PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : كتاب انا زلاتان (مترجم)



راندي سافاج
06-01-2012, 13:17
تم بحمد الله الانتهى من ترجمه كتاب انا زلاتان وانا سوف انقل لكم لكي تستفيدوا منه طبعا الكتاب منقوووووووووووووووووووووووووووووووووول

الفصل الاول


اختار زلاتان الحديث عن المدير الفني لبرشلونة في الفصل الأول من الكتاب وقبل أن يتحدث عن طفولته في الفصل الثاني، ذلك يؤكد مدة الأثر الذي تركه الموسم الوحيد لإبرا في كاتالونيا على مسيرته الكروية وربما أيضًا لأهداف تجارية كون الحديث عن جوارديولا بهذا الشكل سيجذب ملايين القراء حول العالم.


إبرا بدأ الحديث عن أول لقاء له مع المدرب الإسباني بعد الانضمام للبارسا صيف 2009 وقد قال هنا "جاء إلي بيب جوارديولا ببدلته الرمادية ووجهه المُكتئب وقد بدا في مزاج سيء. كنت أراه مدربًا جيدًا في ذلك الوقت، ليس مورينهو أو كابيلو لكنه رجل جيد. ذلك كان قبل بدء الحرب بيننا بكثير".

السويدي أضاف "كان ذلك في خريف 2009 حين كنت أعيش حلم الطفولة والمراهقة، فأنا في الفريق الأفضل في العالم وقد استقبلني 70 ألف مشجع في الكامب نو. كنت أسير فوق السحاب أو ربما أقل قليلًا لأن بعض الصحف كانت تكتب بعض الأمور السلبية عني مثل أنني ولد سيء وكل ذلك الهراء لكن مع هذا كانت الأمور على ما يُرام وكنت هنا مع زوجتي هيلينا والأطفال وكان لنا منزلًا جميلًا في إيسبلوجويس دي ليوبريجاتا. كنت على ما يُرام وقتها فما الذي يمكن أن يسير بشكل خاطئ !؟".

إبرا انتقل للحوار الأول مع المدرب وهذا نصه:

جوارديولا: أنت، نحن هنا في البارسا جميعًا نشعر بالتواضع وأقدامنا على الأرض.
إبرا: بالتأكيد، حسنًا.
جوارديولا: بالتالي نحن هنا لا نأتي للحصص التدريبية بسيارات الفيراري أو البورش.

اللاعب تحدث عن انطباعه من تلك المحادثة السريعة قائلًا "أومأت برأسي لكن من ثم سألت نفسي "ما علاقته بسياراتي وما أفعله بها؟"، بعدها فكرت قليلًا وسألت مجددًا "ماذا يريد وما الرسالة التي يُريد إيصالها لي". صدقوني، أنا لست بحاجة لإظهار قوتي من خلال قيادة سيارات رائعة ووضعها فوق الرصيف .. الأمر ليس هكذا بل مجرد أني أحب السيارات ومتعلق بها كثيرًا بجانب أني فهمت من كل هذا الحديث جملة واحدة تُلخصه وهي "لا تظن نفسك النجم الأكبر هنا"".

إبرا بدأ يتحدث عن برشلونة وسلوك اللاعبين، قال "كنت أعلم بالفعل أن برشلونة أشبه بالمدرسة أو المؤسسة، اللاعبون كانوا لطفاء جدًا معي وكان بينهم ماكسويل صديقي وزميلي في أياكس والإنتر. لم يكن هناك أي شيء خطأ مع اللاعبين فالأمور على ما يُرام".


إبرا أضاف "لكن لأكون صادقًا، لم يتصرف أحد من اللاعبين كأنه نجم كبير، كان ذلك غريبًا. ميسي وإنيستا وتشافي وبقية اللاعبين كانوا أشبه بطلاب المدارس. أفضل نجوم العالم يقفون ويؤمرون ويُطيعون دون مشاكل .. لم أفهم الأمر، لقد كان سخيفًا. في إيطاليا، حين يقول لنا المدرب اقفزوا يسأله النجوم "انتظر، لماذا نقفز" بينما هنا الجميع يقفز وهذا الأمر لم يناسبني لكني فكرت وقررت ألا أتأثر بالأحكام المُسبقة بل قررت التأقلم مع الأمر وكنت أكثر من لطيف ومطيع في الفريق ولكن ذلك لم يكن التصرف الحكيم ولذا سألني وكيلي وصديقي مينو رايولا "إبرا، ماذا بك ؟؟ لم أعد أعرفك ؟".

اللاعب صاحب الـ30 عامًا يُواصل وصف حالته قائلًا "كنت حزينًا، لم يكن أحد يعرفني فقد اختفت شخصيتي. لم أعش بتلك الفلسفة في حياتي أبدًا بل منذ بدأت في مالمو كانت فلسفتي .. قُم بما تريد وعش الحياة بأسلوبك الخاص، لا أهتم بما يقوله الناس عني وأنا لم أكن أبدًا الولد المثالي في البيت بل أنا أحب الشباب الذين يقودون سياراتهم في الإشارة الحمراء .. ذلك أنا إن كنت تفهم ما أعني".

يبدو أنها حياة صعبة للغاية، واصل إبراهيموفيتش وصفها قائلًا "لم أكن كما أنا ولم أقل ما أريد، كان الأمر مُمرضًا. كنت أقود سيارة الآودي الخاصة بالنادي وأتصرف كما أنني في مدرسة أو ربما هكذا يجب أن أكون في المدرسة. كنت أتصرف مثل زملائي لكن ذلك كان مملًا. زلاتان إبراهيموفيتش الحقيقي اختفى وهذا لم يحدث لي منذ كنت في بورجارسكولان حين رأيت للمرة الأولى بعض الفتيات المرتديات لقمصان ماركة رالف لورين وقد سخرن مني حين دعوتهن للخروج معي".


بدأ الموسم وكانت مباراة السوبر هي ضربة البداية، وهنا بدأ حديث إبرا عن الموسم قائلًا "بدأت الموسم بشكل ممتاز، سجلت الأهداف وفزنا بكأس السوبر الأوروبية. لمعت وسيطرت ولكني كنت شخصًا آخرًا .. شيء ما حدث، ربما لم يكن جدي بعد لكنه حدث. لقد التزمت الصمت ولكنه كان خطيرًا للغاية، صدقوني في ذلك. يجب أن أكون مجنونًا لألعب جيدًا ويجب أن أصرخ لأعيش ولكني الآن أكتم الصراخ بداخلي. ربما للصحافة علاقة بالأمر، لا أعلم. كنت صاحب ثاني أغلى صفقة في العالم ولكن الصحف كانت تكتب أنني ولد سيء ولدي مشاكل في شخصيتي ومثل تلك التفاهات والتي لسوء الحظ كان لها وزنها وقد شعرت بذلك. كنت قادرًا على أن أكون من أريد لكني لم أفعل وكان ذلك أغبى ما قمت به، كنت متألقًا على أرض الملعب لكني لم أعد أستمتع بما أفعل حتى أنني فكرت حقًا في الاعتزال ولكن ليس فسخ عقدي مع البارسا لأني لاعب محترف ولكني فقدت رغبتي في اللعب".

إبرا واصل "جاءت إجازة الشتاء وخلالها أردت بعض الحركة لكسر نسق الحياة الثابت ولذا استأجرت سيارة ثلج. كنت دومًا أقود كالأحمق وقد فعلت الكثير من الأمور المجنونة منها قيادة سيارتي البورش بسرعة 325 كيلومتر في الساعة والهروب بها من رجال الشرطة .. أمور يجب أن أفكر بها الآن. كنت أتزلج بين الجبال والثلوج وقد حظيت بالمتعة مجددًا".

أضاف "أخيرًا عاد الأدرينالين ليتدفق في جسدي. على الأقل استعدت زلاتان القديم وقد فكرت وقتها وسألت نفسي .. لماذا علي أن أتحمل؟ أمتلك المال، ولست مجبرًا على الاستماع لمدرب أحمق بل يُمكنني أن أحظى بالمتعة وأعتني بعائلتي بدلًا من ذلك. كان وقتًا لطيفًا لكنه لم يدم طويلًا فقد عدنا لإسبانيا وكانت الكارثة .. ربما ليس بالمعنى لكن ذلك الشعور تسلل إلي حتى عبر الهواء".

"

ارجوا عدم الرد...

راندي سافاج
06-01-2012, 13:22
ميسي أراد، وقد دفعت الثمن :



إبرا بدأ الحديث عن العودة لإسبانيا قائلًا "إسبانيا كانت مقبلة على عاصفة ثلجية كما يبدو، بل كانت عاصفة بالفعل وبدا أن الإسبان لا يعرفون الثلوج والعواصف بينما في السويد هي حولنا في كل مكان، حتى السمين الغبي رايولا بل يجب أن أضيف أنه الرائع رايولا تجمد في مكانه وفورًا دخلنا السيارة الآودي وقدناها بسرعة كبيرة والنتيجة ارتطامنا بحائط خرساني دمر الجانب الأيمن من السيارة بالكامل".

ثم عاد للحديث عن البارسا وميسي وجوارديولا، فقال "فجأة ظهر ميسي. ليونيل ميسي رائع واستثنائي، لا أعرفه شخصيًا لكننا مختلفين تمامًا عن بعضنا البعض. لقد انضم للبارسا وهو في عُمر الـ13 وقد تعلم وترعرع مع تلك الثقافة ولذا لا يجد مشكلة مع ذلك النظام المدرسي المُقرف. الفريق كان يتمركز حوله في الملعب وذلك في الحقيقة يبدو طبيعيًا فهو رائع ولكني وصلت الآن وسجلت أهدافًا أكثر منه".

إبرا يُواصل سرد ما حدث بين ميسي ومدربه "ميسي ذهب إلى جوارديولا وقال له "لا أريد أن ألعب على الجانب الأيمن مجددًا، أريد اللعب في العُمق"، كنت ألعب في العمق المتقدم ولكن جوارديولا تجاهلني وغيّر أسلوبه التكتيكي من 4-3-3 إلى 4-5-1 بتواجدي في مقدمة الهجوم وخلفي ميسي في عُمق الوسط المهاجم وهنا انتهى بي الوضع في الظل لأن كل الكرات كان تمر عبر ميسي وأنا لم أعد ألعب كما أريد. حسب الخُطة، كان يجب أن أكون حرًا مثل الطائر لأني الشخص الذي يريد صناعة الفارق في كافة المستويات لكن جوارديولا ضحى بي. تلك هي الحقيقة، لقد قيدني في ذلك المركز".


أضاف عن شعوره ورد فعله تجاه ما حدث "حسنًا، أستطيع تفهم الأمر .. ميسي هو النجم ويجب أن يستمع له ولكن لا يمكن أن تكون الأمور هكذا، لقد سجلت أيضًا عديد الأهداف للبارسا وقدمت مستوى ممتاز على الملعب. لا يُمكن أن يجعل فريق كامل يتأقلم على لاعب واحد، أعني .. إن كان ذلك هو الوضع، فلماذا بحق الجحيم اشتراني؟ هل دفع كل تلك الأموال ليخنقني كلاعب؟ كان يجب على جوارديولا أن يُفكر بنا نحن الإثنين وليس ميسي فقط".

وقال حول الأجواء داخل النادي خاصة الإدارة "الأجواء داخل النادي كانت بالتأكيد متوترة للغاية، لقد كنت الصفقة الأغلى للنادي ولم يكن شعوري جيدًا في الخطة الجديدة وذلك سيكون مُكلفًا كثيرًا للنادي. جاء إلي تكسيكي بيجيرشتاين المدير الرياضي للنادي وقال لي "اذهب إلى جوارديولا وتحدث معه، استوضح منه"، لم أكن أحبذ فعل ذلك لأني لاعب محترف أرضى بمركزي لكن قلت له حسنًا سأذهب وأفعل".

إبرا أضاف "أحد أصدقائي قال لي "إبرا، في البارسا اشتروا سيارة فيراري لكن قادوها مثل الفيات"، فكرت لحظتها واقتنعت أن تلك قد تكون حجة مناسبة للحديث مع المدرب .. جوارديولا جعل مني لاعبًا بسيطًا وعاديًا وقلل من أهميتي وذلك خسارة للفريق ككل".

اللاعب انتقل للحديث عن المقابلة المصيرية مع المدرب الإسباني والتي لعبت الدور الأكبر في رحيله عن الفريق، قال "ذهبت إلى جوارديولا، كان على أرض الملعب خلال التدريبات وكنت متيقنًا من شيء وهو أنني لست ذاهبًا للقتال معه، وبدأ الحديث ....

إبرا: لا أريد أن أتشاجر معك ولا أريد أن أبدأ حربًا معك، أريد فقط النقاش معك
إبرا يصف رد فعل المدرب قائلًا "أومأ برأسه ولكني لاحظت بعض الخوف والاضطراب في عيونه فكررت ما ذكرته قائلًا "إن كنت تظن أني قادم للشجار سأنصرف فورًا، لقد جئت للحديث فقط".
جوارديولا: حسنًا، أنا أحب الحديث مع اللاعبين.
إبرا: أنت لا تستغل كل قدراتي، إن كنت تريد مجرد هداف للفريق كان بإمكانك التعاقد مع إنزاجي أو أي لاعب مثله. أنا أريد المساحة وأريد أن أكون حرًا، لا أستطيع أن أجري في الملعب أمامًا وخلفًا فقط. أنا أزن 98 باوند ولا أمتلك القوة البدنية لفعل ذلك.
جوارديولا: أعتقد أنك تستطيع اللعب بتلك الطريقة.
إبرا: لا، الأفضل أن تُجلسني على مقاعد البدلاء ولك مني كامل الاحترام وسأتفهم الأمر تمامًا لكن لا يُمكنك أن تُضحي بي لصالح لاعبين آخرين. هذا لن يُجدي نفعًا وأنت هكذا تتصرف كأنك اشتريت سيارة فيراري وقدتها كالفيات.
جوارديولا أومأ مجددًا وقال: حسنًا، ربما كان ذلك خطأ. تلك هي مشكلتي وسأحلها.


السويدي قال عن مشاعره بعد تلك المحادثة "لقد شعرت بسعادة كبيرة وصدّقت حقًا أنه سيُصلح الأمور لكن ما حدث أنه جمّدني وكان بالكاد ينظر إلي لكن تلك الأمور لا تهمني، لا تهمني حقًا. رغم ذلك ورغم أني واصلت اللعب في نفس المركز إلا أنني تألقت مجددًا وسجلت الكثير من الأهداف وإن لم تكن مثل أهدافي الرائعة في إيطاليا لأن إبرا كادابرا اختفى".

إبرا انتقل للحديث عن مباراة الآرسنال في دوري الأبطال التي أقيمت في لندن، قال عنها "جاءت مباراة الآرسنال في ملعب الإمارات، كانت الأجواء مشتعلة. لعبنا 20 دقيقة رائعة وسجلت هدفين جميلين. لم أكن أفكر بجوارديولا وقتها ولم أهتم به بل كنت أجري .. فقط أجري، المدرب أخرجني من الملعب وآرسنال تمكن من تعديل النتيجة بعدها .. كان تصرفًا أحمقًا منه".

وتابع متحدثًا عن علاقته مع المدرب "تعرضت بعد ذلك للإصابة والطبيعي أن يهتم المدربون بذلك لأن إصابة زلاتان مؤثر سلبي خطير على أي فريق ولكن جوارديولا كان باردًا كالثلج ولم يقل لي شيئًا. توقفت لثلاثة أسابيع وخلالها لم يأت مرة واحدة ليقول لي "كيف أنت زلاتان؟ هل تستطيع لعب المباراة القادمة؟"، إنه حتى لم يُلق علي تحية الصباح وكنت كلما أدخل غرفة يخرج منها .. تجاهله أصابني بالجنون، ما الذي حدث؟ ولماذا هذا؟ سألت نفسي .. هل فعلت شيئًا خاطئًا ؟ هل أنا غريب عن الفريق؟ كدت أجن وكنت أفكر بذلك يوميًا ولم أستطع النوم من التفكير".


اللاعب يُضيف "فكّرت بالأمر مليًا وفي النهاية أدركت أني سعيد بكراهية جوارديولا لي لأني أحب الانتقام، ولكن في النهاية فقدت تركيزي وبدأت أتوجه للاعبين وأتحدث معهم وأسألهم عن الأمر لكني لم أتلق أي إجابات. قررت الحديث مع تيري هنري فهو أفضل هداف في المنتخب الفرنسي ومازال يحتفظ بتألقه وفي نفس الوقت هو على مقاعد البدلاء ولديه مشاكل مع جوارديولا. قلته له "جوارديولا لا يقوم بتحيتي، هو فقط ينظر إلي عيوني. ما الذي قد يكون حدث؟، فأجاب "لا أعرف". ومن ثم بدأنا نتبادل المزاح حول الأمر حتى أن هنري سألني في التدريب ذات يوم "هل نظر إليك اليوم؟" قلت له "لا، لقد حظئت برؤيته من الخلف فقط"، فأجاب "تهانينا، تلك خطوة للأمام"، وتبادلنا الضحكات وقد ساعدني ذلك قليلًا لكني كنت متوترًا حقًا وقد سألت نفسي مرارًا .. ما الذي حدث؟ بماذا أخطأت؟ لكن لم أتلق أية إجابات سوى أنني أدركت أن سبب ذلك البرود هو حديثي معه بشأن مركزي في الملعب ولا يوجد تفسير مختلف وقد أرضاني ذلك !!".

النجم السويدي واصل "كنت أريد مواجهته ولكن كلما نظرت إلى عينيه كان يهرب مني، بدا خائفًا ومرتبكًا. كان باستطاعتي أن أحدد موعدًا للحديث معه ولكني لم أعتد فعل ذلك أبدًا ولن أفعله، فقد توسلت إليه بما يكفي وتلك كانت مشكلته وليست مشكلتي .. أعتقد أنه غير قادر على التعامل مع الشخصيات القوية بل يُريد أطفال مدرسة لطفاء بل الأسوأ من ذلك أنه يهرب من مشاكله ولم يكن يجرؤ على النظر في عيونهم وهذا ما جعل الأمر أسوأ .. الأمور ساءت أكثر".

إبرا أوضح "جاءت حادثة البراكين في إيسلندا وتوقفت رحلات الطيران ووقتها اقترح أحدهم أن ُنسافر إلى ميلانو لمواجهة الإنتر في دوري الأبطال بالقاطرة (الباص)، كانت تبدو فكرة جيدة لكنها كانت في الحقيقة كارثية لأن الرحلة استغرقت 16 ساعة وقد وصلنا ميلانو مرهقين للغاية. كانت مباراتنا الأهم في الموسم فهي نصف نهائي دوري الأبطال وقد استعددت لها جيدًا وكذلك للصافرات والهستيريا التي ستكون ضدي في ملعب سان سيرو .. بيتي القديم، لكن لن تكون تلك مشكلة بل بالعكس أمور كتلك تُحفزني أكثر وقد توقعت أن يُضيق جوارديولا الخناق على مورينهو خلال اللقاء".

ارجو عدم الرد...

راندي سافاج
06-01-2012, 13:26
مورينهو هو المضاد لجوارديولا


إبرا قال عن المدرب البرتغالي "مورينهو نجم كبير وقد فاز بالفعل بدوري الأبطال مع بورتو وكان مدربي في الإنتر. هو شخص جميل. خلال المرة الأولى التي قابل فيها زوجتي هيلين همس في أذنها قائلًا "لديك مهمة واحدة وهي تغذية إبرا وجعله ينام جيدًا وجعله سعيدًا". الرجل يقول ما يُريد وذلك يُعجبني، أنا أحبه فهو قائد جيش وفي نفس الوقت يهتم باللاعبين لديه ويسأل عنهم دومًا. لقد كان يُرسل لي ويسأل عني وعن مشاعري دومًا في الإنتر، في الحقيقة إنه الشخص المضاد لجوارديولا ... لو أنار مورينهو غرفة ما فإن جوارديولا يُسدل الستائر وقد خمنت وقتها أن جوارديولا يُحاول الآن أن يُقارن ويقيس نفسه بمورينهو".

عاد اللاعب للحديث عن المباراة والأحداث قبلها قائلًا "جوارديولا تحدث معنا قبل اللقاء وقال "نحن لا نلعب ضد مورينهو، بل ضد فريق الإنتر"، تحدث كما أننا نعتقد أننا سنواجه مدرب وليس فريقًا لكرة القدم !!. بعدها بدأ الحديث عن أمور فلسفية ... كنت أستمع إليه بملل، ولماذا علي أن أستمع؟ كانت عبارة عن حماقات مبالغ بها عن الدم والعرق وتلك الأمور التي لم أسمع عنها من أي مدرب بهذا الشكل .. كانت مجرد تفاهات قذرة".

اللاعب واصل "الآن الأمر يعتمد علي فعلًا، كانت التدريبات الأخيرة في سان سيرو حيث الناس هناك تشاهدني وتقول "عاد إبرا"، وهنا جاء جوارديولا ودار ذلك الحوار بيننا ..

جوارديولا: هل أنت جاهز لتلعب من البداية؟
إبرا: بالتأكيد، أنا جاهز.
جوارديولا: لكن هل أنت جاهز؟
إبرا: بالتأكيد، أشعر جيدًا.
إبرا يصف الوضع هنا قائلًا "كان يُكرر الكلام مثل الببغاء" ولذا قلت له بوضوح: استمع لي، كانت رحلة ميؤوس منها لكني في المستوى. تعافيت تمامًا من الإصابة وأنا مستعد لبذل قصارى جهدي.

ثم أكمل الحديث عن اللقاء المنتظر قائلًا "شعرت أنه متردد ولديه شكوك ولذا تركته ومن ثم تحدثت مع مينو رايولا، في السويد يقولون أن رايولا يعكس صورة سيئة لإبراهيموفيتش لكني أقول لكم أنه عبقري. قلت له "ماذا أفعل يا رجل"، لكن كلانا لم يفهم ما حدث".


تابع "لعبت من البداية أمام الإنتر وتقدمنا بهدف لكن بعدها هُزمنا 3-1، خرجت في الدقيقة الـ60 .. كانت حماقة أخرى. كنت غاضبًا للغاية ولكن لحسن الحظ أن هيلينا والأطفال معي لأني حين كنت أغضب في أياكس كنت أستمر في تلك الحالة لأيام وأسابيع لكن العائلة ساعدتني على تخطي تلك المحنة. لقد ساعدوني على النسيان والتركيز على مباراة العودة في الكامب نو والتي كانت مهمة للغاية وكنا جميعًا نستعد لها يومًا بعد يوم .. كانت معركة حياة أو موت بالنسبة لنا ولذا كانت الضغوطات هائلة. كنا بحاجة لفوز كبير ولكننا انتصرنا بهدف واحد فقط ولذا خرجنا من دوري الأبطال".

إبرا أضاف عن الوضع والنظرة إليه عقب الخسارة أمام الإنتر "بعد المباراة، بدأ جوارديولا ينظر إلي وكأني المُذنب الوحيد !! هنا فكّرت وقلت لنفسي "الآن كُشفت جمبع الأوراق". شعرت بعد المباراة أنني لم أعد مرحبًا بي في النادي وبت أشعر بالغثيان حين أقود سيارتهم الآودي وكذلك أشعر بالحماقة وأنا جالس في غرفة الملابس أستقبل نظرات جوارديولا التي تراني مضطربًا وغريبًا عن الفريق .. كان كالحائط، الحائط الحجري الذي لم يمنحني أي إشارة للحياة .. أنا لم أعد زلاتان أبدًا".

اللاعب انتقل لفصل جديد من العلاقة مع المدرب الإسباني، قائلًا "جاءت مباراة فياريال والتي جعلني ألعب 5 دقائق خلالها .. نعم، 5 دقائق فقط !!، لقد أغضبني ذلك حقًا .. ليس لأنه أجلسني على مقاعد البدلاء فأنا أتقبل تلك القرارات لكن لو جاء وقال لي "أنت اليوم سيء زلاتان، ستجلس على مقاعد البدلاء"، لكنه لم يتحدث بأي كلمة وهنا قلت كفى وشعرت بالغضب يجتاح جسدي ولو كنت مكان جوارديولا وقتها لأصبت بالخوف .. ليس لأني مقاتل، قد فعلت كل شيء ممكن إلا القتال والشجار .. قاتلت فقط على أرض الملعب. ولكني كنت غاضبًا جدًا وأنا حين أغضب لا أرى وهنا عليك أن تختفي من المنطقة وإن تواجدت فعليك الحذر قليلًا".


إبرا واصل وصف تلك الليلة المثيرة قائلًا "ذهبت مباشرة إلى غرف الملابس لكن لم يكن في رأسي أي فكرة مجنونة محددة، فقط لم أكن سعيدًا وقد وصلت إليه بهدوء وهنا رأيت خصمي أمامي وفكرت في أن أجرح رأسه الأصلع .. لم يكن هناك الكثير من اللاعبين في غرفة الملابس، فقط توريه والبعض. دخلت الغرفة وواجهت أولًا الصندوق المعدني الذي نضع به ملابسنا وقد ركلته بقوة حتى أني قذفته 3 أمتار للأمام ولكني لم أكتف بذلك حتى لو كانت ركلة قوية وهنا بدأت بالصراخ قائلًا "أنت جبان .. أنت لست رجلًا"، بل قلت ما هو أسوأ من ذلك. قبل أن أضيف "أنت تخاف من مورينهو وتتبول على نفسك حين تواجهه. اذهب إلى الجحيم".

يُضيف "كنت مجنونًا تمامًا وقد توقعت أن يرد جوارديولا بأي كلمة، شيء مثل "اهدأ" أو "لا يجب أن تُحدث مدربك هكذا"، لكنه لم يتحدث أبدًا بل حمل الصندوق المعدني وبعض المعدات وخرج من الغرفة ولم نتحدث عن الأمر أبدًا أبدًا. لكن بالتأكيد ما حدث انتشر وبدأ الجميع يتحدثون عنه وحين صعدت للقاطرة كان الجميع يسأل "ماذا حدث، ماذا حدث" وقد رددت عليهم "لا شيء، فقط قلت له بعض الحقائق والتي لن أتحدث عنها". كنت غاضبًا للغاية".


ليلة عاصفة للغاية، قال إبرا عما حدث بعدها "بعد تلك الليلة وأسبوع بعد أسبوع تم تجميدي من جانب مدربي دون شرح الأسباب. كنت أقاتل الأرض من قبل لكن الآن وبعد ما حدث حاولت فقط البقاء في حالة هدوء وطمأنينة ومن ثم فكرت وقلت لنفسي "أنا صاحب 28 عامًا الآن وقد أحرزت 22 هدف وصنعت 15 هنا في برشلونة ولازلت أعامل كما أنني لست موجودًا، هل علي تحمل ذلك؟ هل علي أن أواصل التأقلم على أجواء الفريق؟ لا مجال".

إبرا أوضح بداية تمرده قائلًا "حين أدركت أنني سأكون على مقاعد البدلاء ضد العامرية تذكرت جملة "هنا في برشلونة لا نأتي للتدريبات بالفيراري أو البورش" وهنا سألت نفسي "ماذا سيُكلفني الأمر؟ لماذا لا أفعل ما أريد؟ على الأقل أحطم بعض تلك القوانين الغبية" ... هنا استقليت سيارتي الإنزو وملأتها بالوقود وانطلقت بها للتدريبات ووضعتها أمام الباب الخارجي لمركز التدريب وقد أثار الأمر انتقادات واسعة بالتأكيد حتى أن الصحف كتبت أن ثمن سيارة زلاتان يساوي رواتب لاعبي العامرية بالكامل لكني لم أهتم بالأمر لأن الصحافة كانت عنصر صغير فيما يحدث وأنا قررت استعادة نفسي".

السويدي أضاف "قررت أن أبدأ القتال بجدية وأنتم تعلمون أنني قادرًا عليه .. صدقوني، كنت رجلًا قويًا وعنيدًا من قبل. ولأجل ذلك لم أبخل أبدًا في التدريبات وبعدها تحدثت مع مينو رايولا فقد اعتدنا القيام ببعض الألعاب الذكية والقذرة معًا .. كذلك تحدثت مع بعض الأصدقاء لأني أردت رؤية الأمور من جميع الزوايا ووقتها .. يا إلهي على كم النصائح التي تلقيتها، حتى أن أصدقائي من روزينجراد (المدينة التي كان يسكن بها في السويد) أرادوا القدوم إلى برشلونة وتسوية الأمور لكني لم أراها الاستراتيجية المناسبة في ذلك الوقت".

تابع "وبالتأكيد تحدثت مع زوجتي هيلينا لأنها كانت من عالم آخر .. هي جميلة ولكنها تستطيع أن تكون قوية أيضًا وقد قالت لي "على الأقل عليك أن تكون أبًا أفضل. حين لا تجد فريقًا ترتاح به تعال واصنع فريقًا معنا" .. كنت سعيدًا بما قالت. لعبت الكرة كثيرًا مع أطفالي وحاولت الاطمئنان عليهم وضمان سير كل شيء على ما يُرام وبالتأكيد كان لي وقتًا مع ألعاب الفيديو الخاصة بي".

وأضاف عن عشقه لألعاب الفيديو "ألعاب الفيديو تُمثل مرضًا بالنسبة لي، فقد اندمجت معها كثيرًا ولكن بعد عدة سنوات في الإنتر وبعدما كنت أسهر على الألعاب حتى الرابعة أو الخامسة صباحًا وبالتالي أذهب للتدريبات مع ساعتين أو ثلاثة فقط من النوم وضعت لنفسي قانونًا صارمًا وكان بمنع اللعب بالإكس بوكس أو البلاي ستيشن بعد العاشرة مساءًا".

أخيرًا كان ختام الفصل الأول "قررت ألا أضيع المزيد من الوقت، وفي ذلك الأسبوع في إسبانيا حاولت أن أضع نفسي طوع العائلة وأن أحاول الاسترخاء في حديقتنا .. ذلك كان الجانب الجيد في حياتي ولكن حين كنت أحاول النوم ليلًا أو أرى جوارديولا في التدريبات كنت أستعيد فورًا التفكير بالجانب المظلم في حياتي وهنا تبدأ الأفكار الغاضبة تُراودني وتدفعني للتفكير بالثأر والانتقام ... لكن لا، تحملت الكثير والكثير والآن لا مجال للتراجع وقد حان الوقت لأقف مع نفسي وأستعيد شخصيتي من جديد".

أخيرًا كتب إبرا جملة قد تُعبر عن كامل مسيرته في البارسا وربما مسيرته بالكامل، فقد كتب "عليكم أن تذكروا، قد تُخرجوا الطفل من الحي الذي يسكن به ولكن لا يمكنكم إخراج عقلية الحي من الطفل".
ارجوا عدم الرد ...

راندي سافاج
06-01-2012, 13:28
الفصل الثاني : كنت سارقا

يبدأ زلاتان الحديث في الفصل الثاني قائلًا "حصلت على دراجة خاصة بي، منحني إياها أخي وكانت من نوع بي أم إكس وقد أطلقت عليها اسم "فيدو ديدو" وهو خاص بشخصية كرتونية شهيرة لولد قوي صاحب شعر مجعد كنت أحبه كثيرًا. لكن الدراجة سُرقت من أحد شوارع روزينجارد وقد جُن أبي يومها وخرج للشارع بقميصه المفتوح .. لقد كان من الآباء الذين مبدأهم "لا أحد يلمس أبنائي، لا أحد يسرق أشياء أبنائي"، لكن حتى رجل قوي لن يستطيع فعل شيء حيال ذلك فقد اختفت الدراجة وأصابني ذلك بإحباط كبير".

إبرا يُفجر مفاجأة حين يقال "بعد سرقة دراجتي بدأت أسرق الدرجات، كنت أفتح القفل وبعدها تُصبح الدراجة ملكي .. كنت متميزًا للغاية في الأمر، أصبحت سارق درجات وكنت الأفضل وكان ذلك أول شيء أقوم به. كانت حركات بريئة للغاية لكن أحيانًا تتم بتخطيط مسبق .. مثلًا، في مرة ارتديت ملابس سوداء وسرت في الظلام حتى اقتحمت منطقة عسكرية مُوحشة بقاطع كبير للأقفال ومن هناك سرقت دراجة عسكرية .. كنت أحبها كثيرًا لكن بصراحة أحببت الكرة أكثر من الدرجات، بجانب السرقة قمت بالكثير من الأمور مثل التسلل في الظلام ورمي البيض على النوافذ".

اللاعب تذكر موقفًا محرجًا، كتب عنه "كان الأمر محرج في فيسيلز وهو أحد المتاجر .. كنت أستحق ما حدث لي بصراحة، القصة أنني كنت مع صديقي نرتدي ملابس بأكمام طويلة في الصيف .. كانت حركة غبية، أخفينا تحت الأكمام العديد من الأشياء ومنها 4 مضارب للتنس ولكن عند خروجنا أوقفنا الحارس وسألنا "من أين ستدفعون ثمن تلك الأشياء"، أخرجت بعض النقود من جيبه وقلت له "من تلك" لكن الرجل لم يكن يتمتع بحس الفكاهة !!، وقتها قررت أن أكون أكثر احترافية وأظن أنني كنت ذكيًا ومهووسًا بذلك".

إبرا عاد للحديث عن نفسه قائلًا "كنت طفلًا صغير الحجم وصاحب أنف كبير ولم أكن أتحدث جيدًا ولذا استعنت بمدرسة لتعلمني النطق خاصة حرف الأس، أعتقد أن الأمر كان مُهين ومحرج وخمنت أني بحاجة لتعليم نفسي. بجانب هذا، كنت لا أطيق الجلوس لثانية واحدة بل أتحرك طوال الوقت. كان الأمر أشبه بأن شيئًا ما سيء قد يحدث لي ولذا أجري هربًا منه بأقصى سرعة".

اللاعب أضاف "كنا نعيش في منطقة روزينجارد خارج مدينة مالمو، كانت تمتلئ بالصوماليين والأتراك والزنوج وأعراق مختلفة بجانب السويديين. كنا نحن الأولاد نتعامل بغرور وكنا نُشعل أي شيء .. الأمر في المنزل لم يكن جيدًا، لا يمكن قول غير ذلك".

انتقل إبرا للحديث عن المنزل، قال "كنا نسكن في الطابق الرابع من مبنى في شارع كورنامس. لم نكن في البيت نتعامل بالأحضان وتلك الأمور، لم يكن أحد يسأل "زلاتان الصغير، كيف حالك؟"، لا أحد بالغ يُساعد في أداء الواجب المدرسي أو يسأل عن كيفية سير الأمور. كان عليك أن تعتمد على نفسك وألا تصرخ في حال أصابك شيء سيء .. كان عليك أن تعتاد أصوات الرصاص، فما حولنا كان عصابات ولصوص وأشياء سيئة كثيرة".


طفولة قاسية بالفعل، واصل إبرا وصفها قائلًا "في بعض الأحيان، كنت آمل بكلمة تعاطف .. مثلًا في إحدى المرات وقعت من سقف مدرسة الأطفال وقد تورمت عيني وظهرت هالة سوداء حولها .. عدت للبيت باكيًا وقد توقعت يد تربت على رأسي أو على الأقل بضع كلمات لطيفة ولكن ما وجدته كان صفعة قاسية وسؤال "ماذا كنت تفعل فوق السقف؟"، لم تكن كلمات مثلت "زلاتان المسكين" بل كانت "اللعنة عليك أيها الغبي زلاتان .. لماذا صعدت للسقف، يا لك من فاشل".، وقتها صُدمت وخرجت".

اللاعب بدأ يتحدث عن والدته، قال "لم يكن لوالدتي أي وقت للراحة، كانت تُنظف ومن ثم تعمل على إطعامنا .. كانت مقاتلة حقًا لكن لم تكن قادرة على فعل ما هو أكثر. كانت تعاملنا بجفاف وكان المزاج سيئًا في البيت بالكامل، حين كنا نأكل .. لا أحد يقولك لك "اعطني الزبدة عزيزي" لكن يُقال "اعطني الحليب أيها الغبي"، كانت الأبواب تُغلق وتبدأ أمي بالبكاء .. هي حياتي وحبي الكبير .. كانت تبكي وحياتها كانت تدفعها للبكاء كثيرًا، كانت تُنظف لـ14 ساعة في اليوم وأحيانًا كنا نساعدها في إفراغ جيوب الملابس وأحيانًا كنا نجد المال فنعطيه لها".

إبرا تابع الحديث "أمي كانت تُكافح لأجلنا كثيرًا، زودتنا بملاعق خشبية ولكنها تحطمت فيما بعد .. أذكر في أحد الأيام أني رميت إحدى الملاعق في مدرسة الأطفال فارتطمت بالنافذة وكسرتها وهنا جن جنون أمي لأن الأمر سيكلفها مالًا .. لحقت بي وضربتني بالملعقة وكان ضربًا قاسيًا .. بعد تلك الحادثة لم أعد ألمس الملاعق !!، في إحدى المرات أيضًا لحقت بي أمي بأداة العجين ولكني تمكنت من الهرب ومن ثم تحدثت مع أختي سانيلا عن الأمر".

ثم انتقل للحديث عن اخته سانيلا "سانيلا هي الأخت الشقيقة الوحيدة لي وكانت أكبر مني بعامين .. كانت بنت قوية، دومًا ما ترى أننا يجب أن نُهدئ من أمي حتى لا تضربنا. ولذا ذهبنا لشراء هدية لها من إيكا، وقتها اشترينا أمور خاصة بالسيدات بسعر لا يتجاوز الـ3 كورونا (عملة السويد المحلية) وأهديناهم لها في عيد الميلاد لكني أعتقد أنها لم تتفهم الأمر .. لم يكن لديها وقت أو هامش لذلك، كان همّها أن توفر لنا الطعام على الطاولة وقد عملت على ذلك بكل قوتها .. كنا كُثر في البيت، أخواتي الغير شقيقات وإن اختفين فيما بعد بعدما خرجا من المنزل، هناك أيضًا أخي الصغير أليكساندر وندعوه كيكي .. المال لم يكن يكفي تلك العائلة الكبيرة، لم يعتن أحد من الكبار بالصغار وكان علينا أن ننظم أمورنا بطريقة مختلفة .. كان دومًا أمامنا المكرونة والكاتشاب وكنت آكل عادة مع زملائي أو عمتي حنيفة وهي أول من جاء من العائلة إلى السويد".


قال زلاتان عن طلاق والديه "حين انفصل والداي لم أكن قد بلغت العامين بعد، لا أذكر أبدًا أني رأيتهما معًا ولا أذكر شيئًا عن الطلاق، لكنه كان هو النتيجة الحتمية لمثل هكذا زواج غير جيد وتميز بالفوض الكبيرة، فقد تزوجت والدتي من والدي فقط لتحصل على تصريح الإقامة في السويد. بقينا عند والدتي لكني كنت أشتاق لوالدي كثيرًا .. كنت أذهب إليه مع سانيلا في كل إجازة ليأخذنا معه بسيارته الأوبل الزرقاء ويشتري لنا شرائح اللحم (الهام بيرجر) والآيس كريم وفي إحدى المرات جهز لنا هدية كبيرة بأن اشترى لنا حذائين من متجر نايكي .. كان لي الأخضر ولأختي سانيلا الزهري ولم يكن في روزينجارد كلها مثلهما مما يجعلكم تتخيلون صعوبة المعيشة هناك، أبي كان يمنحنا أيضًا بعض المال لشراء البيتزا والكوكاكولا وكنا سعداء جدًا بذلك وبالتواجد معه كل نهاية أسبوع .. كان لديه وظيفة جيدة وابن وحيد اسمه سابكو".

إبرا عاد للحديث عن سانيلا وعلاقة الوالد بهما، قال "سانيلا كانت تمتاز بالجري وكانت الأسرع في جيلها وأبي كان فخورًا جدًا بذلك ودومًا ما يُوصلها للتدريبات ويُشجعها قائلًا "جيد سانيلا، لكن بإمكانك تقديم الأفضل"، هذا ما كان يعتقده دومًا .. كان يُطالب دومًا بالتحسن وعدم التوقف عند مرحلة ما. أذكر في مرة كنا في السيارة وكانت أختي سانيلا في حالة سيئة حتى أنها قاومت دموعها بصعوبة وقد لاحظ أبي ذلك وسألها مرارًا عن سبب ما بها حتى استجابت له أخيرًا ومنحته تفاصيل ما حدث والتي لا تهمنا الآن فهي خاصة بسانيلا، لكن المغزى أن أبي كان كالأسد فيما يخص أبناءه خاصة سانيلا فهي ابنته الوحيدة وقد أصبح مهتمًا بها للغاية ويُتابع دراستها جيدًا وكل الأمور الخاصة بها والتي لم أكن أفهمها تمامًا فقد كنت في التاسعة من عُمري فقط".

يُواصل سرد بعض ذكريات طفولته الأليمة قائلًا "خريف 1990 حدثت قصة كبيرة في البيت وكان الأمر خطيرًا وإن لم أفهمه في البداية لكن الأمر كان يتعلق بأختي الغير شقيقة .. هي تتناول المخدرات وتُخفيها في البيت وقد أحدث ذلك ضجة كبيرة وحدثت مشكلة كبيرة بينها وبين والدتي .. والدتي لها قصة أيضًا، لقد منحها بعض الأصدقاء بعض المال والأمور المسروقة وطلبوا منها الاحتفاظ بها ولم تكن تعلم أنها مسروقة .. فجأة ظهرت الشرطة وأخذت والدتي، كان شعوري صعبًا وقتها وقد كنت أصرخ "أين أمي؟ أين ذهبت؟".


يُتابع اللاعب "بعد تلك الأحداث بكيت أنا وسانيلا كثيرًا وقد خرجت من المنزل وبدأت بالجري ومن ثم ظهرت كرة القدم ... بدأت أركل الكرة وتعلقت بها كثيرًا، لم أكن ذلك اللاعب السيء جدًا ولم أكن أيضًا الواعد جدًا بل مجرد أحد الصعاليك الذين يركلون الكرة وربما أسوأ حتى ... امتلكت كرة قدم وكانت لي وقد بدأت ألعب كل الوقت، في المدرسة وفي المزارع وحتى بين الحصص المدرسية".

يُواصل إبرا "ذهبت مع سانيلا لمدرسة فارنير رايدين، كنت في الصف الثالث وسانيلا في الخامس وقد بات سلوكي أفضل هنا لكن سانيلا كانت قد نضجت كثيرًا بالنسبة لطفلة مثلها فقد أصبحت ترعى أخانا الصغير كيكي بشكل كبير وأيضًا تعتني بالعائلة .. لقد تحملت مسؤولية لا تصدق واعتنت بنفسها جيدًا ولم تكن الفتاة التي قد تتلقى التوبيخ من المدرسين أو مدير المدرسة .. لذا قلقت كثيرًا حين تم استدعائنا لمقابلته، كنا نحن الإثنين في المحادثة ولذا خفت كثيرًا لأن الأمر لو كان يتعلق بأمور روتينية عادية لكنت لوحدي لكن وجودنا معًا يعني أن هناك شيء ما ولذا سألت بخوف "هل مات أحدهم؟ لماذا نحن هنا؟".

يكشف إبرا عن سبب المقابلة بالقول "أصابني ألم البطن خلال ذهابي لغرفة المدير .. ذهبنا في طُرقة المدرسة ولم تكن مشاعري جيدة لكن حين شاهدت والدي جالس على أحد المقاعد في الغرفة سعدت كثيرًا وارتحت .. وجود أبي كان يعني المتعة بالنسبة لنا، لكن تلك المرة لم يكن الأمر كذلك بل كانت الأجواء رسمية ومتوترة للغاية .. كان الحديث عن أبي وأمي وأمور لم أفهمها وقتها لكني الآن وأنا أكتب هذا الكتاب أؤكد أني عرفت حل تلك الألغاز".
ارجوا عدم الرد ...

راندي سافاج
06-01-2012, 13:31
عقدة الثلاجة :


مرحلة جديدة دخلها الطفل إبرا، يقول عنها "أجرى الموظف الاجتماعي تحقيقًا في نوفمبر 1990 والنتيجة كانت نقل حضانتي وسانيلا لوالدي نظرًا لأن بيئة والدتي ليست سليمة .. علي تأكيد أنها لم تكن هي السبب الرئيسي في ذلك لكن كانت المشاكل حولنا. فُجعت أمي كثيرًا بذلك القرار وقد بكت كثيرًا وكانت تصرخ "هل سأفقدكما أيضًا" .. كان الأمر كارثة بالنسبة لها. أمي كانت تحبنا كثيرًا وقد صنعت لنا الملاعق الخشبية ولكنها عاشت الكثير من المشاكل ولم تكن موفقة مع رجالها .. كانت تعاملنا بقسوة لكنها كانت تُحبنا كثيرًا وكان أبي يُدرك ذلك. أذكر أن قال لها بقسوة ذات يوم "إياك أن تفقديهما جوركا"، وفي تلك الأمور أبي كان لا يُستهان به أبدًا .. كانت كلماته قاسية جدًا فقد أضاف "إن لم توفري الأفضل لهما، لن تريهما مجددًا" .. لم أفهم ما حدث وقتها لكن النهاية كانت بانتقال سانيلا للحياة مع والدي وبقيت أنا مع والدتي".


يُتابع زلاتان قائلًا "سانيلا بقيت عند والدي لعدة أسابيع وأنا بقيت مع والدتي لكن ذلك لم يكن الحل المناسب لأن سانيلا لم تكن على ما يُرام مع أبي .. ذات مساء وجدناه أنا وهي نائم على الأرض وعلى الطاولة الكثير من الزجاجات وقد قلنا له "أبي استيقظ .. أبي استيقظ" لكنه كان نائمًا تمامًا، كان الأمر غريبًا وقد فكرت مع نفسي "لماذا هو هكذا؟ لا نعلم ما الذي نفعله"، لكننا أردنا المساعدة وقد ظننا أنه تجمد ولذا غطيناه جيدًا حتى يشعر بالدفء .. لم أكن أفهم ما يجري لكن أعتقد سانيلا كانت قادرة على استيعاب ما حدث فقد لاحظت أن مزاجه غريب وحركاته غريبة وقد كان يصرخ عليها حين يشرب وهو ما أخافها كثيرًا ولذا لم تكن جيدة معه .. بجانب أنها كانت تفتقد أخاها الصغير كيكي ولذا كانت تريد العودة لأمي مجددًا ولكن أنا كنت على النقيض تمامًا ولذا تحدثت معه ذات مساء وكنت خائفًا لأني في البيت لوحدي دون سانيلا .. قلت له "أبي، أريد أن أكون معك .. لا أريد البقاء هنا" فقال "حسنًا، تعال إلي. سأرسل لك سيارة تاكسي فورًا".

يُتابع إبرا الحديث عن العائلة وهنا يؤكد قربه الشديد من سانيلا، يقول "حدث تحقيق اجتماعي جديد والنتيجة كانت انتقال حضانة سانيلا لوالدتي وذهبت أنا مع والدي وكان ذلك في مارس 1991 .. لقد انفصلنا مجددًا أنا وأختي، لكن كنا دومًا معًا أو ربما على فترات لكن الشيء الأكيد هو أننا كنا قريبين لبعضنا البعض كثيرًا .. سانيلا الآن مصففة شعر وأحيانًا يقول له الناس "يا إلهي، أنت تشبهين إبرا كثيرًا" لكنها ترد دومًا "هراء، هو الذي يُشبهني"، هي قوية لكن لا هي ولا أنا مررنا بحياة سهلة".

زلاتان انتقل لبيت والده وبدأت رحلة جديدة، يُضيف عنها "انتقلت مع أبي "سيفيك" من روزينجارد إلى فارنهيمستورجت في مدينة مالمو عام 1991 .. أبي كان يمتلك قلبًا كبيرًا ومستعدًا للموت من أجلنا لكنه لم يكن كما توقعته .. كنت أعرفه كالوالد الذي يأتي كل نهاية أسبوع ويشتري لنا شرائح اللحم والأيس كريم".


يصف إبرا الحياة عند والده قائلًا "الآن أصبحت شريك والدي في البيت وقد لاحظت أن شيئًا ما ينقصه .. ربما سيدة، كان في البيت تلفاز وأريكة ومكتبة للكتب وسريرين ولا شيء أكثر، كانت زجاجات البيرة على الطاولة وقطع الحُطام تملأ الأرض .. لم يكن البيت مُريحًا على الإطلاق ولم يكن لحياتنا أي نظام، كان أبي يبدأ عملًا ما ثم يتوقف ويقول "سأنهيه غدًا" ولكن غدًا هذا لا يأتي أبدًا. تنقلنا كثيرًا ولم ننجح أبدًا في خلق نظام جيد لنا وكنت مازلت أرى أن شيئًا ما ينقص أبي ولو بطريقة مختلفة".

يُتابع "أبي كان يقوم بالأعمال الصعبة وحين يعود للبيت يكون معه الكثير من معدات النجارة، كان يجلس ليتابع التفاز أو يتحدث عبر الهاتف وطبعًا لا يُمكن العبث بأشيائه. أبي كان يُحب الموسيقى اليوغسلافية الشعبية كثيرًا وعادة ما كان يستمع لها مستخدمًا السماعات في أذنيه .. كان مجنونًا بها وكان يقوم بتسجيل بعض الأشرطة ويؤدي عروضًا رائعة حين يكون مزاجه سليمًا. والدي كان له عالمه الخاص به وكان يغضب حين يتصل بي أصدقائي ويقول لهم "لا تتصلوا هنا مجددًا"، لم أجلب أصدقائي للبيت وكانوا يبحثون عني ولكني لا أعلم فالهاتف لم يكن لي ولم يكن أحد يتصل على البيت .. لكن مع هذا، لو حدث شيء خطير فوالدي كان مستعدًا للقيام بأي شيء لأجلي .. كان يخرج للمدينة بخطواته الواثقة ويُحاول جعل الأمور على ما يُرام وكانت لديه خطوات تُجبر الجميع على الاستيقاظ، لكن مع هذا لم يكن أبي يهتم بما يحدث معي سواء في المدرسة أو كرة القدم أو مع أصدقائي .. وقد اعتدت أن أتحدث لنفسي تلك الفترة".

يُواصل إبرا الحديث قائلًا "فترة ما، جاء ليعيش معنا أخي غير الشقيق وقد تحدثت معه بالتأكيد .. كان في عُمر الـ17 لكني لا أتذكر الكثير عنه وقد طرده أبي لاحقًا من المنزل فقد كانت بينهم مشاكل كبيرة .. كان الأمر مُحزنًا بالتأكيد وبقيت مجددًا أنا ووالدي في البيت لوحدنا، أحدكم قد يرى ذلك غريبًا بالنسبة له لكن أبي لم يحظ بأصدقاء وكان يشرب البيرة وحيدًا .. البيت عادة ما كان فارغًا لكن الأهم أن الثلاجة أيضًا كانت فارغة !!".

أضاف إبرا حول قصة الثلاجة والجوع "كنت ألعب كرة القدم وأقود الدراجات المسروقة طوال الوقت وفي النهاية أعود للبيع مُتعبًا وجائعًا كالذئب .. أقف أمام باب الثلاجة وأرجوها "أرجوكي أرجوكي .. ليكن أي شيء بداخلك" لكن لا، لم يتواجد شيء سوى بعض الزبدة والحليب والخبز وزجاجات البيرة وفي أحسن الحالات يتواجد زجاجات عصير ومقويات (ملتي فيتامين) من محلات عربية لأنها كانت الأرخص وأحيانًا لا أجد شيئًا إلا زجاجات البيرة .. كنت أصرخ وكانت تلك المرحلة مؤلمة جدًا ولن أنساها أبدًا فقد تركت أثرًا في نفسي لم يخرج أبدًا، حتى اسألوا زوجتي هيلينا لأني دومًا ما أصر على أن تكون الثلاجة ممتلئة، دومًا ما أقول لها أني لم أنس تلك المرحلة أبدًا".


إبرا ضرب مثلًا جميلًا حين قال "يومًا ما كان ابني الصغير فينسينت يبكي بينما كانت والدته تطهي المكارونة على الفرن .. الطفل كان يبكي لأن الطعام لم يجهز بسرعة وهنا كنت أريد أن أصرخ به "لو تعلم فقط مدى الخير الذي أنت به !!".

يُواصل اللاعب الحديث عن طفولته القاسية "كنت أبحث عن الطعام في كل مكان وكل زاوية وكل دُرج في المنزل، أبحث عن قطعة لحم أو قطعة مكارونة .. لقد مللت أكل الساندوتشات المحمصة الفارغة، كنت أحيانًا أذهب لوالدتي لكنها لم تكن دومًا تستقبلني بأذرع مفتوحة وكانت تصرخ "لماذا بحق الجحيم زلاتان هنا؟ ألم يُطعمه والده سيفيك؟" وأحيانًا كانت تُوبخني ولكن عمومًا .. لقد ساعدنا بعضنا البعض".

انتقل زلاتان للحديث عن حربه الصغيرة في بيت والده، قال "في بيت والدي، بدأت الحروب الصغيرة مع زجاجات البيرة، كنت أسكب بعضها ولكن ليس كثيرًا بل القليل منها حتى لا يتم كشف الأمر وكان نادرًا ما يُلاحظ أبي شيء. كانت زجاجات البيرة تملأ المكان .. على الطاولات والأرفف وأنا عادة ما كنت أجمع الزجاجات الفارغة وأضعها في أكياس القمامة وأبيعها في الخارج مقابل القليل من المال وقد كانت هناك الكثير من الزجاجات وكنت سعيدًا جدًا بالمال وإن لم يكن الأمر بالشيء اللطيف".

يُضيف إبرا "مثل كل الأطفال، كنت أراقب مزاج والدي حتى أحدد الوقت المناسب للطلب وقد تعلمت ذلك جيدًا. كان مزاجه يمتاز بالهدوء في الأيام التي تلي أيام الشرب ولكن في أيام أخرى كان سيئًا للغاية. أحيانًا كان يصرخ ويرفض منحي شيء لكن أحيانًا كان عطوفًا للغاية .. يُعطيني الكثير من المال. في ذلك الوقت كنت أجمع صور اللاعبين التي تأتي في عبوات العلكة وفي كل عبوة صغيرة كنا نجد 3 صور ودومًا ما كنت أقول .. أوه أوه، من سأجد اليوم؟ مارادونا؟ أو إنه المعتاد !!، المعتاد كان مُخيبًا لأنه صور لبعض نجوم الكرة السويدية المملين الذين لم أعرف منهم أحد لكن يومًا ما جلب لي عبوة كبيرة كاملة ووقتها احتفلت بها جيدًا .. كنا نشاهد التلفاز معًا ونقضي بعض الأوقات اللطيفة لكن في أيام أخرى كان الأمر صعبًا ولدي ذكريات مُرعبة عن تلك الأيام".


يُتابع اللاعب "حين كبرت قليلًا قررت التحدث مع والدي كالأخ، قلت له "أبي، أنت تشرب كثيرًا" وهنا كنا نتشاجر بجنون وبصراحة كان شجارًا لا معنى له أحيانًا، كان يرد علي قائلًا "أصمت وإلا سأرميك وأدواتك للخارج" لكني كنت أتحمل لأني كنت أريد أن ألعب ذلك الدور. والدي كان يتشاجر معي ويصرخ علي لكنه لم يضربني أبدًا أبدًا وأعتقد أن ذلك بسبب ما أعنيه لسانيلا .. عينه، لم يضربني أبي سوى مرة واحدة رفعني خلالها مترين لفوق قبل أن يرميني على السرير. لكن الأكيد ان والدي هو ألطف رجل في العالم وقد أدركت ذلك الآن، الأمور لم تكن سهلة معه وقد قال لي أخاه مرة "هو يشرب لينسى أحزانه وآلامه" وربما تلك كانت الحقيقة لكن ليست كاملة .. الحرب أثرت عليه كثيرًا".

أضاف إبرا عن الحرب "الحرب كانت الكلمة الغريبة التي لم أعرف شيئًا عنها، كنت مُبعدًا ومحميًا منها وكل ما كان يحدث كان غير مفهومًا بالنسبة لي. حتى حين ارتدت والدتي وأختي اللباس الأسود بالكامل .. ظننت أنها موضة جديدة ظهرت فجأة، لكن الأمر كان يتعلق بوفاة جدي في انفجار قنبلة في كرواتيا. لم أكن مهتمًا بالأمر ولم يكن يعني لي شيئًا أن يكون الشخص صربي أو بوسني أو غيره فالجميع سواء. لكن الحرب أثرت كثيرًا على والدي. لقد جاء من مدينة بيلينا البوسنية ووجد عمل هنا في السويد ولكنه في المقابل ترك عائلته وأصدقائه في المدينة وفجأة حل الجحيم على الجميع هناك. بيلينا اغتصبت بالكامل ولذا لم أتعجب من إطلاق والدي لقب مسلم على نفسه مجددًا، لم أندهش مطلقًا من ذلك. لقد اجتاح الصرب المدينة وأعدموا المئات من المسلمين هناك وأعتقد أن والدي كان يعرف العديد منهم، عائلته أجبرت على القتال .. لقد قام الصرب بعملية إبادة جماعية واستبدال للسُكان في بيلينا، لقد استولوا على كل البيوت ومنها بيت قديم يعود لأبي. لقد فهمت وقتها أن والدي لم يكن يمتلك أي وقت لأجلي بل كان يُتابع الأخبار كل مساء ليعلم ما الذي يحدث أو ينتظر مكالمة تُطمئنه .. الحرب سيطرت عليه وأصبح متابعة أخبارها هاجسًا بالنسبة له حتى أنه كان يشرب وحده ويُتابع الأخبار ويستمع للموسيقى، خلال تلك الفترة كنت أنا أحرص على الهدوء أو أخرج من البيت وأذهب لبيت والدتي .. هناك كان عالمًا مختلفًا".

ارجوا عدم الرد...

راندي سافاج
06-01-2012, 13:34
التهاب السحايا :

يبدأ إبرا الحديث عن الفارق في الحياة عند والده ووالدته قائلًا "مع أبي، كان فقط أنا وهو لكن عند والدتي كان البيت أشبه بالمهرجان .. العديد من الناس يدخل ويخرج والأصوات العالية تملأ المكان. أمي كانت قد انتقلت للطابق الخامس من نفس البناية في شارع كرونمانس فوق شقة عمتي حنيفة أو هانا كما يُقال لها. أنا وكيكي وسانيلا كنا مقربين للغاية وكنا متفقين تمامًا".

يعود زلاتان للحديث عن المشاكل لدى والدته "لكن حتى في بيت أمي المشاكل المقرفة كانت حاضرة، أختي غير الشقيقة كانت تتناول المخدرات وذلك كان يُسبب الكثير من الخوف والقلق لوالدتي .. كلما رن الهاتف أو دق الباب كانت تصرخ "ألا يكفينا ما لدينا من مشاكل؟ ماذا الآن؟". في إحدى المرات فتحت باب الثلاثة ووجدت المخدرات داخلها .. صُدمت تمامًا وجلبت أخي كيكي وأنا أصرخ "يا إلهي، مخدرات في الثلاجة !!" جاء يصرخ "ما الذي أتى بالمخدرات في ثلاجة أمي !!" ظهرت أختي بعدها ولم تفعل شيء سوى أنها حاولت تهدئة والدتي بالقول "إنها أمور بسيطة، لا تقلقي" وهنا ردت والدتي "إنها تلك الأمور المقرفة مجددًا". لقد تأثرت والدتي كثيرًا بتلك السنوات، كان يُمكننا أن نكون ألطف كثيرًا في تلك الفترة لكننا امتزنا بالقسوة".

الحديث عن اخته لم ينته، أضاف "مشاكل المخدرات بدأت تظهر على أختي وقد دخلت المشفى أكثر من مرة للعلاج لكن دومًا ما كانت تعود لذلك القرف مجددًا بعدما تخرج، وبالتالي كانت الخلافات بينها وبين والدتي موجودة دائمًا والأمر انتهى برحيلها عن البيت وانتقالها للسكن لوحدها. عمومًا، أذكر ذات مرة أننا وجدنا المخدرات معها في بيتها .. كان ذلك في عيد مولدي وكانت تُعد حفلة لأجلي وقد جلبت لي الهدايا، فقد كانت لطيفة في وسط كل ما يحدث لها، احتجت دخول دورة المياه وهنا ذُعرت أختي ووقفت في طريقي قائلة "لا لا، انتظر"، من ثم بكت ودخلت ونظفت ما كان موجود وقد أدركت يومها أن أمرًا ما خطأ وأنه سر لها ومن ثم علمت أنها كانت تُخفي المخدرات في دورة المياه .. لم أتدخل وقلت لنفسي "ذلك ما يخصها وأنا لدي ما يخصني أيضًا .. الدراجة وكرة القدم والعديد من الأحلام في ان أصبح مثل محمد علي كلاي وبروس لي".

يحكي إبرا الآن كيف تعرف على أولئك الأبطال، يقول "أبي كان لديه أخ أكبر اسمه صباح الدين يسكن يوغسلافيا القديمة وكان يُلقب هناك "سابكو"، كان ملاكمًا وموهوبًا للغاية فقد نافس على جائزة رادينيتش في مدينة كراجوايفاك وكان بطل يوغسلافيا مع ناديه والمنتخب الوطني. لكن في عام 1967 وحين تزوج ذهب ليسبح في بحر نيريتفا وكان عُمره 23 عامًا فقط .. حدث شيء ما له وأعتقد أنه كان يُعاني من مشكلة ما في القلب أو الرئيتين لكن النتيجة أن الماء سحبه وغرق هناك. لك أن تتخيل حجم الصدمة التي أصابت العائلة وأبي تحديدًا. بعد وفاته، أصبح أبي متابعًا للعبة وكان يمتلك أشرطة فيديو مُسجل عليها كل المباريات القديمة ولكنها لم تكن خاصة فقط بصباح الدين بل كذلك محمد علي كلاي وفوريمان وتايسون وأيضًا كانت هناك أشرطة فيديو لأفلام بروس لي وجاكي شان".

يُواصل الحديث عن تلك الأيام قائلًا "كنا نتجمد أمام التلفاز لنتابع مثل تلك الأشرطة لكن كنا لا نتابع القنوات السويدية وقتها لأنها لم تكن تستحق ولم تكن على الخريطة. لقد عشنا في عالم مختلف تمامًا وحين شاهدت أول فيلم سويدي كنت في الـ20 من عُمري ولم يكن لدي أي فكرة عن أبطال الرياضة من السويد سواء إنجيمار ستينمارك أو غيره .. لكن بالنسبة لواحد مثل علي محمد علي، كيف لا يمكن أن أعرفه !! هو أسطورة .. يتحرك وفقًا لأسلوبه الخاص دون اهتمام لما يقوله الناس ولا يعتذر أو يُسامح أبدًا. كان شخصًا رائعًا وكنا نقلده كثيرًا .. كيف يُمكن ألا نفعل".

يُضيف إبرا عن الحياة في مدينته "في روزينجراد يجب أن تتصرف بصرامة، كنا نتشاجر كثيرًا ولا نتوقف إلا حين نسمع الشتائم، لكننا لم نكن نتشاجر ضد بعضنا البعض فذلك لم يكن مبدأنا، بل الشجار كان خارج الحي وهنا كنا جميعًا متحدين وكنت أنا هناك أتابع وأشاهد تلك المعارك ضد العنصريين ... كنا جميعًا معًا، أذكر في 30 نوفمبر كان مهرجان مالمو وكنت هناك لكني فجأة وجدت أكثر من 200 شاب من روزينجارد يجرون خلف أحد الشباب .. لم يكن الأمر لطيفًا أبدًا بصراحة لكن لمجرد أنهم من أبناء مدينتي انضممت لهم فورًا وبالتأكيد لم يكن الولد على ما يُرام فيما بعد !!. كنا مغرورون كثيرًا ولكن أحيانًا ليس من السهل أن تكون عنيفًا".

ينتقل لمرحلة جديدة ويقول "حين كنت أسكن مع أبي في ستينكولاسكولان، كنت أعود للبيت متأخرًا لأني كنت أمكث عند أمي لكن ذلك كان يُجبرني على المشي طويلًا في نفق مظلم يقطع شارع الأدميرال قرب جسر أنيلوند حيث ضُرب أبي قبل عدة سنوات وانتهى به الأمر مُلقًا في مشفى بثقب في الرئة. كانت شوارع مظلمة وموحشة للغاية وبها الكثير من الأشياء المخيفة .. كنت أجري بأقصى سرعة مما يجعلك تسمع أسرع دقات قلب قد تتخيلها حتى أصل للبيت مُنهكًا تمامًا ... لم أكن حقًا مثل علي محمد علي".

اللاعب يتحدث عن أحد المواقف الصعبة له، يقول "كنت مع أبي وسانيلا ذاهبون للمسبح في آرلوف وبعدها ذهبت لأحد الأصدقاء، خلال عودتي أمطرت بشدة وقد وقفت في الشارع كالغبي ثم عدت للمنزل غارقًا بالمياه تمامًا والنتيجة أني مرضت .. كنت أعاني من الحمى والقشعريرة ولم أعد قادرًا على الحركة حتى أني استلقيت في السرير دون حراك، والدي جاء وهنا كان هو .. صحيح أنه كان يشرب كثيرًا وثلاجته فارغة لكنه في الأمور الخطيرة كان يتحول لأسد يُحافظ على أبنائه. لقد جلب سيارة أجرة (تاكسي) ووضعني في المكان الوحيد الخالي بها .. كنت مثل السمكة الصغيرة ولذا حملني من البيت للسيارة في الأسفل، كان أبي قويًا ومجنونًا تمامًا فالأمر يخص ولده .. هنا تحدث للسائق وكانت سيدة، قال لها "إنه ولدي، إنه كل شيء لي ..لا تتوقفي عند أي إشارة مرور وأنا سأدفع الغرامة المالية وسأهتم برجال الشرطة"، وقد فعلت السيدة ما قاله فتجاوزنا إشارتي مرور حتى وصلنا لقسم الأطفال في مستشفى مالمو العام .. هناك شعرت بأنها حالة طوارئ، كانوا سيعطوني حُقنة في الظهر ولكن أبي كان قد سمع أنها ربما تؤدي للشلل ولذا انفعل بقوة وبدأ يصرخ ويتلفظ بكلمات سيئة، لقد هدد بالتحرك في كل مكان لو حدث لي أي مكروه ... لكنه هدأ فيما بعد، فقد تحسنت حالتي كثيرًا بعد أن حُقنت بتلك الحقنة في النخاع الشوكي .. لقد كانت حالة التهاب السحايا. شعرت بالظلام حولي ولكني كنت أشعر بوجود والدي بجانبي وأنا أتلقى العلاج ثم صحوت في الخامسة من صباح اليوم التالي وكان كل شيء على ما يُرام وقد انتهت الأزمة تمامًا ... وحتى الآن لا أعرف وأسأل نفسي دومًا "ما سبب إصابتي بذلك المرض؟".

يُتابع إبرا "لم أكن وقتها ملتزمًا بالمجموعات الغذائية، كنت صغيرًا وفقيرًا وكما تعلمون الفقراء كانوا ولايزالون يبحثون عن القوة للاستمرار، كنت أفضل الخروج والجري في الشارع بدلًا من البقاء في البيت أو المدرسة .. كان عامًا صعبًا جدًا وقد أدركت الآن أن أبي كان يمر بأمزجة مختلفة، أحيانًا يكون قريبًا وعطوفًا جدًا وأحيانًا قاسيًا للغاية .. مثل أن يقول لي "عليك أن تبقى هنا في البيت" وبعدها "لا تفعل ذلك، عليك اللعنة". حين تكون طفلًا لأب يُواجه صعوبات فأنت هنا مُطالب بأن تُصبح رجلًا، لم يكن لدينا أسلوبًا مرنًا في الحياة .. لم نقل مثلًا "اليوم لدي ألم في المعدة، اليوم أنا حزين"، قد تعلمت من تلك الحياة أن أضغط على آلامي وأواصل ولكن أيضًا تعلمت التضحية".


اللاعب يذكر الآن مثالًا على التضحية، يقول "ذهبت مع أبي واشترينا لي سريرًا من إيكيا (شركة ضخمة لبيع الأثاث) ولكن المشكلة كانت في ثمن التوصيل لأنه لم يكن مع أبي رغم أنه لم يكن كبيرًا، ما الحل؟ إنه بسيط للغاية .. لقد ربط أبي السرير على ظهري طوال طريق العودة من إيكيا، كان الوضع صعبًا للغاية ولكن أبي كان يمتاز بتلك الأفكار الغريبة أحيانًا حتى أنه كان يحضر اجتماعات الآباء في المدرسة بزي رعاة البقر ويظهر مثلهم بعضلاته القوية حتى أن الكل يندهش ويسأل "من هذا؟"، الجميع كان يخشاه ويحترمه حتى في المدرسة ولذا لم يجرؤ أحد على عقابي في المدرسة خوفًا منه".

إبرا طرح تساؤلًا هنا، قال "ربما تسألون الآن، لو لم أكن لاعبًا لكرة القدم .. ماذا كنت سأكون؟ ليس لدي فكرة، لكن ربما مجرمًا لأن الجريمة وقتها من كانت تُحيط بنا. لاحظ أننا كنا نذهب للسرقة وليس فقط الدراجات بل من المحال التجارية أيضًا .. أكثر ما يُسعدني في تلك النقطة أن أبي لم يكن يعلم أنني أسرق، صحيح أنه يشرب الخمر ولكن لديه قواعد صارمة مثل أن الرجل لا يجب أن يسرق أو يستغل الفرص ولو علم أني جربت السرقة حتى لدمر السماء على رأسي .. تذكرون تلك المرة حين سرقت مع صديقي من متجر فيسيلز (ما ذُكر في الحلقة الرابعة)، يومها كنت محظوظًا للغاية لأن الأمر كان خطيرًا فقد سرقنا 1500 كورونا وليس مجرد الحلوى ولكن والد صديقي أخرجنا من تلك الورطة .. حين وصلت الرسالة لأبي على المنزل وكانت تقول "زلاتان إبراهيموفيتش اعتقل بسبب السرقة وإلخ إلخ" كنت قد رأيتها قبله ونجحت في إخفائها ومن ثم واصلت السرقة .. نعم، كان يمكن للأمور أن تكون أسوأ كثيرًا".

إبرا عاد للحديث عن المخدرات والشُرب، قائلًا "الشيء الوحيد الذي أستطيع الجزم به هو أنني لم أتناول المخدرات أبدًا فأنا ضدها تمامًا .. بالتأكيد أنا لم ألق فقط زجاجات البيرة الخاصة بأبي بل أيضًا السجائر الخاصة بوالدتي، أكره كل تلك المخدرات والسموم وحتى الخمر لم أشربه إلا حين تخطيت الـ17 أو الـ18 ووقتها سقطت مثل أي مراهق يُجرب الأمر للمرة الأولى. بعدها لم أشرب حتى الثمالة إلا في عدة مناسبات أبرزها بعد الفوز بالاسكوديتو الأول مع اليوفنتوس .. وقتها أقنعني الثعبان تريزيجيه بالشرب كأسًا تلو الآخر حتى نمت في المسبح".

يُضيف "أنا وسانيلا سيطرنا على كيكي جيدًا فيما يخص هذا الأمر، فهو لم يشرب أو يُدخن لأننا كنا نتابعه ونحذره منها دومًا .. كان هناك اهتمامًا خاصًا بالأخ الصغير فقد اعتنينا به جيدًا، كان يتجه لسانيلا فيما يخص الأمور العاطفية ويتجه لي في الأمور الصعبة وكنت أقف بجانبه وأتحمل مسؤوليته وإن كنت على الجانب الآخر لست دائمًا لطيفًا مع الأصدقاء فقد قمت بتصرفات عدائيه تجاههم أحيانًا .. ذلك النوع من التصرفات التي لو فعلها أحد اليوم مع أولادي ماكسي وفينسينت سيُصيبني بالجنون".


إبرا يصف ذلك الازدواج في شخصيته قائلًا "تلك الحقيقة التي يجب ألا تُنسى .. أنني شخصية ازدواجية، أحب الانضباط والتجاوز في نفس الوقت وتلك كانت فلسفتي في الحياة. مبدأي كان أنني أمتلك القدرة على الحديث والتنفيذ وليس فقط الكلام مثل "أنا الأفضل، من أنت؟" بالتأكيد لا، وليس أيضًا القدرة على التنفيذ لكن مع التفوه بكلمات جبانة مثلما يفعل نجوم السويد، لا فأنا أحب أن أكون الأفضل وأن أكون مغرورًا أيضًا. لم أفكر في أن أكون النجم المثالي .. يا إلهي، أنا قادم من روزينجارد وربما لهذا أنا مختلف قليلًا .. أنا مغرور ومجنون ولكني أيضًا أمتلك الشخصية المميزة لي. لم أصل للمدرسة في الموعد يوميًا لأني لم أكن أستيقظ مبكرًا ولكن في نفس الوقت كنت أقوم بجميع واجباتي المدرسية ولو أحيانًا على الأقل. كنت جيدًا في مادة الحساب ولكن المدرس لم يُصدق وكان يظنني أغش وله الحق ربما، فقد كنت الطفل الذي لا تتوقع منه نتائج جيدة بل أن يُطرد خارج المدرسة. مع هذا، كنت أدرس وأستعد جيدًا للامتحانات لكن في اليوم التالي أنسى كل شيء !! لم أكن وحشًا لكن لا أستطيع الجلوس طويلًا وأقوم ببعض الأمور المزعجة مثل رمي الأدوات المدرسية .. وكان النمل يسير في جسدي أيضًا".

يُواصل إبرا "كان عامًا صعبًا، كنا ننتقل دومًا حتى أنني أذكر أننا نادرًا ما مكثنا في مكان واحد لما يزيد عن العام. دخلت العديد من المدارس ولكن المدرسين دومًا ما كانوا يقولون لي "عليك أن تنتقل للمدرسة التي تنتمي إليها"، لم يكن ذلك بسبب التزامهم بالقواعد لكن لأنهم وجودها فرصة للتخلص مني. ذهبت لمدارس مختلفة ودومًا ما واجهت مشاكل في تكوين الصداقات. والدي كان يهتم بالمكالمات الهاتفية والحرب والشُرب ولذا قررت أن أعتني بنفسي أكثر وأكثر وألا أهتم بالفوضى والمشاكل التي تعيشها العائلة .. دومًا ما كان هناك شيئًا ما في العائلة".

أوضح اللاعب المشاكل قائلًا "كما تعلمون، نحن نعيش وضعًا صعبًا في البلقان. أختي المدمنة على المخدرات تشاجرت مع والدتي وانفصلت عنها وعنا وذلك ربما ليس بالأمر الغير المتوقع بعد كل محاولات علاجها وعودتها للمخدرات. لكن حتى أختي الغير شقيقة الأخرى انفصلت عن العائلة .. أمي ببساطة ألغتها من حياتنا، لم أكن أعرف السبب وقتها لكن لاحقًا علمت بصعوبة ما الذي حدث .. كان لأختي صديقًا يوغسلافيًا وقد تشاجرا معًا وهنا وقفت أمي مع الشاب لأسباب مختلفة ولذا تشاجرت مع أختي وقالتا أشياء مريعة لبعضهما البعض والنتيجة كانت بانفصال أختي عنا ولم يكن ذلك بالجيد أبدًا، هي أمور يجب ألا تحدث في كافة أنحاء العالم ولكنها مازالت تحدث !!".

يختم إبرا الفصل الثاني وتلك المرحلة من حياته قائلًا "لم تكن تلك المشكلة الأولى في العائلة لكن أمي كانت فخورة بما فعلته وقد أدركت ذلك. لم أنسى الصعوبات التي واجهتنا خلال تلك السنوات والمشاكل التي مررنا بها لكن تلك المشكلة تخطت كل الحدود .. لقد كنا 5 أبناء في بيت أمي وفجأة أصبحنا 3 برحيل أختي غير الشقيقتين، كنت أنا وسانيلا وكيكي فقط ولم يكن إصلاح ذلك بالأمر السهل. لكن بعد 15 عامًا اتصل بنا ابن أختي .. نعم، أختي أنجبت ولد أصبح يقول لأمي يا جدتي، لقد اتصل وقال لها على الهاتف "مرحبًا جدتي" لكنها لم تعرفه وقالت ببساطة "الرقم خطأ" وأغلقت الهاتف. لم أصدق الأمر حين سمعت به وقد أصابني ألم المعدة وقتها، لا أستطيع وصف مشاعري .. لقد سبب ابن أختي الكثير من الفخر لتلك العائلة وأنا يجب أن أكون سعيدًا جدًا لاختياري كرة القدم ....".

ارجوا عدم الرد...

راندي سافاج
06-01-2012, 13:36
الفصل السابع :


البداية كانت كالتالي "في روسينجراد كانت هناك العديد من المزارع المختلفة لكن لم تكن هناك مزرعة أسوأ من الأخرى فجميعها كانت بحالة مزرية. كان هناك العديد من الألبانيين و الأتراك، فالأصل و الجنسية لم تكن أهم هناك من امتلاك المزارع. مزرعة والدتي كانت تُسمى تورنروسين و كانت تحتوي على (مرجيحة)، مساحة جيدة للَّعب و سارية العلم و كنا نرتاده يوميًا لنلعب فيه كرة القدم."

"أحيانًا لم أكن أحضر فقد كنت صغيرًا للغاية في السن. كنت أكره أن أكون خارج الملعب، كنت أكره الخسارة رغم أنه حينها لم يكن الفوز بتلك الأهمية الكبيرة. كنا نلعب بطاقة هائلة و كان ذلك جيدًا خاصة حين يصرخ أحدهم قائلًا "أوه، أوه، وو!انظر إلى هذا" و ذلك إعجابًا بالصبية و سرعتهم و ما يفعلونه من حركات كنت أتدرب و أتدرب حتى تعلمتها."

"أحيانًا كانت تقوم أمهاتنا بالصراخ من نوافذ البيوت كل يوم و يقلن "لقد تأخر الوقت. الطعام جاهز فلتأتوا الآن" فنرد قائلين "قريبًا، قريبًا" ثم نستمر في اللعب إلى أن يصبح الوقت متأخرًا، و لم نكن نأبه بالأمطار أو بالفوضى العارمة بشكل عام في المكان".

بدأت اللعبة تستهويه سريعًا "كنا لا نكل و لا نمل و كانت المساحات ضئيلة لذا كان علينا أن نكون سريعين للغاية بالرأس و القدمين، و كان هذا الأمر مهمًا خاصة بالنسبة لي فقد كنت صغيرًا و نحيفًا و كان يسهل إسقاطي. لقد تعلمت أمورًا رائعة و كان ذلك مهمًا للغاية و إلا لما حظيت بأي "وو"! أحيانًا كنت أنام و الكرة بجانبي لأصحو بأفكار لحركات جديدة توجب علي القيام بها. لقد كان الأمر أشبه فيلم السينما طيلة الوقت".

"أول نادٍ لعبت له كان يُدعم نادي إم بي آي، أي نادي مالمو للكرة و الرياضة. كان عمري ستة أعوام فقط حين بدأت اللعب في النادي. كنا نلعب على الحصى خلف بعضالثكنات الخضراء و كنت أصل إلى النادي على دراجات مسروقة و لم أكن دائمًا حسن السلوك. كان المدربون يقومون أحيانًا بإرسالي إلى المنزل و كنت أصرخ و أبادر بالرد عليهم، كنت أسمعهم دائمًا يقولون لي "مرر يا زلاتان" و كان ذلك يُزعجني و كنت أشعر أنني ضائع".

لم يكن مستقرًا في أي مكان منذ الصغر "نادي إم بي آي كان به العديد من الأجانب بجانب السويديين و العديد من الآباء و الأمهات لم يعجبهم ما كنت أقوم به من حركات تعلمتها في المزرعة فأخبرتهم أن يغربوا من وجهي. قمت بتغيير النادي عدة مرات و ذهبت إلى نادي إف بي كي البلقان و لم يكن هناك أي شيء! كان هناك في إم بي آي من يقول لنا "هيا أيها الفتيان، عمل جيد"، لكن ذلك لم يكن متواجدًا بنادي البلقان، بل على النقيض كان هناك من يقول "سأعتدي على والدتك"! لقد كانوا حفنة من اليوغوسلافيين المجانين يتشاجرون دائمًا و يرمون أحذيتهم حولهم، و حينها قلت لنفسي "رائع، إنه مثل منزلي. هنا أشعر أنني بأفضل حال!".

المدرب كان من البوسنة و قد لعب في بعض المستويات العالية في يوغوسلافيا و قد كان كالأب بالنسبة لنا. أحيانًا كان يوصلنا إلى منازلنا و أيضًا يعطينا بعض الدولارات لشراء البوظة أو أي شيء نسد به جوعنا. وقفت كحارس مرمى لفترة في بادئ الأمر و حقًا لم أعرف لماذا، ربما لأنني قلت سابقًا لحارس المرمى القديم "أنت لا تساوي شيئًا، يمكنني القيام بعملك أفضل منك!".

ثار إبرا حين وجد نفسه، فقرر ترك عالم كرة القدم "لكن أتت بعد ذلك مباراة سجلت فيها العديد من الأهداف، فأصبت بالجنون و صرخت واصفًا الجميع بأنهم حمقى، أن كرة القدم لعبة حمقاء و أن العالم سيء، و قلت لهم أنني سأتوقف عن لعب كرة القدم و سأتحول في المقابل لمزاولة لعبة الهوكي "الهوكي أفضل بكثير أيها المغفلون! سأكون محترفًا في الهوكي! فلتغرقوا في البحر!"

العودة كانت أسرع مما يتخيل و السبب بسيط، و كانت عودة خاصة للغاية "سار الأمر على ذلك المنوال و قررت أن أتحرى أسعار أدوات الهوكي، و ياللهول، كل ما كنت بحاجة له كانت ملابس واقية نظيفة، إلا أن سعرها كان باهظًا للغاية. قررت أن أنسى الفكرة و أعود للمضي قدمًا مع لعبة كرة القدم الحمقاء، لكنني تحولت إلى هداف في الهجوم، و كنت وحشيًا للغاية. في إحدى الأيام كان علينا أن نلعب مباراة و لم أكن متواجدًا، فصرخ الجميع قائلين "أين زلاتان؟ أين زلاتان؟" و كانت تتبقى دقيقة واحدة فقط على بداية المباراة و كان المدرب و زملائي يستشيطون غضبًا مني قائلين "أين هو؟ كيف يمكنه بحق الجحيم أن يغيب عن مثل هذه المباراة المهمة؟"

لكنهم رأوا حينها أحمق يقود كالمجنون دراجة مسروقة كان يتجه مسرعًا مباشرة نحو المدرب. هل يمكنه أن يطيح به؟ لا، بل قام فقط بضرب الفرامل في الحصى أمام ذلك الرجل العجوز و ركض مباشرة إلى الملعب. أتذكر أن المدرب جن جنونه آنذاك فقد ألقى ببعض الرمل في عيني، لقد كان في أوج حالات الغضب لكنه تركني ألعب و أذكر أننا فزنا. لقد عوقبت في إحدى المرات بسبب حماقة أخرى فجلت على الدكة طيلة شوط أول من مباراة ما و تأخر فريقنا في النتيجة برباعية دون رد أمام حفنة من المغرورين القرويين، بينما كنا نحن الأولاد اللطفاء ذوي القمصان الزرقاء.

كانت أجواء المباراة تشوبها العدوانية و لذا انفرجت من الغضب، كيف لذلك الأحمق أن يجلسني على دكة البدلاء؟

إبرا: هل أنت مجنون؟
المدرب: اهدأ، اهدأ .. ستلعب قريبًا


النفاق لا يعجب أي شخص، و كذلك كان حال إبرا حين قال "شاركت في الشوط الثاني و سجلت ثمانية أهداف و فزنا بنتيجة 8-5، و نعم، كنت رائعًا و ألعب بفنيات مميزة و خرجت من المآزق دائمًا بحركات كنت أقوم بها في منزل أمي. بدأت أصبح أستاذًا صغيرًا في إيجاد المهارات غير المتوقعة في مساحات ضيقة. لكنني في المقابل مللت من أشخاص يذكرونني بشخصيات دونالد داك و هم يقولون الآن "رأيت على الفور أن زلاتان سيكون خاصًا بلا بلا بلا .. لقد اعتنيت به و كان أفضل أصدقائي" .. كل هذا مجرد "هراء ! لا أحد منهم رآني بقدر ما ادعوا الآن أنهم فعلوا ذلك.

على أي حال فقد قامت الأندية الكبرى بطرق بابي لكنني كنت طفلًا وقحًا و رفضتهم. كان كل من يشاهدني من تلك الأندية يقول "أوه، هذا الفتى الموهوب سيكون رائعًا أيضًا"، لكن سرعان ما مررت بلحظات تذبذب فكنت أسجل ثمانية أهداف في مباراة و أخرج خارج النص تمامًا في الأخرى.

أما عن رفيق الدرب في الصبى فقال "كنت أتسكع كثيرًا مع ولد يسمى توني فلايجير و قد كانت لغتنا الأم عاملًا مشتركًا بيننا فوالده و والدته كانا أيضًا من البلقان و هو كان صبيًا قويًا قليلًا مثلي. هو لم يعش في روسينجراد بل خارجها في مول ستريت. لقد ولد في نفس العام الذي ولدت فيه، لكنه ولد في يناير بينما وُلدت في شهر أكتوبر و هو ما عنى لي شيئًا ما. لقد كان أكبر و أقوى مني و كنت أراه كموهبة هائلة في كرة القدم. كان يقال عن توني "شاهدوا هذا اللاعب!" بينما أنا كنت أعيش في ظله."

ربما كان ذلك (التهاء الناس بأداء توني عوضًا عن تركيزهم مع إبرا) جيدًا فقد كان علي أن أتقبل ما لا أطيقه أحيانًا و أقاتل و أنا على غير حق. لكن كما يُقال، في ذلك الوقت لم أكن ذلك اللاعب الواعد بل كنت سفاحًا و صبيًا مجنون و حقًا لم أكن أتحكم بأعصابي. كنت أصرخ في وجه اللاعبين و الحكام و لطالما كنت أغير الأندية باستمرار.

لعبت في البلقان ثم عدت إلى الإم بي آي ثم لعبت للبلقان مجددًا ثم لنادي بي كيه فلاج. لقد كان ذلك عبثًا و لا أحد قادني للطريق الصحيح و أحيانًا كنت أبحث عن والداي في كل مرة، لكن والدي لم يكن أبدًا هناك سواء بين اليوجارنا (أي أبناء بلاد البلقان) أو السويديين و لم أكن أعلم فيما يجب علي التفكير به. إلا أنني اعتدت على الأمر و لم يكن لدي طريق حقيقي أسير عليه بل كنت أعتاد على منعرجات الحياة.


رغم أنه عانى من عدم الاهتمام غالبًا، لكنه لم ينكر فضله عليه "والدي كان كما كان دائمًا، بلا أمل. لقد كان رائعًا و كان متقلب الأحوال. لم يكن بقدرتي التعويل عليه كما يعول الآخرون على آبائهم و أمهاتهم. لكنني بعد ذلك أملت أن أحظى ببعض الوقت معه من الحين للآخر. أحيانًا كان يظهر والدي التزامًا حقيقيًا تجاهي و قد أراد مني أن أكون محاميًا لكن لا يمكنني القول أنني آمنت بذلك الأمل، فمنطقتي بأسرها لم تطبق القانون بحذافيره بل كانوا يقومون بأعمال مجنون و يحلمون بأن بأن يكونوا صبية أشداء".

"لم نكن نتمتع بالدعم العائلي، فوالدي لم يكن يقول لي "هل يجب أن أشرح لك التاريخ السويدي؟". كان توجد فقط علب الجعة، أقراص الموسيقى، ثلاجة فارغة و حرب البلقان، لكن أحيانًا كان يستغل الوقت للحديث عن كرة القدم معي و كنت سعيدًا بذلك الأمر متى ما حدث، حتى جاء ذات مرة قائلًا"

والده: "زلاتان، لقد حان الوقت لتبدأ اللعب في فريق كبير"
إبرا: "أي نادٍ كبير؟ ما هو النادي الكبير؟"
والده: "فريق جيد يا زلاتان. فرقة هائلة كمالمو إف إف!"

لم أكن أعتقد أنني بحاجة لذلك حقًا. "ما هو الشيء المميز للغاية بشأن مالمو إف إف؟" لم يكن لدي ذلك النوع من التفكر، بشأن ما هو جيد و ما هو ليس كذلك. لكنني كنت أعرف النادي فقد التقيت به سابقًا في نادي البلقان، فقلت لنفسي "لم لا إن كان والدي يقول ذلك؟" لكن لم تكن لدي فكرة عن مكان ملعب كرة القدم الخاص بمالمو أو عن أي شيء آخر على الإطلاق في المدينة. ربما كانت مالمو مدينة قريبة لكنها كانت عالمًا آخر بالنسبة لي و لم أفهم أي شيء عن الحياة هناك، لكنني عرفت الطريق إلى هناك و وصلت في 30 دقيقة و بالطبع كنت عصبيًا.

وصف إبرا الاختلاف الذي رآه في النادي الذي سعى للانضمام إليه، فقال "في مالمو إف إف كان كل شيء جديًا لم يكن الأمر كالمعتاد بطريقة فلتأتِ لتلعب أيها الصبي! هنا عليك أن تخضع لتجربة و كانت هناك أماكن مختلفة لاحظتها سريعًا. لم أكن مثل الآخرين و كنت مستعدًا لحزم أمتعتي و العودة إلى المنزل لكن في اليوم الثاني كنت هناك و كان هناك مدرب اسمه نيلس قال لي

نيلس: "مرحبًا بك في الفريق"
إبرا: "حقًا؟"

ارجوا عدم الرد...

راندي سافاج
06-01-2012, 13:38
السائق الذي اهانني :
بدأ إبرا الحديث بوصف الأجواء الجديد من حوله، فقال "كنت في عامي الثالث عشر حينها و كان هناك القليل من الأجانب فقط هنا و من بينهم توني، أما البقية فكانوا سويديين و بعضهم كانوا من منطقة ليمهامن (جنوب مالمو)، فتيان من طبقات راقية. شهرت أنني من المريخ ليس فقط لأن والدي كان لديه بيت رائع كبير و لم يكن معي في المباريات. كنت أتحدث بشكل مختلف عنهم و كنت أراوغ اللاعبين بالكرة، اشتعلت كالقنبلة و قاتلت على أرض الملعب. في إحدى المرات تلقيت بطاقة صفراء لأنني وبخت زملائي فقال لي الحكم"

"لا يمكنك القيام بذلك"
فصرخت قائلًا "اذهب إلى الجحيم" و تركته

من الطبيعي ألا يتوقف الأمر عند ذلك الحد، فقد واجه تكتلًا كاد يركله خارج أسوار النادي، و هو ما قال عنه "ثم بدأت الأجواء تتلبد بالدخان بين السويديين (أي أصبحوا عصبيين) و أراد أهاليهم إخراجي من المباراة، و قلت لنفسي للمرة الألف "فليذهبوا إلى الجحيم معهم". قررت أن أغير اللعبة من جديد فراهنت على التايكوندو. إنها أكثر روعة بينما كرة القدم مجرد هراء.

أحد الآباء الحمقى لأحد لاعبي الفريق دخل و معه قائمة فيها تواقيع الآباء و طلبهم كان أن "زلاتان يجب أن يخرج من النادي، زلاتان لا ينتمي إلى هنا، يجب أن يتم الإلقاء به بعيدًا" بلا بلا بلا، لقد كان ذلك جنونًا! حسنًا، فقد سبق لي أن قاتلت ابن ذلك الأب و كانت لي العديد من التدخلات العنيفة عليه. لقد نطحته في رأسه بصراحة لكنني كنت نادمًا للغاية بعد ذلك و ذهبت إلى المستشفى و اعتذرت له".

"كان ذلك عملًا أرعنًا بحق، لكن قائمة توقيعات تطالب بركلي من الفريق! المدرب أكي كالينبيرج حدق في تلك الورقة و قال "ما هذا الهراء التافه!" ثم قام بتمزيقها. لقد كان أكي رجلًا جيدًا و هو الذي وضعني في فريق الأشبال لعام كامل، و كان مثل الآخرين يعتقد أنني أراوغ كثيرًا و أصيح كثيرًا في وجوه زملائي و أن سلوكي كان غير قويم و البقية تأتي.

لقد تعلمت شيئًا مهمًا من تلك السنوات، فكي أصبح ذلك الفتى الذي يُحترم يجب أن أكون أفضل من ليفي بيرسون و بقية الأسماء، يجب أن أتدرب بِجِدٍ أكثر عشر مرات و إلا لن أحصل على الفرصة على وجه الأرض! خاصة إذا كنت سارق دراجات".

مر الأمر بسلام، لكنه أوقع نفسه في ورطة أخرى "كان يجب أن أتحكم بمزاجي أكثر من البقية. أردت ضمان مكاني و لم أكن فاقدًا للأمل بشكل كامل. لكن مكان التدريبات كان بعيدًا للغاية، سبعة أميال كانت كثيرة إلا أن الإغراء كان رائعًا للغاية و كنت أصل على أي حال، خاصة إذا رأيت دراجة جميلة!"

"في إحدى المرات رأيت دراجة صفراء بها العديد من الصناديق الجميلة و قلت لنفسي "لم لا؟" قدتها بعيدًا و كانت دراجة مميزة لكن بعد فترة بدأت أفكر في الغريب بشأن تلك الصناديق، و فجأة فهمت أنها كانت دراجة لخدمات البريد فعدت إلى الفور إلى المكان الذي أخذتها منه و قفزت من فوقها ثم وضعتها في مكان أبعد قليلًا. لم أكن أريد أن أسرق رسائل الناس أيضًا!!"

و رغم ذلك لم يتعلم، فوقع في ورطة أكبر بكثير "في مناسبة أخرى أخدت دراجة كنت قد سرقتها سابقًا و كنت أقف خارج منطقتي بعيدًا عن المنزل و كنت جائعًا و غير صبورًا، و لذا أخذت دراجة جديدة خارج غرف تغيير الملابس و فتحت القفل كالعادة، و أتذكر أنها أعجبتني كثيرًا فقد كانت دراجة جيدة و وضعتها بعيدًا كي لا يراها مالكها القديم. لكن بعد ثلاثة أيام طلب الفريق اجتماعًا، و قد شعرت أنني انتهيت، فالاجتماعات عادة تعني إما وجود مشكلة كبيرة أو جلسة للموعظة و قد بدأت على الفور في التفكير في أعذارًا ذكية مثل "لم أكن أنا بل كان شقيقي"، و كما توقعت، كان الاجتماع بشأن دراجة لمدرب آخر".

سئلنا "هل رآها أحدكم" فأجبنا بلا و كذلك فعلت! ففي مثل هذه الأوضاع عليك أن تقول لا، هكذا تسير الأمور. ثم بدأت بالتحاذق قليلًا فقلت "أو، كم هو أمر محزن. أنا أيضًا سبق و أن سُرِقَت دراجتي". لكن على أي حال شعرت ببعض القلق "ما الذي فعلته لتوي؟ ياله من حظ عاثر! دراجة مدرب آخر!" فكرت في أنه لا حرج في ألا أستمع لتوجيهاتهم و تكتيكاتهم مكملًا مراوغاتي و حركاتي."اسمع، لا لن أسمع!" .. تلك كانت فلسفتي، لكن أن أسرق دراجاتهم؟"

رأيت أن ذلك ليس بالأمر الجيد و قلقت كثيرًا، فذهبت للمدرب و قلت له "ها هي الدراجة. لقد استعرتها قليلًا. كنت في أزمة. مرة واخدة فقط! سأعيدها لك غدًا" ثم رسمت على وجههي أسوأ ابتسامة حزينة و أعتقد أن الأمر مر بسلام على أي حال. ابتسامتي ساعدتني كثيرًا خلال تلك السنوات و كنت قادرًا على ابتداع مزحة ما حين كنت بحاجة إليها. لكن ذلك لم يكن سهلًا فأنا كنت دائمًا ابن البطة السوداء، فقد وجه اللوم لي مرارًا و تكرارًا بسبب اختفاء الأدوات الرياضية."

من منطلق ذلك الموقف عرج إبرا قليلًا للحديث عن الفوارق بينه و بين زملائه الأثرياء، فقال "كنت فقيرًا بينما الآخرون منذ صباهم كانوا يمتلكون أحذية كرة قدم جديدة من أديداس و بوما مصنوعة من جلد الكانجارو، بينما أنا فقد قمت بشراء أول زوج من الأحذية من إيكو كولونيد بـ 59.9 كرونا و كان زوج من الأحذية الرياضية الذي بوسعك وضعه بجانب الطماطم و الخضروات، لكنني ظللت ألعب و لم يكن لدي شيء لأتباهى به بتلك الطريقة. حين سافر الفريق خارجًا كان الآخرون يمتلكون قرابة الألفين كرونا لإنفاقها، بينما كان لدي فقط 20 كرونا و أحيانًا كان يتجاهل والدي دفع إيجار منزلنا لشهر لإرسالي إلى الخارج. لقد كان عملًا جميلًا لكن رغم ذلك لم يكن باستطاعتي أن أضاهي زملائي."

زملاء إبرا: "فلتأتِ معنا يا زلاتان، سنذهب لشراء البيدزا، الهمبيرجر!"
إبرا: "لا، سأقوم بذلك لاحقًا. لست جائعًا بل أنا أتجمد من البرد!".

حاولت التملص بكل الطرق و لم أذهب معهم في أي مرة فالأمر لم يكن يستحق كل هذه المعاناة. لكن كان هناك شيء جديد و دخلت في مرحلة من الشك ليس لأنني أريد أن أكون مثل الآخرين، ربما قليلًا، لكنني أردت تعلم طريقتهم. لكنني في الأغلب كنت أتصرف بطريقتي بينما كان آخرين مثلي يحاولون التصرف كالطبقات العليا لكنهم كانوا يحاولون دائمًا بالأسلوب الخاطئ، بينما أنا كنت أقوم بالعكس.

أكمل إبراهيموفيتش الحديث عن أسلوبه الخاص و تحدث عن رفيق دربه منذ الصغر فقال "كنت أدير شؤوني بطريقة أصعب فعوضًا عن القول "لدي فقط عشرون كرونا" كنت أقول "ليس لدي أي شيء، و لا حتى إيري واحد (الكرونا مكونة من 100 إيري)". لقد كان ذلك جيدًا أو ربما أكثر جنونًا. لقد كنت صبيًا صعب المراس من روسينجراد و كان ذلك مختلفًا، لقد أصبحت تلك هي هويتي و أحببتها أكثر فأكثر و لم أهتم أبدًا بعدم وجود أي فكرة لدي عن النماذج السوية للرجال السويديين."

إبرا لم يكن يعرف شيئًا عن المنتخب السويدي و لم يأبه بإنجازهم المونديالي "أحيانًا كنا نلعب المباريات ضد الفريق الأول و في مرة شاهدنا مباراة بين الفريق الأول و فريق آي إف كي جوتبورج، مباراة كبيرة حقًا، و كان زملائي يجن جنونهم و يذهبون للحصول على الأوتوجرافات من النجوم، خاصة من شخص يُدعى توماس رافيلِّي و بدا كأنه بطل العالم بعد تصديه لركلة جزاء في كأس العالم. لم يسبق لي أبدًا أن سمعت عن ذلك الشخص لكنني لم أجعل من نفسي فتًا أبله".

"بالطبع شاهدت كأس العالم لكنني في النهاية كنت من روسينجرات و كنت أزدري السويديين بشكل كامل و في المقابل شاهدت البرازيليين و خاصة روماريو و بيبيتو. على أي حال كان ما لفت نظري ذلك اليوم هو السروال الذي ارتداه رافيلِّي و تسائلت عن لو أنني كنت قادرًا على سرقة واحدًا مثله"!

* رافيلي الذي حرس مرمى جوتبورج بين عامي 1989 و 1997 يعتبر أسطورة حراس مرمى المنتخب السويدي و قد قصد إبراهيموفيتش هنا ركلة جزاء رومانيا الأخيرة التي نفذها ميورداخ بيلوديديشي و تصدى لها رافيلي لتمنح السويد الفوز في ربع نهائي كأس العالم بنتيجة 5-4 بركلات الجزاء الترجيحية عام 1994، في البطولة التي حققت فيها السويد المركز الثالث و فاز رافيلي في العام ذاته بالمرتبة الثانية في استفتاء حارس العام.

"كنا نبيع بطاقات البينجو لجلب المال للنادي و لم تكن لدي أدنى فكرة عنها. لم أكن أعرف أي شيء عن العمل المتنقل و الذي كان يحبه الرجال المسنون. لكنني مضيت قدمًا و كنت أطرق الأبوات في المنطقة قائلًا "مرحبًا، مرحبًا، اسمي زلاتان و أعتذر عن إزعاجكم. هل تودون الحصول على تذكرة؟" بصراحة بعت تقريبًا واحدة و بعض تقويمات الكريسماس و في النهاية كنت أجعل والدي يشتري البقية. ذلك لم يكن عادلًا. لم يكن لدينا المال لكنني لم أكن سعيدًا بطرق الأبواب في كل يوم من شهر نوفمبر. لم أكن مقتنعًا بأن يتم إرسال الصبية بمثل هذه الأشياء لبيعها".

المتاعب ظلت ترافق السويدي داخل الملعب "لقد لعبنا كرة القدم و تمتعنا بأداء خلاب في فريق 80-81. كان هناك توني فلايجير، جودموندر ميتي، ماتياس كونكا، جيمي تاماندي، ماركوس روزينبيرج و أنا. لقد كان هناك جميع الأنواع من اللاعبين الثاقبين و تحسنت أكثر فأكثر، لكن التذمر بقي قائمًا و كان ذلك غالبًا من الآباء الذين رفضوا التوقف عن قول

"الآن ها هو يبدأ، إنه يراوغ مجددًا! إنه ليس مناسبًا للفريق!"

"من هؤلاء بحق الجحيم ليقفوا هناك و يحكموا علي؟ كل شيء كان له سببه و كنت أحاول الإضافة لكرة القدم فذ ذلك الوقت، و كدت أغير النادي مجددًا فلم يكن هناك والد يدافع عني أو يشتري لي ملابس باهظة الثمن. كنت أعتني بنفسي و في المقابل كان الآباء السويديون يقفون مع أبنائهم المغرورين ليتحدثوا عن أخطائي. بالطبع كنت أنفجر من الغضب!"

أخيرًا بدأت الحياة تبتسم لزلاتان "بالإضافة إلى ذلك كنت لا أكل و لا أمل، كنت أريد اللعب دائمًا. أردت شيئًا جديدًا. جوني جيلينسخوي أحد المدربين بالنادي سمع عن القصة و تحدث مع النادي قائلًا "إننا نخسر موهبة عظيمة!" ثم حصلت على عقد شباب وقع والدي عليه و كنت أتقاضى 1500 كرونا شهريًا و كانت تلك الدفعة الأولى و بالطبع حاولت الوصول إلى الأكثر فالأكثر و لم أكن أرى أن ذلك أمر مستحيل، فكما قلت سابقًا الأمر لم يكن دقيقًا بالنسبة لي بل سرت على قائمة "لا تستمع"، فمن خلالها كنت أستمع لنفسي فقط."

و عن انبهاره و زملاءه براقصي السامبا، قال إبرا كادابرا "عملت بِجِدٍ لكي لا أتلقى الكرة من الآخرين كثيرًا، لكن تألقي لم يكن خلابًا بعد و كانت تفصلني مسافة عن مستوى توني و قد تخليت عن الدراسة لكي أكون فقط جيدًا في اللعب، فجميع أبناء جيلي في مالمو كانوا يمتلكون مهارات و حركات جيدة. لقد كنَّا ننافس بعضنا البعض و مجددًا أحسست أن ذلك أشبه ببيت والدتي، و حينما كنَّا نطالع الحاسبات الآلية كنَّا نشاهد مهارات مختلفة كان يقوم بها رونالدو و روماريو ثم نتدرب عليها حتى نجيد تنفيذها."

"لقد كانت حركات سريعة، كيف كان بمقدورهم القيام بها؟ كيف قاموا بتلك الحركات الصغيرة؟ كانت تلك اللمسة للكرة مألوفة لدينا جميعًا، لكن طريقة لمس البرازيليين للكرة كانت مختلفة تمامًا و كنَّا نتدرب عليها مرارًأ و تكرارًا من أجل تنفيذها خلال المباريات. كان هناك الكثير ممن ينفذون تلك الحركات لكنني كنت أتفوق عليهم بخطوة و تعمقت في الأمر فكنت حذرًا في تفاصيل كل حركة. أصبحت مهووسًا بها بكل صراحة."

و بينما كان يتحدث عن المهارات التي حاول تعلمها، انتقل إبرا كادابرا لقضية مختلفة تمامًا "تلك الحركات كانت طريقتي لكي أحظى بمتابعة الآخرين، و كنت أواصل المراوغات بقدر ما كان الآباء و المدربون يواصلون شكواهم مني. لقد اعتدت على ألا أفعل ما يريدون أو أن أقوم بكلا الأمرين. أردت أن أكون مختلفًا و أردت أيضًا أن يتم تدريبي على بعض الحركات و سار الأمر بشكل أفضل فأفضل. لكن أحيانًا لم تكن الأمور سهلة، فأحيانًا كنت أتألم و خاصة أنني كنت متأثرًا بموقف والدتي و والدي. لقد وضعًا سيئًا احتجت للخروج منه".

"ففي مدرسة سورجين فريسكولان كانوا يضعون مدرسًا إضافية خصيصًا لي و كنت في قمة الغضب و بالتأكيد كنت فوضويًا و ربما أسوأ من أي وقت مضى. لكنني في المقابل كنت أتعلم بشكل استثنائي للانتهاء من الأمر برمته و حصلت على خامس أعلى درجة في الرسم، رابع أعلى درجة في اللغة الإنجليزية و مثلها في الكيمياء و الفيزياء. لم أكن ذلك الطفل الذي يتعاطى المخدرات، لكنني كنت فقط قلقًا و قمت بالكثير من الحركات الغبية. لكن كان هناك ذات مرة حديث عن وضعي في مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد أرادوا تقويمي و أشعرونني أنني كائن فضائي و ذلك جعلني أشعر كأن قنبلة بدأت تدق في جسمي. ربما كنت لا أركز قليلًا في الحصص و أجد صعوبة في الجلوس فترات كثيرة مع الكتب، لكنني كنت أستطيع التركيز جيدًا على ما أود تعلمه، خاصة حين كان يعتلق الأمر بكرة القدم."

حينما يتعلق الأمر بالغضب، فالأب لم يكن مختلفًا كثيرًا عن ابنه "في إحدى الأيام لعبنا كرة القدم و كان هناك مدرس يحدق بي مع أقل شيء أقوم به، فغضبت منه و سددت أقوى كرة في العالم في وجهه! انتابت المدرب صدمة و ظل يحدق بي فقط و بعد ذلك اتصلوا بوالدي و أرادوا مناقشة إمكانية حصولي على مساعدة نفسية و مدرسة خاصة و أشياء أخرى من ذلك الهراء، و هو أمر لم يكن من المناسب التحدث مع والدي عنده، فهو لا يحب أن يتحدث أحد بالسوء عن أطفاله".

"جن جنونه و ذهب إلى المدرسة مترديًا ملابس رعاة البقر، ثم قال لإدارة المدرسة "من أنت بحق الجحيم؟ أتتحدث عن مساعدة نفسية؟ ربما أنتم من عليكم أن تتلقوا عناية نفسية لكن ابني ليس به أي سوء، إنه الطفل الأروع و والده يمكنه أن يصب عليكم جميعًا لعنته!"

لقد كان مجنونًا، رغم أن ذلك لم يكن مفاجئًا، و انتهى الأمر مع المدرب و سرعان ما تحسنت الأمور قليلًا و استعدت ثقتي بنفسي. لكن ظل هناك شيء واحد يثير جنوني و هو وجود مدرس خاص فقط لي! ربما لم يكن يوجد أسوأ مني، لكن لا يجب أن يتم عزل الأطفال بتلك الطريقة. لا يجب عليكم فعل ذلك! في حال فرق أي شخص اليوم بين ماكسي و فينسينت (ابنيه) في المعاملة فبوسعي أن أكون غابة من الجنون، أعد بذلك. يمكنني أن أكون أسوأ من والدي.

طفولة إبرا كان بها أيضًا مغامرة عاطفية لم تستمر سريعًا "هذه الأزمة لازمتني و لم يكن شعوري جيدًا تجاهها، ربما على المدى البعيد جعلني ذلك الأمر أقوى، لا أعلم، ربما أصبحت محاربًا أكثر لكن على المدى القصير فقد انفجرت من هذا الوضع. يومًا ما كان لدي موعد مع فتاة و لم أكن واثقًا من قدراتي مع الفتيات آنذاك. هل يُثير الطفل ذو المدرس الإضافي الإعجاب؟ كم بدت الفكرة رائعًة! فقط طلب رقم هاتفها جعلني أتعرق كثيرًا! لقد كانت بطة رائعة في عيناي و قد نجحت في تمالك نفسي، قائلًا

إبرا: "هل تودين أن نلتقي لبعض الوقت خارج المدرسة؟"
الفتاة: "نعم بكل تأكيد"
إبرا: "ماذا عن جوستاف؟"

"جوستاف هو ميدان جوستاف أدولف المتواجد بين المثلث و الميدان العظيم في مالمو، و قد بدا أنها أعجبت بالفكرة لكن حين وصلت هناك لم تكن هي هناك. كنت عصبيًا بعض الشيء فتلك المنطقة لم تكن بيتي و شعرت بقليل من عدم الأمان. لماذا لم تأتِ؟ هل لم أعد أعجبها؟ انتظرت دقيقة، اثنتين، ثلاثة، عشرة و أخيرًا قررت عدم الانتظار. لقد كانت أكبر إهانة لي، كأنها قامت بصفعي. لكنني قلت لنفسي "من يود أن يواعدني؟" و لذا تركتها و لم أهتم بأمرها و فكرت في أنني أريد فقط أن أكون نجم كرة قدم. لكن الشيء الغبي الذي حدث هو أن الحافلة التي تنقل الفتيات تأخرت قليلًا، فالسائق أراد شراء السجائر "أو شيء من ذلك القبيل، ثم وصلت هي بعد ذلك و كانت حزينة كما كنت أنا تمامًا.

ارجوا عدم الرد...

راندي سافاج
06-01-2012, 13:41
الفصل الرابع ,سأتعلم الإيطالية في الكالتشيو :


يبدأ زلاتان الحديث في الفصل الرابع قائلًا "دخلت الآن المدرسة الثانوية في بورجارسكولان مع برنامج خاص للتواصل وتركيز أكبر على كرة القدم، توقعت وقتها أن الأمور ستتغير معي وتُصبح للأفضل وأني أستطيع أخيرًا أن أكون الشاب المُذهل .. لكن الأمر بالكامل كان صدمة .. حسنًا، كنت مستعدًا لها".

يُوضح إبرا "كان معنا بعض شباب من ليمهامن ولكن معهم كذلك مجموعة من الأطفال وأنواع مختلفة من الشباب .. شباب يقفون في الزوايا بملابس جيدة يُدخنون السجائر ومعهم أفضل الكرات الحديثة بينما كنت أنا قادمًا من مكان يرتدون به أسوأ أحذية وملابس رياضية لماركات أديداس ونايكي، ما أخذ عني وقتها أني كنت أمثل روزينجارد .. كانت بمثابة شيء مميز لي كما أن عدد إضافي من المدرسين بدأوا يُحدقون بي".

يُواصل إبرا الحديث عن المدرسة الثانوية "في بورجارسكولان رأيت شباب بقمصان رالف لاورين وأحذية تيمبرلاند وأشياء كتلك لم أكن قد رأيتها على أحد أعرفه في السابق، أدركت فورًا أن علي القيام بشيء ما عاجل حيال ذلك الأمر خاصة أن المدرسة ضمت العديد من الفتيات الجميلات والذي كان من الصعب ان أتحدث معهن وأنا أشبه شباب الضواحي .. لذا تحدثت مع أبي في الأمر لكننا تشاجرنا. في هذا الوقت حصلنا على معونة من الحكومة تُقدر بـ795 كورونا (عملة السويد) ولكن كان واضحًا أنها ستكون لأبي لأنه المسؤول عن النفقات كما قال لكني قلت له "لا يمكنني أن أكون أسوأ شاب في المدرسة" .. هنا جاء الحل بحصولي على منحة دراسية وتخصيص حساب بنكي لي وكذلك بطاقة صرّاف آلي من تلك المرسوم عليها شجرة، كان المال يتواجد في الحساب البنكي يوم 20 من كل شهر. كانت لحظات جنونية لأن العديد من أصدقائي كانوا ينتظرون مساءًا عند الصرّاف الآلي ويحسبون الدقائق دقيقة دقيقة حتى يصلوا للساعة 23:59 .. أنا كنت أهدأ لأني كنت أذهب في صباح اليوم التالي لكن بعدما أحصل على المال أجري وأشتري قطعتي جينز من محلات ديفيز لأنها كانت الأرخص وقتها، لقد كلفوني 299 كورونا وقتها وكذلك اشتريت بعض القمصان .. 3 منهم بـ99 كورونا، جرّبت أنواع وأشكال مختلفة من الملابس لكن أيًا منها لم ينجح معي، لم أشعر أنها مناسبة لي !!".


يُضيف إبرا عن تطوره الجسماني "كنت صغيرًا للغاية طوال حياتي حتى جاء ذلك الصيف الذي نموت به بشكل غريب .. ازداد طولي بـ13 سم خلال أشهر قليلة ووقتها شعرت أنه يجب أن أؤكد شيئًا ما لنفسي ولذا بدأت وللمرة الأولى بالتسكع خارج المدينة، ذهبت لمحلات مثل بيرجر كينج وتريانجلن وليلا تورج. قمت بأشياء خطيرة أيضًا ولم تكن لمجرد القيام بها بل لأني كنت بحاجة لامتلاك بعض الأدوات الجميلة وإلا لن أجد فرصتي مع الفتيات في فناء المدرسة .. أذكر أني قمت بسرعة مشغل الأغاني (أم بي ثري) الخاص بأحد الطلاب ومعه بعض الأشرطة".

يصف إبرا كيف فعل هذا "كان لنا خزانات صغيرة في الفصول وكل واحدة لها قفل يفتح برقم سري خاص، أنا عرفت الرقم السري الخاص بخزانة أحد الطلاب وحين كان في الخارج فتحتها بالرقم وكان تقريبًا يمين خمسة يسار ثلاثة .. هنا فتحته ووجدت الأشرطة وقد استمتعت بسماع الأغاني ومنحني ذلك شعورًا رائعًا لكنه بالتأكيد لم يكن كافيًا".

يُواصل إبرا الحديث قائلًا "كان لابد من المزيد لأني كنت مازلت أحد شباب الضواحي، أصدقائي كانوا أكثر ذكاءًا مني لأنه أقام علاقة مع فتاة وسرعان مع تعرف على أخيها وبدأ يستعير منه قمصانه .. حيلة جيدة وإن لم تنجح دائمًا. نحن أبناء الضواحي لا نظهر للسطح أبدًا فنحن مختلفين لكن مع هذا حين كنت أرى أحد الشباب بالملابس ذات الماركات الثمينة ومعه فتاة جميلة أصاب بحالة مزاجية سلبية ولذا أجبرت على الاتجاه لكرة القدم والتي لم تكن جيدة كذلك".

يُوضح زلاتان "كنت ألعب في فريق أكبر مني بعام وذلك بحد ذاته إنجاز، كنا مجموعة رائعة وأحد أفضل الفرق في المدينة من تلك الفئة العُمرية. لكني كنت أتواجد على مقاعد البدلاء بقرار من المدرب أكي دونالدو. هو المدرب وبالتأكيد كان يُجلس من يريد على مقاعد البدلاء لكني لا أظن أن جميع خياراته كانت بناءًا على كرة القدم لأني كلما كنت أشارك كنت أسجل لكنهم رأوا أني سيء في أمور أخرى. كانوا يقولون أني لا أساهم بالشكل الكافي مع الفريق مثل "يجب أن تتحرك لصالح الفريق أولًا"، سمعت مثل تلك الجمل مئات المرات وقد شعرت يومها بالارتباك وقلت "هل هذا هو إبراهيموفيتش؟ شخص غير متزن؟". وقتها لم يكن هناك قوائم للفريق لكن الأمر ليس ببعيد. نعم، ما يقال عني صحيح مثل أني كنت أوبخ زملائي وأني كنت أصرخ وأتحدث كثيرًا على أرض الملعب وقد أشتبك مع أحد المشجعين لكن تلك لم تكن بالأمور الخطيرة بجانب أن هذا أنا وهذه شخصيتي وهذا أسلوبي في اللعب. كنت نوع مختلف من اللاعبين وكنت أغضب كثيرًا ولذا قال الكثير أني لا أنتمي لنادي مالمو".


ينتقل اللاعب للحديث عن موقف مهم في النادي "أذكر أننا تأهلنا للتصفيات النهائية في بطولة الشباب وكان ذلك قصة كبيرة وقتها، لكن المفاجأة في أن المدرب لم يضمني للفريق حتى إنه لم يُجلسني على مقاعد البدلاء. وقتها قال أمام الجميع "زلاتان مصاب" ولكني قفزت قائلًا "ما الذي تعنيه بمصاب؟ ما المقصود بحديثك؟" لكنه أجاب "ما الذي تتحدث عنه؟ كيف يُمكنك قول مثل هذا الكلام؟ أنت مصاب"، لم أكن أصدق الأمر .. لماذا يفعل هذا ونحن كنا قادرين على لعب النهائيات؟ وقد أجبته "أنت تقول هذا لمجرد أنك لا تريدني". لكن لم يحدث شيء فقد رآني مصابًا وأنا أصابني الجنون لذلك، شعرت أن هناك شيئًا ما غريب في الأجواء لأن لا أحد تحدث عن الأمر .. لم يمتلك أحد ما يكفي من الرجولة للحديث. مالمو فاز بالبطولة ذلك العام ولكن ذلك عزز ثقتي بنفسي .. نعم، قد عزز ثقتي بنفسي ولذا كنت أقول بعض الجمل بغرور كبير مثلما كان ردي على مدرس اللغة الإيطالية حين طردني من الفصل، فقد قلت له "أنا لا أهتم بك لأنني سأتعلم اللغة الإيطالية حين أصبح لاعبًا محترفًا في إيطاليا"، كانت كلمات مضحكة يومها ومجرد جملة أنا نفسي لم أصدقها .. كيف يُمكن أن أفعل بينما أنا لست لاعبًا منتظمًا في فريق الشباب للنادي !!".

ينتقل إبرا ليتحدث عن إحدى الفرص للانتقال للفريق الأول لمالمو، يقول "في ذلك الوقت كان الفريق الأول للنادي يُواجه مشاكل كثيرة. حين جاء أبي للسويد في السبعينات كان فريق مالمو هو الأفضل في البلاد حتى أنه كان قد وصل نهائي دوري الأبطال أو الكأس الأوروبية كما كانت تُلقب ولم يكن النادي وقتها يعتمد على لاعبيه الشباب بل كان بدلًا من ذلك يشتري النجوم من الأندية الكبيرة الأخرى. لكن الوضع اختلف في ذلك العام وكان مالمو الذي اعتاد التواجد على القمة قريبًا من الهبوط وكانت الحالة الاقتصادية للنادي سيئة للغاية ولذلك كان لا يُمكن توفير التمويل اللازم لشراء اللاعبين من الخارج وبالتالي كان الخيار هو الاعتماد على لاعبي الشباب وهذا الحديث كان يُثير جنون الجميع في الفريق لأن السؤال كان "من سيتم اختياره؟ هذا أو ذاك".
ارجو عدم الرد....

راندي سافاج
06-01-2012, 13:44
الظاهرة .. والفريق الأول :


يقول إبرا عما حدث "تم اختيار توني فليجير بالتأكيد ومعه كلًا من جودموندور ميتي وجيمي تاماندي و .. أنا لم أكن حتى في أفكارهم. كنت آخر من يُمكن التفكير به من الفريق .. هكذا اعتقدت وهكذا أعتقد كان رأي الأغلبية ولذا لم يكن لدي أمل لأي شيء. فلم يمكن اختياري وأنا لست على الخريطة؟ في الواقع أنا لست أسوأ من ميتي وجيمي وتوني ولذا سألت نفسي "أين بحق الجحيم الخطأ؟ ما الذي يفعلونه ولا أفعله؟. فكرت كثيرًا وفي النهاية اقتنعت أنها سياسة متواضعة للاختيار من النادي".


يُواصل اللاعب "لشاب، ربما من الجيد أن تكون مختلف وغريب قليلًا عن الآخرين لكن في النهاية يجب أن تكون هناك نقطة تراجع لأنه حين يحين موعد الحسم فأنت لست بحاجة لعقول تفعل كل ما تريد دون حساب. مالمو كان النادي الذي يفتخر به الجميع وخلال فترة تألقه كان كل لاعبيه أصحاب شعر أصفر وسلوكيات جيدة ويُشبهون بوس لارسن (لاعب شهير لمالمو) ويقولون ويفعلون أشياء لطيفة وذلك الوقت لم يكن في الفريق الكثير من اللاعبين أصحاب الأصول الأجنبية وإن كان يسكل أوسمانوفسكي يلعب هناك وكان من روزينجارد أيضًا وقد لعب في باري فيما بعد لكنه كان مختلفًا عني، فقد كان مؤدبًا وسلوكه جيدًا

يُتابع إبرا شرح ما حدث له بعد فشل تصعيده للفريق الأول "وقعت عقدًا مع فريق تحت 20 عامًا وكان هذا الفريق قد تم ابتكاره بالتعاون مع فريق كرة القدم لثانوية بورجارسكولان. فريق الشباب كان حتى 18 عامًا لكن تحت الـ20 كان حتى 20 عامًا ووقتها لم يكف عدد اللاعبين حتى لتكوين فريق .. الفكرة أساسًا تم ابتكارها لمنع اللاعبين من الانتقال لأندية أخرى وقد لعبنا عادة ضد لاعبين من الفريق الثاني "بي" أو بعض فرق الدرجة الثاثة في البلاد ... كما ترون لم يكن بالشيء الكبير لكنه كان فرصتي لإظهار قدراتي".

يُضيف اللاعب عن تلك المرحلة "كنا أحيانًا نتدرب مع الفريق الأول، أنا رفضت الاندماج مع الفريق. عادة اللاعب الشاب لا يقوم بالانطلاق بالكرة في مثل تلك الظروف ولا حتى يتدخل بعنف على أحد اللاعبين ولكني فكرت "لم لا؟ ما الذي يُمكن أن أخسره؟ أنا أمتلك كل ما يلزم لذلك" ولذا اندفعت وقمت بما أريد وهنا بدأت بالتأكيد أسمع عبارات مثل "من يظن نفسه؟" ولكني لم أهتم ورددت "اذهبوا إلى الجحيم". كنت ألاحظ أحيانًا وجود مدرب الفريق الأول رولاند أندرسون وكنت في البداية لدي آمال بأن يُتابعني وكنت أقول لنفسي "هل يرى أنني جيد؟ لا"، كنت أفقد تلك الآمال بسرعة بعدما أرى الحماقات التي تُحيط بي".

يُواصل قائلًا "حين كنت أراه مُجددًا كنت أفكر "ألم يسمع عني؟"، ذلك الوقت شعرت بإحباط كبير ومتزايد من كرة القدم خاصة أنني لم أكن ناجحًا في أي من المجالات الأخرى خاصة في المدرسة .. كنت لاأزال خجولًا وغير آمن وعادة ما أذهب للمدرسة لأتناول وجبة الغذاء فقط وكنت آكلها بنهم كبير ولا أهتم لشيء غيرها. بدأت أدرس أقل وأقل ولكني في النهاية تخرجت من المدرسة الثانوية أما البيت فكان كتلة من المشاكل والمتاعب .. كان أشبه بحقل الألغام".


يتحدث إبرا عن أسطورته الكبرى في كرة القدم، يقول "أنا كنت في كرة القدم، كنت أمارس مهاراتي الكروية في المزرعة. كنت أضع صور رونالدو في غرفتي، رونالدو هو الرجل بالنسبة لي .. ليس فقط لأهدافه في كأس العالم لكن لأنه كان رائعًا على جميع المستويات. هو أحد من كنت أتمنى أن أكون مثلهم، شخص يصنع الفارق. المنتخب السويدي كان يضم لاعبين لكن من هُم ؟ لا أحد منهم نجم كبير ولا أحد منهم يتحدث عنه العالم .. رونالدو كان بطلي ومثلي الأعلى وقد درسته جيدًا من الإنترنت وحاولت تعلم حركاته ومهاراته في كرة القدم وأظن أني كنت مميزًا في ذلك، كنت أرقص مع كرة القدم .. لكن لماذا كل هذا ؟؟ لا شيء !! هكذا اعتقدت. كنت أقول لنفسي "إنه عالم غير عادل، أنا لا أمتلك الفرصة وهناك نجومًا كبار لا يمتلكون ما أمتلك من مهارات"، هذا ما كان يبدو لي، كنت مشوشًا .. كنت مخطئًا، حاولت البحث عن طرق أخرى لكني لم أنجح".

نهاية الفصل الرابع فيها الفرج لإبرا، يتحدث عن ذلك قائلًا "ذات يوم كان رونالدو أندرسون يقف ويراقب فريق تحت 20 عامًا، كنا نلعب على ملعب غير مخطط لكنه بعشب أخطر وعلى يمين ملعب مالمو، وفيما بعد أخبروني أن المدرب يريد الحديث معي .. اندهشت يومها وكنت خائفًا وسألت نفسي "ماذا فعلت؟ هل سرقت دراجته؟"، استعدت وقتها كل الأمور الخاطئة التي قمت بها في حياتي ولكني لم أجد أي منها يرتبط به وعمومًا قمت بالاستعداد لتلك المواجهة وجهزت آلاف الأعذار".

يُكمل إبرا "رولاند هو شخص صادق ومن النوع الصاخب صاحب صوت عميق. هو رجل لطيف لكنه صارم للغاية ويتحكم تمامًا بغرفة الملابس وقد شعرت بدقات قلبي تتسارع خاصة أني كنت أعلم أنه أحد من لعب لمنتخب السويد في كأس العالم بالأرجنتين وأنه أحد العظماء في الجيل الذهبي لمالمو ورجل له تقديره واحترامه، دخلت الغرفة ووجدته يجلس على الكُرسي ينظر إلي بجدية دون أن يبتسم وكأنه سيبدأ بالصراخ علي ومن ثم بدأ الحوار بأن قلت له "أهلًا رولاند، ما الأمر؟ هل تريد مني شيء؟" كنت أتحدث بمثل تلك النبرة المغرورة التي اكتسبتها من طفولتي ربما ولم أستطع التخلص منها. رد علي قائلًا "اجلس، حسنًا .. على رسلك، لم يمت أحد وأعدك بذلك. زلاتان، حان الوقت لتتوقف عن اللعب مع الصغار"، وهنا اندهشت كثيرًا وسألت نفسي "مع الصغار؟ ماذا بحق الجحيم فعلت لأولئك الأولاد الصغار؟" وثم قلت له "هل هناك شيء أو شخص محدد" فأجاب "حان الوقت لتبدأ اللعب مع الكبار" لكني مازلت لم أفهم بعد وقلت له "ماذا؟" فقال "أهلًا بك في الفريق الأول يا ولد" ... صراحة لا أستطيع أن أصف أبدًا أبدًا مشاعري وقتها، كان الأمر أشبه بأن ارتفعت 10 أقدام وأعتقد أني يومها خرجت وأخذت دراجة جديدة وشعرت بأني الشاب الأروع في المدينة".

ارجو عدم الرد ... نكمل غدا انشاء الله

حــارث
07-01-2012, 14:45
كتاب ابرا أثار جدلاُ واسعاً
وهو بلا شك أفضل كتاب صدر العام الماضي

نشكر مجهودك أخي العزيز

ولكن يُمنع نقل المواضيع نهائياً

- يُغلق -

راندي سافاج
07-01-2012, 15:52
اخي المايسترو كيف تبغاني اترجم كتاب عدده 28 فصل قلت خلني انقله الى هنا لكي يستفيد الجميع

اتمنى انك تمهلني حتى اكمله ثم تغلقه

راندي سافاج
07-01-2012, 15:55
الفصل 5 : في الفريق الأول لمالمو

في مالمو، كان هنا ما يُسمى بالميل، و الميل كان مسارًا طويلًا بحيث كنا نركض من الملعب حتى برج الماء، سالكين طريق ليمهامنسفاجين حيث كنا نمر على مساكن جميلة كانت تُطِل على البحر و أتذكر أنها كانت وردية اللون و كان مشهدًا رائعًا و قلنا لأنفسنا "وو، أي نوع من الناس يعيش هناك؟ كم من المال لديهم؟" .. كنَّا نمر بحديقة الملك و ننزل النفق وصولًا إلى مدرسة بورجاسكولان في مكان مثالي لرؤية الفتيات. كنت أشعر بالقوة آنذاك و رأيت أنها لحظتي المناسبة للانتقام، فقد تحولت من صبي غريب الأطوار من روسينجراد يجد صعوبة في الحديث مع فتاة إلى ما أنا عليه الآن و لذا كنت أركض مع بقية الفتيان الأقوياء في مالمو إف إف و أعني ماتس ليليينبيرج و البقية.

كان في حالة رائعة في تلك الأيام و كنت أضع لنفسي نظامًا محددًا. في البداية كنت أركض بأقصى سرعتي فقد كنت جديدًا على الفريق الأول و أردت أن أظهر ما أنا عليه، لكنني فهمت أن أهم ما في الأمر هو إبهار الفتيات الجميلات لذا كنا نتبع أنا و توني و ميتي بعض الحيل، حيث كنا نركض في الكيلومترات الأربعة الأولى ثم نختبئ في موقف الحافلات في طريق ليمهامنسفاجن.

لا أحد كان يرانا فقد كنا دائمًا في الصفوف الأخيرة خلف بقية اللاعبين و كان سهلًا أن ننتظر الحافلة بهدوء ثم نستقلها. لكن كان علينا أن نتعامل مع مشكلة كبيرة، فالحافلة لم تكن تتوقف لنا أمام المدرسة و كان يجب علينا أن نقفز منه، ثم نرتح قليلًا و نختبئ في زاوية ما قبل أن يصل الآخرين، ثم ننضم لهم و نركض بأقصى ما لدينا أمام المدرسة. كنا نثير إعجاب الفتيات اللاتي كان يقلن "هؤلاء الفتيان أقوياء للغاية".

في يوم آخر قلت لتوني و ميتي "هذا أمر سخيف، فلنسرق دراجة عوضًا عن ذلك" .. أعتقد أنهم كانوا مترددين قليلًا بشأن تلك الفكرة فهم لم يحظوا بنفس خبرتي في ذلك المجال. لكنني أقنعتهم و لذا استولينا على دراجة و قدت بهم و هم يجلسون على الصندوق الخلفي، لكن في مناسبات أخرى كنا نركض مع البقية. لم أكن الفتى الأكثر نضوجًا في ذلك الوقت كما أن توني كان أحمقًا اعتاد على المجيء و معه أفلام إباحية. كان يذهب إلى كونجسان و يؤجر شريطًا و يشتري الشوكولا عوضًا عن الركض، و كنا نجلس و نأكل الشوكولا بينما البقية يركضون.

كنت سعيدًا لأن رونالد أنديرسون كان يصدق أعذارنا، و حتى لو لم يكن كذلك لكنه كان رائعًا. لكن بالطبع كان هناك الغضب من جهة أخرى حين كان يقوم "ما بال ذلك الفتى زلاتان؟ لماذا لا يُظهر أي تواضع؟" كما أنني كنت أستمع إلى الكلام القديم نفسه "إنه يراوغ كثيرًا و لا يفكر في الفريق". بالطبع البعض مما قيل كان حقيقيًا بكل تأكيد و كان لدي الكثير لأتعلمه، لكنهم في الواقع كانوا غيورين فقد شعروا بالمنافسة. كنت نشيطًا للغاية، ليس فقط في تدريبات مالمو بل في منزل والدتي أيضًا ساعة تلو الأخرى. كانت لدي خدعة أقوم بها، فقد كنت أخرج في روسينجراد و أصرخ بأعلى صوتي "من يتمكن من أخذ الكرة مني يحصل على 10 كرونات!" .. لم أكن أشعر فقط و كأنني في مباراة، فقد فعلت ذلك لأحدد قدراتي و قد علمني ذلك كيف أحمي الكرة بجسدي.

حينما كنت أرفض القيام بتلك الحركة مع الأطفال الصغار كنت أعود للعب كرة القدم في المنزل. ذلك كان عبر ألعاب الفيديو و كنت أستمر لعشر ساعات متتالية و حين كنت أقوم بحركة في اللعبة كنت أجلبها إلى أرض الواقع. كانت كرة القدم تشغل بالي على مدار الساعة، يجب علي الاعتراف بذلك. لكن في تدريبات مالمو لم يكن سهلًا تنفيذ ما أتعلمه و ربما كنت أبالغ كثيرًا و كان الأمر كأنهم حصلوا على شيء غير عادي في الفريق، صبي لا يمكنهم فهمه. لو كان من يقوم بذلك لاعب آخر لمر الأمر بسلام، لكن حينما كان يتعلق الأمر بي كان يصبح الأمر كما لو كنت قادمًا من كوكب آخر. كنت أصب جام غضبي على الجميع، فأنا من روسينجراد!

في النادي كان يقوم اللاعبون الجدد بارتداء بناطيل رياضية قصيرة و إلى ما غير ذلك من هراء، كان الأمر سخيفًا و الأجواء كانت سيئة منذ البداية. مع انطلاق الموسم توقع تومي سويدربيرج (المدرب الأسبق للمنتخب السويدي بين عامي 1998 و 2004) أن يفوز مالمو ببطولة الدوري، لكن منذ ذلك الوقت سار كل شيء بشكل خاطئ و أصبحنا في خطر الهبوط إلى الدرجة الثانية. لقد كانت تلك المرة الأولى منذ ستون عامًا و كان المشجعون غاضبون و قلقون، كما شعر الأعضاء القدامى في الفريق بضغط الكرة الأرضية بأسرها على كواهلهم. جميعهم علموا ما الذي عناه عدم البقاء في الدوري الممتاز للمدينة، كارثة حقيقية. لم يكن هناك وقت للاحتفال لكنني رغم ذلك كنت سعيدًا للغاية لوجودي في الفريق الأول و أردت أن أظهر ما أمتلكه حتى لو لم يكن الوضع مناسبًا، لكن هذا ما شعرت به في دمي فقد أردت أن أوقظ الناس و رفضت أن أستسلم أو أنكسر.

حين قام الحارس جوني فيديل في اليوم الأول بالصراخ قائلًا "أين الكرة بحق الجحيم؟" صُرِعت خاصة حين رأيت الجميع ينظرون إلي و كأنهم توقعوا أن أذهب لجلب الكرات، لكنني ما كنت لأفعل ذلك طيلة حياتي حتى حين تحدث إلي بتلك الطريقة فصرخت قائلًأ له "إن كنت تريدها فلتجلبها بنفسك!" و لم تكن تلك الطريقة المعتادة للرد على اللاعبين الكبار في مالمو و كان ذلك عملًا قرويًا مرة أخرى رغم أنني لم أكن بالمنزل، لكنني حظيت بدعم رولاند و مساعده توماس سيوبيرج رغم أنهم آمنوا أكثر بقدرات توني بالطبع، فقد لعب و سجل في مباراته الأولى و أنا كنت على الدكة، حاولت أن أشارك لكن ذلك لم يجدي نفعًا. ربما كان علي أن أسعد لتواجدي في مباراة ما و ألا أستعجل بتلك الطريقة، لكنني لم أكن أعمل بتلك الطريقة فقد أردت أن أشارك و أظهر ما سوف أكون عليه منذ البداية.

في النهاية بدا أسلوبي فعالًا، ففي الـ 19 من شهر سبمتمبر من عام 1999 التقينا بهالمشتاد خارج القواعد في ملعب أوريانس فال و كانت مباراة حاسمة، ففي حال فزنا أو تعادلنا كنا سنضمن البقاء في الدوري الممتاز و عدا ذلك كان صراعنا سيستمر حتى الجولات الأخيرة و لذا كان الجميع في الفريق عصبيون و مهزوزون. انطلقت المباراة و في بداية الشوط الثاني أصيب نيكلاس جودموندسون، مهاجمنا، بشد عضلي و كنت آمل أن أحل مكانه لكنني لم أحظَ بلمحة حتى من المدرب رولاند، و مر الوقت و لم يحدث أي شيء و كانت النتيجة هدف لمثله و كان ذلك يكفينا. لكن قبل نهاية المباراة بخمسة عشر دقيقة أصيب أيضًا القائد هاس ماتيسون و على الفور سجَّل هالمشتاد الهدف الثاني و رأيت الفريق بأكمله يضعف كثيرًا.

في ذلك الموقف قام رولاند بتغييري، و بينما كان البقية يشعرون و كأنهم في حالة كارثية كان الأدرينالين يسري في عروقي. كنت في عامي السابع عشر و كانت تلك مباراة في الدوري الممتاز و كان هناك عشرة آلاف متفرج في المدرجات. كان قميصي مكتوب عليه إبراهيموفيتش و شعرت بشعور رائع، فلا يمكن لأحد أن يوقفني الآن و على الفور سددت كرة على المرمى ارتدت من العارضة. ثم حدث شيء ما، حصلنا على ركلة جزاء في الدقائق الأخيرة و ليس من الصعب عليكم أن تدركوا أنها كانت مسألة حياة أو موت فإما أن تحفظ تلك الركلة الفخر للنادي أو أن ترسلنا إلى خطر الكارثة. تردد جميع اللاعبين الكبار و لن يجرؤوا على التقدم لتسديد الركلة، فقد كان كل شيء على المحك، إلا أن توني تقدم لها و قال

"أنا سأسددها!"

لقد كان أسلوبه صارمًا، أسلوب شخص بلقاني لا يتراجع أبدًا. لكن بعدها، كنت أرى أنه كان على أحد أن يوقفه، فقد كان شابًا للغاية على تنفيذ مثل تلك الركلة و أتذكر كيف سار للكرة و كيف حبس اللاعبون أنفاسهم جميعًا و نظروا بعيدًا. كان موقفًا مرعبًا. في النهاية تصدى الحارس للكرة و أعتقد أنه خدع توني قليلًا، فخسرنا و انتهى الأمر بتوني في الفريزر! كنت أشعر بالأسف للفتى و أعرف أن الصحفيين كانوا يرون تلك اللقطة كرمزًا للهزيمة. كانت تلك اللحظة التي ظهرت فيها، فتوني لم يعد يقدم أفضل ما لديه في كرة القدم و في المقابل أصبحت أنا أحصل على الفرصة بشكل أكبر.

لعبت ست مباريات في الدوري الممتاز و في إحدى المقابلات وصفني رولاند بالماسة الخام. تلك الكلمات علقت في ذهني و سرعان من أصبح الأطفال الصغار يطلبون مني الأوتوجرافات بعد انتهاء المباريات. لم يكن ذلك شيئًا عظيمًا للغاية لكنني كنت أسعد به، و الآن أصبح علي أن أكون أكثر حدة، فلا أريد أن أخذل أولئك الأولاد الصغار! كنت أقول لهم "شاهدوا هذا. شاهدوا أفضل شيء في العالم" و أقوم بحركات جميلة. في الواقع كان ذلك غريبًا، أليس كذلك؟ فأنا لم أكن قد فعلت شيئًا بعد لكن بقي المشجعون الصغار يظهرون من كل مكان و أصبحت الرغبة أكبر لدي للقيام بالحركات.

أولئك الأطفال الصغار منحوني الأفضل في كرة القدم، فلو لم يأتوا لرؤيتي لكنت أكثر لاعب ممل في الفريق! بدأت اللعب لأجل هؤلاء الأطفال و منذ اللحظة الأولى وقعت لهم على كل أوتوجراف طلبوه و لم أكن أترك أيًا منهم دون أن أوقع له. بالطبع كنت شابًا لكنني فعلت ذلك من منطلق إحساسي بنفسي لو كنت مكان أحدهم و لم أحصل على التوقيع كالبقية. كنت أوقع لهم ثم أقول "هل الجميع سعداء؟" ثم أرحل، و قد حدث ذلك كثيرًا حتى أصبحت لا آبه كثيرًا بسوء حظ الفريق.

لقد كان شعورًا مجنونًا بداخلي، فقد بدأت أصنع اسمي في النادي وسط أكبر كارثة على الإطلاق، رائع! حينما خسرنا مباراة أخرى ضد تريليبورج بكى المشجعين و صاحوا قائلين "قدم استقالتك" لرولاند. كان على الشرطة أن تحميه و قد قُذِفت الحجارة على حافلة تريليبورج و امتلأ المكان بالحطام و القذارة، ثم جاء بعد أيام قليلة الإذلال من فريق إيه آي كي و حلت الكارثة فوق رؤوسنا.

هبطنا من الدوري الممتاز و لأول مرة منذ 64 عامًا لم يلعب مالمو في الدرجة الأولى، فجلس الجميع في غرفة تغيير الملابس مختبئين خلف مناشفهم و قمصانهم بينما حاولت الإدارة أن تعيد الحيوية للفريق و تشعره بالارتياح، أو أيًا كان ما يحاولون القيام به، لكن بقي الإحباط و الآسف يخيم على الأجواء و نظر الجميع لي على أنني كنت تلك الفتاة الأسوأ بينهم لأنني كنت أركض و أقوم بالحركات في مثل تلك المباريات الجادة.

لكنني بصراحة لم أكن آبه بالأمر فقد كانت لدي أفكار أخرى أفكر بها، فلحظة اختياري للعب في الفريق الأول كان لا تزال تثيرني فقد كنت في فريق مالمو فخر المدينة أو الذي كان كذلك. إلا أنه لم يكن هناك الكثير من الناس الذين أتوا و شاهدوا التدريبات، حتى ظهر رجلًا عجوزًا بعد الظهيرة رأيته من بعيد، لم أتعرف عليه لكنني لاحظت أنه ظل يحدق بنا من بين الأشجار هناك، فشعرت ببعض الغرابة.

انتابني ذلك الشعور الغريب فظللت أقوم بالمزيد من الحركات قبل أن أفهم، فقد اعتنيت بنفسي في طفولتي و لم يكن أحد بجانبي، و بالطبع قام والدي ببعض الجيد لكنه لم يكن مثل بقية الآباء الذين رأيتهم فلم يأتِ أبدًا لمشاهدتي في المباريات و لم يشجعني على الدراسة، بل كان يكتفي باحتساء الشراب و الاهتمام فقط بحروب البلقان (حروب انقسام يوغوسلافيا مع كرواتيا، البوسنة و كوسوفو).

لكنه كان هو ذلك الرجل العجوز الذي أتى لمشاهدتي و حينما أصبت بذهول كامل، كما لو أنني كنت أحلم و بدأت ألعب تحت تأثير مضطرب "اللعنة! والدي هنا! غير معقول. انظر هنا! شاهد! ابنك هو أفضل لاعبي العالم!" .. أتذكر أنها كانت إحدى أفضل اللحظات التي عشتها و كأنني استعدته كما لو كان مفقودًا قبل ذلك. حين كانت تحدث أي أزمة كان يأتي كالوحش، لكن أن يأتِ الآن! كان حقًا أمرًا جديدًا بشكل تام. بعد ذلك ركضت إليه و تحدثت معه و كأن وجوده كان أمرًا طبيعيًا للغاية.

ارجو عدم الرد...

راندي سافاج
07-01-2012, 16:00
الفصل 5 : توقف نحن الشرطه


كنا قد توقفنا في الحلقة الماضية عند لحظة دهشة إبراهيموفيتش بوجود والده في تدريبات مالمو بعد الهبوط من الدوري الممتاز، و الآن نستكمل القصة مستهلين حلقتنا بالحديث الذي دار بين الابن و أبيه..

إبرا: كيف حالك
والده: لعبت جيدًا زلاتان

إنه أمر لا يُصدق. ربما أصيب والدي ببعض الجنون، هذا ما تبادر إلى ذهني .. لقد أصبحت أنا المخدرات التي يتناولها فقد بدأ في متابعة كل شيء أقوم به و بيته أصبح متحفًا لمسيرتي. كان دائمًا يقتص كل ما كان يُكتب عني و يحتفظ بكل المقتنيات الخاصة بي. اسألوه اليوم عن أي مباراة من مبارياتي سيأتيكم على الفور بها، فقد سجل كل لحظة لعبت فيها و احتفظ بكل ما قيل عنها، و الأمر ذاته ينطبق على جميع قمصاني، أحذيتي، جوائزي و كراتي الذهبية (جائزة أفضل لاعب في السويد). كل شيء موجود هناك، و ليس في فوضى كما كان يفعل سابقًا في حياته، بل بنظام رائع يجعلك تجد أي شيء في ثانية واحدة.

منذ ذلك اليوم فصاعدًا بدأ والدي يعيش لأجلي و لأجل كرة قدمي و أعتقد أن ذلك جعله يحس بشعور أفضل، فالحياة لم تكن أبدًا سهلة بالنسبة له فقد عاش وحيدًا و تركته سانيلا بسبب إفراطه في شرب الخمور و مزاجه العصبي و الكلام الجارح الذي كان يوجهه لوالدتي. سانيلا كانت قلبه، و ستبقى كذلك، لكنها لم تعد تعيش لأجله. والدي أراد شيئًا جديدًا و الآن حصل عليه. لقد بدأنا نتحدث كل يوم و كل ذلك كان شيئًا جديدًا في حياتي أيضًا. لقد كان رائعًا و ظللت أقوم بالعمل الرائع في كرة القدم و ربما أصبحت أقاتل أكثر من ذي قبل. كم كان رائعًا هبوط الفريق للدرجة الثانية، فذلك جعل والدي أكبر المعجبين بي!

لم أكن أعرف ما الذي علي فعله، هل علي أن أبدأ باللعب في الدرجة الثانية أم أن أبحث عن اللعب في مكان آخر؟ قيل حينها أن فريق إيه آي كي يسعى خلفي، لكن هل كان ذلك صحيحًا؟ ليست لدي أدنى فكرة و لم أكن أعرف كم كنت أثير الاهتمام فأنا لم أكن حتى أساسيًا في مالمو. كنت في عامي الـ 18 و كان علي أن أوقع على عقد الفريق الأول، لكنني ترددت كثيرًا فكل شيء كان غير مؤكد خاصة بعد إقالة رولاند أنديرسون و توماس سيوبيرج و قد كانا من آمنا بقدراتي حين كان البقية يبغضونني.

سألت نفسي هل سأحصل على الفرصة للَّعب إذا بقيت؟ لم أكن أعرف و ترددت كثيرًا. أنا و والدي كنا مترددين و كنت أسأل نفسي "هل سأكون بخير على أي حال؟" لم يكن لدي أي درب أسير عليه و قد وقعت على القليل من الأوتوجرافات للأطفال، لكن بالطبع ذلك لم يَعنِ لي شيئًا و بدأت ثقتي بنفسي تتذبذب .. الفرحة الأولى لتصعيدي إلى الفريق الأول بدأت تتلاشي.

ثم التقيت بلاعب من ترينداد و توباجو و كان ذلك قبل بداية الموسم، لقد كان مميزًا و خضع لبعض الاختبارات معنا، و بعد ذلك جاء لي و قال


التريندادي: أيها الصبي
إبرا: ماذا؟
التريندادي: إن لم تصبح محترفًا خلال ثلاثة أعوام فهذا ذنبك!
إبرا: ماذا تعني؟
التريندادي: لقد سمعتني جيدًا

و بكل تأكيد سمعته، لكنني احتجت لفترة كي أهضم كلامه. هل يمكن أن يكون ذلك حقيقيًا؟ لو كان شخص آخر قال ذلك لوجدت صعوبة في تصديقه، لكن هذا الفتى بدا كأنه يعرف ما سأكون عليه. لقد جاب العالم و ما قاله كان أشبه بطلقة في جسدي. هل كنت حقًا الموهوب الواعد أكثر من غيره؟ بدأت أؤمن بكلامه رويدًا رويدًا و لأول مرة فعلت و ذلك جعلني أكثر حدة من ذي قبل.

أصبح هاس بورج، مدافع أسبق للمنتخب السويدي، مديرًا رياضيًا لنادي مالمو و قد كانت لديه مباشرة نظرة لينة لي و أعتقد أنه أدرك موهبتي، و قد تحدث مع الصحفيين و كان يقول لهم "يجب عليكم أن تشاهدوا هذا الفتى"، و في شهر فبراير من العام التالي كا هناك محرر من صحيفة إيفينينج بوست يُدعى رون سميث أتى للتدريبات. لقد كان شخصًا لطيفًا و ربما بمثابة صديق لي، و بعد أن تابع أدائي تحدث معي قليلًا لكن لم يكن هناك ما يجدر الإشارة إليه على الإطلاق. كنت أتحدث عن مستقبلي و عن الدرجة الثانية و أحلامي بأن أصبح محترفًا في إيطاليا كرونالدو، فابتسم رون و لم أكن أعلم ما يمكن توقعه منه فلم تكن لدي خبرة مع الصحفيين في ذلك الوقت. لكنه فعل شيئًا مهمًا، فقد كتب:

"تحسسوا هذا الاسم الذي يمكنه تصدر عناوين الصحيفة في المستقبل: زلاتان، يبدو اسمًا مثيرًا و هو لاعب مثير، نوع مختلف من اللاعبين أشبه بطرد من الديناميت في الهجوم" .. و قد أشار مجددًا لمسمى الألماسة الخام مجددًا و قد تحدثت قليلًا بغرور و بلغة غير سويدية في المقالة، و لم أكن أعرف أنه سيفعل ذلك. كان ذلك رائعًا للغاية بشأن تلك القصة و الآن ازداد عدد الأطفال الصغار الذين يطلبون توقيعي حتى بعد الانتهاء من التدريبات، كما أصبحت بعض الفتيات الشابة تفعل ذلك أيضًا و حتى بعض البالغين. لقد كانت بداية الهستيريا كلها حول الهتاف باسم "زلاتان، زلاتان!" .. أصبحت تلك حياتي و كانت تلك هي أول مرة بالنسبة لي و لم أكن مصدقًا "ما الذي يحدث؟ هل هذا هو أنا الذين يتحدثون عنه؟"

سأكون كاذبًا لو حاولت وصف شعوري. أعني، ماذا تعتقدون أنتم؟ لقد كنت أحاول جلب الانتباه إلي في حياتي و الآن فجأة انفجرت شعبيتي و خرج الناس لي طالبين الحصول على توقيعي. لقد كان أمرًا في غاية الروعة، أروع شعور في العالم و قد انفجرت تمامًا و امتلأت بالأدرينالين، كنت أشعر أنني أطير. سمعت بعض الناس الذين قالو "أوه، لقد حصلت على أكثر مما أريد، الناس يصيحون خارج نافذتي و يطلبون توقيعي. يالي من تعيس، إنه هراء" .. كم يبهجني هذا النوع من الاهتمام صدقوني، خاصة إذا حظيتم بما حظيت به و كنتم ذلك الطفل القروي من الضاحية .. إنه أكبر مصباح أُشعِل بداخلي لكن بالطبع هناك أشياء لم أعيها في ذلك الوقت مثل الحسد و الحروب النفسية التي تهدف لتدميرك خاصة بكل تأكيد حين تتواجد في المكان الخطأ و لا تتصرف بلطف كأي سويدي. واجهت أيضًا السخرية فقيل عني "لقد كنت فقط محظوظًا!" و "من تظن نفسك؟!"

كنت أرد بأن أكون أكثثر غرورًا. ما الذي كان بوسعي فعله أيضًا؟ لم أعتذر لأحد فنحن في العائلة لا نقول "آسف آسف، يحزنني انزعاجك!"، بل نرد عليهم بالمثل. نحن نقاتل إذا اقتضى الأمر و لا نثق بالناس على أي حال و كان الجميع في العائلة ينفجرون غضبًا في من يقف أمامهم. كان والدي يقول لي "لا تكن متسرعًا فالناس فقط يريدون إغضابك" و كنت أستمع له و أفكر في كلامه لكن ذلك لم يكن سهلًا.

في ذلك الوقت لاحقني هاس بورج كثيرًا و أراد التوقيع معي على عقد الفريق الأول، و قد كان رجلًا مدهشًا و قد أبهرتني الفكرة. شعرت أنني مهم لكن كان لدينا مدرب جديد بعدها و هو مايك أنديرسون و كنت لا أزال غير واثق بحصولي على المساحة للعب. مايك أنديرسون بدا أنه يُركز على نيكلاس كيندفال و ماتس ليليينبيرج في الهجوم على أن أكون بديلًا لهما.

لكنني لم أكن مستعدًا للبقاء على الدكة حتى و أنا في الدرجة الثانية. ناقشت الأمر مع هاس بورج و قد قيل عنه الكثير من الأمور، لكن لم أكن أعتقد أن لديه أي فرصة للنجاح في الحياة المهنية. لكنه كان رجلًا مباشرًا و صريعًا و قادر على إقناعك بشتى الطرق و قد اكتسب خبرته من مسيرته الكروية. قال لي هاس "حسنًا أيها الفتى. سنعول عليك و ستكون الدرجة الثانية الحضانة الأنسب لك و لتحصل على فرصتك للتطور. وقع الآن و كفى!" شعرت أنني بدأت أقتنع بهذا الرجل. لقد دأب على استدعائي مرارًا و تكرارًا لمنحي النصح و سألت نفسي "لِمَ لا؟ إنه يدرك هذه الأمور جيدًا. لقد كان محترفًا في ألمانيا.

فوق كل ذلك فقد قال لي ذات مرة "وكلاء الأعمال لصوص" و قد صدقته. كان هناك شخص يلاحقني و كان اسمه روجر ليونج و كان وكيل أعمال أراد التوقيع معي، لكن والدي كان مرتابًا من الأمر و كذلك أنا، فلم أكن أعرف أي شيء عن وكلاء الأعمال "ما الذي يعنيه هذا الأمر"، فعملت بما قاله لي هاس، الوكلاء لصوص، و وقعت على عقده و حصلت على مسكن في لورينسبورج و كان مجرد استوديو غير بعيد عن الملعب، و كذلك حظيت بهاتف خليوي عنى لي الكثير، فالهاتف في البيت كان خاصًا بوالدي و ليس بي، كما بلغ راتبي 16 ألف كرونا شهريًا.

قررت أن أنطلق بقوة، لكنني بدأت بشكل سيء فكانت مباراتنا الأولى في الدرجة الثانية خارج مالمو أمام حفنة من الفاشلين في فريق جونيلس و كان ينبغي أن نفوز بنتيجة كبيرة، لكن الأقفال في الفريق ظلت موجودة و جلست طويلًا على دكة البدلاء. "اللعنة! هل هكذا ستسير الأمور؟" ملعب جراندشتاد كان مملًا و كانت الأجواء عاصفة بالرياح و حينها شاركت تلقيت ضربة شديدة بالمرفق على ظهري. هرعت إلى المنافس و ضربته في ظهره و أثرت الضجة، و هكذا أطلق الحكم في وجهي بطاقة صفراء! أصبح الأمر أشبه بالسيرك سواء في المباراة و في الصحف، و جاء إلي هاس ماتيسون قائد الفريق و قال لي أنني أنشر طاقة سلبية.

"ماذا تعني بطاقة سلبية؟ أنا منفعل لا أكثر".

رد قائلًا "لا تدع انفعالاتك تخرج سريعًا" و تبع ذلك ذات العبث الذي اعتدت سماعه و هو أنني لست النجم الذي أظن و أن الآخرين يجيدون القيام بالحركات بالكرة مثلي لكنهم لا يودون فعل ذلك طيلة الوقت، و أنني لست مثل مارادونا. أصبحت محبطًا و هناك صورة لي حين خرجت من الحافلة في جونيلس و كنت فيها شاحب الوجه. لكنني نسيت الأمر و بدأت ألعب أفضل فأفضل لأثبت أن هاس بورج كان على حق، فالسوبرتان (دوري الدرجة الثانية) منحني الوقت للَّعب و الفرصة للتطور. أصبحت ممتنًا لما حدث و سريعًا بدأت أمور أخرى تحدث و كانت حقًا مجنونة.

لم أكن رونالدو في ذلك الوقت بعد، و لم تكن الصحف الوطنية في السويد مهتمة في العادة بكرة القدم في الدرجة الثانية، لكنها كتبت عني "سوبر ديفان (شاعر) في السوبرتان"، و قد استقبل نادي مشجعي مالمو بشكل غير متوقع عدد كبير من الفتيات الجدد كأعضاء في النادي فأثار ذلك استغراب اللاعبين الكبار في الفريق و تساءلوا قائلين "ما الذي يحدث؟" و لم يكن أمرًا يسهل استيعابه، على الأقل بالنسبة لي. كان الناس يرددون دائمًا "زلاتان هو الملك" و كان كل منهم يهتف و كأنه أبرع نجم أغاني الروك حين كنت أقوم بأي مراوغة. "ماذا حدث؟ لمن كان كل ذلك" لم أكن أعلم.

لكنني خمنت أن ذلك كان ببساطة بسبب انبهارهم بحركاتي و عروضي و سمعت الكثير منهم يقولون "وو" و "أوه، أوه، أوه" الآن كما كان يحدث في منزل والدتي، فبقيت أركل الكرة و أركض وراءها. نمت الصورة في ذهني حينما تعرف علي البعض في المدينة و صاحت الفتيات و الأطفال و هم يركضون باتجاهي و معهم دفاتر الأوتوجرافات لكي أوقع لهم عليها. لكن بالطبع فاق الأمر كل التوقعات و لأول مرة في حياتي أصبح لدي المال و مع أول راتب حصلت عليه استخرجت رخصة القيادة بعد دورة تعليم مكثفة، فالنسبة لشاب من روسينجراد تُعد السيارة مهمة للغاية.

في روسينجراد لا يمكنك التباهي بنزل جميل أو منزل على شاطئ البحر، لكن ذلك كان ممكنًا بسيارة جيدة و لذا أردت أن أظهر من خلال حصولي على سيارة مدى نجاحي في الحياة. في روسينجراد كان الجميع يقودون السيارات سواء برخصة أو بدونها، و حين حصلت على سيارتي من طراز "تويوتا سيليكا" كنت أخرج مع أصدقائي و في ذلك الوقت هدأت قليلًا، فالاهتمام الكبير بي في وسائل الإعلام تسبب في بقائي على البساط الأحمر و لذا حين بدأ أصدقائي في سرقة السيارات و ما شابه من تلك الأمور قلت لهم

"هذا لم يَعُد يُجدي نفعًا الآن"


لكنني ظللت بحاجة لبعض الحركات الجنونية و لذا قدت أنا و أصدقائي في شارع إندستريجاتان حيث كانت تتسكع الساقطات في مالمو. إندستريجاتان لم يكن بعيدًا عن روسينجراد و قد ذهبت إلى هناك كثيرًا حين كنت صبيًا صغيرًا. في إحدى المرات قذفت بيضة على رأس إحدى النساء هناك كالمجنون و لم يكن ذلك لطيفًا على الإطلاق. على أي حال فذلك لم يكن ما فكرت به حين كنت مع أصدقائي بالتويوتا، لكننا رأينا ساقطة تميل إلى سيارة و تتحدث مع زبون، و حينها قلنا "فلنذهب إليه" ثم ضغطت على دواسة الفرامل أمامه مباشرة، قبل أن نخرج إليه قائلين:

"الشرطة، ارفع يديك إلى الأعلى!"

لقد كان عملًا مريضًا و كانت معي علبة شامبو في يدي وجهتها تجاهه، لكن الغريب أن ذلك الرجل العجوز كان خائفًا للغاية و اختفى من أمامنا على الفور، و كأنني كنت أوجه له مسدسًا! لم نفكر بعاقبة الأمر فقد كان مجرد عمل ساخر قمنا به، لكن بعد أن انطلقت بالسيارة قليلًا سمعنا صافرة إنذار و خلفنا كانت هناك سيارة شرطة تُقِل ذلك الرجل العجوز من إندستريجاتان، فسألنا أنفسنا "ما الذي سيحدث؟ ما هذا؟" و بالطبع كان يمكننا أن ننطلق بعيدًا ففي النهاية لم أكن غريبًا عن مثل هذه الأفعال. لكننا عوضًا عن ذلك ربطنا أحزمتا و رتبنا كل شيء و كأن شيئًا لم يحدث ثم توقفنا بهدوء.

قلنا للشرطة "لقد كنا نمزح فقط. ادَّعينا أننا رجال شرطة و لا مشكلة بالأمر، أليس كذلك؟ نعتذر" .. و سرعان ما انفجر ضباط الشرطة من الضحك، فالأمر لم يكن جللًا على أي حال، لكن بعدما ظهر رجل من بين هؤلاء الذين يجلسون بجوار راديو الشرطة للاستماع إليه طيلة اليوم، و قد قام بالتقاط صورة لي و بغباء منحته ابتسامة عريضة. كنت جديدًا على عالم الإعلام و لم أكن أفهم شيئًا لكنني اعتقدت حينها أن ظهور صورتي في الصحف أمر رائع سواء إذا سجلت هدفًا رائعًا أو لأن الشرطة أوقفتني. لذلك ابتسمت كالمهرج و أصدقائي فعلوا أكثر من ذلك، تلك الصورة ذهبت مباشرة إلى جميع وسائل الإعلام و كانت تتصدر صفحات الصحف في اليوم التالي.

زينت تلك الصورة المقالة في الصحف و علقتها على حائط غرفتي، و ذلك الرجل العجوز، أتدرون ماذا فعل؟ لقد ظهر في المقابلات كأنه ألطف رجل خرج من الكنيسة فقط لمساعدة تلك الساقطة التي كاد يرافقها. انتشرت تلك القصة بسرعة حتى قيل أن بعض الأندية عدلت عن شرائي بسبب هذا الأمر. إنه حقًا هراء!

لكن الصحف أصبحت أكثر غرابة في متابعتها لي و بعض أعضاء الفريق كانوا يصيحون و يشتكون مني قائلين "عليه أن يتعلم الكثير. إنه قليل الخبرة". ربما لم يكن ذلك سهلًا فقد كانوا يحاولون بخبث إسقاطي لكنني حصلت على المزيد من الانتباه خلال أسبوع بقدر ما حظوا به طيلة مسيرتهم، و أصبحت أرتدي الآن البزات الزاهية و الساعات الضخمة التي كانت متواجدة في بعض المعارض المملة.

لعبت في هذا الموسم و بدأت أشاهد أشخاصًا لا ينتمون إلى هذا المكان يحدقون بي، لم أكن أعلم شيئًا عنهم و لم أفكر بالأمر لكنني بدأت أعي أن هؤلاء هم كشافون لأندية أوروبية أتوا لدراسة أدائي و قد جعلني الشاب التريندادي مستعدًا لذلك الأمر، لكنني كنت أشعر أن ذلك غير حقيقي و ذهبت إلى هاس بورج الذي لم يُعجب بحديثنا.

إبرا: هل هذا حقيقي، هاس؟ أهانك أندية أجنبي تسعى حولي؟
هاس: اهدأ يا فتى
إبرا: لكن ماذا كان ذلك؟
هاس: لا شيء و نحن لن نبيعك

حينها فكرت و قلت لنفسي "حسنًا، لن أستعجل" و على النقيض تفاوضت على عقدي، فقال لي هاس "قدم أداءً جيدًا في خمس مباريات متتالية و ستحصل على عقد جديد" و قد فعلت ذلك و ليس في خمس مباريات، بل في ستة أو سبعة و بعدها جلسنا للتفاوض على بنود العقد. رفعت راتبي 10 آلاف كرونات أو ما شابه و ثم رفعته بعشرة أخرى في وقت لاحق و اعتقدت أن ذلك أمر جيد، و حين ذهبت إلى والدي و قدمت له عقدي الجديد بفخر لم يكن مندهشًا، فقد تغير و أصبح الآن أكبر مشجع لي، و عوضًا عن دفن نفسه مع حروب البلقان أصبح يجلس في البيت طيلة اليوم و يتابع كل شيء عن كرة القدم. فحين قرأ القسم الخاص بالانتقال إلى نادٍ أجنبي قال لي:

والده: ما هذا بحق الجحيم؟ لا يوجد أي شيء بخصوص ما ستحصل عليه!
إبرا: كم يجب أن أتقاضى إذن؟
والده: يجب أن تتقاضى 10% من أي قيمة انتقال إذا تم بيعك و إلا فسوف يستغلونك

فكرت في الأمر لكنني لم أكن أتصور كيف سأطلب ذلك، لكنني قلت لنفسي أنه في حال كانت هناك فرصة للحديث عن ذلك البند فلن يمانع هاس بورج، لذا سألته و لم أحصل على ما أريد بسهولة، فقد قلت لهاس "مرحبًا، ألا يمكنني أن أحصل على نسبة مما ستحصلون عليه إن تم بيعي؟"، لكنني بالطبع لم أكن أتوقع قوله "أعتذر أيها الفتى، الأمر لا يسير بتلك الطريقة".

قلت لوالدي و ظننت أنه سيستسلم، لكن الوضع لم يكن كذلك فقد حدث العكس تمامًا. لقد جن جنونه و طلب مني رقم هاس و اتصل به مرة، اثتنين و ثلاثة و لم تَرُق له إجابات هاس على الهاتف، فطلب اجتماعًا و قد تقرر أن نلتقي بهاس بورج في العاشرة صباحًا من اليوم التالي في مكتبه، و يمكنكم تصور مدى التوتر الذي انتابني فوالدي هو والدي و كنت أخشى أن يظهر القليل من الجنون الذي اعتدت مشاهدته منه. و بالفعل، بدأ الاجتماع و بدأ والدي يضرب الطاولة قائلًا

والده: هل ابني حصان؟
هاس: بالطبع لا ابنك ليس حصانًا
والده: إذًا لماذا تعاملونه كأنه كذلك؟
هاس: نحن لا نعامله بتلك الطريقة

و استمر النقاش و في النهاية قال لهم والدي أن مالمو لن يراني مجددًا و أنني لن ألعب دقيقة واحدة إلا إذا أُدخِل ذلك البند في عقدي، و حينها بدأ هاس بورج يستجيب له و حصلت على ما أريد. في الواقع أبي ليس الشخص الذي يمكنك أن تعبث معه، كما قلت سابقًا. إنه كالأسد و قد حصلنا على نسبة الـ 10% التي نريدها في العقد و ذلك عنى لي الكثير فقد حدث ذلك بفضل والدي و كان ربما بمثابة درس لي.

لكنني بقيت مقتنعًا في المقابل أن وكلاء الأعمال لصوص ثقة فيما قاله لي هاس بورج. لقد كان معلمي و بمثابة الولاد الرائع النقي بالنسبة لي. لقد دعاني إلى مزرعته في بلدته بلينتراب، و قد التقيت بكلبه و أولاده و زوجته و رأيت جميع الحيوانات في المزرعة كما طلبت نصيحته حين اشتريت سيارتي المرسيدس المكشوفة بالقسط.


ارجوا عدم الرد ... تابــــــــــــــــــــــــع

راندي سافاج
07-01-2012, 16:02
الفصل 5 : توقف نحن الشرطه


كنا قد توقفنا في الحلقة الماضية عند لحظة دهشة إبراهيموفيتش بوجود والده في تدريبات مالمو بعد الهبوط من الدوري الممتاز، و الآن نستكمل القصة مستهلين حلقتنا بالحديث الذي دار بين الابن و أبيه..

إبرا: كيف حالك
والده: لعبت جيدًا زلاتان

إنه أمر لا يُصدق. ربما أصيب والدي ببعض الجنون، هذا ما تبادر إلى ذهني .. لقد أصبحت أنا المخدرات التي يتناولها فقد بدأ في متابعة كل شيء أقوم به و بيته أصبح متحفًا لمسيرتي. كان دائمًا يقتص كل ما كان يُكتب عني و يحتفظ بكل المقتنيات الخاصة بي. اسألوه اليوم عن أي مباراة من مبارياتي سيأتيكم على الفور بها، فقد سجل كل لحظة لعبت فيها و احتفظ بكل ما قيل عنها، و الأمر ذاته ينطبق على جميع قمصاني، أحذيتي، جوائزي و كراتي الذهبية (جائزة أفضل لاعب في السويد). كل شيء موجود هناك، و ليس في فوضى كما كان يفعل سابقًا في حياته، بل بنظام رائع يجعلك تجد أي شيء في ثانية واحدة.

منذ ذلك اليوم فصاعدًا بدأ والدي يعيش لأجلي و لأجل كرة قدمي و أعتقد أن ذلك جعله يحس بشعور أفضل، فالحياة لم تكن أبدًا سهلة بالنسبة له فقد عاش وحيدًا و تركته سانيلا بسبب إفراطه في شرب الخمور و مزاجه العصبي و الكلام الجارح الذي كان يوجهه لوالدتي. سانيلا كانت قلبه، و ستبقى كذلك، لكنها لم تعد تعيش لأجله. والدي أراد شيئًا جديدًا و الآن حصل عليه. لقد بدأنا نتحدث كل يوم و كل ذلك كان شيئًا جديدًا في حياتي أيضًا. لقد كان رائعًا و ظللت أقوم بالعمل الرائع في كرة القدم و ربما أصبحت أقاتل أكثر من ذي قبل. كم كان رائعًا هبوط الفريق للدرجة الثانية، فذلك جعل والدي أكبر المعجبين بي!

لم أكن أعرف ما الذي علي فعله، هل علي أن أبدأ باللعب في الدرجة الثانية أم أن أبحث عن اللعب في مكان آخر؟ قيل حينها أن فريق إيه آي كي يسعى خلفي، لكن هل كان ذلك صحيحًا؟ ليست لدي أدنى فكرة و لم أكن أعرف كم كنت أثير الاهتمام فأنا لم أكن حتى أساسيًا في مالمو. كنت في عامي الـ 18 و كان علي أن أوقع على عقد الفريق الأول، لكنني ترددت كثيرًا فكل شيء كان غير مؤكد خاصة بعد إقالة رولاند أنديرسون و توماس سيوبيرج و قد كانا من آمنا بقدراتي حين كان البقية يبغضونني.

سألت نفسي هل سأحصل على الفرصة للَّعب إذا بقيت؟ لم أكن أعرف و ترددت كثيرًا. أنا و والدي كنا مترددين و كنت أسأل نفسي "هل سأكون بخير على أي حال؟" لم يكن لدي أي درب أسير عليه و قد وقعت على القليل من الأوتوجرافات للأطفال، لكن بالطبع ذلك لم يَعنِ لي شيئًا و بدأت ثقتي بنفسي تتذبذب .. الفرحة الأولى لتصعيدي إلى الفريق الأول بدأت تتلاشي.

ثم التقيت بلاعب من ترينداد و توباجو و كان ذلك قبل بداية الموسم، لقد كان مميزًا و خضع لبعض الاختبارات معنا، و بعد ذلك جاء لي و قال


التريندادي: أيها الصبي
إبرا: ماذا؟
التريندادي: إن لم تصبح محترفًا خلال ثلاثة أعوام فهذا ذنبك!
إبرا: ماذا تعني؟
التريندادي: لقد سمعتني جيدًا

و بكل تأكيد سمعته، لكنني احتجت لفترة كي أهضم كلامه. هل يمكن أن يكون ذلك حقيقيًا؟ لو كان شخص آخر قال ذلك لوجدت صعوبة في تصديقه، لكن هذا الفتى بدا كأنه يعرف ما سأكون عليه. لقد جاب العالم و ما قاله كان أشبه بطلقة في جسدي. هل كنت حقًا الموهوب الواعد أكثر من غيره؟ بدأت أؤمن بكلامه رويدًا رويدًا و لأول مرة فعلت و ذلك جعلني أكثر حدة من ذي قبل.

أصبح هاس بورج، مدافع أسبق للمنتخب السويدي، مديرًا رياضيًا لنادي مالمو و قد كانت لديه مباشرة نظرة لينة لي و أعتقد أنه أدرك موهبتي، و قد تحدث مع الصحفيين و كان يقول لهم "يجب عليكم أن تشاهدوا هذا الفتى"، و في شهر فبراير من العام التالي كا هناك محرر من صحيفة إيفينينج بوست يُدعى رون سميث أتى للتدريبات. لقد كان شخصًا لطيفًا و ربما بمثابة صديق لي، و بعد أن تابع أدائي تحدث معي قليلًا لكن لم يكن هناك ما يجدر الإشارة إليه على الإطلاق. كنت أتحدث عن مستقبلي و عن الدرجة الثانية و أحلامي بأن أصبح محترفًا في إيطاليا كرونالدو، فابتسم رون و لم أكن أعلم ما يمكن توقعه منه فلم تكن لدي خبرة مع الصحفيين في ذلك الوقت. لكنه فعل شيئًا مهمًا، فقد كتب:

"تحسسوا هذا الاسم الذي يمكنه تصدر عناوين الصحيفة في المستقبل: زلاتان، يبدو اسمًا مثيرًا و هو لاعب مثير، نوع مختلف من اللاعبين أشبه بطرد من الديناميت في الهجوم" .. و قد أشار مجددًا لمسمى الألماسة الخام مجددًا و قد تحدثت قليلًا بغرور و بلغة غير سويدية في المقالة، و لم أكن أعرف أنه سيفعل ذلك. كان ذلك رائعًا للغاية بشأن تلك القصة و الآن ازداد عدد الأطفال الصغار الذين يطلبون توقيعي حتى بعد الانتهاء من التدريبات، كما أصبحت بعض الفتيات الشابة تفعل ذلك أيضًا و حتى بعض البالغين. لقد كانت بداية الهستيريا كلها حول الهتاف باسم "زلاتان، زلاتان!" .. أصبحت تلك حياتي و كانت تلك هي أول مرة بالنسبة لي و لم أكن مصدقًا "ما الذي يحدث؟ هل هذا هو أنا الذين يتحدثون عنه؟"

سأكون كاذبًا لو حاولت وصف شعوري. أعني، ماذا تعتقدون أنتم؟ لقد كنت أحاول جلب الانتباه إلي في حياتي و الآن فجأة انفجرت شعبيتي و خرج الناس لي طالبين الحصول على توقيعي. لقد كان أمرًا في غاية الروعة، أروع شعور في العالم و قد انفجرت تمامًا و امتلأت بالأدرينالين، كنت أشعر أنني أطير. سمعت بعض الناس الذين قالو "أوه، لقد حصلت على أكثر مما أريد، الناس يصيحون خارج نافذتي و يطلبون توقيعي. يالي من تعيس، إنه هراء" .. كم يبهجني هذا النوع من الاهتمام صدقوني، خاصة إذا حظيتم بما حظيت به و كنتم ذلك الطفل القروي من الضاحية .. إنه أكبر مصباح أُشعِل بداخلي لكن بالطبع هناك أشياء لم أعيها في ذلك الوقت مثل الحسد و الحروب النفسية التي تهدف لتدميرك خاصة بكل تأكيد حين تتواجد في المكان الخطأ و لا تتصرف بلطف كأي سويدي. واجهت أيضًا السخرية فقيل عني "لقد كنت فقط محظوظًا!" و "من تظن نفسك؟!"

كنت أرد بأن أكون أكثثر غرورًا. ما الذي كان بوسعي فعله أيضًا؟ لم أعتذر لأحد فنحن في العائلة لا نقول "آسف آسف، يحزنني انزعاجك!"، بل نرد عليهم بالمثل. نحن نقاتل إذا اقتضى الأمر و لا نثق بالناس على أي حال و كان الجميع في العائلة ينفجرون غضبًا في من يقف أمامهم. كان والدي يقول لي "لا تكن متسرعًا فالناس فقط يريدون إغضابك" و كنت أستمع له و أفكر في كلامه لكن ذلك لم يكن سهلًا.

في ذلك الوقت لاحقني هاس بورج كثيرًا و أراد التوقيع معي على عقد الفريق الأول، و قد كان رجلًا مدهشًا و قد أبهرتني الفكرة. شعرت أنني مهم لكن كان لدينا مدرب جديد بعدها و هو مايك أنديرسون و كنت لا أزال غير واثق بحصولي على المساحة للعب. مايك أنديرسون بدا أنه يُركز على نيكلاس كيندفال و ماتس ليليينبيرج في الهجوم على أن أكون بديلًا لهما.

لكنني لم أكن مستعدًا للبقاء على الدكة حتى و أنا في الدرجة الثانية. ناقشت الأمر مع هاس بورج و قد قيل عنه الكثير من الأمور، لكن لم أكن أعتقد أن لديه أي فرصة للنجاح في الحياة المهنية. لكنه كان رجلًا مباشرًا و صريعًا و قادر على إقناعك بشتى الطرق و قد اكتسب خبرته من مسيرته الكروية. قال لي هاس "حسنًا أيها الفتى. سنعول عليك و ستكون الدرجة الثانية الحضانة الأنسب لك و لتحصل على فرصتك للتطور. وقع الآن و كفى!" شعرت أنني بدأت أقتنع بهذا الرجل. لقد دأب على استدعائي مرارًا و تكرارًا لمنحي النصح و سألت نفسي "لِمَ لا؟ إنه يدرك هذه الأمور جيدًا. لقد كان محترفًا في ألمانيا.

فوق كل ذلك فقد قال لي ذات مرة "وكلاء الأعمال لصوص" و قد صدقته. كان هناك شخص يلاحقني و كان اسمه روجر ليونج و كان وكيل أعمال أراد التوقيع معي، لكن والدي كان مرتابًا من الأمر و كذلك أنا، فلم أكن أعرف أي شيء عن وكلاء الأعمال "ما الذي يعنيه هذا الأمر"، فعملت بما قاله لي هاس، الوكلاء لصوص، و وقعت على عقده و حصلت على مسكن في لورينسبورج و كان مجرد استوديو غير بعيد عن الملعب، و كذلك حظيت بهاتف خليوي عنى لي الكثير، فالهاتف في البيت كان خاصًا بوالدي و ليس بي، كما بلغ راتبي 16 ألف كرونا شهريًا.

قررت أن أنطلق بقوة، لكنني بدأت بشكل سيء فكانت مباراتنا الأولى في الدرجة الثانية خارج مالمو أمام حفنة من الفاشلين في فريق جونيلس و كان ينبغي أن نفوز بنتيجة كبيرة، لكن الأقفال في الفريق ظلت موجودة و جلست طويلًا على دكة البدلاء. "اللعنة! هل هكذا ستسير الأمور؟" ملعب جراندشتاد كان مملًا و كانت الأجواء عاصفة بالرياح و حينها شاركت تلقيت ضربة شديدة بالمرفق على ظهري. هرعت إلى المنافس و ضربته في ظهره و أثرت الضجة، و هكذا أطلق الحكم في وجهي بطاقة صفراء! أصبح الأمر أشبه بالسيرك سواء في المباراة و في الصحف، و جاء إلي هاس ماتيسون قائد الفريق و قال لي أنني أنشر طاقة سلبية.

"ماذا تعني بطاقة سلبية؟ أنا منفعل لا أكثر".

رد قائلًا "لا تدع انفعالاتك تخرج سريعًا" و تبع ذلك ذات العبث الذي اعتدت سماعه و هو أنني لست النجم الذي أظن و أن الآخرين يجيدون القيام بالحركات بالكرة مثلي لكنهم لا يودون فعل ذلك طيلة الوقت، و أنني لست مثل مارادونا. أصبحت محبطًا و هناك صورة لي حين خرجت من الحافلة في جونيلس و كنت فيها شاحب الوجه. لكنني نسيت الأمر و بدأت ألعب أفضل فأفضل لأثبت أن هاس بورج كان على حق، فالسوبرتان (دوري الدرجة الثانية) منحني الوقت للَّعب و الفرصة للتطور. أصبحت ممتنًا لما حدث و سريعًا بدأت أمور أخرى تحدث و كانت حقًا مجنونة.

لم أكن رونالدو في ذلك الوقت بعد، و لم تكن الصحف الوطنية في السويد مهتمة في العادة بكرة القدم في الدرجة الثانية، لكنها كتبت عني "سوبر ديفان (شاعر) في السوبرتان"، و قد استقبل نادي مشجعي مالمو بشكل غير متوقع عدد كبير من الفتيات الجدد كأعضاء في النادي فأثار ذلك استغراب اللاعبين الكبار في الفريق و تساءلوا قائلين "ما الذي يحدث؟" و لم يكن أمرًا يسهل استيعابه، على الأقل بالنسبة لي. كان الناس يرددون دائمًا "زلاتان هو الملك" و كان كل منهم يهتف و كأنه أبرع نجم أغاني الروك حين كنت أقوم بأي مراوغة. "ماذا حدث؟ لمن كان كل ذلك" لم أكن أعلم.

لكنني خمنت أن ذلك كان ببساطة بسبب انبهارهم بحركاتي و عروضي و سمعت الكثير منهم يقولون "وو" و "أوه، أوه، أوه" الآن كما كان يحدث في منزل والدتي، فبقيت أركل الكرة و أركض وراءها. نمت الصورة في ذهني حينما تعرف علي البعض في المدينة و صاحت الفتيات و الأطفال و هم يركضون باتجاهي و معهم دفاتر الأوتوجرافات لكي أوقع لهم عليها. لكن بالطبع فاق الأمر كل التوقعات و لأول مرة في حياتي أصبح لدي المال و مع أول راتب حصلت عليه استخرجت رخصة القيادة بعد دورة تعليم مكثفة، فالنسبة لشاب من روسينجراد تُعد السيارة مهمة للغاية.

في روسينجراد لا يمكنك التباهي بنزل جميل أو منزل على شاطئ البحر، لكن ذلك كان ممكنًا بسيارة جيدة و لذا أردت أن أظهر من خلال حصولي على سيارة مدى نجاحي في الحياة. في روسينجراد كان الجميع يقودون السيارات سواء برخصة أو بدونها، و حين حصلت على سيارتي من طراز "تويوتا سيليكا" كنت أخرج مع أصدقائي و في ذلك الوقت هدأت قليلًا، فالاهتمام الكبير بي في وسائل الإعلام تسبب في بقائي على البساط الأحمر و لذا حين بدأ أصدقائي في سرقة السيارات و ما شابه من تلك الأمور قلت لهم

"هذا لم يَعُد يُجدي نفعًا الآن"


لكنني ظللت بحاجة لبعض الحركات الجنونية و لذا قدت أنا و أصدقائي في شارع إندستريجاتان حيث كانت تتسكع الساقطات في مالمو. إندستريجاتان لم يكن بعيدًا عن روسينجراد و قد ذهبت إلى هناك كثيرًا حين كنت صبيًا صغيرًا. في إحدى المرات قذفت بيضة على رأس إحدى النساء هناك كالمجنون و لم يكن ذلك لطيفًا على الإطلاق. على أي حال فذلك لم يكن ما فكرت به حين كنت مع أصدقائي بالتويوتا، لكننا رأينا ساقطة تميل إلى سيارة و تتحدث مع زبون، و حينها قلنا "فلنذهب إليه" ثم ضغطت على دواسة الفرامل أمامه مباشرة، قبل أن نخرج إليه قائلين:

"الشرطة، ارفع يديك إلى الأعلى!"

لقد كان عملًا مريضًا و كانت معي علبة شامبو في يدي وجهتها تجاهه، لكن الغريب أن ذلك الرجل العجوز كان خائفًا للغاية و اختفى من أمامنا على الفور، و كأنني كنت أوجه له مسدسًا! لم نفكر بعاقبة الأمر فقد كان مجرد عمل ساخر قمنا به، لكن بعد أن انطلقت بالسيارة قليلًا سمعنا صافرة إنذار و خلفنا كانت هناك سيارة شرطة تُقِل ذلك الرجل العجوز من إندستريجاتان، فسألنا أنفسنا "ما الذي سيحدث؟ ما هذا؟" و بالطبع كان يمكننا أن ننطلق بعيدًا ففي النهاية لم أكن غريبًا عن مثل هذه الأفعال. لكننا عوضًا عن ذلك ربطنا أحزمتا و رتبنا كل شيء و كأن شيئًا لم يحدث ثم توقفنا بهدوء.

قلنا للشرطة "لقد كنا نمزح فقط. ادَّعينا أننا رجال شرطة و لا مشكلة بالأمر، أليس كذلك؟ نعتذر" .. و سرعان ما انفجر ضباط الشرطة من الضحك، فالأمر لم يكن جللًا على أي حال، لكن بعدما ظهر رجل من بين هؤلاء الذين يجلسون بجوار راديو الشرطة للاستماع إليه طيلة اليوم، و قد قام بالتقاط صورة لي و بغباء منحته ابتسامة عريضة. كنت جديدًا على عالم الإعلام و لم أكن أفهم شيئًا لكنني اعتقدت حينها أن ظهور صورتي في الصحف أمر رائع سواء إذا سجلت هدفًا رائعًا أو لأن الشرطة أوقفتني. لذلك ابتسمت كالمهرج و أصدقائي فعلوا أكثر من ذلك، تلك الصورة ذهبت مباشرة إلى جميع وسائل الإعلام و كانت تتصدر صفحات الصحف في اليوم التالي.

زينت تلك الصورة المقالة في الصحف و علقتها على حائط غرفتي، و ذلك الرجل العجوز، أتدرون ماذا فعل؟ لقد ظهر في المقابلات كأنه ألطف رجل خرج من الكنيسة فقط لمساعدة تلك الساقطة التي كاد يرافقها. انتشرت تلك القصة بسرعة حتى قيل أن بعض الأندية عدلت عن شرائي بسبب هذا الأمر. إنه حقًا هراء!

لكن الصحف أصبحت أكثر غرابة في متابعتها لي و بعض أعضاء الفريق كانوا يصيحون و يشتكون مني قائلين "عليه أن يتعلم الكثير. إنه قليل الخبرة". ربما لم يكن ذلك سهلًا فقد كانوا يحاولون بخبث إسقاطي لكنني حصلت على المزيد من الانتباه خلال أسبوع بقدر ما حظوا به طيلة مسيرتهم، و أصبحت أرتدي الآن البزات الزاهية و الساعات الضخمة التي كانت متواجدة في بعض المعارض المملة.

لعبت في هذا الموسم و بدأت أشاهد أشخاصًا لا ينتمون إلى هذا المكان يحدقون بي، لم أكن أعلم شيئًا عنهم و لم أفكر بالأمر لكنني بدأت أعي أن هؤلاء هم كشافون لأندية أوروبية أتوا لدراسة أدائي و قد جعلني الشاب التريندادي مستعدًا لذلك الأمر، لكنني كنت أشعر أن ذلك غير حقيقي و ذهبت إلى هاس بورج الذي لم يُعجب بحديثنا.

إبرا: هل هذا حقيقي، هاس؟ أهانك أندية أجنبي تسعى حولي؟
هاس: اهدأ يا فتى
إبرا: لكن ماذا كان ذلك؟
هاس: لا شيء و نحن لن نبيعك

حينها فكرت و قلت لنفسي "حسنًا، لن أستعجل" و على النقيض تفاوضت على عقدي، فقال لي هاس "قدم أداءً جيدًا في خمس مباريات متتالية و ستحصل على عقد جديد" و قد فعلت ذلك و ليس في خمس مباريات، بل في ستة أو سبعة و بعدها جلسنا للتفاوض على بنود العقد. رفعت راتبي 10 آلاف كرونات أو ما شابه و ثم رفعته بعشرة أخرى في وقت لاحق و اعتقدت أن ذلك أمر جيد، و حين ذهبت إلى والدي و قدمت له عقدي الجديد بفخر لم يكن مندهشًا، فقد تغير و أصبح الآن أكبر مشجع لي، و عوضًا عن دفن نفسه مع حروب البلقان أصبح يجلس في البيت طيلة اليوم و يتابع كل شيء عن كرة القدم. فحين قرأ القسم الخاص بالانتقال إلى نادٍ أجنبي قال لي:

والده: ما هذا بحق الجحيم؟ لا يوجد أي شيء بخصوص ما ستحصل عليه!
إبرا: كم يجب أن أتقاضى إذن؟
والده: يجب أن تتقاضى 10% من أي قيمة انتقال إذا تم بيعك و إلا فسوف يستغلونك

فكرت في الأمر لكنني لم أكن أتصور كيف سأطلب ذلك، لكنني قلت لنفسي أنه في حال كانت هناك فرصة للحديث عن ذلك البند فلن يمانع هاس بورج، لذا سألته و لم أحصل على ما أريد بسهولة، فقد قلت لهاس "مرحبًا، ألا يمكنني أن أحصل على نسبة مما ستحصلون عليه إن تم بيعي؟"، لكنني بالطبع لم أكن أتوقع قوله "أعتذر أيها الفتى، الأمر لا يسير بتلك الطريقة".

قلت لوالدي و ظننت أنه سيستسلم، لكن الوضع لم يكن كذلك فقد حدث العكس تمامًا. لقد جن جنونه و طلب مني رقم هاس و اتصل به مرة، اثتنين و ثلاثة و لم تَرُق له إجابات هاس على الهاتف، فطلب اجتماعًا و قد تقرر أن نلتقي بهاس بورج في العاشرة صباحًا من اليوم التالي في مكتبه، و يمكنكم تصور مدى التوتر الذي انتابني فوالدي هو والدي و كنت أخشى أن يظهر القليل من الجنون الذي اعتدت مشاهدته منه. و بالفعل، بدأ الاجتماع و بدأ والدي يضرب الطاولة قائلًا

والده: هل ابني حصان؟
هاس: بالطبع لا ابنك ليس حصانًا
والده: إذًا لماذا تعاملونه كأنه كذلك؟
هاس: نحن لا نعامله بتلك الطريقة

و استمر النقاش و في النهاية قال لهم والدي أن مالمو لن يراني مجددًا و أنني لن ألعب دقيقة واحدة إلا إذا أُدخِل ذلك البند في عقدي، و حينها بدأ هاس بورج يستجيب له و حصلت على ما أريد. في الواقع أبي ليس الشخص الذي يمكنك أن تعبث معه، كما قلت سابقًا. إنه كالأسد و قد حصلنا على نسبة الـ 10% التي نريدها في العقد و ذلك عنى لي الكثير فقد حدث ذلك بفضل والدي و كان ربما بمثابة درس لي.

لكنني بقيت مقتنعًا في المقابل أن وكلاء الأعمال لصوص ثقة فيما قاله لي هاس بورج. لقد كان معلمي و بمثابة الولاد الرائع النقي بالنسبة لي. لقد دعاني إلى مزرعته في بلدته بلينتراب، و قد التقيت بكلبه و أولاده و زوجته و رأيت جميع الحيوانات في المزرعة كما طلبت نصيحته حين اشتريت سيارتي المرسيدس المكشوفة بالقسط.


ارجوا عدم الرد ... تابــــــــــــــــــــــــع

راندي سافاج
07-01-2012, 16:03
ماذا يمكنني أن أقول؟ بدأت أزداد حدة في الملعب و نمت ثقتي بنفسي و أصبحت أتجرأ على فعل الكثير و واصلت القيام بالمهارات التي كنت أتدرب عليها لساعات. كل شيء تغير الآن، فبينما كان يبغض الجميع حركاتي في فريق الشباب و كنت أسمع الآباء يقولون "أوه، إنه يراوغ مجددًا! إنه لا يلعب لأجل الفريق" و ما شابه من ذلك الهراء، تحولت كل شيء الآن إلى تصفيق و هتافات تشجيع من المشجعين و فهمت الأمر بسرعة، إنه قدري. لكن ذلك لم يكن أسهل من أن نفوز بالمباريات ليزداد حب المشجعين لي. الهتافات و طلب توقيعي من قبل المشجعين و لافتاتهم لي منحتني القوة و أتذكر في مباراة خارج القواعد ضد فاستيراس حين حصلت على الكرة من هاس ماتيسون في الوقت بدل الضائع، كانت المباراة شبه منتهية لكنني شاهدت ثغرة و رفعت الكرة فوقي و فوق عدد من المنافسين، و بالتحديد مايستوروفيتش، و كان أمرًا رائعًا و استطعت وضع الكرة في المرمى.

سجلت 12 هدفًا في الدرجة الثانية أكثر من البقية و تأهلنا إلى الدوري الممتاز و كنت بلا شك اللاعب المهم للفريق. لم أكن فرديًا كما كان يقول البعض بل بدأت أصنع الفارق و ازدادت الهستيريا تدريجيًا من حولي و لم أكن قد دخلت في أي مشكلة مع الإعلام حتى الآن، فقد كنت لطيفًا مع الصحفيين و كنت أحدثهم عن كل شيء و عن أي سيارة أريد و أي ألعاب فيديو أقتني و قد قلت شيئًا مثل "هناك فقط زلاتان واحد" و "أنا زلاتان إبراهيموفيتش"، و هو ما اعتبره البعض بعيدًا عن التواضع و أعتقد أن ذلك كان شيئًا جديدًا، فلم أكن أقول ما كان يقال في العادة كـ "الكرة دائرية" و ما شابه من تلك الأمور.

كنت أتحدث بحرية من كل قلبي و قد تحدثت كأنني في منزلي، حتى هاس بورج اعترف أنني لاعب كرة قدم عصري و أن الكشافة يواظبون على مراقبة أدائي من بين الأشجار، لكنه قال لي "عليك أن تكون هادئًا". بعد ذلك علمت بوجود وكيل أعمال يستفسر عني يومًا بعد يوم و أعتقد أن هاس شعر أيضًا أنني قد أنقذ النادي من مشاكله المالية إذا تم بيعي. لقد أصبحت الدجاجة التي تبيض ذهبًا كما قيل عني في وسائل الإعلام، و يومًا ما أتى هاس إلي و قال

هاس: ما رأيك في القيام برحلة؟
إبرا: قطعًا أريد ذلك!

لقد كانت جولة صغيرة لمختلف الأندية التي كانت مهتمة بشرائي، و شعرت و كأن الوقت قد يحين لحدوث ذلك .. اللعنة!

ارجوا عدم الرد...

راندي سافاج
07-01-2012, 16:06
الفصل السادس | من مالمو إلى أياكس


يبدأ إبرا الفصل السادس قائلًا "أعتقد أن كل شيء مر سريعًا، منذ وقت مضى كنت الطفل المشكلة في فريق الشباب بالنادي والآن أحلق بكل شيء حولي. انتقلنا أنا وهاس بورج لمركز تدريب الآرسنال في شمال لندن .. ولك أن تتخيل".

يصف إبرا ما حدث "كان ملعبًا رائعًا وقد رأيت باتريك فييرا وتيري هنري ودينيس بيركامب عليه لكن الأمر الكبير كان الاجتماع مع آرسين فينجر. فينجر كان جديد في النادي وقتها وقد كان المدرب الأول الغير إنجليزي الذي يتولى مهمة تدريب الآرسنال ووقتها الصحف قللت منه كثيرًا وكتبت عناوين مثل "من هو آرسين؟ مَن بحق الجحيم هذا الآرسين فينجر؟". لكن الرجل فاز بالثنائية في الموسم التالي، الدوري والكأس" وبهذا أصبح له ثقله وأنا شعرت نفسي صغيرًا للغاية وأنا أتقدم نحو مكتبه".


يُواصل زلاتان وصف اجتماعه بالمدرب الفرنسي، يقول "كنت أنا وهاس بورج ووكيل لاعبين نسيت اسمه، ارتجفت قليلًا من نظرات فينجر لي فقد حاول أن يكتشف من ذلك الشاب وأن ينظر لي بعمق. هو رجل يهتم بمعرفة الملامح النفسية للاعبيه سواء من حيث الثبات الانفعالي أو غيره من تلك الأمور. هو حذر مثله مثل كل المدربين الكبار وأنا لا أقول سوى الحقيقة. جلست بهدوء وكنت خجولًا قليلًا لكني ما لبثت أن فقدت صبري، فقد أثار فينجر بي شيئًا ما .. كان ينظر للنافذة ويرى من في الخارج، بدأ كأنه يريد فحص شامل لي. لقد تحدث أخيرًا ودار هذا الحوار:

فينجر: يُمكنك أن تحظى بتجربة معنا، يُمكنك الاختبار هنا.
حاولت أن أكون واثقًا وثابتًا لكن اندلعت مني تلك الكلمات، قلت له: حسنًا، امنحني حذاء كرة وسأقوم بتجربة أداء ... فقط لمرة واحدة".

يُكمل إبرا "لكن هنا تدخل هاس بورج وأوقف الحوار قائلًا "كفى كفى، لن تقوم بأي اختبارات .. أبدًا"، هنا فهمت ما يقصده بالتأكيد وكانت رسالته لفينجر "هل أنت مهتم به أم لا؟" لأن الخضوع لعملية اختبار هو سقطة ويُعد نقطة سلبية وبالتالي كان ردنا "لا سيد فينجر، لسنا مهتمين بعرضك" ومن ثم لم نتحدث كثيرًا لكني كنت واثقًا أنه كان القرار السليم".

يُضيف اللاعب عن تلك الرحلة "ذهبنا بعدها إلى مونت كارلو حيث يُوجد فريق موناكو لكننا قلنا لهم لا أيضًا ومن ثم ذهبنا إلى فيرونا في إيطاليا النادي الشقيق لروما ومن ثم عدنا للمنزل. كانت رحلة رهيبة لكن لم نخرج منها بشيء مهم وأعتقد أن ذلك لم يكن القصد منها أيضًا. لقد علمت طريقة سير الأمور في القارة ومن ثم عدت لمالمو حيث كان فصل الخريف والأجواء باردة والنتيجة أني مرضت بالانفلونزا".

يُواصل زلاتان الحديث "تم اختياري لمنتخب تحت 21 عام ولكني لم ألعب المباراة الأولى لي معهم وذلك أحبط العديد من الكشافين الذين عادوا لمنازلهم بخيبة أمل كبيرة، كان الكشافون يلاحقونني في كل مكان ولكني لم أهتم بهم كثيرًا ... إلا واحدًا، كان دانمركيًا واسمه جون ستين أولسن. كان يُتابعني منذ فترة طويلة لصالح أياكس الذي بدأت أزوره لكن دون أن أهتم بالقصة كثيرًا فما يحدث كان جزءًا من سيرك كبير لم أكن أعلم ما الذي يُقال به ويكون مجرد كلام وما الذي يكون شيئًا حقيقيًا، الأمر أصبح بالتأكيد أكثر قربًا بعد رحلتنا لكني أيضًا لم أكن مقتنعًا به بدرجة كاملة .. أخذ مني يومًا واحدًا ومن ثم كنت أتطلع لبدء معسكر الإعداد مع مالمو".

يتحدث إبرا عن معسكر الإعداد ويصفه قائلًا "ذهبنا إلى لامانجا وهي جزء صغير من الشاطي الجنوب شرقي لإسبانيا، كان ذلك في أوائل مارس وقد استمتعت بأشعة الشمس واختراقها لجسدي .. كانت إجازة مع رمال الشاطئ والحانات. كنا بجانب مركز رياضي اعتادت الأندية الكبيرة التدرب به خلال فترة الإعداد للموسم الجديد، شاركت الأيسلندي جودمودور ميتي الغرفة وهو زميلي منذ فريق الشباب وأيًا منا لم يكن قد حظى بمعسكر مثل هذا من قبل. لم نكن مهتمين بالقواعد وقد تأخرنا عن العشاء في أول يوم ووقعت علينا غرامة وفي اليوم التالي بدأت التدريبات ولم تكن بالشيء المهم أو الكبير لكني رأيت وجهًا مألوفًا .. كان جون ستين أولسن وقد دُهشت من تواجده وسألت نفسي "هل جاء من أجلي؟"، قلت له "مرحبًا، مرحبًا" لكن ليس أكثر من ذلك لأني لم أكن أريد أن أشعر نفسي بالحماس والإثارة فهؤلاء الرجال موجودون في كل مكان .. هذا ما توقعته".


بدأ الجد، يتحدث زلاتان قائلًا " لكن في اليوم التالي كان هناك رجلًا آخرًا هنا وهو رئيس الكشافين في نادي أياكس. قد أعلموني بذلك وأكد هاس بورج الأمر لي بالكامل حين قال "الآن قد حدث، الآن بدأ يحدث" وقلت له "حسنًا، أمر جيد" ولم يكن علي سوى اللعب جيدًا ولكن الأمر لم يكن سهلًا لأنه فجأة وصل 3 رجال آخرين من أياكس. مدربون جدد وصلوا من النادي وقد أخبرني هاس بورج أن هناك المزيد في طريقهم إلى هنا. كان الأمر أشبه بالغزو، وفي اليوم التالي كان لنا مباراة ودية أمام فريق موس النرويجي. من ثم كان هناك أيضًا المدرب كو أدريانس والمدير الرياضي لأياكس ليو بينهاكر .. لم أكن أعرف بينهاكر لأني لم أكن أعلم شيء عن الإداريين في أوروبا وقتها، لكني اكتشفت فورًا أنه الرجل المهم. كان يقف في الخارج ويرتدي قبعة ويُدخل سيجارًا ثميكًا، كان ذو شعر أسود مجهد وعيون مُتوهجة وقد بدا لي مثل العالم المجنون في فيلم العودة للمستقبل لكنه كان أقوى كثيرًا منه. بينهاكر كان يُشع بالقوة والبرود وقد بدا كرجال المافيا وهذا راق لي كثيرًا .. هو من ذات النمط الذي ترعرعت عليه ولم يُفاجئني أبدًا أن بينهاكر كان مدربًا لريال مدريد وفاز معه بالدوري والكأس، قد بدا من ذلك النوع الذي يُسيطر وقد قيل لي أنه يستطيع أن يكتشف إمكانيات اللاعبين الشباب بشكل لا مثيل له وقد قلت لنفسي وقتها "أوو، هذا هو" لكن بالتأكيد لم أعلم وقتها المزيد عن الأمر".

يصف اللاعب ما جرى فيما بعد "بينهاكر حاول مرارًا مع هاس بورك ليضع سعرًا لي لكن هاس رفض فهو لم يرد أن يُلزم نفسه بمبلغ ما، كان يرد "الفتى ليس للبيع" .. كان ذكيًا على الأرجح لكنها كانت لعبة جميلة. بينهاكر رد "إن لم أحصل على سعر لن أذهب إلى لا مانجا"، رد عليه هاس مجددًا "تلك هي مشكلتك، انس الأمر إذن" أو على الأقل هذا ما قاله وهنا استسلم بينهاكر وسافر إلى إسبانيا وكان أول شيء رأه هو مباراتنا أمام فريق مووس .. بعدها لا أذكر أني رأيت بينهاكر في الملعب، بل جون ستين أولسن والمدرب كو أدريانس لكن كما يبدو فإن بينهاكر صعد إلى مكان في الأعلى ليحصل على متابعة أفضل وبالتأكيد كان مستعدًا لخيبة الأمل لأنها لم تكن المرة الأولى التي يقطع بها المسافات الطويلة لمشاهدة موهبة ومن ثم لا تصل لمستوى توقعاته. المباراة لم تكن مهمة ولا يوجد أي سبب يدعو أي أحد للمراهنة عليها. رجال أياكس بدأوا يتحدثون لبعضهم البعض وذلك أصابني بالتوتر لكن في وقت مُبكر من الشوط الأول حدث أن تلقيت تمريرة من الجانب الأيمن وكنت خارج منطقة الجزاء وكنا نرتدي قمصاننا الزرقاء المعتادة. إن كنت تُشاهدون الفيديو على اليوتيوب فهي لقطة الدقيقة 15.37 بالتحديد".

يصف إبرا ما حدث وقتها "كان الجو حارًا ولكن الرياح كانت تهب جيدًا من الساحل وقد بدا الأمر لقطة خطيرة. كانت لعبة حذرة لكني رأيت الفجوة وكانت فرصة .. كانت صورة قفزت إلى رأسي ولمعت تمامًا في عقلي، هذا أمر لا أستطيع شرحه جيدًا. كرة القدم هي بالتأكيد لا تعتمد على الأفكار المسبقة بل هي مجرد شيء يحدث ... وصلت لي الكرة ورأيت الفجوة وفورًا رفعتها فوق لاعبين .. كانت لعبة ساقطة من تلك التي تصفها فورًا بالرائعة، بعدها سرّعت خطواتي وتخطيت مدافعين واستقبلت الكرة عدة ياردات داخل منطقة الجزاء وهنا لعبتها بالكعب لتمر فوق مدافع آخر وجريت لأستقبل الكرة وأسددها بيساري بطريقة ساقطة نحو المرمى في لحظة مدهشة. لم يكن هناك فرصة للتفكير حتى مجرد عُشر الثانية .. تلك بين أجمل اللقطات التي قُمت بها في حياتي، بعدها اندفعت في الملعب بأذرع ممتدة وقد قال الصحفيون يومها أني كنت أقول "زلاتان زلاتان"، لكن لماذا أفعل هذا !! لقد كنت أصرخ "إنه وقت الاستعراض، إنه وقت الاستعراض".

شاهد الهدف الذي يتحدث عنه إبراهيموفيتش. http://www.youtube.com/watch?v=CvNt5Z6x9Js

يُتابع اللاعب "كان وقت الأهداف الاستعراضية وأنا أستطيع تخيل ما فكر به بينهاكر وقتها، لقد كان يلعب كرة القدم وأعتقد أنه لم ير شيئًا مثل هذا أبدًا أو ربما رآه بصعوبة كبيرة. لكني علمت بعدها أنه كن قلقًا للغاية".

ارجو عدم الرد...

راندي سافاج
07-01-2012, 16:10
الفصل 5 : اياكس


يُوضح اللاعب سبب قلق المدير الرياضي لأياكس "لقد وجد ما يبحث عنه، لاعب طويل بقدرات جسمانية ممتازة وفي نفس الوقت يمتلك مهارات فردية مذهلة ويُسجل الأهداف دومًا. لكن في نفس الوقت لم يكن غبيًا حتى لا يُدرك أنني أظهرت قيمتي وقدراتي الكبيرة بهذا الهدف وأن عدد من الأندية الكبيرة يمتلك عدد من الجواسيس التي تُراقبني في الملعب وهو ما سيجعل العروض المقدمة مجنونة. لذا قرر ليو بينهاكر أن يتحرك فورًا .. لقد قفز من حيث يتواجد وذهب مباشرة إلى هاس بورج".

يُتابع اللاعب "بينهاكر ذهب إلى هاس بورج وقال له "أريد رؤية هذا الشاب الآن، لمرة واحدة" وأضاف "أنت تعلم أنه في كرة القدم لا يتعلق الأمر بمجرد اللاعب بل الشخص بالكامل. لا يهم إن كان اللاعب مذهلًا لكن سلوكياته والتزامه غير سليم، الشخص بالكامل هو ما تطلبه"، أجابه هاس بورج "لا أعلم إن كان ذلك ممكنًا؟ ماذا يُمكن أن أفعل؟ ربما لا نمتلك الوقت. لدينا عديد الأنشطة والأمور التي يجب أن نقوم بها"، بينهاكر لم تنطلي عليك تلك الكلمات فقد فهم فورًا أنه لا يوجد أن أنشطة لعينة نقوم بها وأن هاس بورج يُريد أن يُوصله لمرحلة النشوة، لقد امتلك الآن الورقة الرابحة ويريد أن يستغلها باستخدام كافة الحيل والألاعيب الممكنة، لذا أجابه "ماذا؟ ما الذي تقوله؟ هو لاعب شاب وأنتم في معسكر تدريب، بالتأكيد هناك وقت كافٍ"، هنا رد هاس بورج "ربما، أستطيع أن أجد لك برهة من الوقت" أو شيء بهذا المعنى .. اتفقا في النهاية على أن نجتمع في الفندق الذي تتواجد به عصابة أياكس وكان على مسافة بعيدة من مكان تواجدنا".

يُكمل إبرا "ذهبنا بالسيارة وخلال الطريق كان هاس بورج يُوضح لي أهمية أن أكون جيدًا وسلوكياتي إيجابية وأنا كنت هادئ تمامًا، أياكس قد يشتريني .. نعم، هو شيء رائع بالتأكيد. وإن كنت في بعض الأوقات أشعر بالتوتر والعصبية فلم أكن معتادًا التعامل مع الأجانب وإتمام مثل تلك الصفقات الكبيرة لكن تسجيل هدف مثل الذي أحرزته كان يجعلك تمتلك العالم وتفرض سحرك على الجميع. وصلنا الفندق ودخلنا وصافحنا جميع رجال أياكس قبل أن نبدأ ببعض الجمل مثل "حسنًا، كيف الحال" ومن ثم تبادلنا بعض الأحاديث العامة وأنا ابتسمت وقلت لهم أني أريد حقًا الرهان على كرة القدم وأدرك جيدًا أن الأمر سيتطلب عملًا صعبًا وجادًا وما إلى ذلك الكلام. كل هذا كان مجرد مسرح صغير حيث يُظهر الجميع حسن نواياه لكن خلف ذلك كان هناك الكثير من الجدية والريبة".

يُواصل اللاعب "الجميع كان يتفحصني ويقولون "من هو هذا؟ " لكني قبل الجميع أذكر ليو بينهاكر .. لقد انحنى للأمام وقال لي "لو عبثت معي مرة سأعبث بك مرتين"، وقد أثار إعجابي لأني هذا النوع من الحديث كان بالضبط هو المفضل لدي، عيون بينهاكر كانت متوهجة ولكنه بالتأكيد مع رجاله كان قد قام ببحث شامل عني وعرف كل شيء عني بما يتضمن ما حدث في شارع إنداستريجاتان (حادثة لعب دور رجال الشرطة ضد الرجل العجوز). وقتها لم يكن هذا ما أعتقده لكن كلماته فُهمت بالتأكيد أنها تحذير أو مهما يكن وأذكر وقتها أني عدت للفندق بعد 15 دقيقة وأنا بالكاد أحاول الجلوس هادئًا".

يُضيف زلاتان "كان هناك مباراة على الملعب وأخرى في سوق الانتقالات وقد أحببت كلتيهما. عرفت الكثير من الأسرار .. أدركت متى يجب أن أكون هادئًا ومتى يجب أن أثور وأدخل الحرب لكني لم أتعلم بسهولة. كنت لا أعرف شيئًا في البداية .. كنت مجرد طفل يحب فقط لعب كرة القدم، بعد الاجتماع في لامانجا .. لم أسمع كلمة من أياكس ولفترة".

يتحدث اللاعب عن الفترة التالية قائلًا "عدت للمنزل، في أحد الأيام خرجت لآخذ جولة بالسيارة المرسيدس الكابورليه الزرقاء .. لم تكن تلك التي طلبتها بل سيارة بديلة حتى أحصل على ما أردت، كانت مجرد جولة دون وجهة محددة .. مجرد قدت السيارة في جولة وشعرت بأني شاب رائع وقتها، وفي المقعد الخلفي كان يوجد كرة صغيرة في حال أحببت ممارسة بعد المهارات الكروية. بكلمات أخرى .. كان يومًا عاديًا في مالمو".

يُكمل "كان ينقصنا عدة أسابيع على بداية الدوري السويدي وكنت سأشارك مع منتخب تحت 21 عامًا في بوراس لكن بخلاف ذلك لم يكن سوى التدريبات المعتادة والخروج مع الأصدقاء ولعب ألعاب الفيديو. بعدها رن الهاتف وكان هاس بورج وذلك أمر عادي للغاية فنحن نتحدث هاتفيًا طوال الوقت .. ولكن صوته بدا غريبًا، قال لي "هل أنت مشغول؟"، لم أستطع أن أقول له أنني مشغول ولكنه أضاف "هل أنت جاهز؟ هل أنت جاهز؟"، رددت عليه "ماذا هناك؟"، فقال "لقد أتوا إلى هنا"، أجبته "من" فأجاب "أياكس، تعال إلى فندق جورجين فنحن بانتظارك" وبالتأكيد قدت السيارة فورًا إلى هناك".

يُواصل "وضعت السيارة في الخارج وقد كان واضحًا أن قلبي بدأ يدق وفهمت أن الأمور جارية الآن. كنت قد أخبرت هاس بورج أني أريد أن أباع مقابل رقم قياسي. أردت دخول التاريخ، كان هناك لاعب سويدي انضم للآرسنال مقابل 40 مليون كورونا وكان مبلغًا كبيرًا وقتها وكذلك انتقل النرويجي جون كارو إلى فالنسيا مقابل 70 مليون وكان رقمًا قياسيًا في الدول الاسكندنافية وأنا كان لدي بعض الآمال بتحطيم تلك الأرقام، لكن يا إلهي ... أنا في الـ19 من عُمري فقط".

يُواصل إبرا وصف الأحداث داخل الفندق "لم يكن من السهل أن تكون قويًا حين يتطلب الأمر وكما تذكرون .. نحن أبناء الضواحي أصحاب الملابس الرياضية، صحيح أنني جربت أنماطًا مختلفة من الملابس في بورجارسكولان لكن الآن أنا أجبرت على ارتداء قميص نايك بقبعة في رأسه وكان الأمر برمته خاطئ. حين دخلت إلى الفندق شاهدت جون ستين أولسن وقد فهمت فورًا أن الأمر بالغ السرية لأن أياكس شركة عامة وسيجري تحقيقًا داخليًا في حال تسربت أية معلومة. لكن فجاة .. رأيت سيسيليا فيرسون وهي فتاة من روسينجارد وقد اندهشت من الأمر تمامًا، فما الذي يُمكن أن تفعله فتاة من روسينجارد في فندق جورجن !! لكنها كانت واقفة هناك، أنا وهي ترعرعنا في نفس البناية فهي ابنة الصديقة الأقرب لوالدتي. فجأة تذكرت .. هي تُنظف الفندق، هي خادمة مثل أمي تمامًا. الآن بدأت هي تنظر لي بغرابة وتسأل نفسها "ماذا يفعل زلاتان مع مثل أولئك الرجال هنا في هذا الفندق؟" ولكني همست لها "لا تُخبري أحدًا عن أي شيء هنا"، وصعدت بالمصعد لغرفة الاجتماع .. كان بها بينهاكر ومستشاره الاقتصادي ومعهم بالتأكيد هارس بورج ومنذ رأيتهما أدركت على الفور أن شيئًا ما مريب في الأجواء".

يُضيف إبرا عن تلك الجلسة الحاسمة "دخلت الغربة وهاس كان محدق وعصبي تمامًا، كان الأردينالين يسري في كامل جسده ولكنه بالتأكيد بدا باردًا وهو يقول لي "أهلًا يا بني، كما ترى. نحن لم نقل كلمة عن الأمر بعد. لكن هل تحب الانضمام لأياكس" هم يريدونك"، أجبته "بالتأكيد، أياكس مدرسة جيدة" وبعدها لاحظت العديد من الابتسامات. لكن مازال هناك شيئًا غريبًا يحدث .. لقد صافحتهم ومن ثم غادر بينهاكر والجميع ولم يبق في الغرفة سوى أنا وهاس بورج وهنا سألت نفسي "ما الذي سيفعله هاس بحق الجحيم؟"، أراني مجموعة من الأوراق وقالي لي "تحقق منها، لقد رتبت ذلك لك" نظرت للأوراق ورأيت الراتب 160 ألف في الشهر وبالتأكيد كان ذلك كمية كبيرة من المال .. كان كذلك بالفعل وقد بُهرت به ولكني لم أكن أعلم الكثير عن السوق ولذا سألته "هل هذا جيد؟" فأجاب "اللعنة، إنه واضح جدًا .. هو أربع أضعاف ما تحصل عليه اليوم"، وهنا قلت لنفسي "حسنًا، هو مُحق بالتأكيد. هي كمية كبيرة من المال" وكنت أعلم كم هو متوتر لذا قلت له "حسنًا، امض في الأمر"، فقال "ممتاز زلاتان، مبروك" وانطلق لخارج الغرفة في محاولة للتفاوض معهم للحصول على زيادة ما كما قال ومن ثم عاد للغرفة وكان فخورًا للغاية وكأنه حصل على شيء عالمي. قال لي "لقد حصلت لك على ثمن المرسيدس الجديدة أيضًا، سيتكفلون بها" وكان يقولها بسعادة كبيرة وأنا رددت عليه "وو، مذهل". وقتها لم أكن أعرف الكثير عن الصفقات أو أن السيارة قد تكون مجرد قضية تافهة لأني بصراحة .. ما الذي تظنه عني؟ كنت مستعدًا للاستماع؟ لم أكن مستعدًا لمثل تلك الأمور ولم أكن أعلم ما الذي يحصل عليه لاعبوا كرة القدم في الخارج وكيف هو نظام الضرائب في هولندا ولم يكن بجانبي أي شخص يُعبر عن اهتماماتي وطلباتي .. لم أكن سوى مجرد شاب في الـ19 من عُمره وقادم من روسينجارد ولا أعرف شيء عن العالم الخارجي. كان لدي نفس الملابس التي ترتديها سيسيليا في الخارج وكما تعلمون كنت أعتقد أن هاس بورج هو صديقي أو والدي الثاني. لم أدرك أبدًا أنه لا يفكر سوى في شيء واحد وهو الحصول على أكبر كمية مال للنادي، وبالفعل مر وقت طويل قبل أن أفهم ما الذي جرى في الغرفة وكيف جرت المفاوضات"

يكشف إبرا عما حدث قائلًا "لم يكونوا قد حددوا سعري بعد وقد تحدثوا معي أولًا لأنه بالتأكيد سيسهل بيع لاعب بعد أن يتفق على راتبه مع النادي، تلك نقطة قوة للنادي البائع لأنك إن وقعت مع اللاعب على راتب قليل فأنت ستحصل على كمية أكبر من المال لأنك وقتها ستمنحهم لاعب بالراتب الأسوأ في الفريق .. لقد فهمت تلك الاستراتيجية ببساطة لكني لم أكن أعلم شيء عنها في ذلك الوقت".
إذن انضم عمليًا إبراهيموفيش للنادي الهولندي، يتحدث عن الدقائق التالية "خرجت من الغرفة وصرخت صرخة فرح أو حماس أو ما شابه ولكني كنت جيدًا في كتمان الأمر، لم أخبر أي شخص به إلا والدي وقد كان لديه شكوك في كل شيء فهو لا يثق بالناس بسهولة لكني تركت الأمور تسير بالطبع. سافرت في اليوم التالي إلى بوراس لمواجهة مقدونيا مع منتخب الشباب تحت 21 عامًا ضمن تصفيات البطولة الأوروبية وكانت تلك المباراة الأولى لي مع المنتخب وكان يجب أن تكون شيئًا كبيرًا ومهمًا لكن كانت لدي أفكار مختلفة وقتها. من ثم اجتمعت مجددًا مع هاس بورج وبينهاكر بعد أن كانا قد أنهيا المفاوضات بنجاح وهنا وقعت على العقد مع أياكس لكن كان يجب الحفاظ على الأمر سري حتى الساعة الثانية مساءًا حيث ستُعلن الأخبار في هولندا. لقد قيل لي أن العديد من الوكلاء الأجانب كانوا في المدينة لمراقبتي لكنهم عادوا بخفي حنين .. فقد وقعت بالفعل لأياكس وكنت أسير فوق السحاب. رأيت هاس بورج وسألته "بكم بعتني؟" وهنا أتت الإجابة التي لم أنساها والتي احتاج ليكررها لأني بدوت وكأني لم أستوعب الأمر، كان الأمر كأنه تحدث عن الذهب ولم يكن لديه ما يُوازيه، لكني فهمت في النهاية كم كان المبلغ ضخمًا وهنا انفجرت كالجحيم ... نعم، لقد طلبت مبلغًا قياسيًا وقد أردت مبلغًا أكبر من مقابل بيع جون كارو ولكن الرقم فاق كل التوقعات، لقد كان 85 مليون كورونة ملعونة .. كان أكبر من الجميع، كان رقم لم يصله أي سويدي أو اسكندنافي ..لا جون كارو .. لا هنريك لارسن .. لا أحد بيع برقم قريب منه حتى، وطبعًا أدركت أنه كان سيكون أكبر بكثير لو امتلكنا الدعايا المناسبة".

يصف اللاعب الأجواء بعد تلك الصفقة القياسية "مع هذا، حين اشتريت الصحف في اليوم التالي كانت جميعها تتحدث عني، زلاتان الذهبي .. زلاتان الرائع .. الجميع كان يقول زلاتان زلاتان وأنا كنت أقرأ باستمتاع كبير وقد تذكرت حين كنت مع زملائي شيبينديل وكينيدي في باروش مع منتخب تحت 21 عامًا وتناولنا بعض المشروبات الغازية في إحدى المقاهي وهنا جاءت عدة فتيات في أعمارنا وقالوا "هل أنت الشاب ذو الـ85 مليون؟" وطبعًا أجبت "بالتأكيد هو أنا". رنين الهاتف لم يتوقف أبدًا، كان الجميع يتصل ويُهنئ ويسأل لكن واحدة فقط لم تكن تعلم شيء وقد اتصلت وسألت "يا إلهي، زلاتان .. هل أنت بخير؟ ما الذي حدث؟ هل أنت حي أم ميت""، كانت تبكي كثيرًا لأنها رأت صوري على التلفاز ولم تكن تفهم ما الأمر ... لها عُذرها، في روسينجارد لا نظهر في وسائل الإعلام سوى حين يتعلق الأمر بالأخبار السيئة. قلت لها فورًا "لا تقلقي أمي، أنا بخير والأمر أني مجرد تم بيعي لأياكس"، هنا انقلبت حالتها للغضب وقالت "ولماذا لم تقل شيئًا عن هذا؟ هل يجب أن أعلم عبر التلفاز؟" لكنها هدأت فيما بعد".

تم التوقيع وأصبح زلاتان لاعبًا لأياكس، كيف كان الاستقبال في هولندا؟، يقول إبرا "سافرت في اليوم التالي مع جون ستين أولسن إلى هولندا وقد ارتديت قميصًا ورديًا مع سترة بنية اللون وكان ذلك أجمل ما ارتديته يومًا، توجهت بعدها للمؤتمر الصحفي في أمستردام حيث كان هناك عشرات الصحفيين والمصورين الذين يتشاجرون ويجلسون في كل مكان. نظرت للأسفل، كنت سعيدًا وغير مكترث، كنت كبيرًا وصغيرًا في نفس الوقت، وقد تذوقت الشامبانيا لمرة الأولى في حياتي ورأيت بينهاكر الذي منحني قميص الفريق بالرقم 9 وهو الخاص بماركو فان باستن. كان الأمر مبالغًا به، جاء فيما بعد مجموعة من الشباب وعرضوا فيلمًا وثائقيًا عني مع مالمو بعنوان "بلادارا" ومن ثم التقطت الصور مع رعاة النادي وكانت شركة ميتسوبيشي ومن ثم أخذت جولة بين السيارات وأنا أرتدي تلك السُترة البنية اللون وقد قلت يومها "غريب ما يحدث هنا، أن تأتي وتختار فقط ولكن علي اعتياد الأمر" ومن ثم اخترت. كانت مشاعري لا تُصدق فقد أصبح فجأة كل شيء ممكنًا، ذهبت إلى ملعب أياكس والتقطت الصور هناك وأنا في فمي "مصاصة" وبدأت الصحف في اليوم التالي تتحدث عني وعن ذلك الشاب الذي سيبدأ مسيرته الاحترافية ويبدأ حياة الترف الآن".
ارجوا عدم الرد...

راندي سافاج
07-01-2012, 16:16
الفصل 5 : الكثير من المشاعر


يقول اللاعب "هاس بورج اتفق مع أياكس على أن يحتفظ مالمو بي لـ6 أشهر إضافية، ولذا عدت من أمستردام للتدريبات فورًا، أذكر ذلك اليوم .. كان باردًا. كنت سعيدًا بالاجتماع مجددًا مع زملائي اللاعبين ولكن ذلك الوقت كان جميعهم يجلس في غرفة تغيير الملابس وفي يده الصحف التي تتحدث عن حياة الترف التي أعيشها، يُمكنكم رؤية المشهد في فيلم بلادارا الوثائقي، دخلت للغرفة وضحكت وخلعت سُترتي وصرخت بهم بهدف المتعة "ياااااه" ولحظتها رفعوا عيونهم .. هنا شعرت بالأسف لأجلهم، بدا الجميع حزينًا وكانت عيونهم جميعًا خضراء وتمتلئ بالحسد وكان بالطبع الجزء الأسوأ يتعلق بهاس ماتيسون .. لقد كافحنا معًا في جونيلز، لقد دُمر كليًا ولكنه لايزال شخصًا لطيفًا. هو قائد الفريق وقد أراد أن يكون جيدًا أو حاول على الأقل .. قال "أنت تستحق التهنئة، هو إنجاز عظيم. فقط واصل خطواتك" ولكنه لم يخدع أحدًا .. على الأقل الكاميرا، فقد أظهرت الكاميرا نظراته الحزينة تجاهي وأنا كنت أجلس على أحد المقاعد مبتسمًا .. كنت سعيدًا وربما كنت مجنونًا تلك الأيام فقد أردت الحركة في كل وقت ولذا قمت بالكثير من الأمور الغبية مثل أنني قمت بصباغة بعض خُصل شعري باللون الأشقر".

شاهد كيف لون شعره http://www.youtube.com/watch?v=aujZGxg_wMs&feature=related


يُضيف إبرا "في ذلك الوقت أعلنت خطبتي أيضًا، لم يكن ارتباطي بميا غبيًا فقد كانت فتاة جيدة، جميلة وشقراء، تدرس تصميم صفحات الإنترنت. تعرفنا على بعضنا في قبرص خلال الصيف حيث كانت تعمل في إحدى الحانات وقد تبادلنا أرقام هواتفنا وأصبحنا نتحدث ونخرج في السويد حيث حظينا بالمتعة معًا. لكن تلك الخُطبة أثارت الكثير من الجدل، لقد أخبرت الإعلام بها لأني لم أكن منغلقًا وبعيدًا عنه وقد سألني روني سميث من صحيفة كفال سبوستين عن الهدية التي قدمتها لميا في الخطوبة .. قال لي "ما هي هدية الخطوبة؟ قل لي ما هي الهدية زلاتان" .. قلت له "هدية؟ لقد حصلت على زلاتان"، كان مجرد تعبير خرج مني وقد عبّر عني وبدا مغرورًا كثيرًا خاصة مع الصورة التي وضعوها في الإعلام .. تلك الصورة لاحقتني كثيرًا. كان الأمر مجرد هكذا ولكن بعد عدة أسابيع أنهيت العلاقة وفسخت الخطبة لأن أحد الأصدقاء أقنعني أن المرء يجب أن يتزوج بعد عام. عمومًا، كنت أقوم بالكثير من تلك الأمور المفاجئة .. كنت متسرعًا للغاية".


يُنهي إبرا الحديث عن الخطوبة ويعود لكرة القدم، يقول "كان كل شيء يدور حولي بسرعة، الدوري السويدي بدأ ولك أن تتخيل ما أنا مطالب به .. أنا مطالب بإظهار استحقاقي للـ85 مليون كورونا !!. قبل مباراتنا بيوم، نجح كيم كالستروم وأندريس سفينسون في تسجيل هدفين في مباراتهما الافتتاحية في الدوري السويدي وهنا بدأ الحديث عني وإن كنت لاعب كبير يستطيع تحمل المسؤولية أم مجرد مراهق تم تضخيمه في الإعلام .. كان حديثًا مثل ذاك الذي اعتدته خلال تلك السنوات. أذكر جيدًا يوم المباراة وكان في التاسع من إبريل 2001، وقتها كان ملعب مالمو مشتعل تمامًا وقد وصلت أنا الملعب بسيارتي المرسيدس الكابورليه الزرقاء وكنت فخورًا بها وإن كنت قد رفضت أن أتصور بها خلال مقابلة مع روني سميث قبلها بأيام .. ذلك حتى لا أبدو مغرورًا بها خاصة مع أحاديث الصحافة عني وعن التشكيك في قدراتي والحديث عن شخصيتي وهي أمور لم أنجح في التعامل معها جيدًا، كنت مجرد في الـ19 من عُمري وقد انتقلت لمستوى مختلف تمامًا الآن. لكن مع هذا، كان الشعور بالانتقام من أولئك الذين لم يؤمنوا بي يُحركني ولطالما كان الغضب والرغبة بالانتقام يُحركني منذ بدأت لعب كرة القدم".

يتحدث إبرا عن المباراة قائلًا "كانت الأجواء مُلبدة بالكثير من التوقعات ولكن أيضًا القلق والشكوك .. كانت المباراة ضد أيك وذلك يعني أنها مباراة افتتاحية ليست سهلة أبدًا، فالمرة الأخيرة التي لعبنا ضدهم هزمونا وتسببوا في هبوطنا للدرجة الثانية والآن هم أحد المرشحين للفوز بالبطولة، أما نحن !! من نكون ؟؟ مجرد فريق صاعد من دوري الدرجة الثانية دون حتى أن نتمكن من الفوز به. مع هذا، كانت الضغوطات قوية علينا وخاصة عليّ أنا .. الشاب ذو الـ85 مليون".

يُواصل إبرا "كان الملعب مزدحمًا بما يقرب من 20 ألف مشجع. كنت في الطُرقة الطويلة ذات البلاط الأرزق متجهًا للملعب وقد سمعت هتافات الجماهير ... كان ذلك رائعًا، كانت عودتي لدوري الدرجة الأولى السويدي وإن بدا الأمر برمته غير مفهومًا بما يكفي لي. الجماهير ألقت بقطع الورق وكانت تحمل اللافتات والصور وكذلك كان تهتف بشيء ما .. لم أستطع سماعه في البداية لكنه كان "نحن نحب مالمو" بجانب هتافات أخرى لي، كانت أهازيج جميلة يقولون خلالها "حظًا موفقًا زلاتان" ومثل تلك الأمور. وقفت على أرض الملعب ولم أفعل سوى وضع يدي على أذني والإشارة للجماهير، كأني أقول لهم "اعطوني المزيد .. اعطوني المزيد"، ولكن بصراحة .. كانت كل التقارير صحيحة، على الأقل في نقطة واحدة هي أن المباراة صعبة والضغوطات كثيرة .. كثيرة للغاية".

بدأت المباراة، يصفها إبرا قائلًا "بدأت المباراة في الثامنة وخمسة وأربعون دقيقة والصخب ازداد أكثر وأكثر، في ذلك الوقت لم يكن مهمًا تسجيل الأهداف بل كان العرض واللقطات الجميلة الفنية هما الأهم وقد قمت بالكثير منها، من بداية اللقاء فتحت نفقًا في دفاع أيك وقمت بالعديد من المراوغات والانطلاقات الفردية لكن بعدها اختفيت من المباراة وسيطر أيك عليها وسنحت له الفرصة تلو الفرصة وهنا لم تكن الأمور جيدة بالنسبة لنا. ربما أردت الكثير وأنا أعلم مسبقًا أن من يريد الكثير يسهل السيطرة عليه. حاولت الهدوء والاسترخاء حتى وصلتني تمريرة خارج منطقة الجزاء من بيتر سورينسن وكانت في الدقيقة الـ30 .. لم تكن فرصة رائعة لكن لا مشكلة، استلمت الكرة ثم سحبتها بكعب القدم لأضعها أمامي ومن ثم أسدد بقوة نحو المرمى .. يا إلهي، شعرت أنها صدمة. الآن انفجرت .. الآن حدث، كان الملعب كله يهتف "زلاتان زلاتان سوبر زلاتان" ومثل تلك الهتافات. جاءت الدقيقة التاسعة من الشوط الثاني وتلقيت تمريرة جميلة من سورنسين .. كنت على الجناح الأيمن وقد بدا للجميع أني ربما أمرر أو أخترق الدفاع ولكني سددت نحو المرمى مباشرة ومن تلك الزاوية المستحيلة. دخلت المرمى وهنا انفجرت الجماهير وأصبحت مجنونة تمامًا وأنا سرت على الملعب ببطء فاتحًا ذراعي. كنت أشعر بالقوة وأقول للذين أرادوا إبعادي عن كرة القدم .. أنا هنا".

شاهد الهدفين من هنا، بداية من الدقيقة 4:50 [URL="http://www.youtube.com/watch?

يصف زلاتان الأجواء بعد المباراة قائلًا "كان الثأر .. كان الفخر، وأعتقد أن كل أولئك الذين رأوا أن الـ85 مليونًا كانت كثيرة صمتوا الآن، لن أنسى رجال الصحافة يومها حيث تجمهروا بعد اللقاء وقال أحدهم "إن قلت أندريس سفينسون وكيم كالستروم، ماذا تقول"، رددت فورًا "أقول زلاتان زلاتان" وهنا ضحك الجميع وكانت لحظات رائعة بالفعل. ذهبت للسيارة فيما بعد وكان الشباب والشابات متواجدين حولها في انتظار التواقيع، لم أكن مجبرًا على الأمر لكن تعلمون أن التوقيع للجميع جزء من فلسفتي حتى لو بقيت طويلًا. وقعت لهم ثم انطلقت بالسيارة وأنا أسمع صرخات الجميع وهتافاتهم ولكن تلك لم تكن سوى البداية. في اليوم التالي كان دور الصحافة .. ما الذي تظنونه؟ هل كتبوا شيئًا؟ اقتبسوا قول سابق لي عند هبوطنا من دوري الدرجة الأولى وقد ذكّروا الجميع به وكان "أريد من الناس نسياني، لا أحد يجب أن يعلم أني كنت موجودًا لكن حين نعود للدرجة الأولى سألمع مثل البرق على ملعب كرة القدم"، لقد لمعت كالبرق والجميع بدأ يتحدث عني ويُشيد بي. الجميع بدأ يتحدث عن حُمى زلاتان التي انتشرت في البلاد .. كنت في كل مكان، في كل وسائل الإعلام، لم يتحدث ويقرأ عني فقط الشباب والشابات في عُمر العشرينات بل السيدات والرجال في المكاتب والمحال التجارية. لقد سمعت نكاتًا مثل "مرحبًا، كيف حالك؟ ... أعتقد أني أصبت بحُمى زلاتان". لقد سرت فوق السحاب وكان الأمر خياليًا حتى أن بعض الشباب كتبوا أغنية لأجلي .. كنت تستطيع سماعها في كل مكان حتى أن الناس وضعوها نغمة لهواتفهم المحمولة وكانت تقول "أوو، زلاتان وأنا من نفس المدينة". لقد غنوا لي .. هل تفهمون ما أقول !! كيف يُمكن أن تتعامل مع كل هذا !!. لكن ... كان هناك الجانب السيء لهذا الأمر وقد رأيته في الجولة الثالثة للبطولة حيث كنا سنواجه فريق دجورجاردن في ستوكهولم يوم 21 إبريل".


يصف إبرا الجانب السيء، يبدأ بالحديث عن خلفيات المباراة المقبلة "دجورجاردن كان الفريق الذي سقط معنا لدوري الدرجة الثانية وقد صعد معنا أيضًا في نفس الموسم لكنه فاز بالبطولة فيما حصلنا نحن على المركز الثاني، وبصراحة .. لقد هزمنا مرتين في الدرجة الثانية 2-0 و4-1 ولذا كانت بالتأكيد لديهم الأفضلية النفسية ولكن مع هذا كانت لدينا نقاط قوتنا .. كنا قد فزنا بأول مباراتين لنا في البطولة أمام أيك وإيلفسبورج وقبل كل هذا كان مالمو يمتلك زلاتان الذي تحدث عنه الجميع .. زلاتان زلاتان. كنت أكثر حرارة من الحمم البركانية وكان هناك حديث عن تواجد لارس لاجيرباك المدير الفني للمنتخب السويدي في المدرجات لمتابعتي. لكن هذا بالتأكيد كان يُزعج البعض".

يُواصل السويدي الحديث عما قبل اللقاء "إحدى الصحف وضعت صورة كبيرة لثلاث لاعبين من الخط الخلفي لدجورجادرن وقد كُتب تحتها "نحن ننوي وضع النهاية للمبالغ به زلاتان"، وقتها توقعت أجواءًا حاقدة وعدائية في الملعب. كانت مباراة لها مكانتها وبدا واضحًا أن الفوز سيكون صعبًا ولذا ذهبت للملعب الأولمبي وأنا أرتجف".

دخل إبرا الملعب، يصف الأجواء قائلًا "جماهير دجورجاردن أظهرت الكره من البداية، أو ربما لم يكن كرهًا لكن كانت أسوأ جماهير لعبت ضدها .. فالجميع كان يُردد "نحن نكره زلاتان، نحن نكره زلاتان"، لقد كانت تدوي كالرعد من حولي. كان الجمهور بالكامل ضدي وقد سمعت عديد الهتافات المقرفة التي طالتني وطالت والدتي. لم أعش تجربة مثل تلك أبدًا ولكني أدركت تمامًا ما القصد من ذلك".

يُفسر إبرا "الجماهير لا تستطيع لعب الكرة بنفسها، لذا ما الذي تفعله؟ يُحاولون النيل من أفضل لاعبي المنافس وأن يحطموه ويخرجوه من المباراة. ذلك طبيعي فيما يخص تلك النظرة ويحدث في كرة القدم، ولكن ما حدث تخطى الحدود. كنت مثل السكران لا أرغب إلا في أن أرد عليهم .. كنت لا ألعب للفريق بقدر ما ألعب ضد الجماهير. لكن ما حدث أمام أيك حدث في تلك المباراة أيضًا. تمت رقابتي بشكل قوي خاصة من أولئك الذين تحدثوا عني في الصحيفة، وقد سيطر المنافس على المباراة في الـ20 دقيقة الأولى. كنا نحن قد تعاقدنا مع مهاجم نيجيري اسمه بيتر إيجي لديه توقعات بأن يكون هدافًا مميزًا وقد فاز بالفعل بلقب الهداف بعد سنوات لكنه هذا الموسم كان خلف ظلي، إيجي تلقى تمريرة من مدافعنا دانييل مايستروفيتش والذي أصبح فيما بعد صديقًا مقربًا لي وقد سجل منها الهدف الأول ومن ثم لعب لعبة جميلة مع الإفريقي الآخر "جوسيب إيلانج" الذي أحرز الهدف الثاني. الجماهير هاجت وصرخت كثيرًا بالطبع وأنا كنت لا شيء في المباراة فقد فرض علي أولئك المدافعين رقابة قوية كما تعهدوا في الصحيفة حتى شعرت بنفسي غير جيد أبدًا".

يُتابع الحديث عن أحداث اللقاء "قمت ببعض المهارات الفردية خاصة عند زاوية الملعب لكن لم أفعل شيء بخلاف ذلك، كانت مباراة إيجي ومايستروفيتش أكثر مني فقد تألقا فيما أنا لم أكن موجودًا ولم أسجل. بعد ذلك بدقيقتين استلمت كرة في وسط الملعب وفكرت في أن أغير الوضع لأني فجأة تخلصت من لاعب وقلت لنفسي "إنه يحدث" ثم تخلصت من لاعب آخر وقلت "أوو، إنه سهل" ومن ثم سيطرت على الكرة وواصلت الاختراق .. كان الأمر أشبه بالرقص، ورغم أني لم أكن أعرف المدافعين الذين تحدثوا عني في الصحيفة لكني راوغتهم واحدًا تلو الآخر حتى وصلت لمسافة جيدة وسددت في المرمى بقدمي اليُسرى وسجلت الهدف. بصراحة، لم أشعر فقط بالمتعة بل أيضًا بالثأر والانتقام، لقد كان هدفًا ضد تلك الجماهير .. ضد الحاقدين والكارهين. بالتأكيد استمرت حالة العداء مع الجماهير حتى الصافرة الأخيرة خاصة أننا هزمنا فريقهم برباعية مُذلة".

يختم إبرا الفصل السادس بالقول "لكن هل تصدقون ما الذي حدث بعد اللقاء؟ التفت الجماهير حولي وتوقعت أن تبدأ بالشجار والهتاف ضدي لكن ما حدث أنهم كانوا يهتفون لي ويريدون الحصول على توقيعي. كانوا مجانين بي وقد انتهى حقدهم وكرههم لي، حين أنظر لتلك اللحظات أرى أن صحيح تمامًا ما قيل عن أن كل شيء قد يختلف بإحراز هدف أو إظهار مهارة ما. هل تعلمون أن أكثر فيلم أحببته هو المصارع "جلادييتور"، به مشهد أعتقد الجميع يعرفه وهو حين يدخل الإمبراطور لحلبة المصارعة ويطلب من المصارع أن يخلع قناعه ويفعل المصارع ويقول "اسمي هو ماسيموس ديسيموس ميريدوس .. وأنا سأنتقم سواء في تلك الحياة أو المقبلة". هذا ما شعرت به أو ما أردت أن يكون. أردت الوقوف هناك امام العالم أجمع وأظهر لأولئك الذين شككوا بي قدراتي وحقيقتي ولم أكن لأسمح لأي شخص بإيقافي".

ارجوا عدم الرد...

راندي سافاج
07-01-2012, 16:18
الفصل 5 : الكثير من المشاعر


يقول اللاعب "هاس بورج اتفق مع أياكس على أن يحتفظ مالمو بي لـ6 أشهر إضافية، ولذا عدت من أمستردام للتدريبات فورًا، أذكر ذلك اليوم .. كان باردًا. كنت سعيدًا بالاجتماع مجددًا مع زملائي اللاعبين ولكن ذلك الوقت كان جميعهم يجلس في غرفة تغيير الملابس وفي يده الصحف التي تتحدث عن حياة الترف التي أعيشها، يُمكنكم رؤية المشهد في فيلم بلادارا الوثائقي، دخلت للغرفة وضحكت وخلعت سُترتي وصرخت بهم بهدف المتعة "ياااااه" ولحظتها رفعوا عيونهم .. هنا شعرت بالأسف لأجلهم، بدا الجميع حزينًا وكانت عيونهم جميعًا خضراء وتمتلئ بالحسد وكان بالطبع الجزء الأسوأ يتعلق بهاس ماتيسون .. لقد كافحنا معًا في جونيلز، لقد دُمر كليًا ولكنه لايزال شخصًا لطيفًا. هو قائد الفريق وقد أراد أن يكون جيدًا أو حاول على الأقل .. قال "أنت تستحق التهنئة، هو إنجاز عظيم. فقط واصل خطواتك" ولكنه لم يخدع أحدًا .. على الأقل الكاميرا، فقد أظهرت الكاميرا نظراته الحزينة تجاهي وأنا كنت أجلس على أحد المقاعد مبتسمًا .. كنت سعيدًا وربما كنت مجنونًا تلك الأيام فقد أردت الحركة في كل وقت ولذا قمت بالكثير من الأمور الغبية مثل أنني قمت بصباغة بعض خُصل شعري باللون الأشقر".

شاهد كيف لون شعره http://www.youtube.com/watch?v=aujZGxg_wMs&feature=related


يُضيف إبرا "في ذلك الوقت أعلنت خطبتي أيضًا، لم يكن ارتباطي بميا غبيًا فقد كانت فتاة جيدة، جميلة وشقراء، تدرس تصميم صفحات الإنترنت. تعرفنا على بعضنا في قبرص خلال الصيف حيث كانت تعمل في إحدى الحانات وقد تبادلنا أرقام هواتفنا وأصبحنا نتحدث ونخرج في السويد حيث حظينا بالمتعة معًا. لكن تلك الخُطبة أثارت الكثير من الجدل، لقد أخبرت الإعلام بها لأني لم أكن منغلقًا وبعيدًا عنه وقد سألني روني سميث من صحيفة كفال سبوستين عن الهدية التي قدمتها لميا في الخطوبة .. قال لي "ما هي هدية الخطوبة؟ قل لي ما هي الهدية زلاتان" .. قلت له "هدية؟ لقد حصلت على زلاتان"، كان مجرد تعبير خرج مني وقد عبّر عني وبدا مغرورًا كثيرًا خاصة مع الصورة التي وضعوها في الإعلام .. تلك الصورة لاحقتني كثيرًا. كان الأمر مجرد هكذا ولكن بعد عدة أسابيع أنهيت العلاقة وفسخت الخطبة لأن أحد الأصدقاء أقنعني أن المرء يجب أن يتزوج بعد عام. عمومًا، كنت أقوم بالكثير من تلك الأمور المفاجئة .. كنت متسرعًا للغاية".


يُنهي إبرا الحديث عن الخطوبة ويعود لكرة القدم، يقول "كان كل شيء يدور حولي بسرعة، الدوري السويدي بدأ ولك أن تتخيل ما أنا مطالب به .. أنا مطالب بإظهار استحقاقي للـ85 مليون كورونا !!. قبل مباراتنا بيوم، نجح كيم كالستروم وأندريس سفينسون في تسجيل هدفين في مباراتهما الافتتاحية في الدوري السويدي وهنا بدأ الحديث عني وإن كنت لاعب كبير يستطيع تحمل المسؤولية أم مجرد مراهق تم تضخيمه في الإعلام .. كان حديثًا مثل ذاك الذي اعتدته خلال تلك السنوات. أذكر جيدًا يوم المباراة وكان في التاسع من إبريل 2001، وقتها كان ملعب مالمو مشتعل تمامًا وقد وصلت أنا الملعب بسيارتي المرسيدس الكابورليه الزرقاء وكنت فخورًا بها وإن كنت قد رفضت أن أتصور بها خلال مقابلة مع روني سميث قبلها بأيام .. ذلك حتى لا أبدو مغرورًا بها خاصة مع أحاديث الصحافة عني وعن التشكيك في قدراتي والحديث عن شخصيتي وهي أمور لم أنجح في التعامل معها جيدًا، كنت مجرد في الـ19 من عُمري وقد انتقلت لمستوى مختلف تمامًا الآن. لكن مع هذا، كان الشعور بالانتقام من أولئك الذين لم يؤمنوا بي يُحركني ولطالما كان الغضب والرغبة بالانتقام يُحركني منذ بدأت لعب كرة القدم".

يتحدث إبرا عن المباراة قائلًا "كانت الأجواء مُلبدة بالكثير من التوقعات ولكن أيضًا القلق والشكوك .. كانت المباراة ضد أيك وذلك يعني أنها مباراة افتتاحية ليست سهلة أبدًا، فالمرة الأخيرة التي لعبنا ضدهم هزمونا وتسببوا في هبوطنا للدرجة الثانية والآن هم أحد المرشحين للفوز بالبطولة، أما نحن !! من نكون ؟؟ مجرد فريق صاعد من دوري الدرجة الثانية دون حتى أن نتمكن من الفوز به. مع هذا، كانت الضغوطات قوية علينا وخاصة عليّ أنا .. الشاب ذو الـ85 مليون".

يُواصل إبرا "كان الملعب مزدحمًا بما يقرب من 20 ألف مشجع. كنت في الطُرقة الطويلة ذات البلاط الأرزق متجهًا للملعب وقد سمعت هتافات الجماهير ... كان ذلك رائعًا، كانت عودتي لدوري الدرجة الأولى السويدي وإن بدا الأمر برمته غير مفهومًا بما يكفي لي. الجماهير ألقت بقطع الورق وكانت تحمل اللافتات والصور وكذلك كان تهتف بشيء ما .. لم أستطع سماعه في البداية لكنه كان "نحن نحب مالمو" بجانب هتافات أخرى لي، كانت أهازيج جميلة يقولون خلالها "حظًا موفقًا زلاتان" ومثل تلك الأمور. وقفت على أرض الملعب ولم أفعل سوى وضع يدي على أذني والإشارة للجماهير، كأني أقول لهم "اعطوني المزيد .. اعطوني المزيد"، ولكن بصراحة .. كانت كل التقارير صحيحة، على الأقل في نقطة واحدة هي أن المباراة صعبة والضغوطات كثيرة .. كثيرة للغاية".

بدأت المباراة، يصفها إبرا قائلًا "بدأت المباراة في الثامنة وخمسة وأربعون دقيقة والصخب ازداد أكثر وأكثر، في ذلك الوقت لم يكن مهمًا تسجيل الأهداف بل كان العرض واللقطات الجميلة الفنية هما الأهم وقد قمت بالكثير منها، من بداية اللقاء فتحت نفقًا في دفاع أيك وقمت بالعديد من المراوغات والانطلاقات الفردية لكن بعدها اختفيت من المباراة وسيطر أيك عليها وسنحت له الفرصة تلو الفرصة وهنا لم تكن الأمور جيدة بالنسبة لنا. ربما أردت الكثير وأنا أعلم مسبقًا أن من يريد الكثير يسهل السيطرة عليه. حاولت الهدوء والاسترخاء حتى وصلتني تمريرة خارج منطقة الجزاء من بيتر سورينسن وكانت في الدقيقة الـ30 .. لم تكن فرصة رائعة لكن لا مشكلة، استلمت الكرة ثم سحبتها بكعب القدم لأضعها أمامي ومن ثم أسدد بقوة نحو المرمى .. يا إلهي، شعرت أنها صدمة. الآن انفجرت .. الآن حدث، كان الملعب كله يهتف "زلاتان زلاتان سوبر زلاتان" ومثل تلك الهتافات. جاءت الدقيقة التاسعة من الشوط الثاني وتلقيت تمريرة جميلة من سورنسين .. كنت على الجناح الأيمن وقد بدا للجميع أني ربما أمرر أو أخترق الدفاع ولكني سددت نحو المرمى مباشرة ومن تلك الزاوية المستحيلة. دخلت المرمى وهنا انفجرت الجماهير وأصبحت مجنونة تمامًا وأنا سرت على الملعب ببطء فاتحًا ذراعي. كنت أشعر بالقوة وأقول للذين أرادوا إبعادي عن كرة القدم .. أنا هنا".

شاهد الهدفين من هنا، بداية من الدقيقة 4:50 [URL="http://www.youtube.com/watch?

يصف زلاتان الأجواء بعد المباراة قائلًا "كان الثأر .. كان الفخر، وأعتقد أن كل أولئك الذين رأوا أن الـ85 مليونًا كانت كثيرة صمتوا الآن، لن أنسى رجال الصحافة يومها حيث تجمهروا بعد اللقاء وقال أحدهم "إن قلت أندريس سفينسون وكيم كالستروم، ماذا تقول"، رددت فورًا "أقول زلاتان زلاتان" وهنا ضحك الجميع وكانت لحظات رائعة بالفعل. ذهبت للسيارة فيما بعد وكان الشباب والشابات متواجدين حولها في انتظار التواقيع، لم أكن مجبرًا على الأمر لكن تعلمون أن التوقيع للجميع جزء من فلسفتي حتى لو بقيت طويلًا. وقعت لهم ثم انطلقت بالسيارة وأنا أسمع صرخات الجميع وهتافاتهم ولكن تلك لم تكن سوى البداية. في اليوم التالي كان دور الصحافة .. ما الذي تظنونه؟ هل كتبوا شيئًا؟ اقتبسوا قول سابق لي عند هبوطنا من دوري الدرجة الأولى وقد ذكّروا الجميع به وكان "أريد من الناس نسياني، لا أحد يجب أن يعلم أني كنت موجودًا لكن حين نعود للدرجة الأولى سألمع مثل البرق على ملعب كرة القدم"، لقد لمعت كالبرق والجميع بدأ يتحدث عني ويُشيد بي. الجميع بدأ يتحدث عن حُمى زلاتان التي انتشرت في البلاد .. كنت في كل مكان، في كل وسائل الإعلام، لم يتحدث ويقرأ عني فقط الشباب والشابات في عُمر العشرينات بل السيدات والرجال في المكاتب والمحال التجارية. لقد سمعت نكاتًا مثل "مرحبًا، كيف حالك؟ ... أعتقد أني أصبت بحُمى زلاتان". لقد سرت فوق السحاب وكان الأمر خياليًا حتى أن بعض الشباب كتبوا أغنية لأجلي .. كنت تستطيع سماعها في كل مكان حتى أن الناس وضعوها نغمة لهواتفهم المحمولة وكانت تقول "أوو، زلاتان وأنا من نفس المدينة". لقد غنوا لي .. هل تفهمون ما أقول !! كيف يُمكن أن تتعامل مع كل هذا !!. لكن ... كان هناك الجانب السيء لهذا الأمر وقد رأيته في الجولة الثالثة للبطولة حيث كنا سنواجه فريق دجورجاردن في ستوكهولم يوم 21 إبريل".


يصف إبرا الجانب السيء، يبدأ بالحديث عن خلفيات المباراة المقبلة "دجورجاردن كان الفريق الذي سقط معنا لدوري الدرجة الثانية وقد صعد معنا أيضًا في نفس الموسم لكنه فاز بالبطولة فيما حصلنا نحن على المركز الثاني، وبصراحة .. لقد هزمنا مرتين في الدرجة الثانية 2-0 و4-1 ولذا كانت بالتأكيد لديهم الأفضلية النفسية ولكن مع هذا كانت لدينا نقاط قوتنا .. كنا قد فزنا بأول مباراتين لنا في البطولة أمام أيك وإيلفسبورج وقبل كل هذا كان مالمو يمتلك زلاتان الذي تحدث عنه الجميع .. زلاتان زلاتان. كنت أكثر حرارة من الحمم البركانية وكان هناك حديث عن تواجد لارس لاجيرباك المدير الفني للمنتخب السويدي في المدرجات لمتابعتي. لكن هذا بالتأكيد كان يُزعج البعض".

يُواصل السويدي الحديث عما قبل اللقاء "إحدى الصحف وضعت صورة كبيرة لثلاث لاعبين من الخط الخلفي لدجورجادرن وقد كُتب تحتها "نحن ننوي وضع النهاية للمبالغ به زلاتان"، وقتها توقعت أجواءًا حاقدة وعدائية في الملعب. كانت مباراة لها مكانتها وبدا واضحًا أن الفوز سيكون صعبًا ولذا ذهبت للملعب الأولمبي وأنا أرتجف".

دخل إبرا الملعب، يصف الأجواء قائلًا "جماهير دجورجاردن أظهرت الكره من البداية، أو ربما لم يكن كرهًا لكن كانت أسوأ جماهير لعبت ضدها .. فالجميع كان يُردد "نحن نكره زلاتان، نحن نكره زلاتان"، لقد كانت تدوي كالرعد من حولي. كان الجمهور بالكامل ضدي وقد سمعت عديد الهتافات المقرفة التي طالتني وطالت والدتي. لم أعش تجربة مثل تلك أبدًا ولكني أدركت تمامًا ما القصد من ذلك".

يُفسر إبرا "الجماهير لا تستطيع لعب الكرة بنفسها، لذا ما الذي تفعله؟ يُحاولون النيل من أفضل لاعبي المنافس وأن يحطموه ويخرجوه من المباراة. ذلك طبيعي فيما يخص تلك النظرة ويحدث في كرة القدم، ولكن ما حدث تخطى الحدود. كنت مثل السكران لا أرغب إلا في أن أرد عليهم .. كنت لا ألعب للفريق بقدر ما ألعب ضد الجماهير. لكن ما حدث أمام أيك حدث في تلك المباراة أيضًا. تمت رقابتي بشكل قوي خاصة من أولئك الذين تحدثوا عني في الصحيفة، وقد سيطر المنافس على المباراة في الـ20 دقيقة الأولى. كنا نحن قد تعاقدنا مع مهاجم نيجيري اسمه بيتر إيجي لديه توقعات بأن يكون هدافًا مميزًا وقد فاز بالفعل بلقب الهداف بعد سنوات لكنه هذا الموسم كان خلف ظلي، إيجي تلقى تمريرة من مدافعنا دانييل مايستروفيتش والذي أصبح فيما بعد صديقًا مقربًا لي وقد سجل منها الهدف الأول ومن ثم لعب لعبة جميلة مع الإفريقي الآخر "جوسيب إيلانج" الذي أحرز الهدف الثاني. الجماهير هاجت وصرخت كثيرًا بالطبع وأنا كنت لا شيء في المباراة فقد فرض علي أولئك المدافعين رقابة قوية كما تعهدوا في الصحيفة حتى شعرت بنفسي غير جيد أبدًا".

يُتابع الحديث عن أحداث اللقاء "قمت ببعض المهارات الفردية خاصة عند زاوية الملعب لكن لم أفعل شيء بخلاف ذلك، كانت مباراة إيجي ومايستروفيتش أكثر مني فقد تألقا فيما أنا لم أكن موجودًا ولم أسجل. بعد ذلك بدقيقتين استلمت كرة في وسط الملعب وفكرت في أن أغير الوضع لأني فجأة تخلصت من لاعب وقلت لنفسي "إنه يحدث" ثم تخلصت من لاعب آخر وقلت "أوو، إنه سهل" ومن ثم سيطرت على الكرة وواصلت الاختراق .. كان الأمر أشبه بالرقص، ورغم أني لم أكن أعرف المدافعين الذين تحدثوا عني في الصحيفة لكني راوغتهم واحدًا تلو الآخر حتى وصلت لمسافة جيدة وسددت في المرمى بقدمي اليُسرى وسجلت الهدف. بصراحة، لم أشعر فقط بالمتعة بل أيضًا بالثأر والانتقام، لقد كان هدفًا ضد تلك الجماهير .. ضد الحاقدين والكارهين. بالتأكيد استمرت حالة العداء مع الجماهير حتى الصافرة الأخيرة خاصة أننا هزمنا فريقهم برباعية مُذلة".

يختم إبرا الفصل السادس بالقول "لكن هل تصدقون ما الذي حدث بعد اللقاء؟ التفت الجماهير حولي وتوقعت أن تبدأ بالشجار والهتاف ضدي لكن ما حدث أنهم كانوا يهتفون لي ويريدون الحصول على توقيعي. كانوا مجانين بي وقد انتهى حقدهم وكرههم لي، حين أنظر لتلك اللحظات أرى أن صحيح تمامًا ما قيل عن أن كل شيء قد يختلف بإحراز هدف أو إظهار مهارة ما. هل تعلمون أن أكثر فيلم أحببته هو المصارع "جلادييتور"، به مشهد أعتقد الجميع يعرفه وهو حين يدخل الإمبراطور لحلبة المصارعة ويطلب من المصارع أن يخلع قناعه ويفعل المصارع ويقول "اسمي هو ماسيموس ديسيموس ميريدوس .. وأنا سأنتقم سواء في تلك الحياة أو المقبلة". هذا ما شعرت به أو ما أردت أن يكون. أردت الوقوف هناك امام العالم أجمع وأظهر لأولئك الذين شككوا بي قدراتي وحقيقتي ولم أكن لأسمح لأي شخص بإيقافي".

ارجوا عدم الرد...

راندي سافاج
07-01-2012, 16:23
الفصل 7 : الهستيريا


كما قلت دائمًا، حياتي كانت كالسيرك الكبير .. لقد قلت الكثير من الأمور المضحكة مثل أن المنتخب الوطني فاز بيورو 2000 معي! ربما كان ذلك مسليًا، لا أعلم، لكن ذلك لم يكن ذكيًا بعد أن تم اختياري فعلًا للمنتخب و كان ذلك في شهر أبريل كذلك. لقد سجلت ذلك الهدف للتو في مرمى إيفرتون و جن جنون الصحف فقد أصبح اسمي يتصدر عناوينها الرئيسية طيلة الوقت و يمكنني أن أخمن أن أولئك الذين قرأوا لم يعتقدوا فقط أنني شاب غير متواضع، بل فكروا كذلك في أن ليس هناك ما أخشاه، حتى و إن ظن لاعبون كبار كباتريك أندرسون و ستيفان شوارتز أنني مغرور مقرف!

إنه أمر مهم أن أكون النجم في مالمو، لكن اللعب للمنتخب الوطني كان مختلفًا تمامًا! فقد كان هناك من فازوا بالميدالية البرونزية (في مونديال 1994) و صدقوا أو لا تصدقوا، كان لدي هدف لتغيير هذه النظرة في السويد فالحياة لا تتوقف عند ذلك الإنجاز، خاصة حين تكون عضوًا جديدًا في المجموعة. يا إلهى، لقد واصلت تصرفاتي و أردت أن أكون محبوبًا.


أردت أن يتفشى اسمي بين المشجعين لكن ذلك لم يكن أمرًا جيدًا للغاية، فحين ذهبنا إلى سويسرا لخوض معسكر تدريبي أحاط بي الصحفيين طيلة الوقت و ذلك كان أمرًا محرجًا للغاية. اللعنة! أردت أن أقول لهم "هنريك لارسون هنا أيضًا، اذهبوا إليه بدلًا عن التوجه إلي"، و رغم ذلك لم أقاوم.

فخلال المؤتمر الصحفي في جنيف سئلت عن إذا ما كنت أذكرهم بعدد من اللاعبين الكبار الآخرين في العالم، فأجبت قائلًا "لا، هناك زلاتان واحد فقط" و كم كانت تلك الإجابة بعيدًا كل البعد عن نطاق التواضع، لكنني فهمت على الفور أنه توجب علي إصلاح الموقف فحاولت أن أخفف من جرأة تصريحاتي و بصدق لم يكن علي أن أرهق نفسي في القيام بذلك، فقد شعرت بالخجل أمام الأسماء الكبرى و بخلاف ماركوس أولباك، الذي شاركته في الغرفة، لم أتحدث مع الكثيرين.

"إنه غريب الأطوار و يهتم فقط بنفسه!" هذا ما كتبته عني الصحف و قد بدا ذلك لي مثيرًا .. زلاتان الفنان المثير للاهتمام! لكن في الحقيقة لم أكن متأكدًا و لم أكن أريد كسب المزيد من العداوة، خاصة مع هنريك لارسون الذي كان بمثابة الإله بالنسبة لي!!! لقد كان محترفًا في سيلتيك و في ذلك العام، 2001، كان قد تلقى لتوه جائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في جميع الدوريات الأوروبية. هينكي كان فكاهيًا في كل الأوقات و حين سمعت أنني سأبدأ معه في الهجوم في مباراة دولية ضد سويسرا شعرت أنه أمر رائع.

قبل المباراة كتبت عدد من الصحف قصصًا طويلة عني. لقد أرادوا تقديمي بالشكل المناسب قبل مباراتي الدولية الأولى كأساسي، و قد تحدثوا عن كل ما يتعلق بي و ما قمت به في المدرسة و خاصة عن وضع مدرسة إضافية لي قالت أنني كنت أكثر طالب مشاغب عرفته خلال 30 سنة من التدريب، بلا بلا بلا .. لكن كان هناك أيضًا أشياء أخرى و أمل معقود علي من كافة وسائل الإعلام لكي أحقق أكبر نجاح في الأرض مع المنتخب الوطني. لقد أرادوا النجم و المتمرد معًا، و لذا شعرت بالضغط.

لكن لم يكن هناك أي نجاح و قد تم استبدالي بين الشوطين و لم أذهب لمباراتي تصفيات كأس العالم المهمتين خلال ذلك العام ضد سلوفاكيا و مولدوفا، فلاجيرباك و سودربيرج اعتمدا على هينكي و أولباك في الهجوم و ذلك تسبب في جعلي مجهولًا بشكل أو بآخر، فلم أكن ألعب في الفريق إلا قليلًا. لا شيء سار على ما يرام بالنسبة لي. أتذكر المرة الأولى التي كنت فيها مع المنتخب الوطني في ستوكهولم حين كان يجب أن نواجه أذربيجان في راسوندا و كنت ضائعًا وسط المجموعة. العاصمة ستكوهولم كانت عالمًا مختلفًا بالنسبة لي أشبه بنيويورك، كنت ضائعًا و مترددًا و كان هناك العديد من الفاتنات في المدينة و كنت أكتفي فقط بالمشاهدة.

بدأت كبديل و ملعب راسوندا كان ممتلئًا أو شبه ممتلئ، تحديدًا كان هناك 33 ألف متفرج و جميع اللاعبين الكبار بدوا واثقين من أنفسهم و يعرفون المكان سابقًا، بينما أنا جلست على الدكة و شعرت كأنني صبي صغير. لكن بعد مرور ربع ساعة من عمر اللقاء حدث شيء ما، قام المشجعون بالهتاف باسمي و لا يمكنني أن أشرح لكم شعوري، يمكنني القول أنني تحمست كثيرًا. كان هناك الكثير من اللاعبين المهمين على أرض الملعب كهينكي، أولوف ميلبيرج، ستيفان شوارز و باتريك أندرسون، لكنهم لم يهتفوا بأسمائهم. كان ذلك كثيرًا علي، فمذا فعلت لكل ذلك؟ فقط عدد من المباريات الجيدة في الدوري الممتاز!

لكنني كنت أشهر من هؤلاء اللاعبين الذين لعبوا في أكبر الدوريات و فازوا ببرونزية كأس العالم. كان أمرًا مجنونًا و الجميع في الفريق نظروا إلي و لا أعلم إذا كانوا سعيدين لأجلي أم مكسورين لأجل أنفسهم، ليس لدي أدنى فكرة عن الأمر. كل ما أعرفه أنهم أيضًا لم يفهموا أي شيء، لقد كانت تجربة جديدة تمامًا لم تحدث من قبل، و بعد لحظات بدأ المشجعون يهتفون قائلًا "هيا يا سويد، هيا!" كما اعتادوا في جميع المباريات، و حين انحنيت لربط رباط حذائي، شعرت و كأن صاعقة كهربائية ضربتني.

ظن المشجعون أنني على وشك التسخين و صاحوا قائلين "زلاتان، زلاتان" مرة أخرى بجنون كامل، و بالطبع رفعت يدي من على الحذاء. جلست على دكة البدلاء لكنني خطفت الأضواء في العاصمة بأسرها و قد كان خرقًا كاملًا للمعتاد و حاولت أن أجعل من نفسي غير مرئي، لكنني استمتعت بالأمر في أعماقي و شعرت بالقشعريرة و بالأدرينالين يملأ عروقي، و حين طلبي مني لارس لاجيرباك أن أسخن طرت من السعادة و مرة أخرى جاب هتاف "زلاتان، زلاتان" جميع أرجاء الملعب و كنا متقدمين بنتيجة هدفين دون رد. استقبلت كرة بكعب القدم، و هي إحدى أروع الحركات البسيطة التي تعلمتها من المزرعة ثم سددت على المرمى، لتشتعل الليلة في ملعب راسوندا و أشعر كأنني في مدينتي في ستوكهولم .. روسينجراد قدمت لي الكثير.

خلال ذلك العام كنت مع الفريق ذات مرة في ستوكهولم و ذهبنا إلى نادي يونديتشي الليل الخاص بتوماس برولين و جلسنا هناك في هدوء، ثم جاء أحد أصدقائي من الضاحية و قال لي

صديقه: زلاتان زلاتان، أريد مفتاح غرفتك في الفندق
إبرا: لماذا؟
صديقه: فقط أعطني المفتاح
إبرا: حسنًا حسنًا

أخذ مني المفتاح و لم أفكر في الأمر، لكن حين عدت إلى الغرفة خلال تلك الليلة كان صديقي هناك و قد أغلق الخزانة و بدا غاضمًا و متحمسًا، فسألته

إبرا: ماذا تخفي هنا؟
صديقه: لا شيء خاص، هزها
إبرا: ماذا؟!
صديقه: يمكننا أن نجني الكثير من المال منها يا زلاتان!

أتدرون ما كان بتلك الخزانة؟ لقد كان عملًا مريضًا تمامًا .. لقد كانت حفنة من المعاطف ماركة كندا جوس التي سرقها من يونديتشي و بصراحة لم أكن دائمًا ذلك الرفيق حسن السمعة ..

بالعودة إلى مالمو فقد بدأ الفريق يتذبذب في أدائه و كان شيئًا غريبًا أن أبقى في نادٍ و قد تم بيعي مسبقًا لنادٍ آخر، و عادة لم أكن ذلك الشاب القادر على التأقلم مع المتغيرات بسهولة. لقد انفجرت كما كنت دائمًا، لكن كذلك انفجر الوضع برمته من حولي. حين التقينا بفريق هاكين كنت قد حُذِّرت قبل المباراة لأنني سبق و أن انخرطت في مشادة مع حكم المباراة، كما كانت الأجواء ملبدة بالتلهف الشديد لرؤية هل سيفعل زلاتان شيئًا جديدًا أم لا!

هاكين كان يدربهم توربيوم نيلسون، أحد أكبر النجوم السابقين للنادي، و كان الفريق يمتلك كيم كالستروم الذي كنت أعرفه جيدًا في المنتخب الوطني تحت 21 عامًا، و بالفعل كانت المباراة قبيحة منذ البداية و عرقلت كيم كالتسروم من الخلف قبل أن أوجه لآخر ضربة بالمرفق ليتم طردي، ثم أتت ثورة الغضب الحقيقية ففي طريقي إلى غرفة تغيير الملابس حطمت مكبر صوت و مايكروفون و لذا بادر فني الصوت بوصفي بالأبله، فذهبت إليه و قلت "من هو الأبله بحق الجحيم؟"

لا أحد يصفني بالأحمق!! لذا أصبح ذلك الفني في مأزق أمامي و تدخلت الشرطة لفض الاشتباك بيننا و تحولت القصة إلى سيرك صحفي في جميع الصحف الكبرى، و بالطبع كانت التصيحة الأولى التي وجهت لي هي "عليك أن تغير من سلوكك، بلا بلا بلا و إلا سأكون سيئًا في أياكس" .. هراء، هراء! حتى أن صحيفة إكسبريس أجرت حوارًا مع طبيب نفسي قال أنني يجب أن أبحث عن مساعدة نفسية، فقمت بالرد على الفور قائلًا "من هو بحق الجحيم و ما علاقته بي؟"

لم أكن بحاجة لطبيب نفسي بل كنت بحاجة فقط للهدوء و السلام. لكنني أعترف أنه لم يكن أمرًا سارًا أن أجلس في المدرجات و أشاهد جوتبورج يذلنا بسداسية نظيفة. اختفت انطلاقتنا القوية خلال الموسم و وجهت العديد من الانتقادات ضد مدربنا مايك أندرسون. حقًا لم يكن لدي شيء ضده و لم يكن هناك تواصل كبير بيننا، لكن لو كانت هناك مشكلة ما لذهبت إلى هاس بورج.

كان هناك شيء بدأ يزعجني فقد كنت أعتقد أن مايك يكن الكثير من الاحترام للاعبين ذوي الأقدمية و الكبار في السن في الفريق و لم يكن سعيدًا بي خاصة بعد أن أضعت ركلة جزاء أخرى ضد أوريبرو، كان هناك بعض التوتر و قد لعبنا مباراة خلال التدريبات و كان ذلك في الصيف. مايكل أندرسون كان يقوم بدور الحكم و لم يكن هناك وئام بيني و بين الحارس جوني فيديل الذي كان أحد أكبر اللاعبين سنَّا في الفريق. مايك فضَّل جوني في إحدى الكرات التي اشتركت فيها معه، و حينها بدأت أرى السواد أمام عيني و هرعت إلى مايك.

صحت في وجهه قائلًا "هل أنت خائف من الأقدمية؟ أنت رجل لعين تخاف أيضًا من الأشباح!" ثم قمت بالإطاحة ببعض الكرات، بوف، بوف، بوف. لقد أطلقتها كالقذائف و هبطت على السيارات خارج الملعب و بدأت "أعوي" و توقف كل شيء، وقفت كشاب همجي و قروي مغرور بينما حاول زملائي تهدئتي و كذلك مايك أندرسون الذي قلت له

"هل أنت والدتي؟"

كنت أستشيط غضبًا و ذهبت إلى غرفة تغيير الملابس و أفرغت خزانتي و نزعت اسمي من عليها و قلت أنني لن أعود أبدًا. لقد كان الآن وقت! وداعًا مالمو .. وداعًا لهؤلاء الحمقى! و لذا رحلت بسيارتي التويوتا سيليكا و لم أعد إلى التدريبات بعد ذلك، و تحولت في المقابل للعب البلايستيشن و التسكع مع أصدقائي. كنت كالمتغيب عن الدراسة و بالطبع اتصل بي هاس بورج و بدا صوته هستيريًا حين قال لي:

أين أنت؟ أين أنت؟ عليك أن تعود الآن!"


و بالفعل لم يكن الأمر مستحيلًا، فبعد أربعة أيام هدأت و أصبحت لطيفًا و ودودًا مجددًا و بصراحة لم يعجبني وصول ثورة غضبي إلى حد الأزمة الكبيرة. مثل هذه الأمور تحدث في كرة القدم و دائمًا في عالم الرياضية يفيض جسدك بالأدرينالين، كما أنني لم أكن قد تركت الفريق لفترة طويلة و في كل الحالات كنت سأذهب إلى هولندا لذا لم يكن هناك داعٍ للقلق من أي عقوبة سخيفة بعد المباراة. في المقابل فكرت في الطريقة التي أراد الفريق بها تقديم الشكر لي، فقبل عدة أشهر كان الوضع ليصبح مأساويًا في مالمو بعد أن خسروا 10 ملايين و كانوا غير قادرين على شراء بعض اللاعبين الكبار.

الآن أصبح مالمو النادي الأغنى في السويد و قد منحتهم الأفضل دائمًا حتى أن بينجت مادسِن رئيس مالمو صرَّح قائلًا في الصحف "يولد فقط لاعب كزلاتان كل خمسين عامًا!" .. لذا لم يكن غريبًا أن أفكر في أنهم ربما يخططون لمنحي وداعًا رائعًا أو على الأقل "شكرًا للـ 85 مليون"، خاصة أنهم احتفلوا فقط قبل أسبوع بنيكلاس كيندفال أمام ثلاثين ألف متفرج في مباراة ضد هيلسنبورج، لكن بالطبع لاحظت أنهم جميعًا كانوا خائفين قليلًا مني فقد كنت أنا القادر على تدمير الصفقة مع أياكس بالقيام بالمزيد من التصرفات المجنونة و كانت المباراة الأخيرة لي في الدوري الممتاز قد اقتربت.

معروفه وش بقول

راندي سافاج
07-01-2012, 16:24
الفصل 7 : الهستيريا


كما قلت دائمًا، حياتي كانت كالسيرك الكبير .. لقد قلت الكثير من الأمور المضحكة مثل أن المنتخب الوطني فاز بيورو 2000 معي! ربما كان ذلك مسليًا، لا أعلم، لكن ذلك لم يكن ذكيًا بعد أن تم اختياري فعلًا للمنتخب و كان ذلك في شهر أبريل كذلك. لقد سجلت ذلك الهدف للتو في مرمى إيفرتون و جن جنون الصحف فقد أصبح اسمي يتصدر عناوينها الرئيسية طيلة الوقت و يمكنني أن أخمن أن أولئك الذين قرأوا لم يعتقدوا فقط أنني شاب غير متواضع، بل فكروا كذلك في أن ليس هناك ما أخشاه، حتى و إن ظن لاعبون كبار كباتريك أندرسون و ستيفان شوارتز أنني مغرور مقرف!

إنه أمر مهم أن أكون النجم في مالمو، لكن اللعب للمنتخب الوطني كان مختلفًا تمامًا! فقد كان هناك من فازوا بالميدالية البرونزية (في مونديال 1994) و صدقوا أو لا تصدقوا، كان لدي هدف لتغيير هذه النظرة في السويد فالحياة لا تتوقف عند ذلك الإنجاز، خاصة حين تكون عضوًا جديدًا في المجموعة. يا إلهى، لقد واصلت تصرفاتي و أردت أن أكون محبوبًا.


أردت أن يتفشى اسمي بين المشجعين لكن ذلك لم يكن أمرًا جيدًا للغاية، فحين ذهبنا إلى سويسرا لخوض معسكر تدريبي أحاط بي الصحفيين طيلة الوقت و ذلك كان أمرًا محرجًا للغاية. اللعنة! أردت أن أقول لهم "هنريك لارسون هنا أيضًا، اذهبوا إليه بدلًا عن التوجه إلي"، و رغم ذلك لم أقاوم.

فخلال المؤتمر الصحفي في جنيف سئلت عن إذا ما كنت أذكرهم بعدد من اللاعبين الكبار الآخرين في العالم، فأجبت قائلًا "لا، هناك زلاتان واحد فقط" و كم كانت تلك الإجابة بعيدًا كل البعد عن نطاق التواضع، لكنني فهمت على الفور أنه توجب علي إصلاح الموقف فحاولت أن أخفف من جرأة تصريحاتي و بصدق لم يكن علي أن أرهق نفسي في القيام بذلك، فقد شعرت بالخجل أمام الأسماء الكبرى و بخلاف ماركوس أولباك، الذي شاركته في الغرفة، لم أتحدث مع الكثيرين.

"إنه غريب الأطوار و يهتم فقط بنفسه!" هذا ما كتبته عني الصحف و قد بدا ذلك لي مثيرًا .. زلاتان الفنان المثير للاهتمام! لكن في الحقيقة لم أكن متأكدًا و لم أكن أريد كسب المزيد من العداوة، خاصة مع هنريك لارسون الذي كان بمثابة الإله بالنسبة لي!!! لقد كان محترفًا في سيلتيك و في ذلك العام، 2001، كان قد تلقى لتوه جائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في جميع الدوريات الأوروبية. هينكي كان فكاهيًا في كل الأوقات و حين سمعت أنني سأبدأ معه في الهجوم في مباراة دولية ضد سويسرا شعرت أنه أمر رائع.

قبل المباراة كتبت عدد من الصحف قصصًا طويلة عني. لقد أرادوا تقديمي بالشكل المناسب قبل مباراتي الدولية الأولى كأساسي، و قد تحدثوا عن كل ما يتعلق بي و ما قمت به في المدرسة و خاصة عن وضع مدرسة إضافية لي قالت أنني كنت أكثر طالب مشاغب عرفته خلال 30 سنة من التدريب، بلا بلا بلا .. لكن كان هناك أيضًا أشياء أخرى و أمل معقود علي من كافة وسائل الإعلام لكي أحقق أكبر نجاح في الأرض مع المنتخب الوطني. لقد أرادوا النجم و المتمرد معًا، و لذا شعرت بالضغط.

لكن لم يكن هناك أي نجاح و قد تم استبدالي بين الشوطين و لم أذهب لمباراتي تصفيات كأس العالم المهمتين خلال ذلك العام ضد سلوفاكيا و مولدوفا، فلاجيرباك و سودربيرج اعتمدا على هينكي و أولباك في الهجوم و ذلك تسبب في جعلي مجهولًا بشكل أو بآخر، فلم أكن ألعب في الفريق إلا قليلًا. لا شيء سار على ما يرام بالنسبة لي. أتذكر المرة الأولى التي كنت فيها مع المنتخب الوطني في ستوكهولم حين كان يجب أن نواجه أذربيجان في راسوندا و كنت ضائعًا وسط المجموعة. العاصمة ستكوهولم كانت عالمًا مختلفًا بالنسبة لي أشبه بنيويورك، كنت ضائعًا و مترددًا و كان هناك العديد من الفاتنات في المدينة و كنت أكتفي فقط بالمشاهدة.

بدأت كبديل و ملعب راسوندا كان ممتلئًا أو شبه ممتلئ، تحديدًا كان هناك 33 ألف متفرج و جميع اللاعبين الكبار بدوا واثقين من أنفسهم و يعرفون المكان سابقًا، بينما أنا جلست على الدكة و شعرت كأنني صبي صغير. لكن بعد مرور ربع ساعة من عمر اللقاء حدث شيء ما، قام المشجعون بالهتاف باسمي و لا يمكنني أن أشرح لكم شعوري، يمكنني القول أنني تحمست كثيرًا. كان هناك الكثير من اللاعبين المهمين على أرض الملعب كهينكي، أولوف ميلبيرج، ستيفان شوارز و باتريك أندرسون، لكنهم لم يهتفوا بأسمائهم. كان ذلك كثيرًا علي، فمذا فعلت لكل ذلك؟ فقط عدد من المباريات الجيدة في الدوري الممتاز!

لكنني كنت أشهر من هؤلاء اللاعبين الذين لعبوا في أكبر الدوريات و فازوا ببرونزية كأس العالم. كان أمرًا مجنونًا و الجميع في الفريق نظروا إلي و لا أعلم إذا كانوا سعيدين لأجلي أم مكسورين لأجل أنفسهم، ليس لدي أدنى فكرة عن الأمر. كل ما أعرفه أنهم أيضًا لم يفهموا أي شيء، لقد كانت تجربة جديدة تمامًا لم تحدث من قبل، و بعد لحظات بدأ المشجعون يهتفون قائلًا "هيا يا سويد، هيا!" كما اعتادوا في جميع المباريات، و حين انحنيت لربط رباط حذائي، شعرت و كأن صاعقة كهربائية ضربتني.

ظن المشجعون أنني على وشك التسخين و صاحوا قائلين "زلاتان، زلاتان" مرة أخرى بجنون كامل، و بالطبع رفعت يدي من على الحذاء. جلست على دكة البدلاء لكنني خطفت الأضواء في العاصمة بأسرها و قد كان خرقًا كاملًا للمعتاد و حاولت أن أجعل من نفسي غير مرئي، لكنني استمتعت بالأمر في أعماقي و شعرت بالقشعريرة و بالأدرينالين يملأ عروقي، و حين طلبي مني لارس لاجيرباك أن أسخن طرت من السعادة و مرة أخرى جاب هتاف "زلاتان، زلاتان" جميع أرجاء الملعب و كنا متقدمين بنتيجة هدفين دون رد. استقبلت كرة بكعب القدم، و هي إحدى أروع الحركات البسيطة التي تعلمتها من المزرعة ثم سددت على المرمى، لتشتعل الليلة في ملعب راسوندا و أشعر كأنني في مدينتي في ستوكهولم .. روسينجراد قدمت لي الكثير.

خلال ذلك العام كنت مع الفريق ذات مرة في ستوكهولم و ذهبنا إلى نادي يونديتشي الليل الخاص بتوماس برولين و جلسنا هناك في هدوء، ثم جاء أحد أصدقائي من الضاحية و قال لي

صديقه: زلاتان زلاتان، أريد مفتاح غرفتك في الفندق
إبرا: لماذا؟
صديقه: فقط أعطني المفتاح
إبرا: حسنًا حسنًا

أخذ مني المفتاح و لم أفكر في الأمر، لكن حين عدت إلى الغرفة خلال تلك الليلة كان صديقي هناك و قد أغلق الخزانة و بدا غاضمًا و متحمسًا، فسألته

إبرا: ماذا تخفي هنا؟
صديقه: لا شيء خاص، هزها
إبرا: ماذا؟!
صديقه: يمكننا أن نجني الكثير من المال منها يا زلاتان!

أتدرون ما كان بتلك الخزانة؟ لقد كان عملًا مريضًا تمامًا .. لقد كانت حفنة من المعاطف ماركة كندا جوس التي سرقها من يونديتشي و بصراحة لم أكن دائمًا ذلك الرفيق حسن السمعة ..

بالعودة إلى مالمو فقد بدأ الفريق يتذبذب في أدائه و كان شيئًا غريبًا أن أبقى في نادٍ و قد تم بيعي مسبقًا لنادٍ آخر، و عادة لم أكن ذلك الشاب القادر على التأقلم مع المتغيرات بسهولة. لقد انفجرت كما كنت دائمًا، لكن كذلك انفجر الوضع برمته من حولي. حين التقينا بفريق هاكين كنت قد حُذِّرت قبل المباراة لأنني سبق و أن انخرطت في مشادة مع حكم المباراة، كما كانت الأجواء ملبدة بالتلهف الشديد لرؤية هل سيفعل زلاتان شيئًا جديدًا أم لا!

هاكين كان يدربهم توربيوم نيلسون، أحد أكبر النجوم السابقين للنادي، و كان الفريق يمتلك كيم كالستروم الذي كنت أعرفه جيدًا في المنتخب الوطني تحت 21 عامًا، و بالفعل كانت المباراة قبيحة منذ البداية و عرقلت كيم كالتسروم من الخلف قبل أن أوجه لآخر ضربة بالمرفق ليتم طردي، ثم أتت ثورة الغضب الحقيقية ففي طريقي إلى غرفة تغيير الملابس حطمت مكبر صوت و مايكروفون و لذا بادر فني الصوت بوصفي بالأبله، فذهبت إليه و قلت "من هو الأبله بحق الجحيم؟"

لا أحد يصفني بالأحمق!! لذا أصبح ذلك الفني في مأزق أمامي و تدخلت الشرطة لفض الاشتباك بيننا و تحولت القصة إلى سيرك صحفي في جميع الصحف الكبرى، و بالطبع كانت التصيحة الأولى التي وجهت لي هي "عليك أن تغير من سلوكك، بلا بلا بلا و إلا سأكون سيئًا في أياكس" .. هراء، هراء! حتى أن صحيفة إكسبريس أجرت حوارًا مع طبيب نفسي قال أنني يجب أن أبحث عن مساعدة نفسية، فقمت بالرد على الفور قائلًا "من هو بحق الجحيم و ما علاقته بي؟"

لم أكن بحاجة لطبيب نفسي بل كنت بحاجة فقط للهدوء و السلام. لكنني أعترف أنه لم يكن أمرًا سارًا أن أجلس في المدرجات و أشاهد جوتبورج يذلنا بسداسية نظيفة. اختفت انطلاقتنا القوية خلال الموسم و وجهت العديد من الانتقادات ضد مدربنا مايك أندرسون. حقًا لم يكن لدي شيء ضده و لم يكن هناك تواصل كبير بيننا، لكن لو كانت هناك مشكلة ما لذهبت إلى هاس بورج.

كان هناك شيء بدأ يزعجني فقد كنت أعتقد أن مايك يكن الكثير من الاحترام للاعبين ذوي الأقدمية و الكبار في السن في الفريق و لم يكن سعيدًا بي خاصة بعد أن أضعت ركلة جزاء أخرى ضد أوريبرو، كان هناك بعض التوتر و قد لعبنا مباراة خلال التدريبات و كان ذلك في الصيف. مايكل أندرسون كان يقوم بدور الحكم و لم يكن هناك وئام بيني و بين الحارس جوني فيديل الذي كان أحد أكبر اللاعبين سنَّا في الفريق. مايك فضَّل جوني في إحدى الكرات التي اشتركت فيها معه، و حينها بدأت أرى السواد أمام عيني و هرعت إلى مايك.

صحت في وجهه قائلًا "هل أنت خائف من الأقدمية؟ أنت رجل لعين تخاف أيضًا من الأشباح!" ثم قمت بالإطاحة ببعض الكرات، بوف، بوف، بوف. لقد أطلقتها كالقذائف و هبطت على السيارات خارج الملعب و بدأت "أعوي" و توقف كل شيء، وقفت كشاب همجي و قروي مغرور بينما حاول زملائي تهدئتي و كذلك مايك أندرسون الذي قلت له

"هل أنت والدتي؟"

كنت أستشيط غضبًا و ذهبت إلى غرفة تغيير الملابس و أفرغت خزانتي و نزعت اسمي من عليها و قلت أنني لن أعود أبدًا. لقد كان الآن وقت! وداعًا مالمو .. وداعًا لهؤلاء الحمقى! و لذا رحلت بسيارتي التويوتا سيليكا و لم أعد إلى التدريبات بعد ذلك، و تحولت في المقابل للعب البلايستيشن و التسكع مع أصدقائي. كنت كالمتغيب عن الدراسة و بالطبع اتصل بي هاس بورج و بدا صوته هستيريًا حين قال لي:

أين أنت؟ أين أنت؟ عليك أن تعود الآن!"


و بالفعل لم يكن الأمر مستحيلًا، فبعد أربعة أيام هدأت و أصبحت لطيفًا و ودودًا مجددًا و بصراحة لم يعجبني وصول ثورة غضبي إلى حد الأزمة الكبيرة. مثل هذه الأمور تحدث في كرة القدم و دائمًا في عالم الرياضية يفيض جسدك بالأدرينالين، كما أنني لم أكن قد تركت الفريق لفترة طويلة و في كل الحالات كنت سأذهب إلى هولندا لذا لم يكن هناك داعٍ للقلق من أي عقوبة سخيفة بعد المباراة. في المقابل فكرت في الطريقة التي أراد الفريق بها تقديم الشكر لي، فقبل عدة أشهر كان الوضع ليصبح مأساويًا في مالمو بعد أن خسروا 10 ملايين و كانوا غير قادرين على شراء بعض اللاعبين الكبار.

الآن أصبح مالمو النادي الأغنى في السويد و قد منحتهم الأفضل دائمًا حتى أن بينجت مادسِن رئيس مالمو صرَّح قائلًا في الصحف "يولد فقط لاعب كزلاتان كل خمسين عامًا!" .. لذا لم يكن غريبًا أن أفكر في أنهم ربما يخططون لمنحي وداعًا رائعًا أو على الأقل "شكرًا للـ 85 مليون"، خاصة أنهم احتفلوا فقط قبل أسبوع بنيكلاس كيندفال أمام ثلاثين ألف متفرج في مباراة ضد هيلسنبورج، لكن بالطبع لاحظت أنهم جميعًا كانوا خائفين قليلًا مني فقد كنت أنا القادر على تدمير الصفقة مع أياكس بالقيام بالمزيد من التصرفات المجنونة و كانت المباراة الأخيرة لي في الدوري الممتاز قد اقتربت.

معروفه وش بقول

راندي سافاج
07-01-2012, 16:27
الفصل 7 : الرحيل الجنائزي


و بينما كان ينتظر مباراته الأخير مع مالمو بفارغ الصبر، حدث ما لم يكن يتوقعه و من هنا نبدأ حلقتنا الـ 17 التي استحقت أن تُسمى بـ "الرحيل الجنائزي" ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


كان ذلك في يوم السادس و العشرين من يوليو في مباراة خارج القواعد ضد هالمشتاد و كنت متحمسًا للحصول على عرض وداعي رائع. كنت جاهزًا لمالمو رغم أن عقلي كان في أمستردام. على أي حال كان الوقت يمضي و كان النهاية قريبة، و أتذكر أنني نظرت إلى القائمة المستدعاة لمواجهة هالمشتاد. نظرت إليها مرة أخرى كي أصدق ما تراه عيناي، و كانت المفاجأة أن اسمي لم يكن موجودًا فيها! لم أكن حتى أحد لاعبي الدكة و كان علي أن أبقى في المنزل، و بالطبع فعلت ذلك و كانت تلك هي عقوبتي و الطريقة التي أظهر لي بها مايك أنه هو المتحكم بزمام الأمور.

لم يكن بوسعي سوى أن أتقبل الوضع، فما الذي كان يمكنني فعله؟ لم أغضب حتى حين قال للصحفيين أنني كنت متأثرًا بالضغوطات و غير متزن و بحاجة للراحة، و كأنه أزاحني لأنه رجل لطيف. بالطبع كنت ساذجًا حين اعتقدت أن إدارة النادي كان يمكنها أن تخطط لشيء بشأني.

لكن سرعان ما استدعيت إلى مكتب هاس بورج و كما تعلمون لم أكن أحب ذلك، فقد كنت أظن أنه سيقوم بتوبيخي أم ما شابه. لكن ما حدث خلال الفترة الماضية جعلني أقف و كأنني لأ أتوقع أي شيء مهم، و هناك في مكتب هاس و بحضور بينجت مادسِ أظهرت ضيقًا و تعاليًا كبيرين، و سألت نفسي "ما الذي يحدث، أهو رحيل جنائزي؟"



هاس: زلاتان، وقتنا معًا شارف على الانتهاء
إبرا: لا تقل لي أنك ...
هاس: نريد أن نقول لك أنك ...
إبرا: إذًا هل تريد أن تتوجه بالشكر لي هنا؟ (لقد كنَّا في مكتب هاس الممل و كنَّا ثلاثة أشخاص فقط و لم يخطر في بالي أنه قد يفعل ذلك)
إبرا: إذًا ألم يكن عليكم أن تفعلوا ذلك أمام المشجعين؟
بينجت: إنهم يقولون أن فعل ذلك يجلب الحظ السيء قبل أي مباراة (نظرت إليه و سألت نفسي "حظ سيء؟!")
إبرا: لقد كرمتم نيكلاس كيندفال أمام 30 ألف متفرج و قد مر الأمر بسلام على أي حال
هاس: نعم، لكن ..
إبرا: ماذا؟
هاس: أردنا أن نقدم لك هذه الهدية؟
إبرا: ما هي بحق الجحيم؟
هاس: إنها كرة مصنوعة من الكريستال .. إنها للذكرى
إبرا: إذًا أهذا هو عرفانكم بجميل الـ 85 مليون؟ (ماذا كانوا يظنون، أنني سأصطحبها معي إلى أياكس و أن أبكي حين أراها؟)
هاس: نحن نود إظهار عرفاننا للجميل
إبرا: أنا لا أريدها، يمكنكم الاحتفاظ بها
هاس: لا يمكنك أن ...

لكنني تمكنت من فعل ذلك، وضعت الكرة الكريستالية على الطاولة ثم رحلت و كان ذلك انسحابي من النادي لا أقل و لا أكثر، و نعم، لم أكن سعيدًا بالأمر. لكنني انتفضت على أي حال، أعني أنني كنت سأرحل و بصدق قلت لنفسي "ما هو مالمو على أي حال؟ حياتي الحقيقية ستبدأ الآن"، و كلما فكرت بالأمر بشكل أكبر كلما أصبح اعتقادي راسخًا أكثر فأكثر.

لم أنضم فقط للأياكس، لكنني كنت اللاعب الأغلى في تاريخ النادي و ربما لم يكن أياكس كريال مدريد أو مانشستر يونايتد، لكنه بالتأكيد كان ناديًا كبيرًا و قبل خمس سنوات كان أياكس في نهائي دوري أبطال أوروبا و قبل ستة أعوام فازوا بالبطولة و كان لدى أياكس لاعبين عظماء من أمثال يوهان كرويف، فرانك رايكارد، باتريك كلويفيرت، دينيس بيركامب، ماركو فان باستن و خاصة الأخير الذي أعتبره فتاكًا أمام المرمى. كنت أريد ارتداء قميصه و كانت فكرة مجنونة، لكنني كنت أود تسجيل الأهداف و حسم المباريات و بالطبع كان ذلك رائعًا.

لكن الأمر تطلب مني الكثير و الكثير، كله بسبب تلك الصحافة اللعيبنة! فلا أحد ينفق 85 مليون دون أن ينتظر شيئًا ما في المقابل و أياكس حينها كان قد فاز بالدوري لآخر مرة قبل ثلاثة أعوام و لنادٍ كأياكس كانت تلك فضيحة، فأياكس هو النادي الأكبر في هولندا و مشجعوه يطلبون دائمًا منه الفوز بالألقاب. كان عليهم أن يحققوا تلك الرغبات و حقًا لم يكن أسلوب المفاخرة و العقاب يجدي نفعًا و بالتأكيد لم يكن يمكنني البدء بشيء مثل "أنا زلاتان، من أنتم؟" بل كان علي أن أتعلم ثقافة هذا النادي، لكن الأحداث الغريبة ظلت تحدث من حولي.

ففي طريق عودتي من جوتبورج، تحديدًا في قرية بوتناريد خارج يونكوبينج، تم توقيفي من قِبَل الشرطة و أعتقد أن ذلك كان بسبب قيادتي بسرعة 110 كيلومترًا في الساعة. ذلك الخبر انتشر بقوة و لم تكتفِ الصحف فقط بعنونته في الصفحات الرئيسية لطبعاتها، بل استغلت الفرصة لإلقاء الضوء على ما حدث في الماضي في شارع إنددستريجاتان (تجدون ما حدث بالتفصيل في الجزء الثاني عشر بعنوان "توقف، نحن الشرطة!") .. لقد سردوا قائمة بجميع فضائحي و البطاقات الحمراء التي تلقيتها و كل ذلك انتشر في هولندا بالطبع، و رغم أن إدارة النادي كانت تعلم أغلب تلك الأشياء مسبقًا، أصبح الصحفيون في أمستردام يعرفون كل شيء الآن.

بقدر ما كنت أود أن أكون شابًا جيدًا، أصبحت سيئًا حتى قبل أن أبدأ و كان الأمر سيانًا معي و مع شاب آخر، المصري ميدو، الذي حظى بالنجاح مع جينت البلجيكي. كلانا كانت لدينا نفس السمعة بأننا حادا الطباع و فوق كل ذلك سمعت الكثير و الكثير عن المدرب الذي التقيت به في إسبانيا، كو أدريانس. لقد كان كالبوليس السري النازي في معرفته لكل شيء يتعلق باللاعبين و كانت هناك بعض القصص المزعجة عن طريقته في العقاب و منها قصة حارس مرمى رد على هاتفه الخليوي أثناء اجتماع لفريقه مع الطاقم الفني فعوقب بالجلوس في غرفة لوحة المفاتيح الكهربائية ليوم كامل دون أن يتمكن من رؤية الهولندي.

كما كانت هناك قصة عن ثلاثة من فريق الشباب ذهبوا لحفلة صاخبة، فأمرهم بالتمدد على الأرض و جعل الآخرون يسيرون عليهم بأحذيتهم الرياضية المدببة بالمسامير. لقد قيل لي عنه الكثير، لكن ذلك لم يخفني فدائمًا ما يكون هناك الكثير من الأقاويل عن أي مدرب و لطالما أحببت الأشخاص المنضطبين. أحب الناس الذين يتواصلون بشكل حر مع لاعبيهم دون التقرب كثيرًا منهم.


هكذا نموت في صغري. لا أحد قال لي من قبل "أيها المسكين زلاتان، بالتأكيد سوف تلعب!" و والدي لم يكن يأتي لرؤيتي في التدريبات و يطلب أن تتم معاملتي بشكل جيد. كان علي أن أعتني بنفسي و كنت عدوًا للمدرب و أحصل على فرصتي للَّعب لأنني كنت جيدًا ليس لأنني صديق له أو لأنه مُعجب بي. قلت لنفسي أن كل ما سأفعله هو فقط السعي للعب كرة القدم، لا شيء آخر. لكن بالطبع كنت متوترًا حين حزمت حقائبي و ذهبت إلى النادي الجديد. نادي أياكس و مدينة أمستردام كانا جديدين تمامًا بالنسبة لي و لم أكن أعلم شيئًا عن المدينة، و أتذكر رحلتي و وصولي إلى المطار و الفتاة التي أرسلها النادي لاستقبالي.

كان اسمها بريسيلا يانسن و كانت عاملة في أياكس، و قد كنت لطيفًا حقًا معها و قمت بتحيتها و تحية الشاب الذي جاء معها. كان في مثل عمري و بدا خجولًا لكنه كان يتقن التحدث بالإنجليزية و قد قال لي أنه أتى من البرازيل و لعب في كروزيرو، و هو فريق مشهور أعرفه حيث لعب له رونالدو، و كان مثلي لاعبًا جديدًا في أياكس و كان لديه اسم طويل لم أتمكن من حفظه، لكنه كان يُدعى ماكسويل و قد تبادلنا أرقام هواتفنا و ثم اصطحبتنا بريسيلا في سيارته الساب المكشوفة إلى نزلي الخاص في بلدة ديمن التي تقع خارج العاصمة، و هناك لم أجد سوى سريرًا من طراز هاستنز و تلفازًا بحجم ستين بوصة، و كنت فقط ألعب البلاي ستيشن و أفكر فيما سيحدث لي ..

اكمل ارجوا عدم ...

راندي سافاج
07-01-2012, 16:31
أنا زلاتان (8) | ماكسويل والفليب فلاب

يبدأ إبرا قائلًا "لم يكن أمرًا كبيرًا أن تبقى لوحدك، فقد تعودت خلال نموي أن أعتني بنفسي وقد شعرت أني الشاب الأروع في أوروبا بالكامل. أصبحت محترفًا وتم بيعي بمبلغ كبير من المال ولكن بيتي كان لايزال فارغًا، شعرت أنه بعيد خاصة أنه لم يحتو أي أثاث يُشعرك بالمنزل، وبصراحة .. بعد وقت قريب بدأت الثلاجة تُصبح فارغة أيضًا وأنتم تعلمون قلقي من تلك النقطة منذ كنت طفلًا. كنت هادئًا، فقد كانت ثلاجتي فارغة في شقتي في لورنسبورج (حي بجانب مالمو) وقد اعتدت الأمر. لكن في مالمو كانت الأمور على النقيض لأني لم أشعر بالجوع أبدًا .. ليس فقط بسبب أنني كنت آكل كالغبي في مطعم نادي مالمو وأحيانًا كنت أحصل على جائزة إضافية ولكن لأني كنت أمتلك والدتي".

يُواصل "في مالمو لم أكن مجبرًا على الطبخ أو أن أقلق بشأن الثلاجة الفارغة لكن الآن في ديمين (مدينة هولندية) عدت للمربع الأول والأمر كان سخيفًا للغاية. كنت قد نويت أن أكون شابًا جديًا لكني لم أكن أمتلك حتى الكورن فليكس في البيت !! كنت أستلقي على سريري في البيت وأتحدث هاتفيًا مع كل شخص أعرفه .. أصدقائي وأبي وأمي وأخي الأصغر وأختي وحتى ميا التي انفصلت عنها، سألتهم "ألا يُمكنكم أن تأتوا إلى هنا؟"، كنت وحيدًا وجائعًا وغير مرتاح. حتى أنني تحدثت مع هاس بورج أيضًا وقد اعتقدت أنه يستطيع ترتيب صفقة ما مع أياكس أحصل خلالها على قرض مالي ويتم تسديده من راتبي فيما بعد. كنت أعلم أن ميدو عمل شيء مشابه لهذا مع ناديه القديم، لكن الأمر لم ينجح فقد قال لي هاس بورج "لا أستطيع فعل ذلك، عليك أن تُدير أمورك بنفسك" وهنا جننت منه، فقد باعني. لماذا لا يمكنه أن يُساعدني في وضع كهذا !! لم لا ؟؟ وأين نسبة الـ10% الخاصة بي؟. لم أحصل على إجابات وكنت غاضبًا للغاية. لكن حسمًا .. أعترف أن عليّ لوم نفسي لأني لم أدرك أنه يجب أن يمر شهرًا قبل أن يدفعوا لي".

حاول إبرا حل مشكلة المال في أيامه الأولى في هولندا، قال عن ذلك "كانت هناك مشكلة أخرى، هي سيارتي المرسيدس التي جلبتها معي. كانت تحمل أرقامًا سويدية ولذا لا يمكن السير بها في أمستردام لكن فكرتي عند جلبها كانت في أخذ جولة بها حول المدينة وخارجها. لكني الآن أجبرت على بيعها لتوفير بعض المال والحصول بدلًا منها على مرسيدس أخرى كانت نوع أس إل 55. المشكلة أن ذلك لم يجعني أغنى كثيرًا !!. لذلك، أنا الآن في ديمين جائع ومحطم وقد أخبرني والدي أني كنت غبيًا لأنني اشتريت سيارة مثل تلك دون أن أمتلك المال الكافي، كان بالتأكيد محقًا لكن هذا لم يُساعد وأنا مازلت دون كورن فليكس في البيت وقد كرهت الثلاجة الفارغة !!".


أين وجد الحل إذن؟ يُكمل اللاعب موضحًا "ذهب تفكيري إلى ذلك الشاب في المطار. كان هناك بعض اللاعبين الجدد في النادي .. أنا وميدو وذلك الشاب، إنه ماكسويل. كنت أتسكع معهما أحيانًا لأننا كنا نحن الثلاثة جدد. كنت أكثر سعادة مع الأفارقة والجنوب أمريكيين لأنهم كانوا ممتعين وقد رأيت أنهم أكثر استرخاءًا وأقل حسدًا. الهولنديون لا يفكرون سوى بالرحيل عن هنا واللعب في إيطاليا أو إنجلترا ولذا كانوا يجتمعون معًا طوال الوقت ويسألون دومًا "من المحظوظ القادم؟"، بينما الأفارقة والبرازيليين كانوا الأسعد بالقدوم إلى هنا .. كانوا يقولون "واااو، نحن نلعب في أياكس؟" وقد شعرت بالألفة معهم أكثر وأحببت حس الفكاهة لديهم وكذلك تصرفاتهم. ماكسويل لم يكن مثل البرازيليين الذين عرفتهم، لم يكن مهتمًا بالحفلات واللهو ولم يكن بحاجة لحفلة كل فترة .. على العكس، كان حساسًا وخجولًا بشكل لا يصدق، ينتمي للعائلة ويتحدث هاتفيًا مع البيت يوميًا، كان مستقيمًا. لا ينبغي علي قول أي شيء سيء عنه، فقد كان لطيفًا تمامًا معي. اتصلت به وقلت له "ماكسويل، هناك أزمة. لا يوجد في البيت حتى كورن فليكس، هل يمكن أن أمكث عندك؟"، رد قائلًا "بالتأكيد، تعال متى تحب".

كان الحل بالانتقال لمنزل ماكسويل، قال إبرا عن تلك الأيام "ماكسويل كان يسكن في قرية صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 7 أو 8 آلاف نسمة وقد انتقلت لهناك ونمت على فراش على الأرض لثلاثة أسابيع حتى حصلت على راتبي الأول. لم يكن بالوقت السيء فقد طبخنا معًا وتحدثنا عن التدريبات واللاعبن الآخرين وحياتنا السابقة في البرازيل والسويد. ماكسويل يتحدث الإنجليزية جيدًا وقد أخبرني عن عائلته وأخواه لأنهما وقفا بجانبه. أذكر تحديدًا أحدهما وقد توفي بعدها بوقت قصير في حادث سيارة ويومها كانت الأجواء حزينة للغاية. لقد أحببت ماكسويل".

ينتقل زلاتان للحديث عن الملعب والتدريبات "بدأت أيضًا فترة الإعداد جيدًا، سجلت أهدافًا في مرمى فرق الهواة الذين واجهناهم وقمت بالكثير من الخدع المهارية. وأياكس كان كما توقعت فريقًا يُقدم كرة قدم ممتعة وتعتمد على المهارة. الصحف كتبت عني "ووو ووو، يبدو أنه يستحق الـ85 مليون التي دُفعت به" ومثل تلك الأمور، لكن مع هذا لاحظت أن المدرب كو أدريانس كان قاسيًا علي ولكني رأيت أن تلك هي طريقته فقد سمعت الكثير عن ذلك. كان بعد كل مباراة يقوم بتقييمنا ويختار منا أفضل 10 لاعبين بالترتيب، ذات يوم سجلت الكثير من الأهداف لكنه قال "أنت أحرزت 5 أهداف لكنك مررت مرتين بشكل خاطئ. أنت الخامس" .. حسنًا، لقد فهمت .. إنهم مطالبهم صعبة وقاسية ولكني مضطر لتلبيتها وحقًا اعتقدت أن لا أحد قادر على إيقافي الآن".

يتحدث إبرا عن موقف حدث معه وتعلم منه ، يقول "من بين الأحداث التي حدثت تلك الأيام أني التقيت بأحد الأشخاص الذي بدا لا يعرفني أبدًا وقد دار بيننا الحوار ...

قال لي: هل ستكون جيدًا؟
إبرا: لست من يجيب على هذا السؤال.
هو: هل جماهير الفرق المنافسة تًصفر وتهتف ضدك؟
إبرا: ليذهبوا إلى الجحيم.
هو: حسنًا، إذن أنت صلب.

لقد قال هذا وأنا لم أنسه أبدًا. أي شخص لامع سيتعرض للاستهجان والصافرات، هكذا يسير الأمر".

يُواصل زلاتان الحديث عن فترة الإعداد في النادي الهولندي، يقول "بدأت بطولة أمستردام في أواخر يوليو، وهي بطولة كلاسيكية تُقام قبل كل موسم في هولندا وتُشارك بها أندية كبيرة وهذا العام كانت أندية الميلان وليفربول وفالنسيا هي المشاركة. كانت بالتأكيد بطولة رهيبة وقد وجدتها فرصتي لأقدم نفسي في الكرة الأوروبية وقد لاحظت فورًا ... يا إلهي، كان شيئًا مختلفًا تمامًا عن الدوري السويدي، كانوا أسرع كثيرًا. المباراة الأولى كانت ضد الميلان والذي كان متراجع قليلًا ذلك الوقت لكنهم سيطروا على أوروبا في التسعينات وقد حاولت حقًا ألا أقلق من فكرة وجود مدافعين كبار لديهم مثل مالديني. جريت كثيرًا وحصلت على بعض الكرات الثابتة وقمت ببعض الحركات المهارية ولكن المباراة كانت صعبة فعلًا وخسرناها 1-0".

يُكمل اللاعب "المباراة التالية كانت أمام ليفربول والذي كان قد فاز بثلاثة كؤوس ذلك العام ووقتها امتلك ربما الدفاع الأقوى في الدوري الإنجليزي بوجود الفنلندي سامي هيبيا والسويسري ستيفان هينشوز. هينشوز لم يكن مدافعًا قويًا فقط ذلك العام بل قام بشيء جعله محل حديث الجميع .. لقد أخرج الكرة من خط المرمى بيده في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي والحكم لم ير ذلك مما ساعد ليفربول على الفوز. هنشوز وهيبيا راقباني كالصمغ ولكن في لحظة من المباراة قاتلت وانتزعت الكرة بجانب راية الزاوية وقد اتجهت بها لمنطقة الجزاء حيث يقف هنشوز. لقد وقف أمامي وكان لدي بالطبع عديد الخيارات .. إما التسديد أو إعادة الكرة للخلف أو محاولة الاختراق وصولًا للمرمى. حاولت أن أقوم بحركة مهارية رائعة اعتاد رونالدو وروماريو القيام بها وقد شاهدتها في الكومبيوتر وكنت وأنا طفل أمارسها مرة بعد مرة حتى أستطيع النوم دون أن أفكر بالقيام بها. كانت تأتي بشكل طبيعي".


إبرا كان يقصد حركة (Flip Flap) الشهيرة التي قام بها مرارًا رونالدينهو، وقد وصفها قائلًا "كانت تُسمى حركة الأفعى لأنها تظهر كأن الكرة أفعى تلتف حول القدم لكنها لم تكن سهلة، كان عليك أن تضع الجزء الخارجي من القدم خلف الكرة وتدفعها للجانب الأيمن ثم فجأة تُديرها للجانب الأيسر بأصبع القدم ثم تقوم بحركة بام بام أو شيء ما بسرعة الجحيم وهنا تكون الكرة ملتصقة بك تمامًا. كنت قد قمت بالعديد من الحركات المهارية في مالمو ودوري الدرجة الثانية لكن القيام بذلك أمام بطل مثل هنشوز مختلف ولكني كنت أعلم أن الميلان كان يتابع والأجواء بالكامل حفزتني كثيرًا .. كان من الممتع أن تتخطى لاعبًا مثله وقد فعلتها فعلًا، ذهبت به لليمين ومن ثم لم يستطع مجاراتي وتخطيته وهنا وقف كل لاعبي الميلان الذين كانوا يتواجدون على جانب الملعب وقد صرخوا ... كل ملعب أمستردام أرينا صرخ والذي كان ممتلئًا بالجماهير".

http://www.youtube.com/watch?v=H-OEjVvn4hM


يُضيف إبرا "حين أحاط بي رجال الصحافة قلت تلك الكلمات التي أستطيع أن أؤكد لكم أنها اندلعت مني دون أن أخطط لها، لقد حدث ذلك ومجرد حدث قبل أن أصبح قلقًا من الإعلام. قلت "في البداية ذهبت لليسار وقد ذهب معي، ثم ذهبت لليمين وقد ذهب معي، ثم عدت لليسار وهنا ذهب هو لشراء النقانق (هوت دوج)". وقد انتشر ذلك التصريح في كل مكان حتى أنه أصبح مادة إعلانية وظهرت كذلك أحاديث عن اهتمام الميلان بي. لقد دعوني فان باستن الجديد وأشادوا بي كثيرًا .. لقد أحببت ذلك كثيرًا وشعرت أني الشاب الرائع القادم من روسينجارد وقد كانت حقًا بداية موسم رائع".

أيام سعيدة، هل استمرت؟ يقول إبرا "لكن .. الأيام الصعبة ستبدأ في القدوم ....

ارجوا عدم ا ل ر د . . .

راندي سافاج
07-01-2012, 16:33
أنا زلاتان (8) | ماكسويل والفليب فلاب

يبدأ إبرا قائلًا "لم يكن أمرًا كبيرًا أن تبقى لوحدك، فقد تعودت خلال نموي أن أعتني بنفسي وقد شعرت أني الشاب الأروع في أوروبا بالكامل. أصبحت محترفًا وتم بيعي بمبلغ كبير من المال ولكن بيتي كان لايزال فارغًا، شعرت أنه بعيد خاصة أنه لم يحتو أي أثاث يُشعرك بالمنزل، وبصراحة .. بعد وقت قريب بدأت الثلاجة تُصبح فارغة أيضًا وأنتم تعلمون قلقي من تلك النقطة منذ كنت طفلًا. كنت هادئًا، فقد كانت ثلاجتي فارغة في شقتي في لورنسبورج (حي بجانب مالمو) وقد اعتدت الأمر. لكن في مالمو كانت الأمور على النقيض لأني لم أشعر بالجوع أبدًا .. ليس فقط بسبب أنني كنت آكل كالغبي في مطعم نادي مالمو وأحيانًا كنت أحصل على جائزة إضافية ولكن لأني كنت أمتلك والدتي".

يُواصل "في مالمو لم أكن مجبرًا على الطبخ أو أن أقلق بشأن الثلاجة الفارغة لكن الآن في ديمين (مدينة هولندية) عدت للمربع الأول والأمر كان سخيفًا للغاية. كنت قد نويت أن أكون شابًا جديًا لكني لم أكن أمتلك حتى الكورن فليكس في البيت !! كنت أستلقي على سريري في البيت وأتحدث هاتفيًا مع كل شخص أعرفه .. أصدقائي وأبي وأمي وأخي الأصغر وأختي وحتى ميا التي انفصلت عنها، سألتهم "ألا يُمكنكم أن تأتوا إلى هنا؟"، كنت وحيدًا وجائعًا وغير مرتاح. حتى أنني تحدثت مع هاس بورج أيضًا وقد اعتقدت أنه يستطيع ترتيب صفقة ما مع أياكس أحصل خلالها على قرض مالي ويتم تسديده من راتبي فيما بعد. كنت أعلم أن ميدو عمل شيء مشابه لهذا مع ناديه القديم، لكن الأمر لم ينجح فقد قال لي هاس بورج "لا أستطيع فعل ذلك، عليك أن تُدير أمورك بنفسك" وهنا جننت منه، فقد باعني. لماذا لا يمكنه أن يُساعدني في وضع كهذا !! لم لا ؟؟ وأين نسبة الـ10% الخاصة بي؟. لم أحصل على إجابات وكنت غاضبًا للغاية. لكن حسمًا .. أعترف أن عليّ لوم نفسي لأني لم أدرك أنه يجب أن يمر شهرًا قبل أن يدفعوا لي".

حاول إبرا حل مشكلة المال في أيامه الأولى في هولندا، قال عن ذلك "كانت هناك مشكلة أخرى، هي سيارتي المرسيدس التي جلبتها معي. كانت تحمل أرقامًا سويدية ولذا لا يمكن السير بها في أمستردام لكن فكرتي عند جلبها كانت في أخذ جولة بها حول المدينة وخارجها. لكني الآن أجبرت على بيعها لتوفير بعض المال والحصول بدلًا منها على مرسيدس أخرى كانت نوع أس إل 55. المشكلة أن ذلك لم يجعني أغنى كثيرًا !!. لذلك، أنا الآن في ديمين جائع ومحطم وقد أخبرني والدي أني كنت غبيًا لأنني اشتريت سيارة مثل تلك دون أن أمتلك المال الكافي، كان بالتأكيد محقًا لكن هذا لم يُساعد وأنا مازلت دون كورن فليكس في البيت وقد كرهت الثلاجة الفارغة !!".


أين وجد الحل إذن؟ يُكمل اللاعب موضحًا "ذهب تفكيري إلى ذلك الشاب في المطار. كان هناك بعض اللاعبين الجدد في النادي .. أنا وميدو وذلك الشاب، إنه ماكسويل. كنت أتسكع معهما أحيانًا لأننا كنا نحن الثلاثة جدد. كنت أكثر سعادة مع الأفارقة والجنوب أمريكيين لأنهم كانوا ممتعين وقد رأيت أنهم أكثر استرخاءًا وأقل حسدًا. الهولنديون لا يفكرون سوى بالرحيل عن هنا واللعب في إيطاليا أو إنجلترا ولذا كانوا يجتمعون معًا طوال الوقت ويسألون دومًا "من المحظوظ القادم؟"، بينما الأفارقة والبرازيليين كانوا الأسعد بالقدوم إلى هنا .. كانوا يقولون "واااو، نحن نلعب في أياكس؟" وقد شعرت بالألفة معهم أكثر وأحببت حس الفكاهة لديهم وكذلك تصرفاتهم. ماكسويل لم يكن مثل البرازيليين الذين عرفتهم، لم يكن مهتمًا بالحفلات واللهو ولم يكن بحاجة لحفلة كل فترة .. على العكس، كان حساسًا وخجولًا بشكل لا يصدق، ينتمي للعائلة ويتحدث هاتفيًا مع البيت يوميًا، كان مستقيمًا. لا ينبغي علي قول أي شيء سيء عنه، فقد كان لطيفًا تمامًا معي. اتصلت به وقلت له "ماكسويل، هناك أزمة. لا يوجد في البيت حتى كورن فليكس، هل يمكن أن أمكث عندك؟"، رد قائلًا "بالتأكيد، تعال متى تحب".

كان الحل بالانتقال لمنزل ماكسويل، قال إبرا عن تلك الأيام "ماكسويل كان يسكن في قرية صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 7 أو 8 آلاف نسمة وقد انتقلت لهناك ونمت على فراش على الأرض لثلاثة أسابيع حتى حصلت على راتبي الأول. لم يكن بالوقت السيء فقد طبخنا معًا وتحدثنا عن التدريبات واللاعبن الآخرين وحياتنا السابقة في البرازيل والسويد. ماكسويل يتحدث الإنجليزية جيدًا وقد أخبرني عن عائلته وأخواه لأنهما وقفا بجانبه. أذكر تحديدًا أحدهما وقد توفي بعدها بوقت قصير في حادث سيارة ويومها كانت الأجواء حزينة للغاية. لقد أحببت ماكسويل".

ينتقل زلاتان للحديث عن الملعب والتدريبات "بدأت أيضًا فترة الإعداد جيدًا، سجلت أهدافًا في مرمى فرق الهواة الذين واجهناهم وقمت بالكثير من الخدع المهارية. وأياكس كان كما توقعت فريقًا يُقدم كرة قدم ممتعة وتعتمد على المهارة. الصحف كتبت عني "ووو ووو، يبدو أنه يستحق الـ85 مليون التي دُفعت به" ومثل تلك الأمور، لكن مع هذا لاحظت أن المدرب كو أدريانس كان قاسيًا علي ولكني رأيت أن تلك هي طريقته فقد سمعت الكثير عن ذلك. كان بعد كل مباراة يقوم بتقييمنا ويختار منا أفضل 10 لاعبين بالترتيب، ذات يوم سجلت الكثير من الأهداف لكنه قال "أنت أحرزت 5 أهداف لكنك مررت مرتين بشكل خاطئ. أنت الخامس" .. حسنًا، لقد فهمت .. إنهم مطالبهم صعبة وقاسية ولكني مضطر لتلبيتها وحقًا اعتقدت أن لا أحد قادر على إيقافي الآن".

يتحدث إبرا عن موقف حدث معه وتعلم منه ، يقول "من بين الأحداث التي حدثت تلك الأيام أني التقيت بأحد الأشخاص الذي بدا لا يعرفني أبدًا وقد دار بيننا الحوار ...

قال لي: هل ستكون جيدًا؟
إبرا: لست من يجيب على هذا السؤال.
هو: هل جماهير الفرق المنافسة تًصفر وتهتف ضدك؟
إبرا: ليذهبوا إلى الجحيم.
هو: حسنًا، إذن أنت صلب.

لقد قال هذا وأنا لم أنسه أبدًا. أي شخص لامع سيتعرض للاستهجان والصافرات، هكذا يسير الأمر".

يُواصل زلاتان الحديث عن فترة الإعداد في النادي الهولندي، يقول "بدأت بطولة أمستردام في أواخر يوليو، وهي بطولة كلاسيكية تُقام قبل كل موسم في هولندا وتُشارك بها أندية كبيرة وهذا العام كانت أندية الميلان وليفربول وفالنسيا هي المشاركة. كانت بالتأكيد بطولة رهيبة وقد وجدتها فرصتي لأقدم نفسي في الكرة الأوروبية وقد لاحظت فورًا ... يا إلهي، كان شيئًا مختلفًا تمامًا عن الدوري السويدي، كانوا أسرع كثيرًا. المباراة الأولى كانت ضد الميلان والذي كان متراجع قليلًا ذلك الوقت لكنهم سيطروا على أوروبا في التسعينات وقد حاولت حقًا ألا أقلق من فكرة وجود مدافعين كبار لديهم مثل مالديني. جريت كثيرًا وحصلت على بعض الكرات الثابتة وقمت ببعض الحركات المهارية ولكن المباراة كانت صعبة فعلًا وخسرناها 1-0".

يُكمل اللاعب "المباراة التالية كانت أمام ليفربول والذي كان قد فاز بثلاثة كؤوس ذلك العام ووقتها امتلك ربما الدفاع الأقوى في الدوري الإنجليزي بوجود الفنلندي سامي هيبيا والسويسري ستيفان هينشوز. هينشوز لم يكن مدافعًا قويًا فقط ذلك العام بل قام بشيء جعله محل حديث الجميع .. لقد أخرج الكرة من خط المرمى بيده في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي والحكم لم ير ذلك مما ساعد ليفربول على الفوز. هنشوز وهيبيا راقباني كالصمغ ولكن في لحظة من المباراة قاتلت وانتزعت الكرة بجانب راية الزاوية وقد اتجهت بها لمنطقة الجزاء حيث يقف هنشوز. لقد وقف أمامي وكان لدي بالطبع عديد الخيارات .. إما التسديد أو إعادة الكرة للخلف أو محاولة الاختراق وصولًا للمرمى. حاولت أن أقوم بحركة مهارية رائعة اعتاد رونالدو وروماريو القيام بها وقد شاهدتها في الكومبيوتر وكنت وأنا طفل أمارسها مرة بعد مرة حتى أستطيع النوم دون أن أفكر بالقيام بها. كانت تأتي بشكل طبيعي".


إبرا كان يقصد حركة (Flip Flap) الشهيرة التي قام بها مرارًا رونالدينهو، وقد وصفها قائلًا "كانت تُسمى حركة الأفعى لأنها تظهر كأن الكرة أفعى تلتف حول القدم لكنها لم تكن سهلة، كان عليك أن تضع الجزء الخارجي من القدم خلف الكرة وتدفعها للجانب الأيمن ثم فجأة تُديرها للجانب الأيسر بأصبع القدم ثم تقوم بحركة بام بام أو شيء ما بسرعة الجحيم وهنا تكون الكرة ملتصقة بك تمامًا. كنت قد قمت بالعديد من الحركات المهارية في مالمو ودوري الدرجة الثانية لكن القيام بذلك أمام بطل مثل هنشوز مختلف ولكني كنت أعلم أن الميلان كان يتابع والأجواء بالكامل حفزتني كثيرًا .. كان من الممتع أن تتخطى لاعبًا مثله وقد فعلتها فعلًا، ذهبت به لليمين ومن ثم لم يستطع مجاراتي وتخطيته وهنا وقف كل لاعبي الميلان الذين كانوا يتواجدون على جانب الملعب وقد صرخوا ... كل ملعب أمستردام أرينا صرخ والذي كان ممتلئًا بالجماهير".

http://www.youtube.com/watch?v=H-OEjVvn4hM


يُضيف إبرا "حين أحاط بي رجال الصحافة قلت تلك الكلمات التي أستطيع أن أؤكد لكم أنها اندلعت مني دون أن أخطط لها، لقد حدث ذلك ومجرد حدث قبل أن أصبح قلقًا من الإعلام. قلت "في البداية ذهبت لليسار وقد ذهب معي، ثم ذهبت لليمين وقد ذهب معي، ثم عدت لليسار وهنا ذهب هو لشراء النقانق (هوت دوج)". وقد انتشر ذلك التصريح في كل مكان حتى أنه أصبح مادة إعلانية وظهرت كذلك أحاديث عن اهتمام الميلان بي. لقد دعوني فان باستن الجديد وأشادوا بي كثيرًا .. لقد أحببت ذلك كثيرًا وشعرت أني الشاب الرائع القادم من روسينجارد وقد كانت حقًا بداية موسم رائع".

أيام سعيدة، هل استمرت؟ يقول إبرا "لكن .. الأيام الصعبة ستبدأ في القدوم ....

ارجوا عدم ا ل ر د . . .

راندي سافاج
07-01-2012, 16:36
أنا زلاتان (19) | الأيام الصعبة وبائع الفلافل


أيام سعيدة، هل استمرت؟ يقول إبرا "لكن .. الأيام الصعبة ستبدأ في القدوم. الإشارات التحذيرية جاءت مبكرة للغاية. بالطبع عن حياتي الخاصة. لم أكن أستطيع الاعتناء بنفسي وقد كنت أذهب للبيت كثيرًا وبدأت أفقد الوزن حتى بدوت نحيفًا، هذا بجانب المدرب كو أدريانس الذي انتقدني علنًا .. لم تكن انتقادات جدية وخطيرة لكنها أصبحت أسوأ بعدما أقيل فقد قال أن هناك شيئًا ما خطأ في رأسي. في البداية رأيتها نفس الأمور القديمة التي كانت تُقال مثل أنني ألعب بشكل فردي أكثر من اللازم ولكني بدأت أدرك فيما بعد أن ما فعلته أمام هنشوز مثلًا لا يحظى بالتقدير الكبير في أياكس إن لم يؤد إلى شيء ملموس ومهم بل كان يُرى كأنه محاولة للاستعراض وتقديم الآيس كريم للجماهير بدلًا من تقديم النقود للفريق (يقصد أن الهدف من تلك المهارات إرضاء الجماهير على حساب الفريق)".

يتحدث إبرا عن الجانب التكتيكي في الفريق قائلًا "أياكس لعب بـ3 مهاجمين بدلًا من اثنين كما كنت معتادًا، كنت ألعب في الوسط بدلًا من التواجد على الأطراف وامتلاك المساحة للقيام بالأمور الفردية .. كنت مهاجمًا متمركزًا أكثر كل ما عليه هو التحرك في المنطقة واستلام الكرة ثم تسجيل الهدف. وبصراحة بدأت أناقش المدرب حول ذلك. الكرة الهولندية الممتعة لم تعد تُجدي نفعًا وكان الأمر كما أنهم قرروا أن يلعبوا أكثر مثل باقي أوروبا. لكن لم يكن من السهل تفسير الإشارات، كان هناك الكثير من تلك الأخبار وأنا لم أكن أفهم اللغة ولا حتى الثقافة وكذلك المدرب لا يتحدث معي بل هو لا يتحدث مع أحد فقد كان وجهه جامد كالصخر وكنت أشعر بالسوء، النظر إلى وجهه فقط كان يُفقدني بهجتي. لقد توقفت عن إحراز الأهداف وتوقفت عن فعل كل شيء جميل كنت أفعله في فترة الإعداد بل على العكس، كل الإشادات والمقارنات بفان باستن وغيره انقلبت ضدي وأصبحت صفقة مُخيبة للآمال ولذا خرجت من التشكيل الأساسي واستبدلت بمهاجم يوناني اسمه نيكوس ماخلاس، كنت أتسكع معه كثيرًا".

يُتابع "تلك الفترات حين أكون بعيدًا عن مستواي كنت أتحدث مع نفسي وأسأل "ما الخطأ الذي ارتكبته؟ كيف أخرج من هذا الوضع؟"، لم أتوقف عن ذلك فقد كان كالفيلم الذي يدور في عقلي لأني لست الشخص الذي يرضى بالإشادة وأن يكتفي بالقول "أنا زلاتان واااو". كنت أتساءل وأتساءل عن الخطأ الذي أفعله وما الذي يجب أن أقوم به وكيف أخرج من ذلك الوضع وما الذي يمكن أن أتعلمه من زملائي في الفريق ولم يحدث معي هذا؟؟. كل دقيقة كانت تمر كنت أفكر خلالها بأخطائي وكذلك أحاول استعادة أموري الجيدة لكي أخرج مما أنا به ولأن أتحسن أكثر وأكثر. كنت آخذ بعد الأدوات من التدريب معي للبيت وأتدرب بها ولم يكن ذلك بالأمر السهل طبعًا. مع هذا، لم أرض أبدًا حتى حين كان يجب أن أرضى ولكن ذلك ساعدني على التطور والنضج. كان الأمر هكذا في أياكس .. لقد حاصرتني تلك الأفكار ولم أجد أحدًا لأتحدث معه، حقًا لم أجد. كنت أتحدث مع الجدران وأرى أن جميع الناس أغبياء، وبالتأكيد تحدثت مع البيت وكنت أبكي. لكني لم أكن ألوم أي احد آخر غيري عما حدث. الأمر أصبح أسوأ وأسوأ وقد شعرت أنني لم أنسجم مع الحياة في هولندا. ذهبت إلى بينهاكير وسألته "ما رأي المدرب بي؟ هل هو سعيد أم ماذا؟". بينهاكير كان نوعًا مختلفًا عن كو أدريانس فلم يكن مجرد ما يريده هو جنودًا مطيعة، لقد قال "هو جيد، الأمور على ما يُرام ونحن نتحلى بالصبر معك"".

يُضيف إبرا حول تلك الفترة "لكني كنت أعاني من الغُربة ولم أشعر بالتقدير سواء من المدرب أو الصحفيين وبالتأكيد ليس من جانب الجماهير أيضًا. جماهير أياكس لا ينبغي العبث معها، لقد اعتادوا على الفوز ولم يكن يُرضيهم أي فوز .. كانوا يقولون مثلًا "بحق الجحيم، ما هذا ؟؟ انتصرنا 3-0 فقط !!". حين لم نحرز أكثر من التعادل مع رودا قذفونا بالحجارة والقضبان المعدنية والزجاجات الفارغة وقد اضطررت للبقاء في الملعب والبحث عن ملجأ، كانت الشتائم المقرفة طوال الوقت وقد حلت بدلًا من ذات الهتاف "زلاتان زلاتان" الذي سمعته في بداية تواجدي مع أياكس، عرفت الصافرات والاستهجانات ولكن لم تكن من جماهير الفريق المنافس فلو كان كذلك لكان الأمر عاديًا، لكنها كانت من جماهيرنا !! وكان ذلك قاسيًا للغاية. كنت أقول "ما هذا بحق الجحيم" لكن في نفس الوقت كنت أعرف أن مثل تلك الأمور قد تحدث في تلك الرياضة وقد تفهمت تصرفاتهم. كنت الصفقة الأغلى في النادي. لم أحب حقًا البقاء على مقاعد البدلاء. كان يجب أن أكون فان باستن الجديد وأن أسجل الأهداف دون توقف وقد حاولت فعل ذلك، بذلت قصارى جهدي ... صدقوني، لقد حاولت".


يُواصل السويدي الحديث عن تلك الفترة التي ربما تحدث مع عديد اللاعبين عند الانتقال لمستوى أكبر في اللعب "الموسم الكروي طويل ولا يمكن للاعب أن يُظهر كل شيء في مباراة واحدة، هذا ما قلته لكن هذا ما حاولت فعله !! أول ما انضممت للفريق أردت إظهار كل ما لدي مرة واحدة وبالتالي لم أستطع، هكذا اعتقدت. لقد أردت فعل الكثير جدًا ولذا لم يظهر إلا القليل جدًا وقد رأيت أني بدأت للتو تعلم التعامل مع الضغوطات. بعد كل هذا، أصبحت الـ85 مليون حِملًا ثقيلًا لعينًا على ظهري ولذا مكثت في منزلي في مدينة ديمين ولم يكن لدي أي فكرة عما كتبه الصحفيون عني وقتها. ربما تخيلوا أني كنت في حفلة ما مع ميدو خارج المدينة لكن في الحقيقة كنت أجلس في المنزل وألعب ألعاب الفيديو ليل نهار. يوم الإثنين كان لدينا إجازة من التدريبات، أنا ذهبت بالطائرة للمنزل (في السويد) مساء الأحد وعدت في رحلة السادسة من صباح الثلاثاء وذهبت للتدريب مباشرة. لم تكن هناك ملاهٍ ليلية أو شيء من هذا القبيل لكنني مع هذا لم أكن محترفًا .. لم أكد جديًا، بصراحة لم أكن أهتم بأكلي أو نومي وقمت بالكثير من الأمور الغير منطقية في مالمو منها استخدام المفرقعات والألعاب النارية الغير قانونية ورميها على الحدائق .. قمت بالكثير من الأمور الجنونية لأزيد الأدرينالين في جسدي، كان هناك الكثير من الدخان والعُشب والأشياء المقرفة في الهواء بجانب الكثير من السيارات .. احتجت لتلك الحركة في حياتي"؟

يُواصل اللاعب وصف حالته تلك الأيام قائلًا "واصل وزني الانخفاض حتى أصبح 75 كيلوجرامًا أو ربما أقل، كنت رفيعًا جدًا وربما مرهقًا للغاية. لم أحظى حتى بإجازة، لم أحصل إلى على إذنين خلال 6 أشهر ... وبالنسبة للأكل، ماذا تظنون؟ كنت آكل الوجبات السريعة والخبز المُحمص وأطبع المكرونة. بجانب هذا، كل الكلام الإيجابي الذي كتب عني في الصحف اختفى .. لم يعد هناك "نجاح جديد لزلاتان" بل كان "زلاتان استسلم"، "زلاتان فقد الاتزان"، "زلاتان كذا وكذا"، كذلك تحدثوا عن ضربي بالمرفق .. كان هنك الكثير من الحديث الملعون عن ذلك".

يُفسر إبرا ذلك "الأمر بدأ في مباراة جرونينجين حيث ضربت أحد اللاعبين بمرفقي في
رقبته، الحكم لم ير اللقطة لكن اللاعب سقط على أرض الملعب وقد غادره محمولًا ويُقال أنه تعرض لارتجاج، قد عاد في الشوط الثاني لكنه كان يترنح أيضًا. الأسوأ من كل ذلك أن اتحاد الكرة قرر دراسة الحالة بالفيديو واتخذ قرارًا بإيقافي لـ5 مباريات".

ما الذي حدث عقب ذلك؟ يقول زلاتان "لم يكن ذلك ما أحتاجه، كان مقرفًا ولا يستطيع أحد أن يدعي أن الأمور بدأت تُصبح أفضل بعد أن قضيت تلك العقوبة. لقد ضربت لاعبًا جديدًا بالمرفق وبالطبع خرج محمولًا .. كان الأمر أشبه بأن بدأت أمرًا غبيًا جديدًا ولو لم أتوقف عند تلك اللحظة لما لعبت لفترة أطول فيما بعد. كانت العقوبة ثقيلة والجماهير بالتأكيد لم تكن سعيدة وقد اتصلت لحظتها بهاس بورج .. كان تصرفًا غبيًا لكنه ما يحدث عن لحظات اليأس، دار بيننا الحديث التالي ...

إبرا: اللعنة هاس، هل تستطيع شرائي مجددًا؟
هاس: أعيد شراءك؟ هل أنت جاد؟
إبرا: خذني من هنا، أنا لم أنسجم مع كل الوضع هنا.
هاس: هيا زلاتان، ليس هناك مالًا لهذا وأنت تفهم ذلك جيدًا. عليك أن تتحلى بالصبر.

يُواصل إبرا "لكني كنت قد تعبت من التحلي بالصبر، أردت أن ألعب أكثر وشعرت بالحنين للوطن .. الأمر بالكامل كان مُتعبًا وقد شعرت أني تائه تمامًا ولذا بدأت أتصل بميا، ليس لأني أعلم أنها هنا أو أنني أفتقدها لكن لأني كنت وحيدًا وأردت استعادة حياتي القديمة. ما الذي حدث بعد ذلك؟ صدمة جديدة".


يُفسر إبرا "بدأت أكتشف أنني كنت صاحب الراتب الأسوأ في الفريق !!، كانت لدي شكوك ولكن الأمر أصبح واضحًا جدًا. كنت اللاعب الأغلى لكن راتبي كان الأقل !!. لقد اشتروني لأكون فان باستن الجديد ولكني حتى الآن قمت بالأسوأ. هل تذكرون كلمات هاس بورج حين قال "الوكلاء لصوص" وما إلى ذلك؟ وملامح وجهه الغاضبة حين تحدث عن الأمر؟ لقد فهمت الآن .. لقد خدعني وتظاهر أنه كان في جانبي لكنه في الحقيقة لم يعمل إلا لأجل نادي مالمو وكلما فكرت بهذا الأمر كلما ازددت غضبًا. منذ البداية، هاس بورج عمل بجد حتى يضمن عدم دخول أحد بيننا، أحد يُمثل رغباتي. ولهذا وقفت في فندق جورجن كالغبي وسمحت لمجموعة من الشياطين بالتلاعب بي .. أشعر أن الأمر أشبه بلكمة سُددت إلى معدتي !!. لم يكن الأمر يتعلق بالمال لأنه لم يكن أبدًا بالشيء الكبير بالنسبة لي لكن الأمر يتعلق بالخيانة وسوء المعاملة وأن تبدو مثل بائع الفلافل الغبي الذي يُغش ويُسرق ماله، ذلك جعلني غاضبًا ومجنونًا وقد اتجهت فورًا للمسؤول عن ذلك، اتصلت بهاس بورج ودار بيننا الحديث التالي ...

إبرا: ما هذا بحق الجحيم؟ لدي العقد الأسوأ في الفريق !!.
هاس: ماذا تقول؟
لعب دور الغبي، قلت له "وأين نسبة الـ10% الخاصة بي؟"
هاس: وضعناها في بوليصة تأمين في إنجلترا.
إبرا: بوليصة تأمين !! ما تكون تلك بحق الجحيم؟
لم يُخبرني شيء وأنا قلت لنفسي "حسنًا، ربما تكون أي شيء .. بوليصة تأمين !! قد تكون حقيبة بلاستيكية ممتلئة بالأوراق النقدية أو بئر في الصحراء.
قلت له مجددًا: أريد مالي الآن.
هاس: ليس بالإمكان.

يُتابع اللاعب "كانوا مربوطين، يتم استثمارهم بطريقة ما لا أعلم عنها شيئًا. هنا قررت حل الموضوع من جذوره بأن يكون لي وكيل لاعبين. بدأت أؤمن هنا بأن الوكلاء ليسوا لصوصًا وأنه دون وكيل لن أمتلك أي فرصة ودون مساعدتهم ستقف هناك وتسمح للشياطين بالتلاعب بك (يقصد في المفاوضات وإبرام العقود). وبواسطة أحد الأصدقاء، تواصلت مع شاب يُدعى أندريس كارلسون كان يعمل في شركة أي إم جي في ستوكهولم".

ارجو عدم اـــلــــرــــد

راندي سافاج
07-01-2012, 16:38
أنا زلاتان (19) | الأيام الصعبة وبائع الفلافل


أيام سعيدة، هل استمرت؟ يقول إبرا "لكن .. الأيام الصعبة ستبدأ في القدوم. الإشارات التحذيرية جاءت مبكرة للغاية. بالطبع عن حياتي الخاصة. لم أكن أستطيع الاعتناء بنفسي وقد كنت أذهب للبيت كثيرًا وبدأت أفقد الوزن حتى بدوت نحيفًا، هذا بجانب المدرب كو أدريانس الذي انتقدني علنًا .. لم تكن انتقادات جدية وخطيرة لكنها أصبحت أسوأ بعدما أقيل فقد قال أن هناك شيئًا ما خطأ في رأسي. في البداية رأيتها نفس الأمور القديمة التي كانت تُقال مثل أنني ألعب بشكل فردي أكثر من اللازم ولكني بدأت أدرك فيما بعد أن ما فعلته أمام هنشوز مثلًا لا يحظى بالتقدير الكبير في أياكس إن لم يؤد إلى شيء ملموس ومهم بل كان يُرى كأنه محاولة للاستعراض وتقديم الآيس كريم للجماهير بدلًا من تقديم النقود للفريق (يقصد أن الهدف من تلك المهارات إرضاء الجماهير على حساب الفريق)".

يتحدث إبرا عن الجانب التكتيكي في الفريق قائلًا "أياكس لعب بـ3 مهاجمين بدلًا من اثنين كما كنت معتادًا، كنت ألعب في الوسط بدلًا من التواجد على الأطراف وامتلاك المساحة للقيام بالأمور الفردية .. كنت مهاجمًا متمركزًا أكثر كل ما عليه هو التحرك في المنطقة واستلام الكرة ثم تسجيل الهدف. وبصراحة بدأت أناقش المدرب حول ذلك. الكرة الهولندية الممتعة لم تعد تُجدي نفعًا وكان الأمر كما أنهم قرروا أن يلعبوا أكثر مثل باقي أوروبا. لكن لم يكن من السهل تفسير الإشارات، كان هناك الكثير من تلك الأخبار وأنا لم أكن أفهم اللغة ولا حتى الثقافة وكذلك المدرب لا يتحدث معي بل هو لا يتحدث مع أحد فقد كان وجهه جامد كالصخر وكنت أشعر بالسوء، النظر إلى وجهه فقط كان يُفقدني بهجتي. لقد توقفت عن إحراز الأهداف وتوقفت عن فعل كل شيء جميل كنت أفعله في فترة الإعداد بل على العكس، كل الإشادات والمقارنات بفان باستن وغيره انقلبت ضدي وأصبحت صفقة مُخيبة للآمال ولذا خرجت من التشكيل الأساسي واستبدلت بمهاجم يوناني اسمه نيكوس ماخلاس، كنت أتسكع معه كثيرًا".

يُتابع "تلك الفترات حين أكون بعيدًا عن مستواي كنت أتحدث مع نفسي وأسأل "ما الخطأ الذي ارتكبته؟ كيف أخرج من هذا الوضع؟"، لم أتوقف عن ذلك فقد كان كالفيلم الذي يدور في عقلي لأني لست الشخص الذي يرضى بالإشادة وأن يكتفي بالقول "أنا زلاتان واااو". كنت أتساءل وأتساءل عن الخطأ الذي أفعله وما الذي يجب أن أقوم به وكيف أخرج من ذلك الوضع وما الذي يمكن أن أتعلمه من زملائي في الفريق ولم يحدث معي هذا؟؟. كل دقيقة كانت تمر كنت أفكر خلالها بأخطائي وكذلك أحاول استعادة أموري الجيدة لكي أخرج مما أنا به ولأن أتحسن أكثر وأكثر. كنت آخذ بعد الأدوات من التدريب معي للبيت وأتدرب بها ولم يكن ذلك بالأمر السهل طبعًا. مع هذا، لم أرض أبدًا حتى حين كان يجب أن أرضى ولكن ذلك ساعدني على التطور والنضج. كان الأمر هكذا في أياكس .. لقد حاصرتني تلك الأفكار ولم أجد أحدًا لأتحدث معه، حقًا لم أجد. كنت أتحدث مع الجدران وأرى أن جميع الناس أغبياء، وبالتأكيد تحدثت مع البيت وكنت أبكي. لكني لم أكن ألوم أي احد آخر غيري عما حدث. الأمر أصبح أسوأ وأسوأ وقد شعرت أنني لم أنسجم مع الحياة في هولندا. ذهبت إلى بينهاكير وسألته "ما رأي المدرب بي؟ هل هو سعيد أم ماذا؟". بينهاكير كان نوعًا مختلفًا عن كو أدريانس فلم يكن مجرد ما يريده هو جنودًا مطيعة، لقد قال "هو جيد، الأمور على ما يُرام ونحن نتحلى بالصبر معك"".

يُضيف إبرا حول تلك الفترة "لكني كنت أعاني من الغُربة ولم أشعر بالتقدير سواء من المدرب أو الصحفيين وبالتأكيد ليس من جانب الجماهير أيضًا. جماهير أياكس لا ينبغي العبث معها، لقد اعتادوا على الفوز ولم يكن يُرضيهم أي فوز .. كانوا يقولون مثلًا "بحق الجحيم، ما هذا ؟؟ انتصرنا 3-0 فقط !!". حين لم نحرز أكثر من التعادل مع رودا قذفونا بالحجارة والقضبان المعدنية والزجاجات الفارغة وقد اضطررت للبقاء في الملعب والبحث عن ملجأ، كانت الشتائم المقرفة طوال الوقت وقد حلت بدلًا من ذات الهتاف "زلاتان زلاتان" الذي سمعته في بداية تواجدي مع أياكس، عرفت الصافرات والاستهجانات ولكن لم تكن من جماهير الفريق المنافس فلو كان كذلك لكان الأمر عاديًا، لكنها كانت من جماهيرنا !! وكان ذلك قاسيًا للغاية. كنت أقول "ما هذا بحق الجحيم" لكن في نفس الوقت كنت أعرف أن مثل تلك الأمور قد تحدث في تلك الرياضة وقد تفهمت تصرفاتهم. كنت الصفقة الأغلى في النادي. لم أحب حقًا البقاء على مقاعد البدلاء. كان يجب أن أكون فان باستن الجديد وأن أسجل الأهداف دون توقف وقد حاولت فعل ذلك، بذلت قصارى جهدي ... صدقوني، لقد حاولت".


يُواصل السويدي الحديث عن تلك الفترة التي ربما تحدث مع عديد اللاعبين عند الانتقال لمستوى أكبر في اللعب "الموسم الكروي طويل ولا يمكن للاعب أن يُظهر كل شيء في مباراة واحدة، هذا ما قلته لكن هذا ما حاولت فعله !! أول ما انضممت للفريق أردت إظهار كل ما لدي مرة واحدة وبالتالي لم أستطع، هكذا اعتقدت. لقد أردت فعل الكثير جدًا ولذا لم يظهر إلا القليل جدًا وقد رأيت أني بدأت للتو تعلم التعامل مع الضغوطات. بعد كل هذا، أصبحت الـ85 مليون حِملًا ثقيلًا لعينًا على ظهري ولذا مكثت في منزلي في مدينة ديمين ولم يكن لدي أي فكرة عما كتبه الصحفيون عني وقتها. ربما تخيلوا أني كنت في حفلة ما مع ميدو خارج المدينة لكن في الحقيقة كنت أجلس في المنزل وألعب ألعاب الفيديو ليل نهار. يوم الإثنين كان لدينا إجازة من التدريبات، أنا ذهبت بالطائرة للمنزل (في السويد) مساء الأحد وعدت في رحلة السادسة من صباح الثلاثاء وذهبت للتدريب مباشرة. لم تكن هناك ملاهٍ ليلية أو شيء من هذا القبيل لكنني مع هذا لم أكن محترفًا .. لم أكد جديًا، بصراحة لم أكن أهتم بأكلي أو نومي وقمت بالكثير من الأمور الغير منطقية في مالمو منها استخدام المفرقعات والألعاب النارية الغير قانونية ورميها على الحدائق .. قمت بالكثير من الأمور الجنونية لأزيد الأدرينالين في جسدي، كان هناك الكثير من الدخان والعُشب والأشياء المقرفة في الهواء بجانب الكثير من السيارات .. احتجت لتلك الحركة في حياتي"؟

يُواصل اللاعب وصف حالته تلك الأيام قائلًا "واصل وزني الانخفاض حتى أصبح 75 كيلوجرامًا أو ربما أقل، كنت رفيعًا جدًا وربما مرهقًا للغاية. لم أحظى حتى بإجازة، لم أحصل إلى على إذنين خلال 6 أشهر ... وبالنسبة للأكل، ماذا تظنون؟ كنت آكل الوجبات السريعة والخبز المُحمص وأطبع المكرونة. بجانب هذا، كل الكلام الإيجابي الذي كتب عني في الصحف اختفى .. لم يعد هناك "نجاح جديد لزلاتان" بل كان "زلاتان استسلم"، "زلاتان فقد الاتزان"، "زلاتان كذا وكذا"، كذلك تحدثوا عن ضربي بالمرفق .. كان هنك الكثير من الحديث الملعون عن ذلك".

يُفسر إبرا ذلك "الأمر بدأ في مباراة جرونينجين حيث ضربت أحد اللاعبين بمرفقي في
رقبته، الحكم لم ير اللقطة لكن اللاعب سقط على أرض الملعب وقد غادره محمولًا ويُقال أنه تعرض لارتجاج، قد عاد في الشوط الثاني لكنه كان يترنح أيضًا. الأسوأ من كل ذلك أن اتحاد الكرة قرر دراسة الحالة بالفيديو واتخذ قرارًا بإيقافي لـ5 مباريات".

ما الذي حدث عقب ذلك؟ يقول زلاتان "لم يكن ذلك ما أحتاجه، كان مقرفًا ولا يستطيع أحد أن يدعي أن الأمور بدأت تُصبح أفضل بعد أن قضيت تلك العقوبة. لقد ضربت لاعبًا جديدًا بالمرفق وبالطبع خرج محمولًا .. كان الأمر أشبه بأن بدأت أمرًا غبيًا جديدًا ولو لم أتوقف عند تلك اللحظة لما لعبت لفترة أطول فيما بعد. كانت العقوبة ثقيلة والجماهير بالتأكيد لم تكن سعيدة وقد اتصلت لحظتها بهاس بورج .. كان تصرفًا غبيًا لكنه ما يحدث عن لحظات اليأس، دار بيننا الحديث التالي ...

إبرا: اللعنة هاس، هل تستطيع شرائي مجددًا؟
هاس: أعيد شراءك؟ هل أنت جاد؟
إبرا: خذني من هنا، أنا لم أنسجم مع كل الوضع هنا.
هاس: هيا زلاتان، ليس هناك مالًا لهذا وأنت تفهم ذلك جيدًا. عليك أن تتحلى بالصبر.

يُواصل إبرا "لكني كنت قد تعبت من التحلي بالصبر، أردت أن ألعب أكثر وشعرت بالحنين للوطن .. الأمر بالكامل كان مُتعبًا وقد شعرت أني تائه تمامًا ولذا بدأت أتصل بميا، ليس لأني أعلم أنها هنا أو أنني أفتقدها لكن لأني كنت وحيدًا وأردت استعادة حياتي القديمة. ما الذي حدث بعد ذلك؟ صدمة جديدة".


يُفسر إبرا "بدأت أكتشف أنني كنت صاحب الراتب الأسوأ في الفريق !!، كانت لدي شكوك ولكن الأمر أصبح واضحًا جدًا. كنت اللاعب الأغلى لكن راتبي كان الأقل !!. لقد اشتروني لأكون فان باستن الجديد ولكني حتى الآن قمت بالأسوأ. هل تذكرون كلمات هاس بورج حين قال "الوكلاء لصوص" وما إلى ذلك؟ وملامح وجهه الغاضبة حين تحدث عن الأمر؟ لقد فهمت الآن .. لقد خدعني وتظاهر أنه كان في جانبي لكنه في الحقيقة لم يعمل إلا لأجل نادي مالمو وكلما فكرت بهذا الأمر كلما ازددت غضبًا. منذ البداية، هاس بورج عمل بجد حتى يضمن عدم دخول أحد بيننا، أحد يُمثل رغباتي. ولهذا وقفت في فندق جورجن كالغبي وسمحت لمجموعة من الشياطين بالتلاعب بي .. أشعر أن الأمر أشبه بلكمة سُددت إلى معدتي !!. لم يكن الأمر يتعلق بالمال لأنه لم يكن أبدًا بالشيء الكبير بالنسبة لي لكن الأمر يتعلق بالخيانة وسوء المعاملة وأن تبدو مثل بائع الفلافل الغبي الذي يُغش ويُسرق ماله، ذلك جعلني غاضبًا ومجنونًا وقد اتجهت فورًا للمسؤول عن ذلك، اتصلت بهاس بورج ودار بيننا الحديث التالي ...

إبرا: ما هذا بحق الجحيم؟ لدي العقد الأسوأ في الفريق !!.
هاس: ماذا تقول؟
لعب دور الغبي، قلت له "وأين نسبة الـ10% الخاصة بي؟"
هاس: وضعناها في بوليصة تأمين في إنجلترا.
إبرا: بوليصة تأمين !! ما تكون تلك بحق الجحيم؟
لم يُخبرني شيء وأنا قلت لنفسي "حسنًا، ربما تكون أي شيء .. بوليصة تأمين !! قد تكون حقيبة بلاستيكية ممتلئة بالأوراق النقدية أو بئر في الصحراء.
قلت له مجددًا: أريد مالي الآن.
هاس: ليس بالإمكان.

يُتابع اللاعب "كانوا مربوطين، يتم استثمارهم بطريقة ما لا أعلم عنها شيئًا. هنا قررت حل الموضوع من جذوره بأن يكون لي وكيل لاعبين. بدأت أؤمن هنا بأن الوكلاء ليسوا لصوصًا وأنه دون وكيل لن أمتلك أي فرصة ودون مساعدتهم ستقف هناك وتسمح للشياطين بالتلاعب بك (يقصد في المفاوضات وإبرام العقود). وبواسطة أحد الأصدقاء، تواصلت مع شاب يُدعى أندريس كارلسون كان يعمل في شركة أي إم جي في ستوكهولم".

ارجو عدم اـــلــــرــــد

راندي سافاج
07-01-2012, 16:42
أنا زلاتان (8) | موسم صعب ونقطة تحول


بداية نعتذر عن التأخير في الحلقة، الأمر خارج عن إرادتنا لظروف وضغط العمل ونعد بألا يتكرر مجددًا .....

يصف إبرا وكيل اللاعبين قائلًا "كان شخصًا جيدًا، لم يكن من أولئك الصبية الذين يرمون العلكة في الشارع أو يتخطون الحدود، لكنه يتمتع ببعض القوة وقد بدا ذلك طبيعيًا. أندريس ساعدني كثيرًا في البدايات. تولى أمر بوليصة التأمين لكن من ثم جاءت الصدمة الثانية وهي أن نسبة الـ10% لم تكن موجودة بل كانت 8% فقط !! وقد اندهشت للغاية وسألته "لماذا هذا؟"، أخبرت أنهم اقتطعوا تلك القيمة فيما يُسمى ضرائب على الراتب وهنا جن جنوني وقلت له "أي هراء هذا !!، تلك حيلة جديدة من ألاعيبهم". ما الذي تتوقعونه؟ كانت تلك مشكلة صغيرة بالنسبة لأندريس وقد استعاد لي الـ2% وفجأة لم يعد هناك أي ضرائب على الراتب. من ثم قطعت علاقتي تمامًا بهاس بورج .. كان درسًا لم أنساه أبدًا وقد علمني الكثير ولا تتخيلوا أبدًا ولو لثانية أني الآن لا أعلم شيئًا عن أموالي وعقودي".

إبرا يؤكد تعلمه من ذلك الدرس بالقول "اتصل بي قبل أيام مينو رايولا وسألني "ما الذي ستحصل عليه من بونيير بخصوص الكتاب (بونيير هي دار النشر التي تولت نشرت الكتاب)" فأجبته "لا أعلم شيء" فقال "هراء، أنت تعلم تمامًا" وقد كان محقًا بالطبع".

يُضيف اللاعب "أصبحت أتفحص كل شيء لأني لن أقبل أن يتم استغلالي أو غُشي مجددًا، حاولت دومًا أن أكون متقدمًا خطوة في المفاوضات وأن أسأل نفسي دومًا "من هم؟ ماذا يريدون؟ ما هي ألاعيبهم السرية؟" ودومًا ما أتذكر ما حدث لأن تلك الأشياء تبقى في ذاكرتي حتى أن هيلينا اعتادت أن تطلب مني عدم الاسهاب بالتفكير بتلك المشكلة .. مثل أن تقول "لقد تعبت من كره هاس بورج". لكن لا، لن أسامحه، لا مجال لذلك .. ما كان يجب أن يفعل ذلك لشاب قادم من الضواحي ولا يعرف شيئًا عن تلك الأمور، ما كان يجب أن يتظاهر بأنه أب إضافي لك وهو يبحث عن كل ثغرة يُوجه لك ضربة من خلالها. لقد كنت في فريق الشباب الشاب الذي لم يؤمن به أحد وكنت آخر شخص يُتوقع أن يتم تصعيده للفريق الاول. لكن حين تم بيعي بمبلغ كبير، كيف كان تصرفهم معي ؟؟ لقد أرادوا حلبي حتى آخر قطرة !! في لحظة كنت أتواجد بصعوبة وفي اللحظة المقبلة كنت أستَغَل. لا لن أسامح وأنا حتى الآن أسأل نفسي "هل كان هاس بورج سيفعل ما فعله معي لو كنت شاب لطيف ووالدي محامٍ؟ لا أعتقد ذلك. تحدثت عن الأمر بالفعل في أياكس بعدها، قلت أشباء مثل "عليه أن ينتبه لنفسه" ولكني لا أظنه استوعب الأمر حقًا. لقد كتب في كاتبه فيما بعد أنه من اكتشفني ومن رعاني".

يُواصل إبرا "أعتقد أنه فهم الأمر فيما بعد، لأننا تقابلت قبل عامين في المصعد وكان ذلك في المجر، كنت مع المنتخب الوطني وفيما كنت في المصعد توقف عند الطابق الرابع وفجأة ظهر هاس بورج يرتدي ربطة عنق، كان في المدينة لرحلة ما وقد مد يده وقال "حسنًا حسنًا، مرحبًا مرحبًا، ما الأمر؟" وما شابه تلك الكلمات. لم يتحرك أبدًا .. كان مجرد وجه بارد وعيون محدقة وبالطبع كان عصبيًا للغاية. مجرد وقف هناك وأنا لم أنطق بكلمة واحدة، نظرت إليه ثم نزلت لبهو الفندق ثم خرجت وتركته خلفي. تلك كانت مقابلتنا الوحيدة منذ ذلك الوقت .. أنا لن أنسى، ويبقى هاس بورج هو الشخص الذي أريد أن أقسمه نصفين".

يعود إبرا للحديث عن أيامه الصعبة في أياكس أمستردام، يقول "كل ذلك آلمني في أياكس، شعرتي أنه تم غُشي واستغلالي وكنت الأسوأ راتبًا في الفريق وجماهير أياكس تُصفر علي والحديث عن ضربي بالمرفق وكل تلك الأمور السيئة، كانت قائمة أخطائي تظهر أمامي حتى حادثة الشرطة تلك في شارع إنداستريجاتان تم الحديث عنها أكثر من 98 مرة. كنت في مرحلة عدم اتزان وقيل أنهم يفتقدون لزلاتان القديم، كان هناك الكثير من الحديث يومًا بعد الآخر وتلك الأفكار كانت تطحنني طحنًا".


يُواصل اللاعب قائلًا "حاولت إيجاد الحلول كل ساعة بل كل دقيقة ولم أستسلم أبدًا .. لا، لا مجال ذلك. أنا لم أتقدم في الحياة بسهولة وربما عديد الناس نسوا ذلك لكني لست الموهوب الذي لمع للتو في أوروبا بل لقد قاتلت ضد والدي ومدربي الذين كانوا ضدي من البداية. تعلمت الكثير لكن أكثر ما تعلمته هو أن أفعل عكس ما يقوله الآخرون .. لقد قالوا أن زلاتان مجرد مراوغ وأن سلوكياته خطأ وأنه كذا وكذا. كان علي الاستمرار وكان علي الاستماع والآن في أياكس حاولت حقًا أن أفهم الثقافة وأن أتعلم كيف أفكر وكيف ألعب".

يُتابع زلاتان "تساءلت عن الذي يجب أن أحسنه، تدربت بجدية وحاولت التعلم من الآخرين لكن في نفس الوقت لم أتخل عن أسلوبي ولم يستطع أحد أن ينتزع روحي الخاصة في اللعب. ليس من باب التحدي أو الصخب لكن مجرد أني شخص مقاتل وحين أدخل الملعب أكون شرسًا للغاية .. ذلك جزء من مزاجي، أنا أطالب نفسي بأكثر ما يطلبه الآخرون مني. ذلك بوضوح كان يُغضب كو أدريانس مني، كنت شخصًا صعبًا بالنسبة له وقد قال فيما بعد "زلاتان يلعب بطريقته الخاصة ولا يلتفت للفريق بلا بلا بلا". هو بالتأكيد يستطيع قول ما يريد وأنا لن أبحث عن الانتقام، أنا أتقبل الوضع لأن المدرب هو الرئيس في فسلفتي وكل ما أستطيع فعله هو محاولة لفت انتباهه وإن لم أنجح في ذلك ولم يحدث شيء".

يدخل أياكس واللاعب مرحلة جديدة، يقول إبرا "لم يحدث شيء باستثناء أننا سمعنا أن كو أدريانس قد يُقال وكانت تلك أخبارًا سعيدة. لقد هُزمنا للتو من سيلتيك في تصفيات التأهل لدوري الأبطال وقد خسرنا أمام كوبنهاجن في كأس الاتحاد الأوروبي ولكني لا أظن أن النتائج هي التي كانت السبب في إقالته لأننا كنا نسير جيدًا في الدوري. لقد أقيل لأنه لم يستطع التواصل مع اللاعبين .. لا أحد كان على اتصال معه، كنا نعيش في فراغ. صحيح أنني أحب الرجال الأقوياء وأدريانس كان قويًا بالفعل لكنه تخطى الحدود .. لم يكن هناك منطق في أسلوبه الدكتاتوري ولم يكن يتمتع بحس الفكاهة مع اللاعبين ولم يكن يفعل شيء. كان السؤال الأهم هنا، من المدرب القادم؟ كان الحديث عن ريكارد وقد كانت سمعته جيدة ليس لأن اللاعب الجيد سيكون مباشرة مدربًا جيدًا لكن لأنه مع فان باستن وخوليت وريكارد كانوا أساطير في الميلان. مع هذا، فقد كان المدرب هو رونالد كومان وهو الرجل الذي أعرفه جيدًا .. فقد كان مسدد رائع للكرات الثابتة في برشلونة، وكان معه رود كرول وهو لاعب آخر ممتاز. وقد لاحظت من البداية أنهم يعرفونني بشكل أفضل وهنا بدأت أتمنى أن تتحول الأمور لصالحي".

ما الذي حدث؟ يقول زلاتان "الأمور أصبحت أسوأ !!، لقد جلست على مقاعد البدلاء لـ5 مباريات متتالية وفي أحد التدريبات طردني كومان وصرخ "اذهب للمنزل، أنت لا تقدم شيء هنا، أنت لست موجودًا هنا، عد إلى منزلك"، بالتأكيد لم أكن موجودًا هناك فقد كان عقلي في مكان آخر. لم يكن بالشيء الكبير لكن الصحافة كتبت عنه كثيرًا، بل حتى مدرب المنتخب السويدي "لارس لاجيرباك" تحدث عن الأمر عبر الصحف وقال أنه قلق بشأني وقد قال أنني ربما أفقد مكاني في المنتخب الوطني .. وذلك لم يكن ممتعًا .. أبدًا، لأنه في الصيف كان سيجري كأس العالم في اليابان وهو الحلم الذي أحلم به طوال حياتي".


مشكلة أخرى واجهها زلاتان، يقول عنها "قلقت أيضًا من سحب القميص رقم 9 مني، لم أقلق بشأن الرقم لأني لم أكن أهتم بما يكتب خلف القميص لكن لأن ذلك سيكون إشارة على أنهم لم يعودوا يثقوا بي أبدًا. في أياكس، يتحدثون كثيرًا عن الأرقام .. رقم 10 يجب أن يمتلك مواصفات محددة ورقم 11 هكذا ولم يكن هناك أفضل من رقم 9 وهو الرقم القديم لفان باستن، كان ارتداؤه يمنحني فخرًا كبيرًا ولكن إن لم تلعب بالشكل المناسب به سيتم سحبه منك .. هكذا كان المبدأ في أياكس. والآن أنا لا أقدم أي شيء ولذا كنت حزينًا وخائفًا من سحب الرقم مني. لم أحرز سوى 5 أهداف في الدوري و6 في الموسم حتى الآن وقد جلست على مقاعد البدلاء كثيرًا وكانت الجماهير تطلق صافراتها وهتافاتها ضدي. حين كنت أقوم بالإحماء كانت الجماهير تصرخ "نيكوس نيكوس ماخلاس ماخلاس". لم يكن المهم كيف مستواه بل كان أنهم لا يريدون تواجدي في الملعب بل يريدونه هو، وقد فكرت هنا وقلت لنفسي "اللعنة، هم ضدي حتى وأنني لم أبدأ اللعب بعد، إن مررت تمريرة سيئة سيقومون بالتصفير والاستهجان أو إعادة الهتاف اللعين "نيكوس نيكوس ماخلاس ماخلاص"". لم يكن الأمر أنني لا ألعب جيدًا فقط بل كان علي التعامل مع تلك الأمور أيضًا".

يُضيف إبرا "نعم، كان يبدو أننا سنفوز بالدوري لهذا الموسم لكن رغم ذلك لم أكد سعيدًا ولا أستطيع أن أكون كذلك حقًا .. فأنا لم أكن جزءًا من ذلك وهذا شيء لا يمكن إخفاءه. كنا كثيرين في مركزنا وكان على أحدنا أن يرحل وقد بدأ أنه أنا، كان لدي ذلك الشعور خاصة أنه عادة ما قيل أنني رقم 3 في الهجوم بعد ميدو وماخلاس. حتى صديقي ليو بينهاكير تحدث للإعلام الهولندي عن الأمر، قال "زلاتان هو عادة من يبدأ الهجمات لدينا لكنه لا يستطيع إنهائها أمام المرمى، إن كنا سنبيعه سنعمل بالتأكيد على بيعه لنادٍ جيد".

يُتابع اللاعب الحديث عن الأجواء السلبية حوله "كان بيعي يلوح في الأفق خاصة أن المزيد والمزيد من التصريحات ظهرت، منها تصريحات المدرب كومان الذي قال "زلاتان هو المهاجم الأفضل مهارة لدينا لكن أن تكون صاحب الرقم 9 في أياكس يتطلب امتلاك خصائص أخرى أشك في أنه يمتلكها". وهنا بدأت حرب العناوين الصحفية، كُتب "الأمر واضح، زلاتان في السوق" وقد شعرت بالأمر .. كان أشبه بأنه سيتم اعتقالي وثقوا بي .. أنا لا أبالغ أبدًا".

يُواصل السويدي "لم أرتق للتوقعات وكانت تلك أول خطوة للخلف حقيقية في حياتي، ولكني مع هذا رفضت الاستسلام. كنت أريد أن أريهم وأثبت لهم قدراتي .. هكذا كانت أفكاري وكانت تدور في رأسي ليل نهار، وبصراحة .. لم أكن مهتمًا إن كنت سأباع أو لا فقد كنت أريد إثبات أني جيد بغض النظر عن ذلك. لكن الأمر كان .. كيف يُمكن أن أفعل ذلك وأنا لا ألعب !؟ عملية معقدة للغاية. كنت أجلس على مقاعد البدلاء وأقفز وأقول لنفسي "هل هم أغبياء أم ماذا؟ .. كان الأمر أشبه بما حدث في فريق الشباب في مالمو".

يختم إبرا الفصل الثامن بالحديث عن نقطة التحول، يقول "تأهلنا ذلك الربيع لنهائي كأس هولندا حيث سنواجه فريق أوتريخت على ملعب دي كويب في روتردام حيث أقيم نهائي بطولة أمم أوروبا قبل عامين. التوتر والضغط كان خياليًا من الجماهير وكان ذلك يوم 12 مايو 2002، المدرجات كان بها كل شيء مثل الألعاب النارية وغيرها من تلك الأدوات. بالنسبة لأوتريخت يُعد أياكس هو العدو الأكبر والفريق الذي يجب هزيمته قبل أي فريق آخر، جماهير أوتريخت كانت مجنونة ومشبعة بالحقد والرغبة في الثأر من انتصارنا بالدوري ونحن كانت فرصتنا لإحراز الثنائية وتأكيد عودتنا للمجد بعد السنوات الصعبة".


يُواصل زلاتان "بالطبع كان وجودي في بداية المباراة صعبًا، جلست على مقاعد البدلاء طوال الشوط الأول وجزء طويل من الشوط الثاني، أوتريخت تقدم 2-1 من ركلة جزاء وهنا جن جنون جماهير أوتريخت. على بُعد خطوات مني كان يتواجد كومان يرتدي بدلته وربطة العنق الحمراء وقد كان مُحبطًا تمامًا، لقد بدا يائس تمامًا وهنا قلت لنفسي "دعني ألعب إذن" .. وبالفعل، دخلت الملعب في الدقيقة الـ78. بالتأكيد كان شيء ما يجب أن يحدث والواضح أني لم أكن صبورًا أبدًا فقد أردت فعل كل شيء مرة واحدة كما اعتدت ذلك العام، ضغطنا عليهم بقوة لكن الوقت كان يمضي وبدا أننا في طريقنا للخسارة. لم ننجح في إحراز الهدف وأذكر أني سددت كرة أعتقد أنها كانت جيدة للغاية لكنها ارتدت من العارضة. انتهى الوقت الأصلي ودخلنا في الوقت بدل الضائع وكنا في حالة يأس كامل، فقد بدا أن الكأس ضاع منا وقد بدأت جماهير أوتريخت الاحتفال في المدرجات .. لقد ملأت الملعب وبدأت ترفع اللافتات وتغني لفريقها ولاعبيها وتُطلق الألعاب النارية. بدأ الوقت يمر ولم يبق سوى 30 ثانية .. 20 ثانية وهنا جاءت كرة عرضية لداخل منطقة الجزاء وتخطت كل مدافعي أوتريخت لتصل لفامبيرتو وهو أحد البرازيليين في الفريق .. ربما كان متسللًا لكن الحكم المساعد لم يراه وقد سدد الكرة نحو المرمى وهنا رفعت جماهير أوتريخت أيديها إلى رؤوسها غير مصدقة لما حدث. لقد عدنا للمباراة وهربنا من الخسارة في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع".

يُكمل إبرا قصة المباراة المثيرة "لقد أعيد فتح المباراة من جديد، والعديد من الأوقات الإضافية للمباريات كانت تُحسم وقتها بالهدف الذهبي أو هدف الموت المفاجئ مثلما كان يُسمى في الهوكي ويعني أن الفريق الذي يُسجل الهدف يُعلن فائزًا في المباراة وهذا كان الوضع الآن فاللقاء سيُحسم بالهدف الذهبي والفريق الذي يُسجل سيحسم المباراة لصالحه فورًا ... بقي 5 دقائق على نهاية الوقت وهنا جاءت لي كرة جديدة وتلك المرة من الجانب الأيسر، قفزت ولعبتها برأسي لتبتعد الكرة لكني بعد قليل عادت لي وقد استقبلتها على صدري وكنت تحت ضغط دفاعي كبير لكني التفت وسددت نحو المرمى .. لم تكن تسديدة رائعة كثيرًا .. الكرة ارتطمت بأرض الملعب ومن ثم .. يا إلهي .. لقد دخلت المرمى وأنا خلعت قميصي وجريت ليسار الملعب مجنونًا ومستمتعًا ومن ثم بدأت أصرخ حتى أنك تستطيع مشاهدة ضلوعي في تلك اللقطات. كان موسمًا صعبًا وقاسيًا .. كان هناك الكثير من الضغوطات علي وأدائي لم يكن جيدًا خلال فترة كبيرة من الموسم لكني الآن عدت .. لقد عدت مجددًا .. لقد أريتهم جميعًا .. الملعب كان مجنونًا والجماهير ما بين السعادة والإحباط .. لكن الأهم من كل هذا أني أذكر كومان .. لقد جري إلي وشد أذني وقال "شكرًا جزيلًا لك، شكرًا جزيلًا لك" ... كانت متعة كبيرة لا يمكن وصفها .. جريت هناك مع الفريق بالكامل ومن ثم خرج مني كل التوتر والضغط الذي عانيت منه".

http://www.youtube.com/watch?v=31cPWCWdDvU ملخص


ارجو عدم الرد ... نكمل غدا انشاء الله

الفارس077
07-01-2012, 19:14
مشكووور ويعطيك العافيه

Mad-World
08-01-2012, 01:46
يعطيك العافيه أخوي :smug:

النقل ممنوع نهائيا من أي موقع كان ^_^

يرجى مراجعه ~ قـوآنيـن ميجـآسـبورت [ مـحدث ] (http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=581902)

يغلق