مشاهدة تغذيات RSS

حياتي~ والحلـم ..

( بل الإنسان على نفسه بصيرة , ولو ألقى معاذيره )

التقييم: الأصوات 2, بمعدل 5.00.
attachment

b6d1a3fb5c9a9c7ee15bbb656e238b93





بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

هيّا يا بنيتي , أعدي اللبن , و اخلطيه بالماء , وخذيه إلى السوق , كي نبيعهُ بربحٍ أكبر .


عباراتٌ رددتُها كثيراً , بعدما حفظتها , في الصف الرابع الإبتدائي
في هذه القصةِ البسيطة عن
عمر بن الخطاب , و تجوالهِ في مدينته , ليتفقد احوالها
عبرٌ كثيرة , و مع أنني لم أُدرك ذلك و قتها , ولم أفهم لماذا اعترضت البنت على أمها قائلة : (
إذا لم يكن عمر يرانا فالله تعالى يرانا ) , حيثُ أنني لم أُدرك وقتها أن خلط اللبن بالماءِ غش , ولم تخبرني المعلمة بذلك dead , و الآن بعد سنوات , أربط هذه القصةَ بالرقابة الذاتية , فأيُّ حبّ لله , ورهبةِ منه , وخجلٍ منه , في قلب هذه الفتاة , و أي حكمةٍ في هذا الجواب , رغم تعرضها للفقر والجوع , رغم أوامر أمها , رغم أنها صغيرةٌ في السن , إلا أنها اعترضت , لأنها علمت بأن الله يراها ..

.
.
عبادة الله يجبُ أن تكون بين خوفِ و رجاء ,
خوفٌ من عذابه و رجاءٌ لرحمته , خوفٌ ورجاء
ولكن أذلك كافٍ ليكون رادعاً لنا عن فعل المعاصي ؟
,
الجوابُ هو لا , الخوف والرجاء ليسا كافيين ,
فأعظم ما يُعبدُ به الله هو
الحب , استشعار حب الله ,
حب الله هو الأساس , نحبه ثم نخافه ونرجوه , و هل يعصي من يحب حبيبه ؟


تَعْصِي الإِله وَأنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ هذا محالٌ في القياس بديعُ
لَوْ كانَ حُبُّكَ صَادِقاً لأَطَعْتَهُ إنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ

.
.


بتعزيز حبنا لله , سنكون لنفسنا درعاً منيعة , سنتقي المعاصي , لأننا بحبنا له ,
سنحب ما يحب و نكره ما يكره , و لاختصار كل ما قلته أستطيع أن أقول :

( حبُّ الله هو الوسيلة لتحقيق الرقابة الذاتية )

كيف نعزز حب الله :


لعل من أهم أسباب حب الله معرفة أسمائه و صفاته , قراءتها و إستيعابُها , استشعار عظمته , مقدار رحمته بنا وحبه لنا , قراءة كلماتها وفهمها و تفسيرها .



أما بالنسبة لأطفالنا ,

فمن أكبر الأخطاء
تخويف الأطفال من الله منذ صغرهم , و منعهم مما هو محرم دون توضيح ذلك لهم , يجب زرع حب الله في قلوب أطفلنا , يجب إشعارهم بعظمة ما يقومون إذا صلوا , و مكافأتهم , يجب توضوح أسباب المنع , و توضيح الحكمة من التحريم .

الأطفال ليسوا بلا عقل , ليسوا ( بشراً ) مع وقف التنفيذ , لعل أكبر دليل على ذلك



قصة رسول الله صلى الله عليه و سلم مع الحسن ابن علي -رضي الله عنه - ,
حين مد يده ليأكل تمراً من تمر الصدقات , فقال له الرسول
-صلى الله عليه وسلم - : ( كخ كخ , ألا تعلم أننا لا نأكل من الصدقة )



, هنا وضح الرسول صلى الله عليه وسلم للطفل سبب منعه من أكل التمرة , وربى بذلك فيه الشعور بالمسؤولية , الشعور بالثقة , بحيث لم يهمشه , لم يأخذ التمرة من يده ويضعها في مكانٍ بعيد لألا يأكلها , لو فعل ذلك لشعر الطفل بالمنع دون مبرر , ولو عومل دوماً - بالمنع دون مبررات واضحة , ربما يفعل الطفل الخطأ فقط ليري أهله أنه يستطيع فعلها , لإقناع الطفل , يجب أن نخاطب قلبه وعقله معاً , بالحب و الشرح , ليقتنع نزرع فيه منذ الطفولة حب الله له وحبنا له خوفنا عليه , ثم بعدها نوضح له الأسباب و نحاول إقناعه , ولو ربي منذ الطفولة على حب الله و الحياء منه , فإن نفسهُ ستكون رقيبة عليه تلقائياً و سيكون وقوعه في الذنوب قليلاً - بإذن الله - .


هفوات :

إن وقعتَ في ذنب , فلا تبرر لنفسك , لا تبحث عن أحاديث ضعيفة , أقوال قليلة , ثم تبرر لنفسك خطأك , فذلك اكبر من الخطء ذاته , ربما من أكثر ما نقع فيه أننا نبحثُ عن باب لما نفعل , أننا نحاول أن نبرر , و نتوسع في تفكيرنا ونخرج ما فعلناه من نطاق الحرام بمزاجنا , وبذلك نتخلص من شعورنا بالسوء , ويتوقف ضميرنا عن العمل , و تتوقف رقابتنا .
فمثلاً لا شيء يسمى كذبةً بيضاء فالكذب كذبٌ مهما كان .







أظن أنني بهذا إنتهيت
القراءة والبحثُ في الموضوع كان مفيداً و جميلاً جداً




أنصح بمشاهدة هذه الحلقة
من حجر الزاوية للشيخ الكبير سلمان العودة


.
.




.
.

كما أود أن أُنهي كلامي بحديث الرسول صلى الله عليه و سلم
( أُوصِيكَ أَنْ تَسْتَحِيَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا تَسْتَحِي مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ )
.
.


أوصيكم و نفسي , بالحياء من الله الذي وهبنا كل هذه النعم
, ذو الرحمة الواسعة سبحانه , خلقنا ورزقنا ,
و فتح لنا باب التوبة واسعاً كبيراً , فالجدير بنا , ألا نعصيه سبحانه ..







وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..


الموضوع مشارك في مسابقة مدونة مكسات ..

أرسل "( بل الإنسان على نفسه بصيرة , ولو ألقى معاذيره )" إلى Facebook أرسل "( بل الإنسان على نفسه بصيرة , ولو ألقى معاذيره )" إلى del.icio.us أرسل "( بل الإنسان على نفسه بصيرة , ولو ألقى معاذيره )" إلى StumbleUpon أرسل "( بل الإنسان على نفسه بصيرة , ولو ألقى معاذيره )" إلى Google

تم تحديثة 16-05-2012 في 23:41 بواسطة LAST PRINCE

الكلمات الدلالية (Tags): غير محدد تعديل الدالاّت
التصنيفات
غير مصنف

التعليقات

  1. الصورة الرمزية الخاصة بـ V I O L Є T
    الســلـآم عليــكم ورحمة الله وبركااته

    مشــاء عليـكِ إختِ مميــزه بمقالك .. والقـصه إيضاً تحمل الكثير من العبره وخوف الفتاة من الله وعلمها بمراقبته لها فالله يرى ويعلم سراً ونجوانا ..
    وفــقكِ المولــى عزيتي لـــكل خيــر وجزآكِ الـجنه .. والسعاده بدنيا والآخره smile

    تقبلي مروري غاليتي..

    موفــقه..
    تم تحديثة 23-04-2012 في 00:15 بواسطة V I O Є L T
  2. الصورة الرمزية الخاصة بـ الإسطوره جيرايا
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    ~ classic ~

    مرحباً اختي [ للأبد ] إخراج رائع منكِ للمقال ,,

    صحيح, اعظم شيء في الحياة هو حُب الله, حب عبادته حب طاعته والرضى بما قسمه الله لنا ما هو في اللوح المحفوظ
    وطريقة رائعه من خاتم المرسلين محمد ابن عبدالله -صلى الله عليه وسلم- بتربية ابنه الحسن
    وهذا ليس بغريب عن معلم البشريّة
    ~ classic ~

    اعجبني إقتباسك لموقف الفتاة مع امها وحادثة خلط الماء باللبن ..

    شكراً لطرحكِ اختي + تم تقييم المقال
    ~ knockedout ~

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter