هَمَسَاتُ خَاطِرْ

في مثل هذا اليوم قبل عام

وفي مثل هذه الساعة تماما

بدأ كل شيء بالنسبة لي ولمن معي

لأول مرة استشعر مرور ذكرى يوم في حياتي بكل تفاصيله

استذكر المشاعر والأجواء

استذكر الوجوه والنظرات

أستذكر الأصوات والحركات

كل ذلك مضى عليه عام

ودعنا الكثيرين منذ ذلك الوقت

اخرهم كان قبل ايام

عدة اقارب واصحاب ارتقوا في يوم واحد

وتركوا لنا بقية الرحلة

الرحلة التي ستنتهي يوما ما الى ماصاروا اليه

لكن ليس بمنزلتهم

إلا إن أكرمنا الله

اكتب هذه الكلمات والعبرة تخنقني جراء تذكر اصواتهم وضحكاتهم

لا استطيع تذكر وقتٍ كانوا يشعرون فيه بالحزن

كل ما اذكره هو ابتسامة وفرح وهذا يحزنني بشدة

المصيبة انهم مع مرور الوقت يزدادون

واخشى ان يصل بهم العدد لدرجة أنني قد لا استطيع حينها تذكر الجميع

كل شخص في هذه الدنيا له عالمه

قد يتأثر لبعض الوقت بعالم غيره لكنه سرعان ما يعود لعالمه

وينسى عالم غيره

هذا مؤلم بالنسبة لي

مؤلم جدا وقاسٍ لأبعد الحدود

أشعر بالعجز التام

لم أعد أستطيع فعل شيء

بت أراقبهم يرحلون وأنا اقف دون حراك

ماذا أفعل

أدعو الله أن يلحقني بهم وإن لم أكن بطيبتهم

الطيبون يستمرون بالرحيل

الأطيب فالأطيب

ومع رحيل كل شخص منهم

يزداد الجرح في القلب عمقا

وددت أن أراهم وأن أودعهم قبل رحيلهم

وددت أن ألقي عليهم النظرة الأخيرة على الأقل

كل هذا لم يحدث

كل ما حدث أن أسمائهم تُليت من بين الراحلين

فلا صورة ولا مشهد كل ما رأيته هو أسماء كتبت على شواهد حجرية بخط متلعثم

خطها صاحبها على وجه السرعة لسببٍ قد أعلمه وقد لا أعلمه

وفي محاولة يائسة مني دخلت الى حسابي على موقع التواصل الاجتماعي

راسلت أحدهم وأخبرته بما أشعر

أخبرته بأنه ان كان ميتا فأسأل الله أن يتقبله في الشهداء

قلَّ البكاء وازداد الألم

ويبقى الأمل بالله كبيرا .. الله وحده لا احد سواه.