مشاهدة تغذيات RSS

في زمن لا أمان فيه

زهرة بين أوراق الخريف،وحيدة،تائهة،تبحث عن الأمان في زمن لا أمان فيه،ذبلت الزهور من حولهاوتساقطت أوراق الأشجار ويبست،جفت مياه النهر القريب منها وحجبت الغيوم آخر أمل لها بالنجاة حجبت مصدر الدفئ عنها،تهطل عليها أمطار اليأس وتتساقط عليها بقوة حبات الاستسلام البيضاء القاسية التي تخدش نعومتها،ينبض قلبها بالخوف ويزداد ترددها في اتخاذ القرار المصيري فإما النجاة وإما الموت.تتلاطم في داخلها أمواج الحيرة وتتكسر على شواطئ الماضي الذي لن يعود تتناثر من عينيها ﻵلئ يملؤها الخذول والانكسار في حين يسدل الطائر الأسود عباءته السوداء عليها ليعلن بذلك الطئر الأبيض نهاية رحلته لهذا اليوم تهب نسمات باردة تبعث القشعريرة في جسد الزهرة الهزيل ترتفع أصوات الأشباح من حولها وهي تضحك ضحكة هستيرية وتعزف مقطوعة موسيقية ممزوجة بالحزن الكئيب والرعب القاتل فجأة يسود المكان صمت غريب وهدوء رهيب تتبدد الغيوم لتكشف عن مصدر الأمل من جديد تنظر الزهرة إلى أعلى السماء لترى جواهر متناثرة تحثها على السير في الدرب المشع الذي سيوصلها إلى بر الأمان نظرت الزهرة من حولها فلم ترى أي درب وإذ بشعاع فضي اللون يسلطه القمر على بقعة من الأرض مجاورة للزهرة فينير لها درب الأمان ابتسمت الزهرة ابتسامة باهتة مرهقة وسارت في ذاك الدرب المضيء وبعد لحظات رأت شعاعا من النور فازداد خفقان قلب الزهرة واضطرابها وهبت نسمات دافئة منعشة داعبت بتلاتها الحريرية وسرى الدفئ في أنحاء جسدها وسكنت أمواج الحيرة في داخلها وعاد إحساسها ليمتلئ بالأمل من جديد وغطتها سيدة شقراء بوشاح ذهبي بعث السعادة في قلبها الصغير وتراقصت لفراشات من حولها وعاد النور والدفئ ليملئ المكان من حولها وأورقت الأشجار وتفتحت الأزهار واكتست الأرض بالبساط الأخضر الناعم وعاد الطائر الأبيض ليسدل ستارة بيضاء على مسرح الأحداث يعلن بها نهاية مليئة بالسعادة والأفراح ما دامت الثقة بالله كبيرة

ليس لدى خيال زهرة أي مقال لعرضه.

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter