hope bridge
22-02-2012, 06:39
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1641259&stc=1&d=1331064971
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قبل أيام قليلة اجتاحني أرق طويــــل و لم أرغب في تضييع وقته متقلبة في الفراش
فأمسكت حاسوبي المدلل و رحت أنقر على أزراره دون توقف
ابتداء من الساعة الواحدة حتى الساعة الثانية إلا ربع صباحا.. و الكل نيام
و قد رغبت حقا في مشاركتكم حروف أرقي لأحتسبها كأول قصة أضعها في هذا المنتدى الدافئ
تفضلوا و استمتعوا
استهللت اليوم الغائم بصداع مرهق، فقد سهرت الليلة الماضية كثيرا للتحضير لبحثي و مع ذلك لا أظنني قد أتقنته جيدا.. ينبغي أن ألقيه اليوم أمام حشد من الطلبة و هذا ما يخيفني.. أرجو أن ينتهي كل شيء على ما يرام..
ابتسمت لأمي التي وضعت صحن الحلوى أمامي لأتناولها أنا ببطء بعد شكرها.. نظرت إلى وجهها المشرق طويلا ثم أفلتُّ اللجام لشفتي أن تقبّلا جبهتها قبلة طويلة قلت بعدها بترج:
"أمي.. ادعي لي أن أنجح في إلقاء بحثي اليوم"
شيعتني بنظرة هادئة مبتسمة و هي تهمس:
"اذهبي يا ابنتي.. وفقك الله"
..
..
..
وقفت بمواجهة الحشد الذي بدا لي و كأنه ينتظر فقط ارتجاف شفتي كي ينقض عليّ بالانتقادات و الأسئلة العويصة.. لكن صوتها تردد في خلدي كهمس لذيذ
"وفقك الله"
أغمضت عينيّ و تفكيري منحصر عند دعائها:
"أجل.. إنه دعاء صادق من قلب أم.. لن يرد الله دعاء كهذا.. الله سيوفقني إن وضعت ثقتي الكاملة به و بأمي"
هكذا طمأنت نفسي فاستعادت نبضها بعد قراءتي لبعض الآيات و الأدعية.. ثم.. فتحت عيني بثقة أكبر..
..
..
تماما كما تمنيت.. مرّ الأمر كالحلم.. لم يكن شيء في إلقائي ناقصا، فلساني لم يرتجف و القلم لم يهتز في يدي.. و كلامي لم يرتجّ رغم خوفي..
كان كل ذلك بفضل الله ثم دعاء أمي..
عدت إلى المنزل فرحة و أنا أعتزم النوم لما تبقى من ساعات اليوم حتى موعد العشاء.. كنت مرهقة جدا و لهذا غفوت بسرعة على سريري المرتب..
..
..
..
استيقظت على صوت أذان العشاء.. قمت من مكاني لأصلي و أتناول عشائي
جدولي الغذائي غيرُ منتظم مذ استأنفت الدراسة.. و مع ذلك أمي لا تترك شيئا مغذيا و مفيدا إلا و حضّرته لي..
لولا ذاك لما استطعت الحفاظ على صحتي وسط الفوضى التي أعيشها..
وجدت طاولة العشاء الزاخرة تنتظرني فجلست.. و بعد لحظات لحقتني أمي مرتدية مريلة المطبخ.. و ابتسامة عذبة على ثغرها.. لكن شيئا ما نغص عليّ صورتها الجميلة.. لست أعلم ما هو..
جلسنا نأكل معا هذه الأطباق الشهية التي أعدتها أنامل أمي السحرية.. و أمي تتحرى أخبار إلقائي بشوق و فرح لتوفيقي فيه..
و ما إن أنهينا العشاء حتى طلبت مني الذهاب لغرفتي فدراستي تنتظرني.. أما مائدة الأكل فستهتم هي بترتيبها..
كالعادة.. وافقت بسعادة لأن أمي تهتم لدراستي و تهمها راحتي.. لكني قبل أن أغادر، اكتشفت الأمر الذي نغصّ عليّ صورة أمي النضرة قبل قليل..
استوقفت الزمن حولي و أنا أراها تحمل الأطباق و تتجه بها إلى المغسلة.. توقف كل شيء و أنا أراها تسير مولية ظهرها لي..
لا صوت.. لا حركة.. لا همس.. لا نأمة.. و لا حتى طرفة عين
لكن في اللحظة التي أفلت فيها من يدي شريط الزمن ليعود الوقت للجريان.. تحرك كل شيء بسرعة..
نبض قلبي الذي اخترق صداه الآفاق.. عبرة قفزت فارة من عيني و كأنها تستهجنها.. شهقة أفلتت من فمي المفغور.. و نفس مضطرب منع عليّ كل تفكير عدا ما أراه أمامي.. أمي
إن خطوات أمي متثاقلة.. إنها أقرب إلى العرج.. أدنى إلى الألم.. ألزم إلى مقاومة الوجع..
الآن فقط عرفت ما المختلف في وجه أمي..
إنها متعبة لكنها تكابد و بشدة لإخفاء هذا الألم عن ناظري.. و لأني كنت دائما حمقاء، لم أسمع ألمها..
كيف لها ألا تتعب؟؟ كيف لها ألا تتألم؟؟ كيف لها ألا تشعر بالوجع؟؟
كيف لها.. و هي التي مذ ولدتني لم تعرف طعما للراحة.. إنها مذ أهدتني نسمات العالم تمنحني من ندى روحها كي أحس بالفرح..
اعتنت بي في صغري.. حين أجوع.. حين أبرد.. حين أبكي.. حين أمرض..
هي التي تهتم بكل ما يحوم حولي.. هي التي تهدهدني إذا خِفتُ الغيلان التي تسكن القصص..
حتى حين كبرت، لا أزال في نظرها تلك الصغيرة التي يجب أن تقوم أمها بكل شيء نيابة عنها..
فطبخت لي و اهتمت بصحتي و رتبت غرفتي و.. دعت الله ليوفقني في دراستي..
حتى أنها الآن ستغسل الأطباق التي أكلت فيها.. أنا..
و أنا ماذا فعلت غير أنني كنت أشاهدها تفعل كل هذا و ثغري باسم.. لم أعلم أن السنون تمضي في عمرها جالبة لها التعب و الإعياء..
لم أعلم أنني أنا من يجدر بي خدمتها الآن لا هي..
لم أعلم أن كل ما يجب أن أستجديه منها الآن هو الدعاء و البسمة الدافئة..
ركضت نحوها بشوق غبائي الذي غلفني كل هذه السنوات.. انتزعت الأطباق من يدها إلى المغسلة التي بجانبها ثم عانقتها بشدة و دموعي تغسل وجهي:
"سامحيني يا أمي.. سامحيني"
و مع أنني لم أقل أكثر من هذا إلا أن أمي بدت و كأنها فهمت كل ما جال بفكري في تلك الثانية المتوقفة.. فضمتني إلى صدرها الحنون بحرارة لتبعث في نفسي خجلا عظيما من نفسي..
..
..
..
"استريحي يا أمي.. أنا من سيهتم بك اليوم.. قدماك تؤلمانك صحيح؟؟"
أومأت إيجابا و نفس الابتسامة العذبة مرسومة على محياها الجميل.. الحبيب..
استرسلت في دلك قدميها و أنا أمسحهما من حين لآخر بزيت الزيتون حتى أنزع عنهما التعب و الألم.. فقد كانت أمي تفعل ذلك لي كلما مررت بيوم متعب.. خجلت من هذا.. كيف لي أن أعوض لها تعب سنين من عمرها أدتها في خدمة عمري..
"يا لحمقي.. كيف لم أسمع نداء قلبك المتعب كل هذه الأعوام أمي؟"
بصوتها الهادئ الرنان أتتني إجابة بقدر ما أخجلتني كانت في طياتها راحة كبيرة لي:
"لم تسمعيه لأنه لم يكن موجودا أصلا.. فحتى لو كان جسدي متعبا من خدمتك، فقلبي يرقص طربا كلما شاهدتُ راحتك لخدمتي.. أنت ابنتي وليدة رحمي و بذرة قلبي، فلا تنسي"
ابتسمت فرحا لهذا المقدار الهائل من الحب الذي يكنه قلب الأم لوليدها.. و فرحت أكثر لإحساسي بهذا الحب الذي تغدقني أمي به..
واصلت دلك قدميها بسعادة و نشاط.. لم أشعر بالتعب و لا الإرهاق، فهذه أقدام أمي..
توقفت قليلا بعد وقت لم أحسبه، لأجد أمي نائمة بتعب لكن ابتسامتها لا تزال تزين ثغرها.. فقررت الاستلقاء قليلا قبل أن أواصل عملي الذي اعتزمته حتى الصباح..
وضعت رأسي عند قدمي أمي.. كان الأمر مريحا، و لم تكن الرائحة المنبعثة رائحة زيت الزيتون، بل هي رائحة مسك عطرة تسلب الألباب.. أسبلت جفنيّ قليلا و إذا بي أرى ما لم أره في أجمل أحلامي نضرة و زهوا..
بساتين خلابة.. خضرة أخاذة.. رياحين جذابة.. روائح العطر و الشذى..
أصوات التغريد و الخرير.. أصوات الزقزقة و الحفيف..
و أجمل منها.. صوت عذب يناديني:
"سها.. قومي يا ابنتي"
إنه صوت أمي الذي فاق أعذب الأصوات بهاءً:
"سها حبيبتي.. استيقظي إنها صلاة الفجر"
فتحت عيني ببطء لأرى وجهها الباسم يرقبني.. و ما إن تأكدت أنني استيقظت حتى قالت ضاحكة:
"سها.. لِمَ نمتِ هنا؟ طريقة نومك هذه غير مريحة"
تلفتُّ حولي لأجد أنني كنت مستلقية بإهمال عند طرف سرير أمي.. و أمام قدميها.. ابتسمت بفرح و أجبت:
"بالعكس.. لقد كنت نائمة في الجنة"
تمت بحمد الله
آمل أنها نالت إعجابكم
كما أنني أرجو تزيين الصفحة بآرائكم و نقدكم و نصائحكم
سلام
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قبل أيام قليلة اجتاحني أرق طويــــل و لم أرغب في تضييع وقته متقلبة في الفراش
فأمسكت حاسوبي المدلل و رحت أنقر على أزراره دون توقف
ابتداء من الساعة الواحدة حتى الساعة الثانية إلا ربع صباحا.. و الكل نيام
و قد رغبت حقا في مشاركتكم حروف أرقي لأحتسبها كأول قصة أضعها في هذا المنتدى الدافئ
تفضلوا و استمتعوا
استهللت اليوم الغائم بصداع مرهق، فقد سهرت الليلة الماضية كثيرا للتحضير لبحثي و مع ذلك لا أظنني قد أتقنته جيدا.. ينبغي أن ألقيه اليوم أمام حشد من الطلبة و هذا ما يخيفني.. أرجو أن ينتهي كل شيء على ما يرام..
ابتسمت لأمي التي وضعت صحن الحلوى أمامي لأتناولها أنا ببطء بعد شكرها.. نظرت إلى وجهها المشرق طويلا ثم أفلتُّ اللجام لشفتي أن تقبّلا جبهتها قبلة طويلة قلت بعدها بترج:
"أمي.. ادعي لي أن أنجح في إلقاء بحثي اليوم"
شيعتني بنظرة هادئة مبتسمة و هي تهمس:
"اذهبي يا ابنتي.. وفقك الله"
..
..
..
وقفت بمواجهة الحشد الذي بدا لي و كأنه ينتظر فقط ارتجاف شفتي كي ينقض عليّ بالانتقادات و الأسئلة العويصة.. لكن صوتها تردد في خلدي كهمس لذيذ
"وفقك الله"
أغمضت عينيّ و تفكيري منحصر عند دعائها:
"أجل.. إنه دعاء صادق من قلب أم.. لن يرد الله دعاء كهذا.. الله سيوفقني إن وضعت ثقتي الكاملة به و بأمي"
هكذا طمأنت نفسي فاستعادت نبضها بعد قراءتي لبعض الآيات و الأدعية.. ثم.. فتحت عيني بثقة أكبر..
..
..
تماما كما تمنيت.. مرّ الأمر كالحلم.. لم يكن شيء في إلقائي ناقصا، فلساني لم يرتجف و القلم لم يهتز في يدي.. و كلامي لم يرتجّ رغم خوفي..
كان كل ذلك بفضل الله ثم دعاء أمي..
عدت إلى المنزل فرحة و أنا أعتزم النوم لما تبقى من ساعات اليوم حتى موعد العشاء.. كنت مرهقة جدا و لهذا غفوت بسرعة على سريري المرتب..
..
..
..
استيقظت على صوت أذان العشاء.. قمت من مكاني لأصلي و أتناول عشائي
جدولي الغذائي غيرُ منتظم مذ استأنفت الدراسة.. و مع ذلك أمي لا تترك شيئا مغذيا و مفيدا إلا و حضّرته لي..
لولا ذاك لما استطعت الحفاظ على صحتي وسط الفوضى التي أعيشها..
وجدت طاولة العشاء الزاخرة تنتظرني فجلست.. و بعد لحظات لحقتني أمي مرتدية مريلة المطبخ.. و ابتسامة عذبة على ثغرها.. لكن شيئا ما نغص عليّ صورتها الجميلة.. لست أعلم ما هو..
جلسنا نأكل معا هذه الأطباق الشهية التي أعدتها أنامل أمي السحرية.. و أمي تتحرى أخبار إلقائي بشوق و فرح لتوفيقي فيه..
و ما إن أنهينا العشاء حتى طلبت مني الذهاب لغرفتي فدراستي تنتظرني.. أما مائدة الأكل فستهتم هي بترتيبها..
كالعادة.. وافقت بسعادة لأن أمي تهتم لدراستي و تهمها راحتي.. لكني قبل أن أغادر، اكتشفت الأمر الذي نغصّ عليّ صورة أمي النضرة قبل قليل..
استوقفت الزمن حولي و أنا أراها تحمل الأطباق و تتجه بها إلى المغسلة.. توقف كل شيء و أنا أراها تسير مولية ظهرها لي..
لا صوت.. لا حركة.. لا همس.. لا نأمة.. و لا حتى طرفة عين
لكن في اللحظة التي أفلت فيها من يدي شريط الزمن ليعود الوقت للجريان.. تحرك كل شيء بسرعة..
نبض قلبي الذي اخترق صداه الآفاق.. عبرة قفزت فارة من عيني و كأنها تستهجنها.. شهقة أفلتت من فمي المفغور.. و نفس مضطرب منع عليّ كل تفكير عدا ما أراه أمامي.. أمي
إن خطوات أمي متثاقلة.. إنها أقرب إلى العرج.. أدنى إلى الألم.. ألزم إلى مقاومة الوجع..
الآن فقط عرفت ما المختلف في وجه أمي..
إنها متعبة لكنها تكابد و بشدة لإخفاء هذا الألم عن ناظري.. و لأني كنت دائما حمقاء، لم أسمع ألمها..
كيف لها ألا تتعب؟؟ كيف لها ألا تتألم؟؟ كيف لها ألا تشعر بالوجع؟؟
كيف لها.. و هي التي مذ ولدتني لم تعرف طعما للراحة.. إنها مذ أهدتني نسمات العالم تمنحني من ندى روحها كي أحس بالفرح..
اعتنت بي في صغري.. حين أجوع.. حين أبرد.. حين أبكي.. حين أمرض..
هي التي تهتم بكل ما يحوم حولي.. هي التي تهدهدني إذا خِفتُ الغيلان التي تسكن القصص..
حتى حين كبرت، لا أزال في نظرها تلك الصغيرة التي يجب أن تقوم أمها بكل شيء نيابة عنها..
فطبخت لي و اهتمت بصحتي و رتبت غرفتي و.. دعت الله ليوفقني في دراستي..
حتى أنها الآن ستغسل الأطباق التي أكلت فيها.. أنا..
