكنه واثق أن الملك لا يخدعه ، وبينما هو ملقى على الأرض مهموماً ومنهكاً
ضرب بقدمه الحائط وإذا به يحس بالحجر الذي يضع عليه قدمه يتزحزح
فقفز وبدأ يختبر الحجر فوجد أنه بالإمكان تحريكه ، وما إن ازاحه حتى وجد
سرداباً ضيقاً لا يكاد يتسع للزحف فبدأ يزحف محاولاً الوصول إلى أي مخرج
للنجاة . وكلما أستمر بالزحف بدأ يسمع صوت خرير مياه وفي النهاية فوجئ
بوجود نافذة مغلقه بالحديد تمكنه من أن يرى النهر من خلالها فقط ولايستطيع
الوصول إليه ... وكل محاولاته ضاعت سدى والليل يمضي ..
واستمر يحاول .... ويفتش وظل هكذا طوال الليل يلهث في محاولاته وبوادر
أمل لكن في النهاية تبوء بالفشل .. وأخيراً انقضت ليلة السجين كلها
دون أن يصل للمخرج ولاحت له الشمس من خلال النافذة ووجد وجه الملك
يطل عليه من الباب ويقول له : أراك لازلت هنا ... قال السجين : كنت أتوقع
أنك صادق معي أيها الملك ..قال له : لقد كنت صادقاً ..
سأله السجين : لم أترك بقعة في الجناح لم أحاول فيها فأين المخرج
الذي قلت لي ؟ قال له الملك : لقد كان المخرج هو باب الزنزانة
حيث انه كان مفتوحاً ولم يغلق !!!!
(( إن الكثير من البشر للأسف تجده يبني عوائق بنفسه
ويضع الحواجز العظيمة ولا يلتفت إلى ماهو بسيط في حياته ،
الحياة سهلة ميسرة لمن سهل الأمور ويسرها والعكس صحيح )).