i'm not perfect , so i'm glad ^^ 2
بواسطة
في 18-06-2015 عند 01:44 (892 الزيارات)
ملاحظة :
رابط للجزء الأول من المقالة هنا
الرجاء قراءته قبل قرأة هذا المقال .
________________________________________________
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نحن نخضع لقوانين
والقوانين تعمل لأجلنا
والكون يخضع لنا بقوانينه لا "بقوانينا"
أنت تسعى للكمال , ستكون عشوائي , عشوائي جداً .. جداً , صدقني
لن تصل للمثالية , ستحاول بائساً التحايل وتغيير طرقك للوصول لمثاليتك
لكنك لا تفعل شيء سوا زيادة العشوائية ساعياً للكمال
مع أنه ما نعتقد أنه "لنا" ما هو الا محاولة للدوران ضمن متاهة لها نفس البداية و النهاية , أو حلقة مثلاً , مهما اعتقدنا اننا نبحث عن الطريق الأفضل , فلا يوجد سوا طريق واحد :
كلام قد يبدو مربك ومبتذل و مكرر صح ؟ كأنه مجرد طلاسم فارغة المعنى كالتي توجد بال tumblrs بالنت أليس كذالك ؟
حسناً , لكن أعد قراءته بعد أن تقرأ المقال :
الكل يسعى للسكون , بشكل أو بأخر , مباشرةً أو عن طريق خطوات تؤدي لهذا الهدف (كما في المقال السابق)
السكون هو الكمال , والكمال\السكون هو ان تكون بالمكان\الوضع الذي من المفروض أن تكون به
الآن دعونا نعبث قليلاً بالمفاهيم و الكلمات , لأن الكلمات هي من ترسم حدود تفكيرنا
أولاً : المثالية و الكمال , تعنيان ان يكون الشيء خالي من أي نقص (كمال) أو أنه يسعى لأن يصل للشكل الكامل (مثالية)
و ب"كلمات" أخرى : الكمال هو انعدام الحركة الهادفة , بينما المثالية هي التحرك للكمال.
اذاً يجب ان يوجد الكمال لتوجد المثالية , أي يجب أن نرا الشكل الذي نرغب بالوصول له , منطقي صح ؟
لكن ما هو الشكل الكامل ؟ هل هو الأكثر ترتيب , الأجمل , الأعقد , الأبسط .... ؟
حسناً , بالنسبة لطاولة مثلاً (أربع أرجل و سطح) الأكمل هو الأعقد , و أي طاولة مثلاً برجل مكسورة ستكون غير كاملة
بالنسبة للمعادلات الرياضية مثلاً فالبساطة هي كمالها , نختصر و نحذف و نوحد مقامات لنحصل على أبسط شكل .
وهكذا , الأمثلة كثيرة و لكل نظام طريقة معينة للوصول ل"كماله"
لكن يجب أن نخرج من اطار الحدود اللغوية اذا أردنا ان نفكر بأشياء لم تخطر ببالنا مسبقاً (وكما قلت الكلمات هي من ترسم حدود تفكيرنا)
دائماً الكمال مرافق لفعل على وزن (أفعل) باللغة و في عقولنا أيضاً (أي أكثر , أحسن , أكبر , أجمل ....) , و هذا طبيعي و لا شيء غريب بهذا
لكننا نأخذ الأمر على أنه الكمال يعني الأكثر تنظيم وليس الأقل , مع أن بعض الكلمات تحتمل الوجهين (مثال : الأقل تعقيداً = الأكثر بساطة و بالعكس)
ومع أن مثلاً كلمة (أقوى) و (أضعف) على وزن أفعل وكلاهما متناقضان
لكن عقلنا دائماً يجنح للأمور الأكثر تنظيماً وتعقيداً عندما نتكلم عن الكمال\السكون
مع أن الأمر ليس كذالك اطلاقاً , دعونا نأخذ هذا المثال :
املئ كأس بمكعبات صغيرة مصفوفة برتل منتظم و ميّل الكأس وانت تغلق فوهته بيدك , وبعدها ازل يدك لتترك الكرات الصغيرة تتدحرج وتثبت , أليست الكرات الآن بوضع الكمال\سكون ؟
نعم , لأنها ومن تمييل الكأس اكتسبت توترولن يزول الى أن تعود المكعبات لحالتها السابقة , و كذالك الأمر مع كومة كتب كبيييييرة جداً مكدسة بترتيب و اتقان فوق بعضها , اي حركة صغيرة ستجعلها تقع و تملأ أرجاء الغرفة بالفوضة
هل كانت المكعبات و الكتب بوضع كامل وهم في أقصى حالة تنظيم ؟
لا يبدو هذا حسب تعريفنا للكمال , الكتب و المكعبات كانت بحالة لا تحسد عليها وهي على بعد قشة من السقوط مع أنها كانت بأقصى درجات الترتيب , لكن عندما سقطت و أدت لفوضة أصبحت كاملة
الآن يبدو أن المثالية هي الفوضة أليس كذالك ؟ الأمر أصبح يربككم قليلاً ؟
يب , نحن محقون للآن , المثالية هي الفوضة الى حدّ ما
وهذا ليس رأيي الشخصي , هذا رأي العلم أيضاً , هل تسألتم لماذا الهواء بالغرفة لا يتكدس بزاوية واحدة و يبقى موزع بشكل متساوي بالغرفة ؟
هذا ما يعرفة العلماء بالأنتروبية (entropy) أي زيادة الفوضة بمكان ما مع تغير الطاقة
وهو سبب الكثير من الظواهر حولنا , فالهواء يسعى للفوضى القصوى لهذا لن يتجمع بمكان ما مهما مر الوقت , وهذا هو وضعه المثالي
والآن ما دخل كل هذا بك أنت ؟
أنت فوضوي جداً , اللعنة كم أنت فوضوي !
تريد أن تسعى للكمال , بما في ذالك ازالة العوائق التي تمنعك من الوصول له (اليدي التي تسد كأس المكعبات ) وتبحث عما يساعدك على الوصول له ( الدفعا التي أدت لسقوط الكتب)
تحاول "التحايل" على كل شيء , ان كنت تسير بطريق ما ووجدته مغلق فلن تتوقف , و ستغير طريقك و ستغير طاقتك من شكل لأخر مهما يكن , ليس لأنك انسان رائع أو مصرّ , فقط لأن هته سنّة الكون
أنت تسعى للكمال , ستكون عشوائي , عشوائي جداً .. جداً , صدقني
لن تصل للمثالية , ستحاول بائساً التحايل وتغيير طرقك للوصول
لكنك لا تفعل شيء سوا زيادة العشوائية ساعياً للكمال
لحظة .... تذكر ؟ الكلمات هي من ترسم حدود تفكيرنا , من سيقرأ هذا الكلام من دون تفكير مسبق سيبدو هذا الكلام ابتعاداً عن الكمال , لكنه الآن يبدو أقرب ما يكون له
ولأننا بشر (والحمد الله) نحن نفكر بالكمال على أنه "شيء مرتب ومعقد" , أي أننا نسعا للكمال عن طريق مثالية بعقولنا فقط , بينما نحن بالواقع نزيد العشوائية لأنها الطريقة الحقيقية للسعي للكمال الحقيقي , لا ما برؤوسنا من صور أو أفكار ناجمة عن استخدام لغوي ما , أليس كذالك ؟
وبما أننا لا نرا أفكارنا , بل نرا وقائع ونتائج بالحياة , نعتقد أننا نبتعد عن أهدافنا , أحلامنا , آمالنا , طموحاتنا ..... مثاليتنا
وبينما أنه المثالية و الكمال بعقلنا اللغوي شيء واحد نحن نرتبك , ونشعر أن الحياة بحر متلاطم الأمواج يعبث بنا على مزاجه
يا مساكين ! لا تعلمون أننا الأقوياء , و أن المفاتيح بيدنا
أننا نسعا لكمالنا حتى من دون وعي كلي منّا , ليس لأننا خارقون أو متفائلون , بل ببساطة لأننا نخضع لقوانين
والقوانين تعمل لأجلنا
والكون يخضع لنا بقوانينه لا "بقوانينا" التي نرسمها بمثالية وهمية سببها خطأ لغوي ما أدخل بطريقة ما
ولا يهم ان كنتم تنكرون أو أنكم لم تكونوا ترون هذا , لا تهم "قوانينكم المثالية"
اسعوا أحبابي للكمال , كونو نجوم
كونو عشوائيين بقدر ما أستطعتم
لا تدعو شيء يقف بطريقكم , تخطو العقبات
و زيدو عشوائية
ابحثو دائماً عما يساعدكم برحلتكم
و زيدو عشوائية
أعلم أنكم ستنظرون للمثالية بعقولكم
وستسعون للكمال عوضاً عنها
و ستزيدون عشوائية
وأعلم أنكم ستحاولون رسم قوانينكم , وكأن الكون دفتر فارغ لكم لتعبثو به
لكنكم بهذا ستضيعون وقتكم و جهدكم , و ستزيدون عشوائية
وستضيئون , تتوهجون
وستصبحون أجمل
أنت لست مثالياً و لن تصبح ذالك مهما حاولت جاهداً
أنا سعيد لأنني لست مثالياً , و من المفترض أن تكون أنت كذالك