مشاهدة تغذيات RSS

حلا الشام

أحمدو الله لانكم تأكلون من قمامة جيرانكم...

تقييم هذا المقال
كان طريق اليوم طويلاً على غير عادته ولم أكن مستمتعة به على غير عادتي رغم جمال الأجواء من حولي ولطافة الهواء ..
ربما لأنني اليوم أكثر انتباهاً لما يكون من حولي أو لأقل أكثر إحساساً باللذين من حولي أو لأن شقاء الدنيا أصبح أكثر من أن نلحظ شيئاً غيره .
لم تكن الدنيا فيما سبق كما هي عليه اليوم ، ضاقت الأرض بما رحبت .. وقل الناس على كثرتهم .
حتى الوجوه اختلفت فلم تعد بذات القسمات التي كنا نراها بها .. ولم يعد الكلام ذاته ..!
اقتربت السماء حتى لتكاد تلامس الأرض، والأرض ذاتها تكاد تبتلع الذين على ظهرها ضيقاً بهم وتبرماً منهم ..
ومن أكثر ما أحب أن أفعل حين أستقل شيئاً ما لمكان ما أن أتفحص وجوه أولئك الذين على الطرقات فأجعل من هذا بائساً يبحث عن مشنقة يعلق رقبته فيها مللاً من الدنيا وأمورها أو ربما يأساً فما عادت الدنيا بكل ملذاتها تثير في نفسه أي رغبة لأي شيء، وذاك على نقيضه تكاد أرجله لا تلامس الأرض زهواً بمال أو منصب يرفعه من بين الناس ليرى نفسه فوق من سواه وأعظم من أن يمشي على الأرض.. وتلك غارقة في أفكارها لا
تدري ما الحال فهي بين شكاوى العيال وأوامر أبو العيال وكلام الجيران و"لت" أولاد الحلال .
وعلى الضفة الأخرى من الدنيا أولئك المتخمون جوعاً حد الموت ، الباهتون بؤساً حد الاختفاء..سيماهم على وجوههم وعلى أبدانهم إذ لا تكاد ترى ..
أرأيتم قط طفلاً لم يبلغ بعد الرابعة يحمل على ظهره ماءاً هو وزنه أو قريب منه باحثاً عن عطشى يرتوون بماءه أو مشفقين يبذلون لطفولته ما تجود به جيوبهم وهي عادة لا تجود بالكثير فيبتسم ابتسامة لا تعلم أهي ابتسامة رضا أم هو ابتسام سخرية من كل شيء ..!
أم تراكم رأيتم عجوزاً قطعت سنونها الثمانين وتجاوزت من الدهر ما أثقل عليها حركتها وأعمى بصرها فهي لا ترى من الدنيا إلا ظلاماً يزيدها هرماً إلى هرمها ولم تعد تحس شيئاً مما حولها عدى ما تتحسسه يدها بحثاً عما يلقي به المارة إليها من فتات أموالهم..
هل رأيتم أولئك الأطفال الذين يقهرهم حتى النوم فيتوسدون بعضهم ويلتحفون السماء ..!
لم يكن في الدنيا كل أولئك .. ما كانوا بذات الكم ولا بذات الكيف ..
فلم بربكم ..!
ألا نسأل يوم لا كذب عن رغيف ألقيناه ودفء لم نشارك غيرنا به ..!
أم أن الدنيا ألهت من بها بما بين أيديهم ، وعلمتهم أن لا يتجاوز نظرهم أنفسهم ..
ربما ولكنهم سيسألون يوم لا كذب!
فالله أحمد إذ أعيش هنا حيث للمكان حكمة تجعلني في كل يوم أشكر الله إذ أنعم علي بأن آكل من قدر وأشرب من كأس ولا أنام على الرصيف الذي أمشي عليه .

أرسل "أحمدو الله لانكم تأكلون من قمامة جيرانكم..." إلى Facebook أرسل "أحمدو الله لانكم تأكلون من قمامة جيرانكم..." إلى del.icio.us أرسل "أحمدو الله لانكم تأكلون من قمامة جيرانكم..." إلى StumbleUpon أرسل "أحمدو الله لانكم تأكلون من قمامة جيرانكم..." إلى Google

الكلمات الدلالية (Tags): غير محدد تعديل الدالاّت
التصنيفات
غير مصنف

التعليقات


مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter