إِلى أَبــي ..
بواسطة
في 05-04-2019 عند 01:35 (1153 الزيارات)
قَد تَعتقِد يا أَبي أني مَا عُدت أُحدثكَ كالسَابق لأنكَ ما عُدت تَروقُ لِي
وَ أني ما عدتُ أجلِس علَى قَدماكَ حياءاً فلقَد كَبرت فِي العُمر
و أنِي أَصبحتُ أتَحدث بلُغة رَسمية معَك لأَن رَجل مَا آخر قَد إحتَل قَلبي
و قَد تَعتقِد أنِي مَا عدتُ بِحاجَة لَك و أنِي لا أكْتَرث إن كُنت سَتبقَى أو سَترحل
لأنِي أصْبحتُ مَسؤُلة عَن نَفسِي فَبما سَتنفعُني بعْد أن وَصلتُ لِمَى وصَلت له
قَد تَعتقِد الكَثير مِن الأمُور بِسبَب تصُرفاتِي اليُومية معَك
لكِن مَا لا تعلَمه يَا أبِي أنِي لَم أَتغَير مُطلقاً
و أنِي أَشتاقُ إِليكَ كثيراً و أنِي أحتاجُ لكَ أكثَر مِما سَبق
لَكِن كُل مَا فِي الأَمر أنِي وقَعتُ علَى خَيبة كَبيرة جَعلتنِي أنضَج
لقَد أقنَعتُ نَفسِي ذَاتَ يَوم عِندمَا كُنت طِفلة أنَه علَى رَجلُ أَحلامِي أنْ يُشابِه أبِي
وَ وجَدت يَا أبِي أنَه لا شَبيه لكَ كَحال أي فتَاة ترَى أبِيهَا مُختلِف
و خَاب أملِي كثيراً و فَهمتُ أن الأبآء يَختلفُون عَن الأَزواج و أنَ الحَنان أَب و الزَوج رغبَة لا أكثَر و لا أقَل
و أَنه لو نِمتُ كل ليلَة علَى أشّد الأكتَافِ حنّية فلَن تكون كَحنّية كَتفكْ
و أنَ خَوفك علي مِن البُكاء و إعطَائي لقبُ الأمِيرة لنْ أستطِيع توضِيبهُم معِي في حَقيبة الإنتقَال لِمنزل رجُل آخر
حتَى لُو قَدمَهُم لي فلَن يَكونُون كَكرمك دُون مُقابِل و أنِي إن ابتعَدتُ يا أبِي أبتعدُ خَوفاً مِن العُمر
خوفاً مِن عَدم النضُوج ، خوفاً من أن أبقَى طِفلتكَ مدَى الحيَاة
فلاَ وجُود للأبآء يا أبِي من بَعدِك إنْ رَحلتْ .. لا وجُود لهُم ..