و أنا ماذا فعلت غير أنني كنت أشاهدها تفعل كل هذا و ثغري باسم.. لم أعلم أن السنون تمضي في عمرها جالبة لها التعب و الإعياء..
لم أعلم أنني أنا من يجدر بي خدمتها الآن لا هي..
لم أعلم أن كل ما يجب أن أستجديه منها الآن هو الدعاء و البسمة الدافئة..
ركضت نحوها بشوق غبائي الذي غلفني كل هذه السنوات.. انتزعت الأطباق من يدها إلى المغسلة التي بجانبها ثم عانقتها بشدة و دموعي تغسل وجهي:
"سامحيني يا أمي.. سامحيني"
و مع أنني لم أقل أكثر من هذا إلا أن أمي بدت و كأنها فهمت كل ما جال بفكري في تلك الثانية المتوقفة.. فضمتني إلى صدرها الحنون بحرارة لتبعث في نفسي خجلا عظيما من نفسي..
..
..
..
"استريحي يا أمي.. أنا من سيهتم بك اليوم.. قدماك تؤلمانك صحيح؟؟"
أومأت إيجابا و نفس الابتسامة العذبة مرسومة على محياها الجميل.. الحبيب..
استرسلت في دلك قدميها و أنا أمسحهما من حين لآخر بزيت الزيتون حتى أنزع عنهما التعب و الألم.. فقد كانت أمي تفعل ذلك لي كلما مررت بيوم متعب.. خجلت من هذا.. كيف لي أن أعوض لها تعب سنين من عمرها أدتها في خدمة عمري..
"يا لحمقي.. كيف لم أسمع نداء قلبك المتعب كل هذه الأعوام أمي؟"
بصوتها الهادئ الرنان أتتني إجابة بقدر ما أخجلتني كانت في طياتها راحة كبيرة لي:
"لم تسمعيه لأنه لم يكن موجودا أصلا.. فحتى لو كان جسدي متعبا من خدمتك، فقلبي يرقص طربا كلما شاهدتُ راحتك لخدمتي.. أنت ابنتي وليدة رحمي و بذرة قلبي، فلا تنسي"
ابتسمت فرحا لهذا المقدار الهائل من الحب الذي يكنه قلب الأم لوليدها.. و فرحت أكثر لإحساسي بهذا الحب الذي تغدقني أمي به..
واصلت دلك قدميها بسعادة و نشاط.. لم أشعر بالتعب و لا الإرهاق، فهذه أقدام أمي..
توقفت قليلا بعد وقت لم أحسبه، لأجد أمي نائمة بتعب لكن ابتسامتها لا تزال تزين ثغرها.. فقررت الاستلقاء قليلا قبل أن أواصل عملي الذي اعتزمته حتى الصباح..
وضعت رأسي عند قدمي أمي.. كان الأمر مريحا، و لم تكن الرائحة المنبعثة رائحة زيت الزيتون، بل هي رائحة مسك عطرة تسلب الألباب.. أسبلت جفنيّ قليلا و إذا بي أرى ما لم أره في أجمل أحلامي نضرة و زهوا..
بساتين خلابة.. خضرة أخاذة.. رياحين جذابة.. روائح العطر و الشذى..
أصوات التغريد و الخرير.. أصوات الزقزقة و الحفيف..
و أجمل منها.. صوت عذب يناديني:
"سها.. قومي يا ابنتي"
إنه صوت أمي الذي فاق أعذب الأصوات بهاءً:
"سها حبيبتي.. استيقظي إنها صلاة الفجر"
فتحت عيني ببطء لأرى وجهها الباسم يرقبني.. و ما إن تأكدت أنني استيقظت حتى قالت ضاحكة:
"سها.. لِمَ نمتِ هنا؟ طريقة نومك هذه غير مريحة"
تلفتُّ حولي لأجد أنني كنت مستلقية بإهمال عند طرف سرير أمي.. و أمام قدميها.. ابتسمت بفرح و أجبت:
"بالعكس.. لقد كنت نائمة في الجنة"
تمت بحمد الله
آمل أنها نالت إعجابكم
كما أنني أرجو تزيين الصفحة بآرائكم و نقدكم و نصائحكم
سلام